ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

جبهة الخلاص الوطني .....

أين أصاب الإخوان المسلمون وأين أخطأوا؟

الطاهر إبراهيم*

رغم كل الأعاصير التي عصفت بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1979 عند ما خرج الخلاف بين الإسلاميين وبين النظام السوري إلى العلن، حيث بلغ الصدام ذروته بين عامي 1979 – 1982 ،بعد أن قام النظام بتطويق مدينة حماة، وقصفت بالمدفعية وراجمات الصواريخ، ما يمكن اعتبار أن الصدام المسلح وضع أوزاره بعدها .وخلال عقدين كانت الجماعة تتعرض إلى ضغوط استهدفت إضعافها ومن ثم شطبها أو تفتيتها ووضعها خارج المعادلة السورية. ولا نذيع سرا عندما نقول أن الجماعة استطاعت أن تصمد في وجه تلك الأعاصير العاتية، ولكن كان ذلك على حساب قوتها وتماسكها حيث تعرضت إلى انشقاق في عام 1986 ،انتهى عمليا عندما أعيد توحيد الجماعة في عام 1993 .

ودون الدخول في التفاصيل، وكما يقول المثل "رب ضارةٍ نافعة"، فإن اضطرار المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين المحامي "علي صدر الدين اليانوني" إلى تركه البلد العربي المضيف لأسباب إقليمية ،ولجوئه إلى بريطانيا أواخر عقد التسعينيات، كان فاتحة عهد جديد في تاريخ الجماعة، استطاعت بعده أن تقفز قفزات سياسية وإعلامية استراتيجية، بعد أن كانت محكومة بما تقتضيه سياسات الدول العربية المضيفة، رغبة من هذه الدول أن لا يؤدي وجود الإخوان المسلمين على أراضيها إلى توتر في علاقاتها مع النظام السوري، مع حرصها على فتح أراضيها أمام الإخوان السوريين لا كسياسيين، بل كلاجئين عليهم احترام السياسة العامة لتلك الدول. وكان هذا الوجود القلِق يقتضي من الإخوان المسلمون أن يزنوا بياناتهم وتصريحاتهم بميزان الذهب، مراعاة لهذه الدولة العربية المضيفة أو تلك.

ولقد كان "ميثاق الشرف" الذي وزعته جماعة الإخوان المسلمين في 3 أيار 2001 أولى هذه الخطوات. فقد نشرته ،كاملا، معظمُ الصحف العربية المهاجرة وبعضٌ من الصحف الوطنية في كثير من الأقطار العربية. وحظي الميثاق بدراسات مستفيضة من قبل مفكرين عرب كان أكثرهم من لبنان والأردن وفلسطين. ولم يقف السوريون بعيدا عن الميثاق يوم كانت زهور "ربيع دمشق" ما تزال تتفتح من أكمامها. وكان مؤتمر "ميثاق الشرف الوطني" الذي عقد في "لندن" أواخر آب 2002 هو الخطوة التالية، حيث انبثق عنه لجنة تحضيرية تجتمع دوريا. وقد ضم اللقاء، إضافة إلى أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، أعضاء يساريين وقوميين وبعثيين منشقين ونصارى. وقد مثل هذا المؤتمر أول لقاء بين أطيافٍ سورية، كانت إلى عهدٍ قريب تقف في خنادق متعادية أيديولوجيا وسياسيا.

ولاننسى ،ونحن نستعرض الخطوات السياسية التي خطاها الإخوان المسلمون على طريق التواصل مع الآخر، إنجازَهم الكبير لمشروعهم السياسي على صعيد بلورة "رؤية الذات"، وهو المشروع الحضاري الذي مثّل رؤيتهم السياسية لسورية المستقبل، الذي أشهروه في مؤتمر عقد أواخر عام 2004 في "لندن"، حظي بتغطية إعلامية وحضور طيف سوري تمثلت فيه معظم الاتجاهات المعارضة على الساحة السورية. 

وإذا كانت الخطوات السابقة وغيرها تمت بمبادرة ذاتية من جماعة الإخوان المسلمين فإن انضمامها إلى الموقعين على "إعلان دمشق" في خريف عام 2005 ،كان خطوة مشتركة جمعت أحزابا سورية من المعارضة في داخل سورية مع معارضة الخارج، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. غير أن قوى "إعلان دمشق" عجزت عن أن تترجم هذا الإعلان إلى تحرك سياسي فاعل، وبقي محصورا ضمن النطاق الإعلامي.

وتبقى الخطوة الأهم على صعيد المعارضة السورية، تلك التي انبثقت عنها "جبهة الخلاص الوطني" وترجمها إلى واقع سياسي كل من المراقب العام للإخوان المسلمين المحامي "علي البيانوني"، ونائب رئيس الجمهورية السابق الأستاذ "عبد الحليم خدام" في مؤتمر "بروكسل" الذي جمعهما في 17 آذار "مارس" 2006 . كما عقدت "الجبهة" مؤتمرها التأسيسي الأول في "لندن" يومي 4 و 5 من حزيران "يونيه" الجاري انبثق عنه ثلاثة تشكيلات هي "المؤتمر العام" وضم  أكثر من ستين شخصية معارضة سورية، والمجلس الوطني وهو هيئة وسيطة بين المؤتمر والأمانة العامة التي ضمت 11 شخصا كقيادة سياسية للجبهة.

ويبقى السؤال الأبرز الذي كان محور تساؤلات المواطنين السوريين في الداخل والخارج: إلى أي مدى كانت خطوة الإخوان المسلمين بتحالفهم مع خدام موفقة وفي الاتجاه الصحيح؟ هذا السؤال يحتم علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الخطوات السابقة وما تنم عنه.

ومن دون أن يأخذنا "الوهم" إلى مواقع غير حقيقية، فإن الإخوان المسلمين وُوجهوا بمواقف متريثة –إن لم نقل مشككة- من قوى إعلان دمشق. كما أن الموقف الشعبي كان عاتبا إلى حد بعيد، بسبب الموقع الذي كان يشغله "خدام" في النظام السوري على مدى أربعة عقود، وما يُوجّه إليه -كما إلى كل أعمدة النظام- من تهم الفساد والإثراء غير المشروع، مع أن الأستاذ البيانوني بيّن في أكثر من مناسبة أن الإخوان المسلمين يتعاملون حاليا مع "خدام" السياسي المعارض، وأن التدقيق في التهم المنسوبة إليه وإلى غيره بالفساد، مكانها القضاء السوري النزيه في دولة سورية ديموقراطية. فهل يقنع ذلك التبيين العاتبين؟ تلك قضية 

أخرى تبقى في مكنون الغيب. 

وتأتي القضية الثانية التي تفرض نفسها بإلحاح من خلال تساؤل المراقبين عن مدى قدرة هذه الجبهة على المساهمة في التغيير المنشود في سورية، وفق ما جاء في البيان الختامي لمؤتمر "الجبهة" الذي انعقد في لندن، حيث شدد الحاضرون: "على أن خيارهم الاستراتيجي هو تغيير هذا النظام". وبنفس الاعتبار السابق، فإن الكثيرين من الذين شاركوا في مؤتمر الهيئة التأسيسية للجبهة لا يأخذهم الوهم بعيدا، بحيث يعتقدون أن مكوناتها قادرة لوحدها على إحداث هذا التغيير.

ولن أكون مغاليا عندما أؤكد بأن أحزاب المعارضة السورية مجتمعة ،بمن فيها جماعة الإخوان المسلمين، غير قادرة على إحداث التغيير، بسبب القمع والاستبداد الذي أوقعه على السوريين نظامٌ اعتمد الحل البوليسي سياسة بدلا من الديموقراطية، ما لم يطرأ طارئ يخل بموازين القوى على الساحة السورية.

وحتى لا يجنح الخيال بعيدا عند البعض نحو التدخل الخارجي -وهو غير مستبعد ،على كل حال، لا لنصرة المعارضة وإنما لأسباب تتعلق بالحسابات الخطأ عند النظام- ،فإني أؤكد أن هذا الطارئ يتعلق أولا بأخطاء النظام، وبسبب السياسات الفاشلة ودورانه حول مصالح ضيقة لمراكز القوى. وقد يتكفل بالأمر نفاد صبر الشعب السوري وإحساسه أن السكين صارت قاب قوسين أو أدنى من رقاب المواطنين. 

ولأن الموضوع ذو شجون، ولا يحيط به مقال من ثلاث صفحات، نؤكد بأن أحد الأسباب  التي دعت الإخوان المسلمين لتشكيل الجبهة هو سعيهم إلى تشجيع رموزٍ في النظام الحالي إلى التخلي عنه والانحياز إلى التغيير، ومن ثم جمع أكبر عدد من المعارضين السوريين في جبهة واحدة لإحداث هذا التغيير. يبرز وجاهة هذا السبب أن النظام ما يزال يعتقد بأن واشنطن غير جادة في التغيير طالما أنه قادر على تقديم خدمات. وأن أكثر ما يخيف النظام حدوث انشقاقات داخله، والانضمام إلى المعارضة، اقتداء بما فعله خدام. وفي هذا السياق مُنع عدد كبير من رموز سابقين ،وبعضهم مقرب جدا مثل "علي دوبا"، من مغادرة سورية.

يبقى أن نذكّر بأنه إذا كان الاستئصال يثير الأحقاد في الأمة، فإن إقصاء الآخر يعيدنا إلى المربع الأول في أبجدية الأنظمة المستبدة. ومقتضى الحال أن نرحب بكل من ينضم إلى المعارضة من داخل النظام ومن خارجه.

*كاتب سوري / عضو الهيئة التأسيسية في جبهة الخلاص

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ