ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أشواكٌ

في طريق جبهة الخلاص الوطني

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

لا شك أنّ تأسيسَ جبهة الخلاص الوطني قد لَقِيَ اهتماماً واسعاً، داخلياً وعربياً ودولياً، ولم تتعرّض  أية جهةٍ من جهات المعارضة السورية للتقويم والتفنيد والتعليق والتحليل، كما يحدث هذه الأيام بحق جبهة الخلاص.. وذلك لاعتباراتٍ حقيقية، هي أنّ الجبهة جمعت بدايةً بين طرفَيْن مُهمَّين اعتُبرا طوال أربعة عقودٍ على طرفي نقيض، وهما : الإخوان المسلمون، والسيد عبد الحليم خدام، نائب رئيس الجمهورية السابق، وأحد أركان النظام السوري الذي ما يزال يَعتبر حربَه الطويلة التي شنّها على الإخوان المسلمين، مستمرةً بكل عناصرها ووحشيّتها ورعونتها، من غير النظر إلى مصلحة الشعب أو الوطن السوريّ، لا تحرّكه في ذلك إلا دوافع الحقد الأعمى، الذي طمس على بصر هذا النظام المستبدّ وبصيرته.. وهنا نسجّل للمتحالفين الجدد، خاصةً للإخوان المسلمين، نقطةً ناصعة، لأنهم استطاعوا التغلّب على أنفسهم لمصلحة شعبهم ووطنهم، على ما في هذا من كظمٍ للنفس، نأياً بها عن كل دوافع الحقد والثأر والغِلّ !..

لقد انقسم الناس في آرائهم وسياساتهم تجاه جبهة الخلاص الوطني إلى أصناف، وإذا استثنينا الصنف المؤيّد للجبهة علناً أو سراً أو ضمناً.. فيمكن أن نذكرَ من أصحاب الآراء والسياسات :

- المعارضين المنتقدين.

- والمتواطئين مع النظام الحاكم.. وهؤلاء لسنا بحاجةٍ للتعليق على مواقفهم، لأنهم منسلخون عن قضايا شعبنا الوطنية أصلاً، ومشتركون في كل الجرائم التي تُرتَكَب بحقه منذ ثلاثةٍ وأربعين عاماً.

من المعارضين المنتقدين :

- أصحاب الرأي الحقيقي الذين لم تكتمل لديهم صورة التحالف الجديد، وهؤلاء ما يزالون يقعون تحت سطوة سوء الفهم، وجهل حقائق الأشياء في التحالفات السياسية.

- ثم أصحاب الهوى والعُقَد الشخصانية، والتركيبة النفسية التي تدفع صاحبها إلى خانة العمى التام، حين لا يتمكّن من تحقيق طموحاته الشخصية بالبروز أو الظهور مادةً أساسيةً لكاميرات وكالات الأنباء والأضواء الكاشفة، بُغية صناعة مجدٍ شخصيّ، تحكمه محدودية العقل والتفكير وسقف التشوّهات النفسية العميقة.. وذلك مهما زعم هؤلاء من مزاعم، ومهما غلّفوا ذرائعهم بأغطية الحرص على الديمقراطية والحميّة المصطنعة لحمايتها !..

هناك جمع ثالث من المنتقدين، ما يزال يتخذ مواقفه الهجومية أو السلبية من جبهة الخلاص الوطني، بناءً على مصلحته الحزبية والشخصية، من غير النظر إلى مصلحة الشعب أو الوطن السوري، ويدخل في هؤلاء، كل فئةٍ تستفيد من استمرار النظام السوريّ القمعيّ، الذي يضطهد شعبَه ويحكمه بالحديد والنار والقتل وسفك الدماء والتآمر والخزي والامتهان.. فهؤلاء وأمثالهم يستثمرون علاقاتهم مع النظام ضد سورية الوطن والشعب، بدعاوى زائفةٍ باطلة، لا تغيب عن أهل الحصافة والسياسة والعقيدة، مقابل ثمنٍ بخسٍ يقبضونه من أرصدة شعبنا وثرواته التي ينهبها النظام، ليشتريهم بها ويشتري مواقفهم، ويموّل تحرّكاتهم للتسويق له، ولتزييف حقيقته البشعة، بناءً على هوىً ومصلحةٍ ذاتيةٍ صرفة.. وهذا الصنف من الناس سيكسب النظام آنياً، ويكسب دولاراته وفنادقه ذات النجوم الخمسة.. لكنه على المدى المنظور سيخسر شعبنا السوريَّ كله، يوم تدقّ ساعة الحقيقة وتنخلع الغشاوة عن الأبصار والبصائر.. فلينظر أشخاص هذا الصنف ملياً في مواقفهم ورؤاهم، وفي تحرّكاتهم لصالح نظامٍ مستبدٍ متسلّطٍ جزّار، سفك من دمائهم ودمائنا أضعاف ما سفكه عتاة الكيان الصهيونيّ السفّاحون.. علماً بأننا نعذر بعضهم في استثمار علاقاتهم سياسياً، لكننا أبداً لا نقبل بأن يحوّلهم النظام الجائر إلى موظَّفين حكوميين، وناطقين رسميين باسمه، ومحاربين بسيفه ضدنا، ورافعين لشعاراته الباطلة، ومشوِّهين لنا ولمواقفنا وثوابتنا وحقيقة تحالفاتنا السياسية.. وليس أوضح من تهافت دعاوى هؤلاء وبطلانها، من أنهم يبيحون لأنفسهم –ونحن نعذر بعضهم في ذلك سياسياً- التحالفَ السياسيَّ مع نظامٍ خائنٍ سفّاحٍ إرهابيٍ وضيع، ثم يستنكرون علينا التحالفَ مع حليفهم السابق، الذي انشق عن النظام، ونأى بنفسه عن حثالته، وعن فجوره وانتهاكاته بحق وطننا وشعبنا.. نعذر بعض هؤلاء بأي موقفٍ يرونه مناسباً لخدمة قضيتهم، لكننا نستنكر عليهم أن يصطفّوا إلى جانب الخونة السفّاحين، ضدنا وضد قضايانا وقضايا شعبنا، وضد كفاحنا وجهادنا لتحقيق حريّتنا وحرية وطننا وشعبنا، وقد غاب عن هؤلاء لسببٍ أو لآخر، أنّ سورية الحرة الكريمة المحكومة بالعدل والقسط، خيرٌ لهم ولقضيّتهم من سورية المضطَهَدة المُستَعْبَدَة، التي (طوّبوها) لأسرة الأسد المجرمة الفاجرة، فأصبحوا يطلقون عليها اسم : سورية الأسد !..

إنّ ذريعة الممانعة والصمود والتصدّي، التي نجح النظام الباطني في تسويقها على المغفَّلين أو المتغافلين من أصحاب المصالح الذاتية.. قد سقطت منذ زمنٍ بعيد، وذلك عند أسوار الجولان المحتلّ منذ أربعين عاماً بلا أية مقاومة، وعند أعتاب تل الزعتر وطرابلس والبدّاوي وعين الحلوة والكرنتينا، وعند حدود دويلة العميل سعد حداد التي صُنِعَت على أعين قوات النظام، وعند اتفاقيات الخطوط الحمر والخضر واتفاق الأسد-مورفي في لبنان الشقيق.. كما سقطت في زنازين سجن فلسطين بدمشق.. وفي حَفر الباطن.. وطوال ثماني سنواتٍ من الحرب الطائفية الفارسية ضد العراق العربيّ المسلم.. وسقطت في لحظة المصافحة (العار) المتلفَزَة أثناء جنازة البابا في الفاتيكان.. وسقطت في مجازر تدمر وحماة وجسر الشغور وحلب وحمص واللاذقية.. وسقطت في السجون الصحراوية والمخابراتية، التي ما يزال ثلاثون ألفاً من السوريين والأردنيين والفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين.. مفقودين وراء قضبانها، لا يُعرَف هل هم في عداد الأحياء أم الأموات.. وهي تسقط يومياً أثناء إطلاق تصريحات رأس النظام الباغي، باستعداده لمزيدٍ من الارتماء في أحضان (السي آي إيه)، لتقديم خدماته فيما يسمى بمكافحة الإرهاب، الإرهاب الذي هو تهمة أميركية صهيونية جاهزة بحق المقاومة الفلسطينية والعراقية والأفغانية.. كما سقطت منذ أول لحظةٍ كشف فيها زعماء الكيان الصهيونيّ حقيقةَ أنّ نظام بشار الأسد هو خيار صهيونيّ، ينبغي المحافظة عليه ومَدّه بأسباب البقاء والاستمرار.. فهل بعد كل هذا السقوط المريع، يمكن لكائنٍ مَن كان، أن (يبيض) علينا وعلى شعبنا، وطنيةً وحرصاً وتبريراً وتسويغاً، وشرفاً رفيعاً، وتسويقاً لنظامٍ ظالمٍ خائنٍ لشعبه ووطنه وأمّته ؟!..

لا يفوتنا هنا، أن نتوجّه بخالص الشكر والتقدير والعرفان، لمن آثروا الشدّ على أيادي المكافحين من أبناء شعبنا ضد الدكتاتورية الظالمة، وانحازوا إلى قضايانا الحق ضد باطل النظام، وكانوا منسجمين مع العقيدة التي يحملون، ومع الأهداف السامية التي يرومون.. فلم تسرقهم أكاذيب النظام المجرم، ولم تستهبلهم كل دعاواه الزائفة الساذجة في الممانعة والصمود والتصدّي.. فكان من هؤلاء الأوفياء : الحركة الإسلامية في باكستان بزعامة الشيخ (قاضي حسين أحمد) حفظه الله، والحركة الإسلامية في اليمن الشقيق، وغيرهم من شرفاء العرب والمسلمين.. كما لا يفوتنا أن نتوجه إلى الشعب اللبنانيّ الشقيق بكل مشاعر الفخر والشكر، لفضله في تلقين النظام السوريّ الفاسد دروساً في العزة والكرامة والحرية، حين استطاع أشقاؤنا اللبنانيون بكفاحهم المرير، أن يتحرَّروا من تسلّط مجرمي الطغمة الأسدية المارقة، وأن يردّوهم إلى جحورهم، يَمضغون المرارات، ويَكتوون بعقابيل ظلمهم وجرائمهم ونهبهم وفسادهم !.. فلكل هؤلاء خالص التحايا الأخوية وأصدقها، وشعبنا لن ينسى لهم مواقفهم المشرّفة، يوم يُذكَر الناس في صفحات أصدق الأنصار وأشدّهم ثباتاً على الحق.

أما الجمع الرابع من المنتقدين، الذين يفضّلون شرّ الاحتلال على شرّ الاستبداد، مَن يظنّون أو يتوهّمون، بأنّ ركوب ظهور الدبابات الاستعمارية أقصر طريقٍ لتحقيق المجد الشخصيّ.. أو من أولئك الثرثارين الذين لم يبيعوا شعبهم طوال أربعين عاماً، سوى الكلام الفارغ، والشعارات الطنّانة، والخيالات المريضة، والمزاودات الرخيصة.. فهؤلاء جميعاً ما تزال لديهم فسحة من الوقت، لابتلاع ألسنتهم أو قطعها، لا فرق، فالشرف الرخيص لم يكن يوماً في نظر شعبنا، إلا رخيصاً مُهْمَلاً، بل مَوْطِئاً حتمياً لكل الأقدام، سواء أكانت أقدام الشرفاء، أم أقدام الأرباب المزيَّفين الذين يعمل أولئكَ بخدمتهم ولحسابهم !..

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ