ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 22/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الخوف في سورية سيّد المواقف ..

لانعدام الحوار بين الشركاء في الوطن ..!

عبد الله القحطاني

أ-  ثلاثة وأربعون عاماً من القمع السلطوي والإرهاب البوليسي ، كافية لأن تزرع الخوف في نفوس المواطنين جميعاً ، بلا استثناء ..! ولكل نوع من الخوف ، نوع من البواعث في نفوس أصحابه :

1- خوف المتسلطين على سلطتهم : ( وهذا من الخوف المرَضي التاريخي المزمن، لاعلاج له إلاّ بإسقاط الزمرة المتسلطة ، حتى لايبقى لديها ماتخاف عليه !)

 *- خوف الرفاق ، من غدر رفاقهم بهم ، والاستئثار بالسلطة دونهم : ( وقد أدمَن الرفاق هذا الخوف ، عبرَ مسيرتهم الطويلة نحو السلطة ، ونحو الاستئثار بها ، من خلال تجاربهم المشتركة ، بعضهم مع بعض ، وتصفية بعضهم لبعض ، تحت لافتات كثيرة وذرائع شتى ..! آخرها لافتة (الحركة التصحيحية) ، بذريعة إبعاد (العقلية المناورة !) عن قيادة الحزب والثورة والدولة . وقد استمرت هذه الحركة حتى اليوم ، بعد ثلاثين سنة في عهد الأسد الأب ، مع ست سنوات هي مسيرة (الاستمرار والتطوير!) في عهد الأسد الابن ..! وقد جرى فيها من التصفيات مايعرفه الرفاق جميعاً ، قبل أن يعرفه شعب سورية كله ..!).

*- خوف الرفاق المتسلطين من الأطراف الأخرى : وهذا داء مزمن قاتل أيضاً ، يجعل الرفاق في السلطة ، في حالة توجّس دائم ، وقلق مستمر، يراقبون كل كلمة وحركة ، من كل مواطن ، عبر آلاف الجواسيس ( المخبرين !) المسخّرين لهذه الغاية .. فيعتقلون هذا الصحفي لمقالة كتبها في جريدة ، وذاك المراهق لرسالة أرسلها ب(الإيميل) إلى صديق ، وذلك العجوز لكلمة ندّت عنه في حوار مع جار أو قريب ..! وينطبق عليهم مدلول الآية الكريمة : ( يَحسبون كلّ صيحة عليهم..) !

* خوف الحكّام من إسقاطهم عبر الضغوط الدولية : ولاسيما من خلال النتائج التي ستظهرها لجنة التحقيق الدولية ، حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني ، رفيق الحريري، يرحمه الله ، والتي تَحمل مقدماتُها إشارات قوية ، حول تورط المجموعة الحاكمة في سورية ، في عملية الاغتيال الإجرامية البشعة ..!

* خوف المنتفعين من وجود المجموعة الحالية في السلطة ، على منافعهم ، من الضياع :

  وهؤلاء فريقان : داخلي وخارجي ..

-  أمّا الفريق الداخلي فيتكون من : /1/ أصحاب المناصب المرتبطة بهذه المجموعة تحديداً .. فإذا زالت هذه المجموعة ، زالت معها هذه المناصب ( مناصب : حزبية ـ عسكرية ـ أمنية ـ إدارية ..!).

  /2/ أصحاب الامتيازات المالية ، الذين يدورون في فلك هذه المجموعة : تدعمهم بسلطتها ، ويدعمونها بأموالهم ( أرصدة خاصة لحسابهم في المصارف والمؤسسات المالية الداخلية والخارجية ..!)

-  وأمّا الفريق الخارجي ، فيتكون من مجموعات الهتّافين والمصفّقين ، بأكفّهم وحناجرهم وأقلامهم: فهولاء يخافون أن يخسروا، في حال سقوط الزمرة الحاكمة،  متعةَ الهتاف والتصفيق ، وما يصاحبها ويتلوها من متع أخرى ، تجلبها لهم بركة الجهود التي تبذلها أكفّهم وحناجرهم وأقلامهم ..!

2- خوف الشعب ( وهو خوف متعدّد الوجوه) : / وهذا من الخوف العرًضي المشروع واجب المعالجة ..! /

   الخوف من بقاء هذه المجموعة على صدره ، وهو يرى ماتفعل بالبلاد والعباد ..!

   الخوف من بطشها ، إذا تحرك حركة ينقذ فيها نفسه ، ويحرّر بلاده من الاستبداد المزمن ، والفساد المستشري الذي تغلغل في كل شيء ..!

   الخوف من أن يؤدّي سقوط المجموعة المتسلطة ، إلى كوارث ومآسٍ كالذي يحصل في العراق ( وهذا ماتحاول الزمرة الحاكمة أن تشيعه بين الناس داخلياً وخارجياً ، مع الفرق الكبير بين الحالتين ..!) .

   خوف قسم كبير من أبناء الطائفة العلوية ، من ردود فعل شعبية انتقامية ضدّها ، بسبب ممارسات المجموعة الحاكمة ، التي أوهمت الأكثرية من أبناء الطائفة ، أنها تحكم البلاد باسمها ولمصلحتها ، وأن سقوط المجموعة سينعكس وبالاً على الطائفة كلها ..! / وهذا خوف موهوم ، صنعه حافظ أسد في مرحلة ما ، ليقوّي دعائم سلطته .. ثم بدأ يوظفه حتى داخل الطائفة نفسها، بإخافة المجموعة الملتفّة حول سلطته من المجموعات الأخرى..! وورث ابنه عنه هذا التوظيف الأناني المقيت ..!/

3- خوف القوى السياسية الخارجية ، العربية والدولية ، من أن يؤدّي سقوط الزمرة الحاكمة إلى فوضى ، لعدم وجود البديل المريح ( وكل فريق يرى بديلَه المريح من زاوية مصلحته الخاصّة .. فما يريح هذا قد لايريح ذاك ..!) ./ وهذا الخوف هو من النوع الأناني الخبيث ، لابدّ من مواجهته بجهد واعٍ مستمر بنّاء..!/

4- خوف القوى المعارضة ، ذو الوجوه المتعددة :/وهذا ، بجملته ، من النوع العرَضي المشروع ، واجب المعالجة ..!/

   خوف المعارضة في الداخل ، من بطش الأجهزة القمعية ، المستمر ليلاً ونهاراً ..!

   وخوف المعارضات الضعيفة ، من انفراد المعارضة القوية ، بالهيمنة على ساحة العمل السياسي ، وما فيها من نفوذ ومواقف وقرارات .. وتهميش المعارضات الأخرى الصغيرة ..! / ويمكن وصف هذه الحالة ، في مرحلة المعارضة بأنها : خوف من سيادة متوهمة ، قد تمتلكها المعارضات الكبيرة ، فتحرم بها المعارضات الصغيرة ، من سيادة متخيّلة ..! وكل ذلك في دائرة الصفر..! إذ لا شيءَ أصلاً هنا ، يحقّق لأحد سيادة ، أو يَحرم أحداً من سيادة ..!/

   وخوف المعارضات الكبيرة ، المنضبطة سياسياً وخلقياً ، من نيّات بعض المعارضات الصغيرة وارتباطاتها ، واحتمال أن يكون بعضها مستأجَراً لحساب هذا الجهاز الاستخباري أو ذاك .. ولمصلحة هذه الدولة أو تلك ..!

ب – البديل : الحوار الجادّ الهادف ، من خلال عناصر مؤهّلة له ، تملك آلياته وأخلاقياته .. ويتمثل هذا في :

* تشكيل شبكة واسعة من المحاورين ، من سائر الفرقاء على الساحة ، وفي شتى مواقع المعارضة ، في الداخل والخارج .

* وضع معايير وضوابط للحوار، كيلا يصبح وسيلة لإضاعة الوقت ، أو ميداناً للمهاترات ، أو ساحة للمناورات ، ينصب فيها المغرضون شِباكهم للعبث بالمعارضة ، تحت لافتة الحوار ، وتحويل أنظارها عن أهدافها الأصلية ، إلى أهداف هامشية هزيلة ، أو إلى صراعات عبثية ، بين قوى المعارضة ذاتها، والانشغال بها عن معارضة السلطة المستبدّة الفاسدة ..!

* وضع نقاط محدّدة ، تكون موضوعات للحوار ، وتنحصر كلها في قضية المعارضة، من حيث أهدافها ، وآليات عملها ، وبدائلها المتاحة ، الممكنة والمجدية ..!

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ