ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

 (إلى فارس الحقيقة : تيسير علّوني)

أسقطوا أنفسهم ورفعوك ياتيسير .. فحمداً لله.. وهنيئاً لك.

عبدالله القحطاني

1- إنها حكمة الله ياتيسير.. أرادت لك خيراً ممّا أردتَ لنفسك ..!

   أرادت لك أن تكون مصباحاً كاشفاً لحقيقتهم في أفغانستان ، فكنتَ.. فكَشفَ الله بك زيفَهم وزيغَهم ، وعرّى دعاواهم مِن بَهرجها الخادع ، فظهروا أمام أنفسهم وأمام الخلق ،على ما هم عليه : كذَبةً منافقين ، مخادعين مزيّفين ، لايؤمنون بمبدأ ، ولا يحترمون قيمة إنسانية ، ولا فلسفة لديهم ، سوى فلسفة الشيطان نفسه :

         ( كل متاح مباح !) وأرادوا قتـلَك هناك ، فنجّاك الله منهم ، وقتلَهم بغيظهم..!

   ثم جئتَهم في بلادهم ، على قدَر ، لتكون مصباحاً كاشفاً لحقيقة أخرى ، أمَرّ من الأولى وأدهى ..! هناك في الشرق ، في مَراتع بَغيهم وعدوانهم ، كشفتَ زيف ساستِهم وعسكرهم ..! وهنا في بلادهم ـ حيث أنت اليوم ـ في مَرابع حضارتهم وثقافتهم ، كشفتَ زيف قَضائهم وقُضاتهم ، وزيف قانونهم وعدالتهم ، وزيف ما يدّعونه ويتبجّحون به ، من قيَم حضارية وأخلاق إنسانية ..! وهذه أخطر من تلك ألف مرّة ، لأنها سَهم في القلب ، وضربة في الصميم ( وسبحان القائل : ومارمَيتَ إذ رميتَ ولكنّ الله رمَى) ..!

   حين يظلَم فَرد ما ـ في دولة تحترم قوانينها ـ مِن قِبل سلطة تنفيذية ، قد يلحأ إلى سلطة تنفيذية أعلى ، فإذا ظلَمته الثانية لجأ إلى الإعلى .. فإذا لم يجد إنصافاً عند هذه ، لجأ الى الحصن المنيع ، حصنِ العدالة ، ومربع الحقّ والإنصاف .. القضاء ! عِزِّ الدول ، ومَنارةِ قيَمها وحضارتها ومثلها وأخلاقها..! ينصِف الصغير من الكبير ، والضعيف من القويّ ، والبائس من المتجبّر، والمظلوم من ظالمه، والمرؤوس من رئيسه ..! إنه ملاذ الجميع ، وموضع ثقة الجميع ، ومبعث الأمن والطمأنية للجميع..! وهذا ما كانوا يدّعونه ويتبجّحون به ( إنه قضاؤهم العادل النزيه ..!) .. وقد كشفه الله بك ياتيسير ..! فماذا بقي لديهم ممّا يفخرون به، ويتيهون به على الشعوب الضعيفة المقهورة المتخلفة ، بعد هذا ..!؟

-  حياتهم الاجتماعية ـ الأسَرية منها تحديداً ـ منخورة متآكلة ، كشَفها الباحثون والدارسون وعلماء الاجتماع لديهم ، منذ عشرات السنين ، وبمئات الكتب والدراسات ..!

-  نفسيّات أفرادهم منخورة متآكلة مهترئة ، يلفّها، ويتغلغل في أعماقها، القلق والضياع والحيرة والبؤس ـ برغم كل مالديهم من بهرج ومال ومتاع ـ ومَلاذهم منها هو عالم الجريمة والمخدّرات .. والانتحار! وهذا ماكشفه أحد كبار كتّابهم ( كولن ويلسون ) منذ حوالي نصف قرن ، في دراسة تحليلية لشخصيات أبرز كتّابهم ، وشخصيات أبرز أبطال رواياتهم .. في كتابه المشهور ( اللامنتمي ) !

-  نظرياتهم الفلسفية ، في الاجتماع والاقتصاد ، وعلم النفس والتربية ، بارت كلها ..! وهاهي ذي نتائجها البارزة الصارخة في حياتهم اليومية ، تؤكّد كل ساعة بَوارها وإخفاقها ، على مستوى التفكّك الاجتماعي المدمر للفرد والأسرة ، وعلى مستوى الجشع الاقتصادي ، المهلك لفقراء بلادهم الأفراد، ولفقراء العالم شعوباً وأفراداً..! وعلى المستوى التربوي والنفسي ، الذي تعبّر عنه جيوش الجانحين والمجرمين ، ومدمني المخدّرات ، وقتلة الطلبة والمعلمين في المدارس ..!

-  فماذا بقي لهم من حضارتهم ياتيسير .. بعد أن كشف الله بك ، وبالمظلومين  من إخوانك ، في محاكمهم ـ في سائر دولهم التي تدعي الحضارة والتمدّن واحترام حقوق الإنسان ـ ، زيفَ قضائهم وعدالتهم..!

-  لم يبق لديهم ما يفاخرون به علينا، سوى أسوأ وجهين عندهما :( الوجه العسكري البشِع ، والوجه الاقتصادي الجشِع !).. فهل يشكّل هذان الوجهان، حضارة يسعى إلى النهل من أنهارها وسواقيها ، أبناءُ الدول المتخلفة وشعوبُها ..!

-  كلاّ ياتيسير .. لقد سقط الصنم الذي بهَر الضائعين ، من أبناء أمتنا، ردحاً من الزمن .. ! وسقط المَزار الذي كان يحجّ إليه الحيارى ، الذين أداروا ظهورهم لقيم أمَمهم ، وطفقوا يبحثون عن آفاق جديدة ترضي أمزجتهم القلقة البائسة ..! لم يعدْ صِبيَتنا يقلدون المارينز الأمريكي في حلاقة الشعر، أو يقلدون الكاوبوي الأمريكي في اعتمار ( البرنيطة) ، والتمنطق بالحزام الرخو الذي يتدلى على جانبه مسدس أو مسدسان ..! لقد تحرّر صِبيتنا من هذا كله ، حين كَشفتْ لهم المفاتيحُ الرائعة للحقائق ، الوجهَ الشائه القبيح، لهذا الصنم الحضاري اللمّاع الخادع..! ولقد كنتَ أنت ـ بقصد منك ، أو بلا قصد ـ أحد هذه المفاتيح الرائعة النبيلة .. فكشفَ الله لأمتك ، بك وبالمظلومين من أمثالك ، في محاكم القوم ، ما عجزتْ عن كشفه وسائل إعلام أمتك ، المسخّرة لتمجيد حكّامها ، والتابعة الذليلة لإعلام الآخرين، الذين سخّروا إعلامهم وسياستهم وأمنهم ، وقضاءَهم الأدنى والأعلى ! ليثبِتوا عليك تهماً واضحاً بطلانها ، وضوح الشمس في ظهيرة يوم صائف ..!+

2- لم نشمت بسقوط هؤلاء القوم ، ياتيسير..! فقد أسقطهم الله بأيديهم ، بظلمهم لك ولإخوانك ، وللمستضعفين في الأرض ، شعوباً وأفراداً ( وهاهي ذي صور عدالتهم الرائعة ، شاخصة حيّة ، في غوا نتنامو ، وأبي غريب ، وسجون الدول التي سخّرت أنفسها لخدمة استخباراتهم ، ضدّ مواطنيها ، ومواطني الدول البائسة من أمثالها..!)   وقد كنتَ جندياً من جنود القدر الإلهي ، الذي أراد الله به تَبصرةً لأمّتك وتَذكرة ..! وانظرْ ـ برغم ماتعانيه من آلام المرض ، والسجن والغربة ، والإحساس بالغبن والقهر ـ انظرْ إلى الأفق البعيد ، وتصوّر مآلاتِ أفعالهم ، على مصير حضارتهم ومستقبل أجيالهم ..! وأحسبك ستسرّ سروراً كبيراً ، أن اختارك الله ، لتكون أحد جنوده ، في كشف الزيف المقنّع ، أمام شعوب أمتك جميعاً..! لعلّها ترعوي ، وتعود إلى قيَمها وأصالتها ، وما جعلَها الله به خيرَ أمّة أخرجت للناس..!               ويعلم الله ، أنا لا نريد لهؤلاء الناس ، الذين ظلموك وظلموا أمثالك إلاّ الخير ..! فقد قدّموا للبشرية إنجازات هي بحاجة إليها ، ومخترعات يسّرت لها سبل العيش ..! إلاّ أنهم حين طفقوا يوظّفون إنجازاتهم ومخترعاتِهم ، أسلحةً للفتك بعباد الله المستضعفين، واجتياح بلدانهم ونهب ثرواتهم .. صار يَصحّ فيهم ، وفي آمِلي خَيرهِم ومستَمطِري بِرّهم وبَركتهم ، قول الله عزّ وجلّ :( يَدعو لَمَن ضَرّه أقربُ مِن نَفعِه لَبئسَ المولى ولَبئسَ العشير) .

3- كم كنا نرغب ، ياتيسير ، أن نخاطب هؤلاء القوم ، بإحدى لغاتهم التي يفهمونها، لتكون كلماتنا إليهم ، بمثابة نصيحة نؤدّي بها واجباً إنسانياً ـ حتى لولم يكترث بها أحد ـ لا لأجلك وأجل المظلومين من إخوانك فحسب ، بل لأجلهم هم أيضاَ ..! فربّما عثَر عليها عاقل منهم ، في صحيفة أو مجلة ، يوماً ما ، فنفَع بها نفسه ، أو من يلوذ به ، من أسرته ، أو من بني قومه..! ومع ذلك ، لا نفقد الأمل من وجود عربي من بني جلدتنا ، يقيم بين ظهرانيهم ويهمّه أمرهم .. ينقلها إلى لغة مفهومة لديهم ، سواء أكانت لغة الإسبان الذين حبسوك ، أم لغة الأمريكان الذين لفّقوا لك التهم ، وأملوها على الإسبان ، وضغطوا عليهم ، ليثأروا منك ، جزاءَ ماكشفتَه من حقيقة إجرامهم الوحشي ، ضدّ الأبرياء والعجزة ، من بني أمّتك ، ضحايا حرب الكاوبوي ، الصهيونية ، الإنجيلية ، البوشية ، المقدسة ..!

4- أعلم أن هذه الكلمات لن تبلغ مدى إخلاصك ، ياتيسير ، وصلابتِك في الحقّ، وإصرارك على كشف الحقيقة ، وحرصك على إنسانية الإنسان ..! لكنها جهد المقلّ، وحسبُها أنها صدًى من أصداء كلماتك ، القويّة الواثقة ، أمام قضاة الجَور، وسدَنة الظلم .. ! وحسبُها أنها تَتفيّأ ظلاً من ظلال مواقفك المشرّفة النبيلة ، في مواجهة الباطل الدولي ، المتغطرس الحاقد اللئيم ..! فاصبرْ ، تيسير، واهنأ بأن الله رفَعك فوقَهم بهم ـ بظلمهم وطغيانهم ـ وأسقَطهم بكَ ـ بصبرك ، وصلابتك ، وعدالة قضيتك ـ في مواجهة باطلهم ..! واعلم أن قضيتك لم تعد قضية فرد مظلوم صابر هو أنت ، بل صارت قضية الشرفاء وأصحاب الضمائر الحية ، في العالم كله ! وهذا وحدَه ، نصر لك ولها ، وللحقّ والعدل والخير والإنصاف .. ولإنسانية الإنسان في العالم..! أمّا ما نتوقّعه لهؤلاء ـ بعد أن عطّلوا عدالتهم ، وهي الركن الوحيد الباقي لهم، لحفظ حضارتهم من الانهيار ـ فهوالمصير الذي ذكره لنا كتاب رّبنا عزّ وجلّ : ( وكذلكَ أخذُ ربّـك إذا أخذَ القرى وهي ظالمة إنّ أخذَه أليمٌ شديدٌ ) .

     وحسبنا الله ونعم الوكيل . ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم..!

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ