ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الفوضى ليست البديل عن حكم بشار..

فحكمه هو الفوضى ذاتها .. واستمراره سيولد فوضى أشدّ وأخطر..!

عبدالله القحطاني    

1- سورية ساقطة في دوامة الفوضى ، من سنوات طويلة ـ بالنسبة لمن يعرف معنى الفوضى ، ويعرف قبلها معنى الدولة ـ ..!

2- أجمع فقهاء القانون الدستوري ، على أن الدولة تتكون من عناصر ثلاثة ـ أرض وشعب وحكومة ـ . ولقد كانت هذه العناصر موجودة في سورية ، قبل أن تأتي هذه الزمرة الفاسدة ، وتسرق السلطة من أصحابها الشرعيين ، المنتخبين من قبل الشعب..!

3- حين سرقت هذه العصابة السلطة ، وتركت البلاد بلا حكومة شرعية ، أسقطت أحد أركان الدولة ، وظلت تتعامل مع الوطن وأهله ، كما تتعامل أية عصابة مجرمة ، توقن أنها استولت على بيت ليس لها ، أو تملكت بالقوة مزرعة ليست من حقّها..!

4- من شدة خوف العصابة ، على الحكم الذي سرقته من أهله ، طفقت تتعامل معهم برعب شديد ، تحاول التخلص منه ببطش شديد ، حتى لايبقى أحد من أهل البلاد يفكر في انتزاع الحكم منها ، وإعادته إلى أصحابه الشرعيين ..!

5- بالقهر المستمر ، والعنف الدموي ، ضد أبناء الشعب ، حولت مجموعات منهم ، إلى قطعان مصفّقة للجزارين ، ومجموعات أخرى إلى قطعان من اللصوص والمرتشين والمنافقين الانتهازيين..! وأكثرية الشعب إلى حشود من البشر الصامتين ! ووظفت القطعان الأولى والثانية في التجسّس على حشود الأكثرية الصامته .. وسمّت ولاء القطعان لها ، لقاء الفتات الدي تلقيه إليهم ، سمّته : دعماً شعبياً ! وسمّت صمتَ الأغلبية الساحقة استقراراً ..! أما الشعب ، الذي هو ركن الدولة ، فقد حرصت العصابة على إبقائه خارج مفهوم الدولة ، بالمعنى السياسي ، وإن كان يعيش على أرض الدولة ، بالمعنى الجغرافي ..!

6- وهكذا لم يبق من أركان الدولة ، بالمعنى الاصطلاحي السياسي ، سوى الركن الجامد الذي هو الأرض..! وهذا الواقع يذكّر بمشهد الغزاة الأوروبيين ، الذي هاجروا إلى أمريكا ، حين لم يكن فيها دولة ، فأبادوا قسماً كبيراً من أهلها ، ووظفوا القسم الباقي في خدماتهم المتنوعة ، وسيطروا على الأرض بشكل تام ، ثم أقاموا ، فيما بعد، دولتهم ، على جماجم الضحايا ، وبالثروا ت  المسروقة من أرضها..! والفرق بين لصوص بلادنا وأولئك ، هو أن لصوصنا ، وثَبوا على دولة قائمة متحضرة ، مكتملة الأركان ، فحولوها إلى (لادولة) ..! بينما لم يكن في أمريكا ، من مقومات الدولة، سوى الأرض والسكان ..!

7- وقد يقول قائل : إن وجود الحكم المستبدّ على رأس الدولة ، لايعني أنها أصبحت (لادولة) ، أو أنها سقطت من عداد الدول .. فما أكثر الدول التي خضعت لأنظمة حكم مستبدّة ، ولم تخرج عن كونها دولاً ، بالمعنى القانوني أو السياسي ..! ونقول ربما كان هذا صحيحاً ، لو وجِد القانون الذي يضبط حركة الحكام وأعوانهم ورجال أمنهم ..! أمّا حين يغيب القانون غياباً تاماً ، عن سلوكات الحكام وأعوانهم ورجال مخابراتهم ، في التعامل اليومي مع الشعب ، وممتلكاته ، وأرواح أبنائه ، وثروات البلاد ، ويصبح كل شيء في الوطن مستباحاً ، من قبل هؤلاء الحكام وأعوانهم : القتل ، والرشوة ، والسرقة ، والاعتقال التعسفي بلا قانون ، وتسخير القضاء العام لخدمة أهواء الحكّام ، وصناعة قضاء خاصّ بهم ، يأتمر بأمرهم بشكل تامّ وتلقائي، يسمّونه قضاء ( أمن الدولة )..! وحين يصبح الإجرام منهجاً للحكام في علاقاتهم الخارجية ، تمارَس فيه عمليات القتل والاغتيال والتفجير، والخطف والابتزاز والتهديد ..! وحين تكون المواطَنة كارثةً على المواطن ، بدلاً من أن تكون نعمة له؛ إذ تلفق له أجهزة أمن بلاده ملفاً أمنياً ، وتسلمه لبعض الدول ـ وقد تسلم صاحب الملفّ مع ملفّه ـ  بحجة أن صاحبه إرهابي..! وحين يعتقَل المواطن من بيته ليلاً، وتنتهَك حرمة بيته ، ويزجّ به في زنزانة ، يمضي فيها عشرين أو ثلاثين سنة ، دون أن يجرؤ أحد على السؤال عن مصيره ..! حين يحصل هذا ، كله في بلد ما ، ويظل محتفظاً باسم الدولة ، فلابدّ من إعادة النظر بمصطلح (الدولة) من أساسه ، أو نفي صفة الدولة ، عن البلد الذي تحكمه عصابة من هذا الطراز..!

8- مصطلح الفوضى : يردّد أزلام السلطة في سورية مقولة : (البديل عن حكم بشار هو الفوضى ..!) .. ويردّد هذه المقولة معهم ، بعض المستفيدين من وجود عصابة سورية على صدر شعبها ، وبعض من هؤلاء المستفيدين ،عرب في مواقع مختلفة من صناعة القرارات في بلادهم ، وبعضهم أجانب بعيدون عن سورية جغرافيا ( كأمريكا) ، وبعضهم قريبون منها ، مثل (إسرائيل) ..! ولكل من هؤلاء مصلحة مباشرة ، في ترديد هذا الكلام ..! فعصابة الحكم تريد ألاّ يفكّر أحد ، بإزاحتها عن مواقع السلطة ، إلى يوم القيامة ..! وأمريكا تناور مع هذه العصابة ، لتبتزّها، وتطوّعها ، وتحصل منها على الخضوع التام لهيمنتها ! فهي (أي أمريكا) ترددّ هذه المقولة ، لتوحي للعصابة ، أن إمكانية الإطاحة بها قائمة ، في حال وجود البديل الذي يمنع الفوضى ! ـ ويمكن مدّ اليد إلى بعض البدلاء المحتملين ، إذا لم تستجب العصابة للشروط الأمريكية ..! ـ  وإسرائيل تصرّح ، جهاراً نهاراً ، أن الحكم الحالي في سورية ، ضرورة حيوية لأمنها القومي ..! ومن باب أولى أن تردّد عبارة : ( البديل عن بشار هو الفوضى ..!) كي تقطع الطريق على التفكير بإزاحته عن السلطة..! وبعض الحكّام العرب يخافون على كراسيهم ، في حال سقوط الحكم السوري الحالي ، انطلاقا من المقولة الدارجة : ( إذاحلق جارك شعره فبلّ أنت شعرك !) . وهؤلاء جميعاً، يعرفون حالة الفوضى العارمة ، التي تعاني منها سورية في ظل هذه العصابة ..! إلاّ أن مصالح كل منهم ، تجعل حكم بشارالأسد حكماً حقيقياً، وتجعل البديل عنه هو الفوضى ..! وواضح أن مصطلح (الفوضى) متعدّد المعاني ، وتختلف معانيه باختلاف أصحاب المصالح ، الذين يتحدثون عنه ، أو يعرّفونه ..! فالمصطلح ليس مقصوراً على فوضى واحدة ، بل هو مستودع (للفوضَيات !) كل يأخذ منه الفوضى التي تناسب مصلحته ، ويلصقها على هذا الجدارأو ذاك ..! وإذا تغيرت مصلحته في اليوم التالي ، تغير رأيه في معنى الفوضى،  وأعدّ للمعنى الجديد ملصقاً جديداً ..!

9- البديل الأخطر.. الفوضى الأشدّ : إن استمرار هذه العصابة في سورية ، مفروضةً عليها وطناً وشعباً ، سيكون خطأ قاتلاً ، لمن يراهن عليه ويعمل على تثبيته ..! فشعب سورية لم يعد لديه أدنى قدر من الصبر على هذه العصابة ، وانفجاره العشوائي المفاجئ ، سيضع الجميع في الموقف الذي لايحسد عليه أحد ؛ إذ تَدخل البلاد ، وربما المنطقة كلها ، في دائرة النار المتولّدة عن انفجار الغضب السوري..! وإذا تمكّن أصحاب الرأي والحكمة ، من ضبط إيقاع الشارع المسالم الهادئ ، والشارع المسيّس الواعي ، فما الذي يضبط حركة الشارع المتحمّس ـ أيديولوجياً أو ثأرياً ـ والشارع المحبط الذي تُحركه فلسفةُ  : (إذا كان الوطن لايقوم إلاّ على جمجمتي ، فليسقط الوطن ..! وإذا كان العالم لايستقر إلاّ إذا دقّت أوتاده في صدري, فليسقط  العالم .. !) والنماذج الحية لهذه الفلسفة ، متحركة من حول الجميع ، ومحركة لليائسين ، من حول الجميع ..!

10-       كلاّ .. الفوضى هي البديل عن الديموقراطية ، التي يختار فيها الناس حكامهم، بحرية ونزاهة ، ولا يفرَض عليهم هؤلاء الحكّام ،بنيران المدافع والدبابات ، وأحذية العسكر وسياط الجلاّدين ، كما حصل طوال ثلاثة وأربعين عاماً، منها خمسة وثلاثون في العهد الأسدي المشؤوم ، الذي ما يزال قائماً حتى اليوم، وينوي أن يظل قائماً ، حتى لو أغرق البلادَ وأهلها في بحار الدم ..! هل في العالم كله من يجهل هذه الحقيقة اليوم ..!؟ وهل هناك من يتغابى عنها سوى الخبثاء وأصحاب المكرالسيّء ، من الصهاينة والأمريكان ، وحلفائهم من العرب ، وغير العرب ..!؟

11= إن الحكم الديموقراطي ، المنبثق عن انتخابات حرّة نزيهة ، هو البديل الوحيد ، لحالة الفوضى الراهنة ، التي يمثلها حكم بشار الأسد ، وزمرة القتلة واللصوص الملتفّة حوله ، من أقاربه وأعوانه وأزلامه..! وإن سورية بلد عريق في الديموقراطية ، وتجاربه فيها ناجحة ، وتقدّم نماذج جديرة بأن تقلّد ويقتدى بها ، من بدايات عهد الاستقلال ، في منتصف الأربعينات ، من القرن الماضي ، حتى قبل نهاية الخمسينات منه..  ثم من بداية الستينات منه ، حتى دهمها عصر الدكتاتورية ، الذي استمر إلى اليوم ,,! وما كان يفسدها إلاّ مغامرات بعض العسكر ، بين الفينة والأخرى ، متحالفين مع بعض الساسة ، الذين يتلهّفون على سلطة يعجزون عن الوصول إليها ،عبر صناديق الانتخاب ، فيبحثون عنها تحت أحذية العسكر، التي لاتلبث أن تسحقهم في السجون ، أو تسحق أعمارهم في المنافي، حتى لايجد أحدهم ، حين يموت في غربته ، قبراً في بلده الذي سلّمه للعسكر..!

   إن الكفاءات الممّيزة ، المؤهّلة لإدارة شؤون الدولة ، في سورية ، كثيرة جداً ، وعلى كل صعيد : ( السياسي .. الإداري .. الاقتصادي .. التربوي .. القانوني..)..وإن القوى السياسية المعارضة ، تضمّ كفاءات ممتازة ، من شتّى التخصصات .. وهي تمثل شرائح واسعة جداً ، تغطي الأكثرية الساحقة من مكونات الشعب السوري.. وهي جاهزة، مستعدّة لاستلام السلطة ، في اللحظة التي يسقط فيها نظام الفساد والاستبداد الحالي ..! وهي مؤهلة لأن تقود سورية ، وطناً وشعباً ، وتدير شؤونها ،على أفضل ماتكون القيادة والإدارة ، داخلياً وخارجياً ..! فما معنى المعزوفة البالية ، التي تردّدها بعض الجهات السياسية ، الداخلية والخارجية ، بشكل مملّ سمِج : ( إن البديل عن حكم بشار الأسد هو الفوضى )..!؟  وأيّة مؤامرة خبيثة ، تكمن وراء هذه المعزوفة الإجرامية البشعة !؟ ولماذا يصرّ المجرمون الذين يردّدونها ، على إبقاء هذه العصابة الفاسدة جاثمة على صدر الشعب السوري ، حتى يصل التأزمُ والاحتقان لديه ، إلى درجة الغليان ، ثمّ الانفجار المدمّر !؟ وهل الضابط  المغامر، الذي يأتي على ظهر دبّابة ، ويفرض نفسه بقوّة الأمر الواقع ، يصلح بديلاً لهذه العصابة، أفضل من المعارضات السياسية ، الموجودة على الساحة اليوم ، بسائر كفاءاتها ، ونخَبها، وتخصّصاتها ، وخبراتها ..!؟ ألا قاتل الله الظلم والظالمين ..!  

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ