ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المعارضة السورية

أخطر على حكّام بلادها من إسرائيل ..

عبد الله القحطاني

حقيقة يردّدها الحكام ، وتفخَر بها المعارضة ، وتعترف بها إسرائيل ..!

 ( ملحوظة : لقد تبيّن اليوم ، أن شعب سورية ، بأكثريته الساحقة ، أخطر على حكّام بلاده من إسرائيل ..! لأن هذا الشعب يرى في هؤلاء الحكّام ، خطراً عليه ، وعلى وطنه، وعلى وجوده ، وعلى أمنه القومي .. ويسعى ، بالتالي ، إلى إزاحتهم عن صدره ..! بينما ترى إسرائيل في بقاء هؤلاء الحكّام ، على صدر شعبهم ، ضرورة حيويّة لأمنها القومي..!).

1- منذ استلمت الزمرة المتسلطة في سورية ، أزمّة الحكم في البلاد ، وهي تردّد ، بمناسبة وبلا مناسبة ، أن الذين يعارضون حكمها ، أخطر عليها من إسرائيل ..!(ولم يكن الكثيرون يدركون معنى هذا الكلام ، في بدايات ترديد الزمرة له ، قبل أربعة عقود من الزمن..!)

2- ظلت الزمرة الحاكمة، تردّد هذه المعزوفة سنوات طويلة ، وتردّد معها شعارات الصمود والتصدّي، والعداء لإسرائيل ، الدولة المعتدية ، التي تحتلّ الأرض ، وتهدّد جيرانها، كما تهدّد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ..! وبما أن البلاد في معركة مستمرّة مع هذه الدولة المعادية ، فيجب أن تسكت أصوات المواطنين السوريين جميعاً، وتختفي، كيلا يعلو بعضُها فوق صوت المعركة ؛ إذ (لا صوتَ يعلو فوق صوت المعركة!)..والشعارات التي تتحدث عن المعركة ،هي ـ بالطبع ـ  صوت المعركة..! والسلطة التي ( تنوي!) خوض المعركة هي ، وحدَها ، التي تحتكر صوت المعركة ، لأنها هي وحدها ، التي تصنّع الشعارات ، وتصدّرها ، وترفع الصوت بها أو تخفضه ، حينما تشاء ، وبالكيفية التي تريد ..!

3- وظل الفساد يستشري في البلاد ، ويَنخر المرتكزات الأساسية ، التي تقوم عليها حياة الناس وبقاء الوطن.. وظلت الشعارات ترفع ، مع كل جريمة ترتكبها الزمرة الحاكمة : فاللصوص يسرقون أموال الدولة وخيرات البلاد ، ويصرخون بأعلى أصواتهم : (لاصوت يعلو فوق صوت المعركة !).. والقَتلة يذبحون الناس في السجون ، ويهتفون : ( عاش القائد الملهم ، بطل التشرينين ، قائد التحرير، وبطل الصمود والتصدّي .. وعاش مِن بعده ابنه ، وريثه وخليفته ، الشابّ المثقّف ، الدكتور الألمعي ، قائد التطوير مع الاستمرار.. ! ـ ولا يذكرون ، بالطبع ، أن بطل التشرينين هذا ، هو الذي سلّم الجولان بلا حرب ، لإسرائيل ، في حزيران ، عام /1967/ الذي سمّي عام النكسة ، ثم سلّمهم عشرات القرى الجديدة ، في حرب  تشرين التحرير، في عام /1973/ !) .

4- وكانت مجموعات من طلائع المعارضة السورية ، من الإسلاميين والقوميين واليساريين ، هي النخب المتقدمة ، التي عرفت اللعبة القذرة، التي كانت تمارسها هذه الزمرة الفاسدة المجرمة ، والتي كشفت خياناتها الوطنية، وجرائمها الداخلية ، وفسادها الرهيب ، الذي عمّ البلاد على كل صعيد ..!

5- وكانت هذه الزمرة الفاسدة المتسلطة ، تدرك ـ بوعي كامل ـ أن المعارضين الذين تصفهم بالخطورة ، سيظلون لها بالمرصاد ، يكشفون خياناتها وجرائمها أمام الناس .. ولا تستطيع أن تشتريهم بالأموال أو بالمناصب ، كما لاتستطيع أن تكتم صوتهم ، بالقمع أو التهديد ، مهما ارتكبت بحقّهم من جرائم وحشية ، على مستوى التنظيمات والأفراد..!

6- وظلت الزمرة تردّد ـ متسلحة بشعاراتها البراقة الزائفة ، وصوت المعركة الذي تغطّي به جرائمها ومخازيها ـ ظلت تردّد ، كلما ظهرت مجموعة تعارض حكمها : ( هؤلاء أخطر علينا من إسرائيل !)..ويقولها رجال أمنها وإعلامها ، مشافهة وكتابة، لكل مفكر أو صاحب قلم حرّ، يوجّه نقداً إلى سياسة من سياسات الزمرة الحاكمة ، أو موقف من مواقفها : ( أنت أخطر علينا من إسرائيل ) ! ولمّا كانت قد دمَجت نفسها بالوطن ، فصارت هي الوطن ، صار خطر المعارضة منصباً على الوطن نفسه ، لاعلى العصابة التي تتسلّط عليه وتعيث فيه فساداً ..!

7- ولمّا كان شعب سورية كله ، يعرف جيداً ، القوى التي تعارض الزمرة الحاكمة، وتفضح فسادها واستبدادها .. لأن هؤلاء المعارضين متغلغلون في نسيجه الاجتماعي والثقافي .. ـ وليسوا غرباء عنه وعن حياته وأخلاقه ، كالزمرة المتحكّمة  التي سرقت السلطة ، وطفقت توظّف إمكانات الدولة لمصلحة أفرادها وأسَرها ـ .. لم يكن عاقل من أبنائه ، يصدّق مزاعم السلطة الفاسدة .. ولاسيّما أن جرائمها مفضوحة أمام الجميع ، يعرفها حتى الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ..! بل صارت تنشر الفساد ، عن عمد وتصميم ، بين أبناء المجتمع ، حتى صارت الرشوة سلوكاً يومياً ، لموظّفي الدولة قاطبة ، إلاّ مَن عصَمه الله بدين ، أو خلق ، أو مروءة..!

8- كما كان شعب سورية ، يعرف جيداً مَن سلّم الجولان لإسرائيل ، ومَن يحرس حدوده، كيلا يتسلّل منها أحد يعكّر صفو المحتلّين ..! إلاّ أن الناس كانوا يظنون أن الزمرة الحاكمة على عداء مع إسرائيل ، إن لم يكن عداء حقيقياً ، على المستوى الوطني ، أو القومي ، أو الثقافي .. فهو عداء مصلحي ، لأن تحرير الجولان الذي سلّمه رئيس العصابة ( حين كان وزيراً للدفاع ، قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية) يُعدّ عبئاً ثقيلاً على كاهل العصابة ، لا بدّ لها من التخلّص منه ، ولو باستعادة جزء من الجولان ، ورفع العلم السوري فوقه ، حتى لو تنازلت لإسرائيل عن أجزاء حيوية منه ..! 

9- حين تكشفت الأمورعلى حقيقتها ، وعرف الناس طبيعة الزمرة التي تحكم سورية ، وما تمارسه من فساد وإجرام ، وماترفعه من شعارات زائفة لتغطّي فسادها وإجرامها.. وحين صارت أجهزة الإعلام المتطورة ، تنقل الأخبار والتحليلات ، وتنشر الوثائق والبيانات والتصريحات ، وأقوال الصحف الأجنبية ، حول الاتصالات السرية ـ بين رافعي شعارات الصمود والتصدّي والتحرير، وبين الدولة التي تحتلّ بلادهم ويتظاهرون بمعاداتها ـ .. كما تنقل ( أي : أجهزة الإعلام ) تصريحات كبار القادة ، السياسيين والعسكريين والأمنيين ، في إسرائيل ، حول حاجة دولتهم إلى نظام الحكم القائم في سورية ، وأن وجود هذا النظام في سورية ، يعَدّ ضرورة حيوية لأمن إسرائيل ..!

      نقول : حين بدأت علاقة العصابة الفاسدة بإسرائيل ، تتّضح تماماً أمام الناس، ويصرّح قادة إسرائيل علناً ، في صحفهم اليومية ، بحاجة أمنِهم القومي لهذه العصابة .. حينئذ صار معنى الكلام الذي تردّده العصابة بأن ( المعارضة التي تريد تغيير الحكم في سورية ، أخطرعلى النظام الحاكم من إسرائيل !) .. صار واضحاً ، ولم يعد يحتاج إلى شرح أو تفسير ..! إنه باختصار شديد يمثّـل ـ من وجهة نظر حكّام سورية ـ المعادلة التالية :

   إسرائيل تدعم حكمنا وتحميه ، وتدافع عنه أمام الدول التي تريد إسقاطه ، لأنها ترى فيه ضرورةً حيويّة لأمنها القومي ..! أمّا القوى المعارضة ( ومعها أكثرية شعب سورية اليوم ) فتسعى إلى إسقاط حكمنا ، وتجريدِنا من هذه النعم ، التي وفّرها لنا وجودنا في السلطة ..!

   أفليس هؤلاء المعارضون ـ والأكثرية الساحقة ، التي تتآمرمعهم لإسقاط حكمنا ـ أخطر علينا من إسرائيل..!؟

  وتبقى أخيراً ، حزمة صغيرة من الأسئلة الجادّة الخطيرة ، هي : إذا كانت قوى المعارضة  ، ومعها أكثرية شعب سورية ، أخطر على الحكم الفاسد من إسرائيل..! فأيّهما أخطر على سورية ، وطناً وشعباً ، وتاريخاً وحضارة وثقافة ، وحاضراً ومستقبلاً : العصابة الحاكمة في دمشق اليوم ، أم إسرائيل !؟ وهل يشكّل كل منهما خطراً قائماً بذاته ، مستقلاً عن الآخر.. !؟ أم يشكّلان خطرَين متداخلَين ، كل منهما يدعم الآخر ، ويقوّيه ويحميه .. !؟ أم يشكّلان ـ مجتمعَين ..متكافلَين متضامنَين ـ خطراً واحداً متعدّد الوجوه ، كل منهما يؤدّي فيه المهمّة الخاصّة به..!؟                         

  هذه الأسئلة ليست إعلامية ، ولا تعجيزية ، ولا تدخل في إطار المعاملة بالمِثل .. ! إنها أسئلة مصيرية ، قومية في العمق ـ لمن يهتمون بالقومية  ويفهمون معانيها ـ وطنية في الصميم ـ لمن يهتمّون بالوطن ويحرصون على حاضره ومستقبله ومصير أجياله..! ـ . وهي مطروحة على الجميع، للإجابة عليها ، أو على أيّ منها ..! سواء أكان من يقرؤها سورياً ، أم عربياً، أم باحثاً أجنبياً محايداً ، أم حتى يهودياً منصفاً واعياً ، لم يتشرّب الكذب في محاضن الصهيونية ، ولم يتدرّب على فنون النفاق في مدارسها..! فهل من مجيب..!؟ 

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ