ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

مـاذا تعـرف عن البعثييـن الشـرفاء

الدكتور خالد الاحمـد*

يتكرر هذا المصطلح على لسـان كثير من أقطاب المعارضة السورية ، ومنهم فضيلة الأستاذ علي صدر الدين البيانوني ، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين ، فمن هم البعثيون الشرفاء !!؟

وأظن المقصود بهم الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري ، ولم تنتفخ جيوبهم وحساباتهم البنكية بالأموال المنهوبـة من الشعب السوري ، ولم يبيعـوا ضمائرهم للطاغية المستبد ، كما فعل زبانيـة الديكتاتور الذين تلذذوا بذبـح المواطنين رجالاً ونساءً وأطفالاً شيوخاً ليرضى عنهم المستبد الطاغوت ... وهؤلاء كثيرون ويشكلون معظم البعثييـن  ، كما أعتقـد :

أولاً  :   أذكر بنتيجة استبيان قامت به المخابرات العامة في سوريا عام (2005) على مليون ومائتي ألف بعثي مدني ، كان من نتائجه :

مَن تنتخب في انتخابات حرة وديموقراطية ؟

فقال (24% ) من هؤلاء البعثيين المدنيين : ننتخب مرشحي الإخوان المسلمين .

2ـ (57 % ) منهم قالوا ننتخب الاتجاه القومي الإسلامي ...

وهذه النتائج الإحصائية لها دلالـة كبيرة وعظيمة ، وتؤيـد وجود بعثيين شـرفاء في سوريا اليوم ، مازالت قلوبهم مفعمة بفكر الإخوان المسلمين ، وأغلب هؤلاء شربوا هذا الفكر في المدرسة المتوسطة والثانوية ،  وكانوا سـينضمون للحركة الاسـلامية بشتى توجهاتها ، لو كان الشعب السوري حراً ديموقراطياً ، ولولا أن حزب البعث احتكر الخبز للبعثيين فقط ، فدخلوا حزب البعث لتأمين الخبز لأسـرهم ، بعد أن احتكره الحزب ... وآخرون منهم ربطوا الفكر القومي الذي ينتمي له البعثيون بالفكر الإسلامي بعد انهيار الماركسية في العالم ، وصار الاتجاه القومي الاسلامي مسيطراً لدى معظم القوميين هذا اليوم ...

 وسـأحاول أن أفصل ما استطيعه في موضوع  البعثيين الشـرفاء :

عندما احتكرت السلطة الطعام وجعلته من حق البعثيين فقط ، ومنعت وظيفة عامل في المدرسة ( آذن أو فراش ) عن غير البعثيين ... عندئذ سارع كثير ( أكثر من مليون مواطن ) على مدى عقدين أو أكثر ، من المواطنين الطيبين إلى الانخراط في حزب البعث للحصول على الخبز ، ولم يصمد إلا ذوي التوجهات الإسلامية الثابتة والراسخة والمعروفين ، وبعض الماركسيين ...

 

وكنت واحداً ممن ساومهم البعثيون على الانخراط في حزب البعث ، عندما حصلت على الليسانس من كلية الآداب قسم الفلسفة عام (1968م) ، حضر عندي أحد البعثيين الكبار ، وعرض علي الانخراط في حزب البعث ، مؤكداً أن القيادة القطرية تبحث عن حملة الليسانس  من الكادحين ، ووعد أن أحصل على إحدى ثلاث وظائف بعد سنتين من انخراطي في الحزب ، مدير تربية أومحافظ  أو وزير  ... ولما تمنعت ولم استجب ، وكانت ومازالت الحركة الاسلامية تملأ جوارحي وعقلي وعواطفي ، عندئذ بدأت حربهم لي فنقلوني من قريتي حيث علمت فيها سنة يتيمة في حياتي ، عام (1968) ، ونقلوني إلى قرى المواطنين النصارى ...

 هذه الفئـة من المواطنين  ـ الذين استجابوا لعرض الحزب ـ صارت بعثيـة كي تأكل الخبـز ... وليست معنيـة بالعمل السياسي من قريب ولا بعيـد ...حتى أنني سمعت من ضابط عامل يقول لأصحابه الضباط العاملين : هل تعرفون : ماهو الشيء الذي ندفعـه ( عشر ليرات أول الشـهر ) ونستلمه  ( 400 أو 500) ليرة آخر الشهر [ وكان هذا في بداية السبعينات لما كنت في الخدمة الوطنية ...] ، ويقصد طبعاً الاشتراك الحزبي الذي يدفعه الضابط العامل ، لأن مجرد دخول الطالب الضابط الكلية الحربية صار بعثياً منظماً في حزب البعث ، وواقع الأمر أنه ينتظم في الحزب منذ المرحلة الثانوية ليتمكن من دخول الكليات الحربية ، ويحصل على مقعد فيها من الهامش الضيق الذي تركـه النظام لغير الطائفة العلويـة ... ويجب عليه أن يدفع الاشتراك الحزبي شهرياً ، ولايعنيـه من الحزب سوى دفع الاشتراك الشهري كي يبقى اسـمه من عـداد البعثيين ، ويبقى محافظاً على وظيفتـه وراتبـه ...

وإذا كان هذا حال الضباط البعثيين ، فما حال البعثيين المدنيين ... وكلنا سمع بالضابط البعثي النقيب إبراهيم اليوسف الذي نفـذ مذبحـة مدرسـة المدفعيـة بالتعاون مع الطليعة المقاتلـة ...فهذا واحد ممن صار بعثياً ليتمكن من دخول الكلية العسكرية ... وقد دخل وصار ضابطاً ...بل ضابط أمن مدرسة المدفعية ...

 

أريد أن أقـول أن أكثر من مليون ونصف بعثي من هذا النوع ... وفيهم عدد من الملتزمين بالشعائر التعبدية كالصلاة والصوم ، وحجاب المرأة المسلمة ، والابتعاد عن الخمر ، ومماينتشر اليوم أن مسؤولاً بعثياً ( عضو قيادة فرع الحزب ) جميـع بنـاتـه محجبات بالحجاب الإسلامي الكامل ، وكذلك زوجتـه ، كما أنه يؤدي صلاتـه في مكتب فرع الحزب ... ولـه شعبية واسـعة بين البعثيين أنفسهم لأنه لايشرب الخمر ولايزنـي ولايسـرق ...ولأنه مستقيم في معاملاته مع البعثيين وغير البعثيين ....

 

بل روى لي من أثق بهم أن بعض ضباط وحدات الأمن ممن يواظبون على الصلوات ، والصيام ، ويبتعدون عن شرب الخمر ، ويزيد أنه يقرأ كثيراً في كتاب سيد قطب ( في ظلال القرآن ) ومن المعجبين بهذا الكتاب ...

 

ثـانيـاً : توجد مجموعة غير قليلة  انخرطت في الحزب لتحقق مكاسب لقريتها أو حيهـا ، أو لتحمـي عشيرتها ، ويوفر الخدمات المدنيـة لهم ، لأن الجميع يعلم أن البعثي لـه كل شـيء ، وغير البعثي لاشيء لـه ، والبعثي صديق للنظام ، وغير البعثي عـدو ، وهذه مسلمة من مسلمات النظام الشمولي ... هذه الفئـة المؤهلـة فطرياً لقيادة عشيرتها أو حارتها رأت أنها لاتستطيع أن تخدم أحداً إذا لم تكن منخرطة في حزب البعث ، وقد فعلت ذلك ، واستطاعت أن تخدم كثيراً من ذويهـا ...

 

ثـالثـاً : هناك فئـة قليلـة جداً ، انخرطت في الحزب من أجل النضال لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية ، ومن أجل رفع راية الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ...أقول هؤلاء قلـة جـداً ولكنهم موجدون ، وأعرف أحدهم قال لي ذات يوم ، بعد موتنا نحن الآباء سيجد أولاد الرفاق فلان وفلان وغيرهم ،  عقارات وملايين الدولارات أما أولادي فسيجدون لوحـة معلقـة على الجـدار لم يترك أبوهم غيرها كتب فيها [ أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ] ...وكان هذا البعثي الحقيقي يخدم أبناء الطبقة الكادحة ، حتى إذا كانوا إسلاميين في التوجـه ، وقد سافر إلى القيادة القطرية في دمشق من أجل متابعة إعارتي إلى الجزائر ، مع معرفتـه بتوجهي الإسلامي ، ولكنه يتعامل معي على أساس الطبقة الكادحة وأن من حقي الحصول على الإعارة ، ومن واجبـه أن يساعدني من أجل الحصول عليها ... وهكذا يفعل مع الآخرين ....وكان شديد الانتقاد للرفاق الذين تسلقوا مراتب الحزب ليسرقوا وينهبوا أموال الشعب .... وبما أني متابع لأخباره أعرف أنه مازال في وظيفة صغيرة جداً منذ ثلاثين سنة ، حيث كان  ومازال مديراً لمدرسة الإعداد الحزبـي ، في محافظتـه ... 

 

وإذا صدق النظام بأن عدد البعثيين يصل إلى مليونيين ، فأعتقد أن مليوناً وثلاثة أرباع المليون من البعثيين الشـرفاء ، وربع مليون من المتسلقين الذين اتخذوا الحزب سلماً للنهب والسلب كما يفعل أزلام النظام الأسـدي ... والذين باعـوا أنفسـهم وضمائرهم للنظام الأسدي  ، وصاروا أزلاماً عنـده ، وجلادين يسلخون الشعب ، ونهابيـن يسرقون خبز الفقـراء وحليب الأطفال ...

 

والذي أهمس أو أصرخ به في آذان هؤلاء البعثيين الشرفاء أن حافظ الأسـد ، ذلك الديكتاتور الذي خـرب سوريا ودمرها ، حارب البعثيين الشرفاء ، وقتلهم ، وسجنهم ، وطردهم ، وشردهم .... وأدعو إلى قراءة ماكتبتـه منذ الصيف الماضي ونشـرته في عدة مواقع تحت عنوان :

 

حافـظ الأسـد ضـد حزب البعث :

 

ودائماً ألـح في التذكير بأن حافظ الأسـد تسلق حزب البعث ، ثـم رفسـه ، وضربـه عدة ضربات موجعـة :

ومن خلال الدراسة  المتأنية لحياة ومسيرة حافظ الأسد يتضح أن حافظ الأسـد كان يعبد ذاتـه ، وقد جعلت منه عبادة الذات عدواً لكل من جعلهم سلماً للصعود على أكتافهم إلى عرشـه الذي بناه لنفسـه ، ثم ورثـه لأولاده من بعده . فقد عادى حزب البعث الذي كان أول سلم يصعد عليه إلى عرشـه .

أيها الزملاء البعثيون الشرفاء : هل يعقل أن ميشيل عفلق ، وأكرم الحوراني ، وصلاح الدين البيطار ، وسامي الجندي ، وجلال السيد ، ومنيف الرزاز ، وشبلي العيسمي ، وفهد الشاعر ، ومحمد أمين الحافظ ، وأحمد أبو صالح ، وصلاح جديد ، ومحمد عمران ، ونور الدين الأتاسي ، وإبراهيم ماخوس ، وأحمد الميـر ، وعبد الكريم الجندي ، و.....كثيرين غيرهم ، كل هؤلاء عملاء وأعداء للشعب ، وحافظ الأسد وحده مخلص ونـزيـه !!!! هل يعقل ذلك !!!؟

إن الذين استمروا مع حافظ الأسد من شاكلة مصطفى طلاس ، وزير الدفاع ، صاحب كتاب فن الطبخ ، ومشروعه إصدار كتاب أجمل مائة إمرأة في العالم ، وأمثاله الذين يعشقون التبعيـة ، وخلقوا لها ، أما كل من يفكر بعقله الخاص بـه ، أقصاه حافظ الأسد ، بالقتل ، أو السجن ، أو النفي والتشريد ، حتى البعثيين فعل معهم كما فعل مع غيرهم من المواطنين الشـرفاء  .

 

كان حافـظ الأسـد حاذقـاً ([1])إلى درجة العبقرية في محاربته لحزب البعث ، فقد اعتمد على الأقليات ( علويين ، إسماعيليين ، دروز ) من أجل التخلص من البعثيين ( السنيين ).ثم اعتمد على العلويين للتخلص من الأقليات ، ثم اعتمد على أسرته للتخلص من العلويين ، ثم اعتمد على أولاده وزملائه الخلص  في التخلص من رفعت وجميل وأولادهما

، تخلص من البعثيين السنيين في حركة 23شباط (1966م) ، يقول فان دام ص (78) :  ( وفي النصف الثاني من (1965) سعت القيادة القومية للتوسط بين صلاح جديد ومحمد أمين الحافظ ([2]) ، وعندما تم عزل الحافظ (1965) داخل القيادة القطرية من قبل أنصار جديد ،حاول الـحافظ التقرب من القيادة القومية منذ ديسمبر (1964) التي قررت حل القيادة القطرية وتسلم مسؤولياتها كما يقول منيف الرزاز في التجرية المرة ص (165) .

ثم جاءت حركة (23 شباط 1966) وكانت خلاصتها الإطاحة بالبعثيين السنيين وأولهم محمد أمين الحافظ وأزلامه ، وأطاحت معهم بعدد من البعثيين القدامى من القيادة القومية مثل منيف الرزاز ، وشبلي العيسمي ، وميشيل عفلق ، وغيرهم ممن أطلق عليهم اسم القيادة القومية والذين تجمعوا فيما بعد في العراق .

ويقول باترك سيل ص (  168  ) ( ... قبيل فجر يوم 23 شباط 1966 قام فدائيو سليم حاطوم ، تعززهم قوة رفعت الأسد الضاربة ( سرايا الدفاع فيما بعد ) وكتيبة دبابات يقودها عزت جديد ، بشن هجوم على منزل رئيس مجلس الرئاسة الفريق محمد أمين الحافظ ، واستمر إطلاق النار حتى الظهيرة  ، حيث نفذت ذخيرة المدافعين ، واستسلم الرئيس وحراسـه . ...) ،   ( .... وتبع القتال فوراً تطهير كامل للجيش والحزب والحكومة أقصي بموجبه حوالي (400) ضابط وموظف ، واقتيد الحافظ وعمران إلى سجن الـمزة ...)  ،  ( ... وبعد الانقلاب وإلقاء القبض على أتباع ميشيل عفلق ، فر عفلق إلى لبنان فالبرازيل ثم العراق ليموت هناك ... ) ، ( ... وكان أول عمل يقوم به الانقلابيون هو ترقية المقدم حافظ الأسد إلى رتبـة لواء وتعيينـه وزيراً للدفاع([3]) )  ،  ( ... وراح حـافظ الأسـد بعد ذلك يلقي مسؤولية إراقة الدماء على سليم حاطوم ) .

 

وقد عرف لدى الشعب السوري يومذاك أن حركة 23 شباط 1966 كانت صراعاً بين القيادة القومية التي تمثل حزب البعث بطوائفه ( السنة ،  العلويون ، الدروز ، الإسماعيليون ، المسيحيون ) ، والقيادة القطرية التي يغلب عليها العلويون . وقد انتصرت القيادة القطرية ، وطردت القيادة القومية وهم مؤسسو الحزب كميشيل عفلق ، ومنيف الرزاز ، والبيطار ، وغيرهم .

 

يقول باترك سيل  ص (  266  ): كان الأسد مدعوماً من الجيش ، بينما يسيطر جديد على الجهاز الحزبي ، وفي (30 ‍/10/1970) دعا جديد إلى مؤتمر قومي استثنائي ، وكان أول قرار للمؤتمر إيقاف وزير الدفاع حافظ الأسد عن نقل أي ضابط خلال فترة انعقاد المؤتمر ، ولكن حافظ الأسد لم يتقيد بهذا القرار .

وقرر المؤتمر أخيراً إعفـاء حافظ الأسـد ( وزير الدفاع ) ومصطفى طلاس ( رئيس الأركان ) من منصبيهما .... وعندما انتهى المؤتمر في (12/11/1970) لم يُضِع الأسد لحظة واحدة ، بل اعتقل خصومه ( جديد ، ماخوس ، الأتاسي ، زعين ، عزة جديد ، ...إلخ ) وأودع معظمهم في سـجن المـزة ، ولم يخرجوا منـه إلا وهم على فراش المـوت . وشكل الأسد قيادة قطرية مؤقتة عين أفرادها بنفسـه .

 

ويقول (فان دام ) ص 112 :  ( .. وانعقد المؤتمر القومي الاستثنائي لحزب البعث في أواخر اكتوبر (1970 )، وقبل ذلك بوقت قصير قام الأسد بنقل بعض أنصار جديد العسكريين ، وأثناء المؤتمر كان الأسد وطلاس  معزولين تماماً ، بينما تمتع جديد بتأييد غالية أعضاء المؤتمر . وعندما قرر المؤتمر إعفاء الأسد وطلاس من منصبيهما ، لذلك أمر الأسد الجيش في (13/11/1970) باحتلال مكاتب الحزب المدنية ، والمنظمات الشعبية ، بالإضافة إلى إلقاء القبض على أبرز قادة الحزب المدنيين ، بمن فيهم صلاح جديد ونور الدين الأتاسي ، وفر من تمكن إلى لبنان ثم دول العالم .

 

حافظ الأسـد ضـد القيادة القطريـة أيضاً :

وفي أواخر (1983) مرض حافظ الأسد ، ودخل المستشفى ، وشكل لجنة سداسية تتولى الحكم في غيابه وهم ( طلاس ، الخدام ، الأحمر ، الشهابي ، والكسم ، ومشارقة ) ([4]) . ولكن هذه اللجنة مع كبار الضباط ( وهم الحاكم الفعلي ) رأوا أن استبعاد رفعت الأسد من هذه اللجنة غير صحيح ، لذلك دعوا إلى اجتماع للقيادة القطرية ، لم يتغيب عنه سوى حافظ الأسد لمرضه ، وأحمد اسكندر أحمد كان على فراش الموت . وقررت القيادة القطرية أن تكون هي المشرفة على البلد والحكم في غياب حافظ الأسد ، كخطوة تمهيدية لتسليم السلطة لرفعت الأسـد .

ولما شفي حافظ الأسد ( ... وعلم بما حدث ، وهو في فترة النقاهة ، شعر بالسخط الشديد ، لأن إي انحراف عن الطاعة الكاملة الخالية من أي تساؤل كان يثير شكوكه ، فاستدعى كبار ضباطه ووبخهم على الابتعاد عن تنفيذ رغباته الصريحة ، وبذلك فتحوا الباب أمام أخطار غير متوقعة : أو لم يروا أن دفع رفعت إلى المقدمة كان خطة أمريكية ـ سعودية !!؟ ) باترك سيل ص 690 .

وفي حقيقة أمره أنه قرر توريث الحكم لولده باسل ( كان يومها في الثانية والعشرين ) ، ودائماً حافظ الأسد يغمز على اليسار ويذهب يمين ، يدعي أن دفع رفعت إلى الأمام خطة أمريكية ـ سعودية ، لأنه لايستطيع أن يقول علناً أريد توريث الحكم لولدي باسل وليس أخي رفعت .

والشاهد أن حافظ الأسد سخط وشطب قرار القيادة القطرية التي شكلها بنفسـه ، والتي اجتهدت في مرضه فجعلت نفسها وكيلة عنه في غيابه ، ولم تنفذ قراره باللجنة السداسية .

 

إذن ، أقصى القيادة القومية ، وسجن كبار أعضائها ، ومؤسسي حزب البعث (1966)، ولم يسمح لأكرم الحوراني أن يدفن في بلده بعد موتـه ، مع أنه من مؤسسي حزب البعث ، واغتال صلاح الدين البيطار في فرنسا ، وهو من مؤسسي حزب البعث ... ولم يخضع لقرار القيادة القومية ، بل اعتقل أعضاءها مرة أخرى (1970)، وسجنهم ولم يخرجوا إلا وهم على فراش الموت ، ولم يخضع لقرار القيادة القطرية التي سبق وأن شكلها بنفسه ، عندما كان مريضاً (1983) ...

 

هذا هو حافظ الأســد يحارب حزب البعث ، بعد أن جعله أول سلم يمتطي عليه للوصول إلى عرش عبادة الذات . وامتلاك سوريا كلها وجعلها مزرعة لأولاده من بعده .

 

التغييـر السـلمي المنشـود :

 

وجميع أقطاب المعارضة السورية في الداخل والخارج ، تطرح التغيير السوري للنظام الاستبدادي الحالي ، وتحدد التغيير بأيدي سـورية ... ويبدو لي أن هؤلاء البعثيين هم الجندي الأول لهذا التغيير السلمي ...

وقد تحالف الإخوان المسلمون مع السيد البعثي عبد الحليم خدام ، آملاً منهم في تشجيع الكثير من البعثيين على الانشقاق عن النظام المستبد والالتحاق بالمعارضة ، ...

 

والمرجو من هؤلاء البعثيين الشرفاء البقاء داخل سوريا ، ماعدا القليل الذي يتطلب الحال خروجه من سوريا ، والوقوف في صف نائب الرئيس السابق الأستاذ عبد الحليم خدام ، وبقـاء الأكثرية من البعثيين الشرفاء داخل سوريا هو الأفضل ، ليكونوا أول من يقود المظاهرات ، ويعلن العصيان المدني ، عندما تحين سـاعة الصفـر ... وساعة الصفر آتية لامحالة ، و عندها يحزم أفراد عصابـة المـافيـا حقائبهم للهرب من الشعب السوري ... واللحاق بملياراتهم المنهوبة من قوت الشعب السوري ، والمكدسة في بنوك الغرب ...

 

وبعد هرب أفراد العصابـة ، يساعد هؤلاء البعثيون على ضبط الأمـن ، وإدارة البلد ريثما تقوم الحكومة المؤقتة وتستلم زمام الأمـور ...وهم مسؤولون الآن ، وسيتابعون عملهم في أماكنهم لإدارة البلد والمساهمة في تسيير شؤونه ....

هذه خواطـر ... قـد تتحقق ... والله على كل شيء قدير ...

*كاتب سـوري في المنفى


[1] ـ يختلف معي كثير من الزملاء ويقولون هناك مكاتب عالمية تخطط له ، وأقول على الرغم من إيماني بذلك ، لكنه يبقى عبقرياً عندما ينفذ مايخطط له بنجاح .

[2]  ـ جديد يمثل البعثيين العلويين الذين يحركهم حافظ الأسد سراً ، وأمين الحافظ يمثل البعثيين السنيين ، وكانت عبقرية حافظ الأسد في ضرب البعثيين السنيين بالبعثيين العلويين ، أو ضرب أمين الحافظ وأزلامه من البعثيين السنيين ، بصلاح جديد وأزلامه من البعثيين العلويين .

[3]  ـ ويؤكد هذا أن حافظ الأسد هو المخطط لحركة شباط 1966 ، على الرغم من غياب جسده إلى لندن في إجازة مشبوهة لمدة ثلاثة شهور ، رجع يوم (23 شباط 1966 )، وساهم بالهاتف في إقناع كثير من الضباط بالانسجام مع الإنقلابيين . انظر باترك سيل  ص (168 ) .

[4] ـ يلاحظ أن هذه اللجنة كلها ( من ذراري السنة ) ، ومعنى ذلك أنها  واجهة أما الحكم فكان بيد رفعت ، ودوبا ، وأصلان ، وفياض ، وحيدر ، والخولي ، وغيرهم من كبار الضباط العلويين .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ