ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 05/06/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ياحكّام بلادنا.. احترِموا حريّـتنا..

أو أرونا صكّ عبوديّـتنا..!

عبدالله القحطاني

نعلم أنكم لاتقدرون على هذي ، ولا تـلك..!

1- فاحترام حريات الآخرين ، يَحتاج إلى أناس يحترمون أنفسهم أولاً، ليعكسوا هذا الاحترام في تعاملهم مع غيرهم ..! ومانحسبكم ـ ولاتحسبون أنفسكم ـ تمتلكون ذرة من احترام النفس ..! لأن احترام النفس يَظهر، أولَ مايَظهر، في الخجَـل من أفعال السوء ..! فهل ثمّة سوء في العالم يَخجل منه واحد منكم ـ أيّ واحد .. كبيراً كان أم صغيراً ـ..!؟

 إذا قلتم : (نعم).. قلنا لكم : فما السوء الذين تَخجلون منه ، في سجلّ الأفعال التي يخجل منها البشر الأسوياء العقلاء ، بدءاً بالخيانة الوطنية العظمى ، وانتهاء بالرشوة ، مرورا بالكذب الصارخ المفضوح ، وسرقة الأموال العامّة ، ونهب ثروات البلاد ، وتحطيم المرتكزات الأساسية للأخلاق الفردية والاجتماعية ، والاعتداء على حرمات البيوت ومقدسات البشر، وتلفيق ملفات أمنية بعشرات الآلاف ، ضد مواطني بلادكم ، وتسليمها لدول أجنبية تتظاهرون بمعاداتها ، لتلاحق مواطنيكم في انحاء العالم وتعتقلهم ..!

 وإذا قلتم : هذه الأفعال ليست مخجِلة من وجهة نظرنا..! قلنا لكم : أحسنتم ..! هذا هو عهدنا بكم ! وهذا مانتوقعه منكم ..! لا تَعرفون حتى الأمور المخجلة ، التي يجمِع عليها عقلاء البشر جميعاً ، على امتداد الزمان والمكان ، حتى في مجاهل الغابات المظلمة..! فهل تستطيعون احترام حرياتنا ، وهي منبع القيم كلها لدى البشر، لأنها أساس التكليف ، وأساس الاختيار ، وأساس الالتزام بقيم الحقّ والخير والحبّ والفضيلة والجمال .. كما أنها أساس الجنوح إلى مِثل ما أنتم فيه..!

2- أمّا صكّ عبوديتنا ، فلن تستطيعوا إبرازه لنا ، لأنه غير موجود ، ولم يوجد على مدار التاريخ الذي عاشه شعبنا في هذه البلاد ، برغم ماوقع لها من عمليات غزو واحتياح ، من قِبل المغول والتتار والصليبيين ، والاستعمار الحديث ، وبرغم ماسفِك فيها من الدماء ، في عهود الاضطهاد كلها ؛ الاضطهاد الداخلي ، والاضطهاد الخارجي ..! ولن يوجَد إنشاء الله أبداً ، لأن العبودية إنّما هي شعور كامن في النفس ، يغري صاحبَه بقبول استعباد الآخرين له ..! وهذا الشعور لايوجد في الشعوب الحيّة ، مهما عانت من قهر أعدائها ، أو تسلّط الأنذال الذين يدّعون أنهم من أبنائها..! حتى لو وجِد بين صفوفها أفراد ضعاف ، لديهم استعداد لبيع أنفسهم بأرخص الأثمان ، لكل عابر سبيل ، سواء أكان عدوّاً خارجياً ، أم محسوباً على أبناء الأمة.. وسواء أكان الثمن مبلغاً مالياً ، أم منصباً وظيفياً ـ وهذا الصنف من البشر، لاتخلو منه أمة، على امتداد الزمان والمكان ـ !

 3- أمّا احتكاركم لسلطة الدولة ، والقوى النابعة منها والمستندة إليها، ( العسكرية..الأمنية..  القانونية .. المالية ..) فلايعطيكم الحقّ في استعباد الشعب ، ولا في استعباد أي فرد فيه ـ إلاّ مَن يعبِّد لكم نفسَه بطوعه واختياره ـ ..! هذا ، إذا كنتم قد حصلتم على سلطة الدولة ، بتفويض حرّ نزيه من صاحب السلطة ـ الشعب ـ عبر انتخابات حرّة نزيهة..! أمَا وقد سرقتم السطة من صاحبها ـ الشعب ـ وبدأتم بتوظيفها ، وتوظيف القوى النابعة منها ، في التنكيل بالعباد ، ونهب ثروات البلاد .. وظننتم أنفسكم قد صرتم (حكّاما) ، تأمرون الناس ويطيعون.. وتَجلدون ظهورهم ويَخضعون .. وتَنهبون أموالهم ويسكتون .. وظننتم أن هذه كلها حقوق لكم وواجبات عليهم ، وأنها أقدار أبدية مفروضة عليهم إلى قيام الساعة .. أمَا وقد سرقتم السلطة ، وظننتم هذه الظنون ، وظننتم معها أن الشعب الذي لايملك شيئا من سلطة الدولة والقوى النابعة منها ـ لأنكم سرقتم هذه السلطة وقواها ـ .. لايملك ، بالتالي ، أيّة قوّة يستطيع بها أن يزيحكم عن صدره .. وبناء عليه ، ستظلّون تتمثّـلون له بقول الشاعر : ( هنا على صدوركم باقون كالجدار..!) نقول : إذا ظننتم هذه الظنون كلها، بعد أن سرقتم سلطة الدولة ، فأنتم فريسة غبيّة ، لخدعة شيطانية خبيثة ، وقعتم فيها كما وقع مَن سبقكم من لصوص الحكم ، وهواة المغامرة والتسلّط ، والعبث الخطير بمصائر الدول والشعوب..! وهاهو ذا التاريخ أمامكم ، قديمُه وحديثه .. وهاهي ذي الأمثلة الحيّة ، شاخصة أمام أعينكم، تَملأ قلوبكم وعقولكم ـ إذا كان لديكم شيء منها ـ صباحَ مساءَ..! أمّا أقدار الله الغالبة ، التي يسخّر فيها مَن يشاء ومايشاء من جنوده ـ وما يَعلم جنودَ ربّـك إلاّ هو ـ .. فلن نحدّثكم عنها ، لأنكم لستم ممن يخاطَبون بمثل هذا الكلام ، بعد أن استَحوذ عليكم شيطان الضلال والجشع والتسلّط والإجرام ، وخالفتم كل ماأمر الله به ، واستبحتم كل مانهى عنه وحَرّمه..!

4- والسؤال الأخير، الذي نطرحه على أنفسنا ، دون أن نتوقّع منكم أن تطرحوه علينا ، هو : إذا كنّا لانتوقّع منكم إبراز صكّ عبوديتنا ، ولا القدرة على احترام حريتنا ، للأسباب المذكورة آنفاً .. فلمَ نطلب منكم واحداً من هذين الأمرين !؟

 والجواب ـ ببساطة ـ  هو أن الكلام ليس موجّهاً إليكم ، إنما أنتم تُكأة لنا، أو نافذة عبور، لمخاطبة شعبنا ، ليعرف مَن يحكمه ، وكيف !؟ وليبحث لنفسه ـ بنفسه ـ عن سبيل الخلاص، الذي آنَ أوانه..! فانتظروا إنّا معكم منتظرون .

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ