ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 27/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أيها المواطن السوري :      

حقك في الصراخ سقط بالتقادم

عبدالله القحطاني

حين صرخت من ألم القهر والجوع والتعذيب ، وفقدان الحرية والكرامة ، صرخ في وجهي الضابط المكلف بقهري وتعذيبي ، قائلاً : اخرس ياوغد .. إن صراخك يزعجنا !

 وحين قلت له : إن من حق المتألم أن يصرخ . أجابني : هذا صحيح ، ولكنك فقدت هذا الحق ، منذ سنين طويلة !

قلت : ولكنّ ضابطاً كبيراً قال لي منذ مدة ، حين كنت أصرخ من الألم والقهر والجوع وفقدان الحرية والكرامة .. قال لي : اخرس ، فإن حقك بالصراخ لم يحِن بعد ..! نحن الآن مشغولون بمعركة ، ولاصوت يعلو فوق صوت المعركة ..! وأيّ صراخ الآن ، منك أو من سواك ، سوف يضعف عزيمة الرجال الذين يخوضون المعركة ، وهي معركة مصيرية حاسمة ، لن نسمح لأحد أن يضعفنا فيها، أو يوهن من عزيمتنا في خوضها ، ضدّ أعداء الأمّة الشرسين ، المتربّصين بنا الدوائر، من الصهاينة والمستعمرين ..!

قال : كلام الرفيق الضابط صحيح ، وكلامي صحيح ، وعليك أن توفّق بينهما ، وأن تخرس خرساً مضاعفاً ..!

 قلت : ولكن كيف أوفّق بين حقّ لم يحن وقته ، وحقّ سقط بالتقادم ، وكلاهما حقّ واحد ..!؟

قال : سأهمس في أذنك كلاماً لاتخبر به أحداً : إن سيادة الضابط الرفيق ، الذي أخبرك بأن حقك في الصراخ لم يحن وقته بعد ، كان يسايرك ، ويأخذك على قدر عقلك ، ويفتح لك نافذة أمل بالصراخ ، ولو بعد سنوات طويلة قادمة ..! وقد تموت قبل أن تحقّق هذا الأمل ، وقد ننتصر على العدو ، ونقيم احتفالات للنصر ، تستمرّ سنوات عدّة لامجال فيها للصراخ .. وقد يهزمنا العدوّ ، لاسمح الله ، فنبدأ بالاستعداد لمعركة جديدة ، وفي هذه الحال يكون العمل الجادّ، لكسب معركة الثأر ، هو المطلوب من كل مواطن ، ولا مجال للصراخ ألبتة ، لأن الصراخ سيكون عندذ ـ كما هو الآن ـ خيانة وطنية ، لأنه يضعف من عزيمة المقاتلين، ويؤدّي إلى خسارة المعركة..!

.. فكلام الرفيق ذاك صحيح ، من حيث كونه يفتح لك نافذة أمل ، حتى لو كان أملاً خادعاً، لأن الحياة بلا أمل صعبة جداً ..! لذا كان رحيماً بك ، وعليك أن تشكره شكراً جزيلاً..! أمّا الكلام الذي قلته لك ، بأن حقك سقط بالتقادم ، فهو عين الحقيقة ..! ذلك أنك كان يجب أن تصرخ يوم استلمنا السلطة في البلاد ، فذلك هو الوقت الذي كان يحقّ لك فيه الصراخ ..ولمّا لم تمارس حقك في ذلك اليوم ، وأجّلته إلى الآن .. فقد خسرته ، ولم تبق لك فرصة في ممارسته.. والسبب واضح وبسيط ، وهو أننا لسنا مَن فَرضَ عليك هذا الواقع الذي تشكو منه الآن ، فالذين فرضوه تركوه ومضوا ، كل في حال سبيله ، منهم من ذهب إلى القبر، ومنهم من ذهب إلى المنفى ، ومنهم من ذهب إلى السجن ، ومنهم من ألزَمه المرض أوالعجز بيته..! ومن تراهم أمامك الآن ، لا ذنب لهم فيما أنت فيه ، فهم مجرد استمرار، للجيل الذي صَنع لك ماأنت فيه الآن ! وأيّ تغيير في هذا الواقع الذي أنت فيه ، يشكّل خيانة عظمى لجيل المؤسّسين .. فهل تريدنا أن نكون خونة يامجرم ياحقير..!؟

قلت : ولكني ، ياسيّدي ، صرخت منذ اليوم الأول لاستلام الجيل المؤسّس للسلطة ، فكيف أفقد حقي في الصراخ ، اليوم ، بالتقادم ..!؟

 قال : يبدو أن صوتك كان ضعيفاً فلم يسمعه أحد !

قلت : بل صرخت بقوّة ، وبصوت مجلجل سمعه كل من كان حولي ..!

قال بغضب : كشفتَ نفسك ، ياوغد يامجرم ياعميل..! وسجّلت على نفسك تهماً خطيرة تقذف بك وراء الشمس ، أولها: أنك كنت عدواً لحكمنا منذ بدايته ، معرقلا لمسيرة ثورتنا الميمونة! وثانيها : أنك طمّاع جشع ، لاتشبع من الصراخ ..! فقد اعترفت بأنك صرخت منذ تلك الأيام، وتريد الآن أن تصرخ مرّة أخرى ، فتزعجنا من ناحية ، وتأخذ حقّ غيرك في الصراخ ، من ناحية ثانية ! أم تظنّ أن جَدك خلّف لك عندنا ، مستودعاً مملوءاً بالصراخ ، تنفق منه متى تشاء ، وكيفما تشاء !؟ لولا حرصنا على أن يظلّ فمك مفتوحاً لتأكل وتشرب ، لختَمنا عليه بالشمع الأحمر! فاحمد الله على أن لدينا من الرحمة ، مايجعلنا نحفظ حياتك من الموت عطشاً وجوعاً..!

 المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ