ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 25/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لا معارضة في  شامستان

د.هشام الشامي

في حديث شيق و طازج لقناة الجزيرة القطرية  أتحفنا به مدير عام هيئة الإذاعة والتلفزيون في شامستان الدكتور/ فايز الصايغ بتاريخ 13 أيار/ مايس 2006، حول المعارضة السورية قال : " لا يوجد في المجتمع السوري ما يسمى بالمعارضة. فالمجتمع السوري متصالح مع نفسه. ولا يحتاج لمن يجري هذه المصالحة كما يقولون . والمجتمع السوري ملتف تماما حول قيادته وحول الحزب وحول الجبهة الوطنية التقدمية وحول الرئيس بشار الأسد " و أضاف سيادته متبجحاً أن " المجتمع السوري يدرك تماما أن هؤلاء يغتنمون الظروف الغير مواتية لكي يطرحوا أفكارهم. وأعني بهم من يعمل في الخارج وليس من يعمل في الداخل " .

إذاً ليس هناك معارضة للنظام السوري و الحمد لله ، والدليل واضح و صريح ، و تعبر عنه صناديق الاقتراع السورية ( بالسين و ليس بالصاد !!) ، و التي دائماً ما تكون نتيجتها تسع تسعات فأين إذا المعارضة ؟ مع العلم أن الواحد من كل عشر ملايين أو بالأحرى الشخصين  من سوريا كلها ( على اعتبار أن عدد سكان سوريا عشرون مليوناً ) اللذين لم يصوتا بسبب ظروف قاهرة ( شفاهم الله و عافاهم ) ، و ليسا معارضين حتماً .

أين يعيش الدكتور الصايع ( النقطة سقطت سهواً ) هذا ؟ ؛ هل يوزن كلامه و تصريحاته بميزان ( الصايغ ) ، أو حتى بقبان البازار أو سوق الهال ؟؛ هل يظن نفسه أنه غوبلز هتلر ؟ ؛ هل يظن أن أحداً ما من هذا العالم سيصدقه ؟ ؛ أو حتى لم يضحك استهزاءاً و ازدراءاً عندما سمع نكته ( البايخة ) و الغير مسلية ؟ .

نعم يا سادتي ، كلكم يتساءل بتعجب و حيرة و استغراب و اشمئزاز – و أنا معكم تساءلت كثيرا ً - لماذا كل مسؤولينا السياسيين و الحزبيين في شامستان يتكلمون بنفس الطريقة و الأسلوب ؟، و يتقنون نفس اللغة الخشبية القرونوسطية ، و يجيدون الكذب و التمثيل ، و ينعقون خارج السرب الإنساني ، و يستطيعون برمجة ألسنتهم على موجة واحدة ، هي نفس الموجة التي تبث منها إذاعة دمشق و قنوات سورية و نفس اللغة التي تتحدث بها صحف نظام دمشق الثلاث .

و قديماً قالت العرب : إذا عُرف السبب بطل العجب .

      لقد أجاد النظام في شامستان على مدى عقود عديدة في شراء ذمم مرضى النفوس في المجتمع ، بأساليب رخيصة و وضيعة ، و استطاع بأسلوبه الأمني الصارم ، الذي يعتمد على الترغيب و الترهيب ، و التغاضي عن المفاسد و السرقة و النهب لدى ضعاف النفوس ( بل التشجيع عليها و رعايتها ) ، مع جمعها و حفظها في ملفات جاهزة ، يمكن فتحها عند اللزوم ، في دفع هؤلاء الفاسدين في اتجاه وحيد لا يستطيعون الحياد عنه ، أو حتى التلكؤ في السير فيه إلى النهاية ، لأنهم إذا التفتوا إلى الوراء شاهدوا ملفهم الأسود المكتنز بالسرقات الكثيرة و المفاسد العديدة  ؛ و بذلك ارتبط استمرارهم في مناصبهم و قصورهم و خدمهم و حشمهم و ما جمعوه من عرق الشعب المسكين و دمه ، باستمرار ولائهم  و طاعتهم و تمجيدهم و تبجيلهم لسادتهم و أصحاب الفضل و النعمة عليهم من آل الأسد و عشيرتهم الأقربين .

فالسيد صايغ مثلاً ، يتكلم و لا يغيب عن ذهنه ملفه الأسود ، و فضائحه الكثيرة ، و لا يستطيع أن ينسى قضية فساده في  شراء هوائيات للإذاعة والتلفزيون ( والتي ما زالت أمام القضاء – و ما أدراكما القضاء في شامستان - و لم يبت فيها بعد ) و التي فاحت رائحتها حتى زكمت الأنوف ، كما لا يستطيع أن ينسى سيده الرفيق / محمود الزعبي – عضو القيادة القطرية لحزب البعث ، و الوزير و رئيس مجلس الشعب و رئيس مجلس الوزراء لأكثر من عقدين من زمن الأسد الأب و كيف كانت نهايته المأساوية ؟.

إذاً ليس أمام الدكتور ( الغير ) فائز إلا طريق واحد ، عليه السير فيه بجد و نشاط و دون توان ، و للمفارقة ، فرغم أنه لا يستطيع أن ينام من الكوابيس التي تلاحقه من فتح ملفاته إذا ما أخطئ سهواً أو خرج عن النص الذي يجب عليه أن يردده كالببغاء ، لكنه مع ذلك لا يريد انتهاء هذا الكابوس الذي اعتاد على العيش معه ، لأنه يعرف حجمه و مكانته عند انتهاء هكذا نظام فاسد ، وأين سيؤول هو و أمثاله من ضعاف النفوس و مرضى السلطة الوضيعة .

      كان لا بد من هذه المقدمة المطولة ، لفهم  ملابسات و ظروف كلام الصايغ و المسؤولين السوريين ( الذين يمثلون النظام في شامستان خير تمثيل ، و يعبرون بوضوح و دون مواربة عن العقلية التي تحكم البلد منذ عقود ) ، و نعود لموضوع المعارضة السورية الذي أدلى الصايغ دلوه فيه ، و نتساءل أسئلة بريئة :

- هل يوجد منذ فجر التاريخ و حتى يومنا هذا سلطة لم يكن لها معارضة ؟

- هل وجود المعارضة حالة مرضية أم حالة صحية في المجتمع ؟

- ما مكانة و موقع المعارضة في المجتمعات الإنسانية المتطورة مقارنة بالمجتمعات المتخلفة 0 

- قبل انقلاب الثامن من آذار 1963م و عندما كان حزب البعث خارج السلطة ، هل كان معارضاً أم كان عميلاً خائناً ؟

- لو لم يكن حزب البعث في السلطة الآن ( كما هو الحال في العراق أو حتى في الأردن أو السودان أو لبنان ) أين سيكون ؟

- إذا لم يكن هناك معارضة في سوريا كما أتحفنا الدكتور الصايع ، فما فائدة حوالي عشرين فرع أمني انتشرت كالفطر في شامستان من مخابرات عسكرية و جوية و خارجية و داخلية و أمن دولة و أمن سياسي و فرع فلسطين و 000 و أكثر من مئتين ألف عنصر أمني و أكثر من سبعين ألف مركوبة أمنية ، و ما فائدة السجون و المعتقلات التي فاقت المستشفيات و الجامعات عدداً و عدة 0

- و هل الذين قتلوا أو أعدموا في تدمر ، و باقي السجون السورية ، و الذين تجاوز عددهم أكثر من ثلاثين ألفاً ، أو حتى الذين أفرج عنهم بعد أن أمضوا في ضيافتكم العربية الأصيلة !! عقدين أو ثلاثة عقود ، أو الذين ما زالوا يتمتعون و ينعمون بكرمكم الحاتمي حتى اليوم ، هم من إسرائيل مثلاً ؟؟!!0

- و لماذا دمرت مدينة حماة و أحياء من مدن أخرى كحلب و جسر الشغور ، و بعض قرى جبل الزاوية و إدلب ؟، و لماذا قتل أكثر من ثلاثين ألفاً في حماة في شهر شباط 1982 ؟0

- و لماذا إذاً ما زال قانون الطوارئ مسلطاً على رقاب الناس منذ ثلاث و أربعين عاماً وحتى الآن ؟ و ما فائدة قانون العار و الاستئصال رقم 49 الذي لا يوجد له مثيل في أنحاء المعمورة ( ماركة مسجلة لمافيات أسدستان ) ؟ .

         سنترك للصايغ الإجابة عن هذه الأسئلة و غيرها الكثير ، رغم أننا نعرف إجابته سلفاً ، و نتابع سماع جواهر الصايغ في إجابته على سؤال مذيع الجزيرة حول قساوة بعض بيانات المعارضة في الخارج إذ يقول: "هذه المجموعات التي تعلن عن نفسها بين حين وآخر خاضعة ، قبل كل شيء ، إلى معايير البلدان التي تعيش فيها وإلى تأثيرات السلطات المحلية في هذه البلدان والقوى السياسية و المخابراتية الموجودة فيها . فلابد من أن يكونوا قساة على بلدهم لكي يكون خطابهم مقبولا في بلاد الاغتراب وقابلا للمساعدة والتأييد والدفع" .

        بالله عليك يا صايع ( إذا كنت بتعرف الله ) أين آخذت الدكتوراه ؟ هل تظن أن جميع خلق الله تتكلم على طريقتك و هي خائفة من المخابرات ؟ أم أن طول المدة التي احتاجتها المخابرات السورية لبرمجتك ، جعلتك تظن أن كل الذين يتكلمون في هذه المعمورة مبرمجون على ذبذبات مخابرات البلد التي يعيشون بها .

     أما الكذبة الكبرى التي ما فتئ  يتبجح بها الناطقون و المتمنطقون و المتفيهقون من أبواق النظام السوري الأشاوس من أمثال الصايغ و بلال و الشعيبي و حبش و الذين يحق لهم طق الحنك باسم النظام بعد أن اجتازوا اختبارات غوبلز بنجاح ، أن هناك من يعمل في الداخل ( بمنتهى الحرية ما شاء الله و خزيت العين ) ، و الجواب ما نراه لا ما نسمعه ، إذاً من خطف أنور البني من شوارع دمشق على طريقة عصابات المافيا ؟ و أين ميشيل كيلو و فاتح جاموس و العشرات من المثقفين السوريين ممن وقع على إعلان بيروت دمشق مؤخراً ؟.

و للتذكير فإن كل أولئك  - الغير معارضين طبعاً ، و الذين كانوا يعملون و يعبرون عن آرائهم بمنتهى الحرية - قد غيبوا في سجون أسدستان بعد القصيدة العصماء التي ألقاها الدكتور فائز الشاعر ( عفواً الصايع ) على شاشة الجزيرة ، و التي عبر فيها عن مساحة حريات الرأي و التعبير الغير محدودة في شامستان ، و عن نعمة التصالح الوطني التي تحضن جميع السوريون بلا استثناء في جنة العدل سورية ، والتي جعلت من أسدستان البلد الوحيد ( ششنه بلغة أهل الشام ) في العالم كله بدون معارضة و معارضين .

و يبقى أن نختصر المقال بكلمتين نوجههما للصايع و أمثاله : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ