ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 16/05/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

كي تصنع وردة ربيعاً

إبراهيم اليوسف

مند أن استلم السيد عمرو سالم وزير الاتصالات السوري حقيبة وزارته ، بات مواطننا السوري يسمع أنباء عن وجود خطة طموحة ، و وطنية ، لديه ، لخدمة المواطن السوري ضمن مجال عمله

لاأخفي أنني أحد هؤلاء المواطنين ممن تشكل الاتصالات عصب حياتهم اليومي ، لدرجة أنني ممن ينفقون ما لايقل عن ستين بالمئة من مردودهم الشهري،  على اتصالاتهم،  وهو رقم كبير ،  دعاني منذ سنوات أن اكتب مقالا بعنوان:

أعمل كي أتكلم – أبين فيه كل هذا وغيره..!

ولقد حاولت أكثر من مرّة ، أن أكتب عن مشروع وزير الاتصالات ، بيد أنني كنت أتردد في كل مرة  ،ولعلّ سبب هذا التردد ، يكمن في أنني كمواطن ، وككاتب ، وصحافيّ  ، أجد نفسي قبل كل شيء" حكومة كاملة" لا مجرد وزير، أو وزراة ، وأنني تعودت أن أكتب عن مواطن الخلل، أنى كانت ، وما أكثرها !، دون أن أخشى في الحق لومة لائم ، دافعا ً ضريبة ذلك على حساب لقمة أولادي ، وراحتى ، بل وأمني الشخصي ، و أن موطناً إيجابياً، إذا وجد، فإنني لأرى بأنني لمعنيّ بتسليط الضوء عليه ، وهو ما لم أفعله من قبل ، لأنني لم أر – وهي وجهة نظر شخصية – من هو واضح بإنحيازه الى أبناء بلده إلى درجة العشق ، كما أروم .....!

بيد أن ما جعلني أكسر هذا التردد ،هو ذهابي في صباح هذا اليوم الأحد 14-5-2006 إلى مبنى بريد ومؤسسة هاتف القامشلي ، للحصول على خط هاتفي جديد، وليس باسمي ،تحاشياً من جور الرقابة التي  قد تتنصت  على المكالمات ،  بل  وأن من بين التهم الموجّهة إلى صديقي محمد غانم - فك الله أسره - كما سمعت، هو اصغاء أحد  الآذان الطويلة ،على ذبذبات  صوته، و تحويرها،  وهو موضوع آخر.

  أجل، إن ما جعلني أكسر هذا التردّد، هو أنني تفا جأت بعدد من الأصدقاء، في مبنى هاتف ـ قامشلي ـ يعلمونني بأن وزير المواصلات موجود , في صالة المبنى , وسط حشد من المواطنين , يصيخ إليهم السمع , بكل تواضع ، في صالة المواطنين واقفاً على قدميه ، على امتداد ساعة كاملة  وليس من وراء طاولة ..!

شعور عارم , امتلكني . وأنا أقول في نفسي : أمعقول أنني في سوريا ؟, أمعقول أن يأتي وزير، نعم وزير... بشحمه ولحمه ،  ويلتقي المواطنين؟  ,  أين رجال" المخابرات "الذين يحيطون عادة بأماكن تواجد مجرد مسؤول قصير القامة , ويمنعون الناس من الالتقاء به.....!

أين المداهنون ، والمتزلفون، والممالقون ، ومساحو الجوخ  ، والمهرولون وراء الاستثناءات التي قصمت ظهر بلدنا سوريا؟

فجأةً، وجدت نفسي أتقدم منه , كي يعرفنني به بعض المواطنين , وأسأله بعد المصافحة الحميمة , وهو يربت بيده على كتفي  ،كأنّه يعرفني منذ سنين طويلة , محققا  بهذه الحميمية ، من طرفه،العلاقة المطلوبة – أصلاً- بين المواطن والمسؤول ، وأنا الفت نظره إلى بعض المطالب الجماهيرية, و  لأشكره لأنه يكسر تقاليد المسؤولين , رفيعي المستوى , وينزل إلى الشارع , نعم إلى الشارع..، يستمع إلى المواطنين بنفسه , يعد الجميع بما لديه من حلول مريحة ، ولمن لا يعرف هذا الوزير، أحب أن أشير  بأنه هو من وعد  بتخفيض تسعيرة المكالمة الدولية , وتسعيرة الهاتف النقال , بل وتخفيض الاشتراك في الهاتف الثابت إلى 1500 ل.س ، بدلاً عن خمسة آلاف ليرة سورية , ناهيك عن تخفيض الاشتراك بخدمة الـ ..... adcl. ليكون مجرد. ألف ليرة سورية بدلاً عن بضعة آلاف ....

عموما ً ، عندما يقول وزير ، ولأول مرة في تاريخ سوريا، بعد كل ما يبديه من وعود فردوسية ، تتعلق بالخدمات: حاسبونا ان لم نحقق  هذه الوعود.....! ، ان هذا الوزير ليستحق منا التشجيع ، و الاحترام، بل وأن نعلن مثل هذا الموقف ، لأكثر من سبب ، واعداً أن أكون  من أوائل الذين سينقدون الرجل في ما إذا بدا حالما ً ، طوباويا ً ، مدغدغ مشاعر ، قائلاً ما لا يفعل ،  أو " ضاحكاً على الدقون ".........!

أؤكّد ، أنني- الرجل الذي لا يعرف إلا النقد - عندما أشيد وعبر طفرة استثنائية بمواقف – طفرة  وزارية استثنائية – في تاريخ سوريا ، كما أزعم ، وكما يخيل إلي ،مع احترامي لمن "عمل" بصمت ، وبمصداقية ، دون أن نعلم كمواطنين ، فإن ذلك لكي أشير إلى هذه الحالة – كقدوة حسنة –و لكي أدعو كي يحذو حذوها، سواه ، ممن يفكرون ، كالعادة بعدد السيارات التي  سيستلمونها ، بعد توزيرهم ، بل والمكاسب التي سيجنونها على حساب تجويع الملايين من بلد التجويع والتخويف ، كي يكون هم كل وزير سواه في الوزارات الأخرى أن  يهبط سعر المواد التموينية إلى الثلث – وهو الأهم لدى سواد الجماهير من الاتصالات الترفية قياساً إلى الحاجة إلى" الرغيف" ضالة ملايين السوريين  رغم أنها ضرورية- ويكون لكل مواطن سوري مورده ، عاملا ً كان أو عاطلاً عن العمل ضمن إهاب الضمان الاجتماعي ، وتكفّ أجهزة الأمن عن مضايقة المواطن ،وتحميله " الظرف المختوم " على طريقة مسرحية" رأس المملوك جابر "، وتعكير صفو أمنه، بدعوى الحفاظ على  الأمن ، ويكون القضاء النزيه ، غير المؤدلج ، فيصلاً في كل قضية، لا فروع الأمن ومراكزالتحقيق، بناء على تقرير كيدي ، أوأضغان حاقد .....

وأحب أن أشير- أخيراً - إلى أن مثل هذه الحالة ، تبدو – مجرد طفرة – قد لاتتكرّر ، وقد  مازحني أحد أصدقائي ، وهو يراني في مبنى البريد قائلا ً:

أرجو ألا تكتب عن الرجل ، سيحسّ به الفاسدون ، وسيطير.....لاسمح الله....لاسمح الله . ألا تتذكر ما جرى ل د . عصام الزعيم، مثلاً، صاحب الظاهرة العصامية التي تم وأدهاوووووووالإساءة إليها.....!

- يقيناً هذا هو الانموذج الذي نريد، من سيشكل لنا حكومة صرفة من انموذجه؟...من ؟...!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها    

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ