ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 22/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

المطلوب في سورية ، بعد تحرّرها من الاستبداد :

ديمو( قراطيّة).. أم  ديمو(خلاطيّة)!؟

عبد الله القحطاني

ثمّة حزمة من الأسئلة ، لابدّ مِن طرحها ، ابتداءً ، بين يدي الديموقراطية الموعودة ـ أو المأمولة ـ في سورية..

 ومن أهمها:

• هل المطلوب من الديموقراطية  ـ أو المقصود بها ـ إذابة الألوان بين الأجناس البشرية ( العرقية ـ الدينية ـ المذهبية ـ السياسية ..) ونسمّيها أجناساً ، استئناساً بالأجناس الأدبية: قصة ، مسرح ، شعر، رواية ، مقالة..!؟(أو خلط هذه الألوان جميعاً ، في خلطة واحدة ، ليتشكل منها لون واحد..!).

ما نعنيه هنا ، هو: هـل يجب أن تذوب الألوان المذهبية، داخل مجتمع متعدّد المذاهب، فيصبح الجميع كلهم من مذهب واحد ؛ إذ يتخلّى كل ذي مذهب عن مذهبه، ليندغِـموا جميعاً ، في مذهب موحّد ، ليس له ملامح ، ولاسمات، ولا علامات فارقة ، تميّزه عن غيره..! فلا يبقى مذهب اسمه سنّي ، أو شيعي ، أو علوي ، أو درزي ،أو إسماعيلي .. بل تمتزج المذاهب جميعاً، في مذهب واحد اسمه المذهب السوري.. !؟ أو (المذهب السوري الديموقراطي..!).

• وهل المطلوب من الديموقراطية ، أن تجعل الأديان الموجودة في سورية ، كلها ديناً واحداً؛ يتنازل فيه كل ذي دين عن دينه ، ليندمجوا جميعاً ، في دين واحد ، لم يتخيّل له علماء الاجتماع ، أو علماء الأديان ، حتى الآن ، شكلاً ، أو لوناً ، أو سِمَة ، أو ملمِحاً، أو حتى اسماً ..!؟ وكل ما قد يخطر في البال ، هو تسميته : الدين السوري ، أو (الدين السوري الديموقراطي .. !).

• وهل المطلوب من الديمواقراطية ، أن تنزع الأجناس العرقية ، أو تذيبها، حتى يصبح المواطنون جميعاً ،عرقاً واحداً، ليس له اسم معروف ، ولا أرومة محدّدة ، ولا سلالة ولا ( شجرة نسب)..! فلا يبقى عرق عربي ، ولاكردي، ولاتركي ، ولاجركسي ، ولا أرمني .. بل ينتمي الجميع إلى عرق واحد ، هو العرق السوري..!؟  أو( العرق السوري الديموقراطي ..!).

• وإذا كان هذا هو المطلوب من الديموقراطية :( تذويب الألوان بين الأعراق والأديان والمذاهب).. فهل المطلوب ، على وجه التحديد ، هو: التذويب العرقي والديني والمذهبي ..؟ أم التذويب السياسي بين هذه العناصر البشرية !؟

• فإذا كان المطلوب هو التذويب التامّ ، للأعراق والديانات والمذاهب، ودمجها في عرق واحد ، في مذهب واحد ، في دين واحد .. فهذا نوع من المحاولا ت العابثة السمجة، المخالفة لسنن الاجتماع والتاريخ ، وقبل ذلك ، لسنن الفطرة التي فطرالله الناس عليها (على مستوى الأعراق والأجناس ، وعلى مستوى الديانات والمذاهب والمعتقدات .. فهل يستطيع أحد صَبّ هؤلاء البشر جميعاً ، في بوتقة واحدة ، عرقية ، أو دينية ، أو مذهبية.. بما يخالف السنن المذكورة كلها..)!؟

• وإذا كان المقصود بالتذويب ، هو التذويب السياسي ، بين هذه الأجناس كلها..فهذا قائم موجود ـ ولله الحمد ! ـ في العهد الحالي ، ولا حاجة لأن يتعِب العقلاء أنفسَهم في السعي إليه ! فمنذ جاء الحكم الحالي الميمون إلى السلطة ، ( شَطبَ) الألوان السياسية كلها من البلاد ، ولم يترك إلا لوناً واحداً، هو لون سِحنته البهيّة ، الباهرة الفاتنة الساحرة..! فهل ثمّة داعٍ ، لأن يتعب العقلاء أنفسهم ، في السعي إلى إسقاط هذا النظام، لإعادة تجربته نفسِها ، وسلوكِه نفسِه ، ومنهجِه السياسي نفسِه..!؟

• وإذا كانت فكرة الإذابة ، غيرَ مطلوبة ، أصلاً ـ بل هي مرفوضة ، ابتداءً ـ في أجواء الديموقراطية.. فما المطلوب من الديموقراطية أن تفعله للناس إذن؟ وما المطلوب أن تقدّمه إليهم!؟

• ما نعلمه عن الديموقراطية ، أنها مناخ ، مناخ حرّ، للمواطنين جميعاً ، بنِسَب متساوية، ليبذل كلّ منهم مافي وسعه ، لخدمة نفسه ووطنه ، بقدر مالديه من مؤهلات وإمكانات ، في إطارٍ قانوني ، يسهم في صياغته أبناء الوطن جميعاً.. ثم يتعاون على حراسته أبناء الوطن جميعاً..!

• وإذا كان ذلك كذلك ، ونحسبه كذلك .. فكيف يفسَّر الخوف ، لدَى بعض العناصر، في المعارضة السورية الحالية .. الخوف من بروز الألوان ( العرقية.. والمذهبية .. والدينية) في العهد الديموقراطي ، الذي يسعى إليه الجميع ، بعد إسقاط الحكم الشمولي المستبد الفاسد..!؟

- وهل يَخشى هؤلاء ، بروزَ الألوان على حقيقتها ، أم بروزَ تجليّاتها السياسية..!؟

- وبمعـنى أوضَح : هل يَخشى هؤلاء ، أن يظهر المذهب الفلاني ، الذي يشكل نسبة عشرة في المئة ، والذي تحكَم البلاد باسمه اليوم ، أن يَظهر بنسبته العددية ، السكانية الحقيقية ، بعد زوال الأغطية الحالية عنه : ( الحزب .. الجبهة الوطنية التقدمية .. الجماهير المصفقة خوفاً أو نفاقاً..! ) .. وأن تـظهَر النِـسَب الأخرى ، للمذاهب الأخرى ـ الأقلية منها والأكثرية ـ والتي تحكَم اليوم ، بالحديد والنار، تحت الأغطية المذكورة أعلاه..!؟

- وهل يَخشى هؤلاء أن هذه النِسب ـ إذا برزت على حقيقـتها ـ ستترجَم بالضرورة، في العهد الديموقراطي الموعود ، إلى نِسب سياسية !؟ بمعنى : أن تنعكس هذه النسب، بحسَب أحجامها ، حضوراً سياسياً ، في مؤسّسات الدولة الديموقراطية ، فيأخذ كل ذي حقّ حقه، بحسب حجمه المذهبي ، أو العرقي ، أو الديني .. انطلاقا من المذهب، والعرق ، والدين .. لا مِن التوجّه السياسي ، والفكر السياسي ، والتحالفات السياسية، التي كانت سائدة بين عامي /1954ـ1958/ من القرن الماضي(على سبيل المثال)..! والتي لم يكن السا سة يميزون فيها ، بين عرق ومذهب ودين ، في أيّة مؤسّسة من مؤسّسات الدولة ، العسكرية منها والمدنية ..! فترى العلوي ، والسني ، والدرزي، والإسماعيلي ، والمسيحي ، والكردي ، والتركماني ، والشركسي .. في حزب سياسي واحد ، يشارك في السلطة ، أو يراقب ويسائل في المعارضة ، سواء أكان هذا الحزب قومياً ، أم يسارياً ، أم ليبرالياً..! ( وما نحسب صورة الحزبين الكبيرين: الشعب والوطني ، غائبة عن أذهان الساسة ، الذين عاشوا تلك المرحلة ، وخبروها بسائر تفصيلاتها..! إذ كان كلّ من هذين الحزبين ، تحديداً ، يضمّ – إضافة إلى الألوان السابقة ـ إسلاميّين بارزين ، ملتزمين بأخلاق الإسلام وشعائره ..!).

- فهل تخشى هذه العناصر ، المذكورة أعلاه ، من أن تكون سورية ، قد نسيت ذلك العهد، الذي هو أصل تكوينها السياسي الحديث ، ولم يبقَ في ذاكرتها ، إلا العهد الأحادي ، الشمولي ، البائس ، الراهن ، بأغطيته المرتجلة ، الباهتة ، الهشة ..! حتى إذا ما سَقط ـ مع أغطيته ـ ضلت البلاد طريقها ، وخضعت لمنتـَجات البؤس الفكري والسياسي والخلقي ، الذي فرضه عليها هذا العهد الإجرامي البشع.. فصار المذهب السني لوناً سياسياً قائماً بذاته .. وكذلك كلّ من العلوي ، والدرزي ، والإسماعيلي .. وكذلك كل من الكردي ، والتركماني ، والشركسي..!

- وإذا كان الذي خلـقَ الأعراق والأديان والمذاهب ، لم يوحّد أتباع كلّ منها ، في إطار سياسي واحد ـ لاختلاف عقولها ، ومناحي تفكيرها ، وطرائقها في حساب المصالح العامّة والخاصّة .. بما في ذلك أبناء الأسرة الواحدة ، فضلا ًعن العشيرة الواحدة، والقبيلة الواحدة ـ فأيـّة قدرة بشرية مؤهلة لفعل هذا ، أو قادرة عليه..!؟

- وإذا فـقدَ بعضُ هواة السياسة ، القدرة على التفكير السياسي السليم ـ بما فيها التمييز بين الممكنات والمستحيلات ، في سلوك المجتمعات البشرية ـ فهل فـقدَ محترفو العمل السياسي ، هذه القدرة على التفكير السليم أيضا..!؟ لا نحسب الأمر كذلك .. وإلا فعلى الدنيا السلام.. !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ