ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 10/04/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نظرة إلى العقل العربي ...(2) !

الدكتور/ نصر حسن

سبق وأن تناولت هذا الموضوع  في  مقالة  سابقة  رقم (1)  نشرت على مركز الشرق  العربي  للدراسات الحضارية  والإستراتيجية  -  برق الشرق - مشاركات  -  بتاريخ   :   16/ 8/2005.

وخلصنا إلى النتيجة التي يعكسها الواقع العربي اليوم والتي لايريد أن يراها الكثير ,وهي أن العقل العربي في أزمة مركبة عامة بنيوية فكرية ووظيفية , أزمة معرفية ترتبط بالذاكرة العربية نفسها التي خضعت إلى عملية تشويه وتغذية غير منتظمة بعلاقتها مع الزمن , بمعنى أنها موجودة في فترة معينة وغائبة كليا ً في فترة أخرى من التاريخ ,وهذا يعني أن هناك انقطاع معرفي في مسيرة التاريخ أولا ً,وإجرائية ترتبط بآلية عمل العقل العربي ثانيا ً , وبقدر رؤيتنا وفهمنا لواقع الحال المتخلف الذي تعيشه الأمة وصلنا إلى النتيحة التي تقول بأن العقل العربي الآن يسكن المنطقة الرمادية التي تفصل بين الهدف " الحلم " وبين " الواقع " المتناقضين والمنفصلين في اللحظة التاريخية الحالية من التطور,وأن العقل العربي الآن هو أسير هذه المساحة الفاصلة بين الحلم والواقع وتجمد فيها واصبحت منطقة عزل وانقطاع بين ماض معرفي منتج وفاعل وحاضرمعرفي وعقلي متخلف مستهلك وتائه سائل ,وأن العقل العربي سيبقى غيرقادرعلى العمل مادام محكوما ًبهذه الإشكالات التي تلغي وظيفته,وعدم قدرته في الوقت الحاضرعلى إنتاج البدائل .

على أن انعكاس حركة الواقع على سكون العقل العربي أصابه بنوع من الخمول والذهول الذي جعل صلته بالتطورضعيفة بل معدومة , الأمر الذي يبعده أكثرعن الواقع  وهذا ماطبعه بصفة الإرتدادية بمعنى الهرب من الواقع المادي الذي يعيشه إلى دوائرالغيبيات لتغطية عجزه وعدم قدرته على إيجاد الحلول لأزمته ويرتفع عنده بل يسيطرعليه التفكير بغير المحسوس ويلجأ إلى تقديم حل غيبي لمشكلة مادية حينا ً, وفي حال عجزه حتى عن ذلك يقوم بعملية مصالحة وهمية نفسية بين مشكلة مادية ملموسة وحل وهمي غيبي ويحاول عبثا ً التوفيق بينهما بعملية رصف معرفي صوري قد تكون سليمة منطقيا ً لكنها غير واقعيةً في معظم الأحيان ,وهذا يفسر إلى حد كبير حالة التناقض الذي يعيشها العقل العربي الآن.

وأمام حالة العجز هذه يلجأ العقل العربي إلى التوافق بين المتناقضات لإثبات وجوده الصامت ومكانته المعزولة عن حركة التاريخ,ويبقى المجتمع الذي هو مادة العقل يعيش نتائج عجزه وتناقضاته وغارقا ً فيها على أمل الصحوة المعرفية التي يبحث عنها الأفق دون دليل .

الخطيرفي الموضوع هو أن العقل العربي وبالرغم من حالة الفشل والإخفاق العام والمخيف لايستطيع أن يحدد مصادرالخلل الذاتية ويسقط ضعفه وقصوره المعرفي على العوامل الخارجية الأمرالذي يبقيه في حالة الوهم والغيبوبة يأكل منها ويزداد وهما ً فيها وابتعادا ًعن الوصول إلى نقطة البداية الصحيحة , ومادامت عملية تغذية العقل العربي على مستوى الفرد والجماعة تتم بواسطة الأوهام فإنه لن ينتج إلا أوهاما ً وفشلا ً يضاف إلى فشل وبعدا ًعن الواقع , وسيبقى العقل العربي مستمرا ً بتوليد الأوهام مادامت تغذيته بها مستمرة , وهنا يقع العبء الرئيسي على المفكرين والمختصين والحريصين على إخراج العقل العربي من وهمه وبالتالي الأمة من تخلفها المهين على كافة الجبهات .

وبنظرة تحليلية عقلانية سريعة ومختصرة إلى الواقع العربي اليوم نرى أن العقل العربي ومعه حاضنته الإجتماعية محاصر من الدور الوظيفي المنحرف والخطيرالذي يقوم به النظام السياسي العربي الحالي أولا ً , ودوران المفكرين باستثناء قلة قليلة منهم في مدارالنظام السياسي الحاكم وبالتالي القرب من السياسة والإبتعاد عن الفكر والعمل الفكري المطلوب ثانيا ً, الأمرالذي أوجد حالة من التخلخل الفكري طبعت الحياة العامة للمجتمع ثالثا ً, وتأثير العامل الخارجي العولمي والمفتوحة أمامه كل الأبواب في عصرالثورة المعلوماتية الهائلة الأمرالذي أحدث خللا ً إضافيا ً في واقع المجتمع وزاد الأمور تعقيدا ًرابعا ً , هذه المحددات الأساسية التي تطبع العقل العربي وتعيق عمله وتربكه وتجعله غير قادرعلى فهم واقعه واللحظة التاريخية  التي يمربها اليوم .

إلى أين تسير الأمور , وبأي اتجاه , وماالعمل  حتى تخرج الأمة  من هذا الخلل , وهل يستطيع مفكروا هذه الأمة من وضع عقولهم وليس أيديهم على هذه العلل , وباختصار...الواقع الكارثي يصفع الجميع بالسؤال ..... ماهو الحل ؟ !.

الجواب ليس سهلا ً وهو يمثل خيارالأمة  بين الموت والحياة  ... وفي إطار البحث عن الجواب يتوجب على المختصين وأهل الربط والحل المعرفي أن يعالجوا هذا التناقض فكريا ً وإجتماعيا ً ونفسيا ً لفهمه وإيجاد الحلول الفلسفية والمعرفية وإعادة ترتيب ذاكرة هذا العقل وتأسيسها ً فكريا ً من جديد , لتكون في حالة تجاوب مع الزمن وتفاهم مع الواقع والتطور وفعل حضاري في حركة التاريخ البشري ....

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ