ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 08/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

اعتذر.. وأنحاز إلى الحرية

مزيداًَ من الكراهية

سلمى السهروردي

معذرة ...

معذرة إلى الإنسان الأول إلى صاحب الخلق العظيم . وأين تقع معذرة أمَةٍ ضعيفة مثلي من صاحب الجناب الأفخم..؟!! أعتذر وأتلفت حولي فلا أجد رمحاً ولا سيفاً يبكيان ولا حتى الأشقر المحبوك الذي جاز أهله فلم يعد يستوقفه بكاء ..

اعتذر ...وأنادي على فتاة دمشق لتقص جدائلها من جديد رسالة إلى الأشباه فما في دمشق غير المسجد المحزون ، لا مروان ولا يوسف يصنع من جديد ميسلون...

وبعد يا فتاة ، هذا محمد وقد بلغ السيل الزبى، وجاوز الحزام الطبيين، وأصاب ساطورهم المفصل، ولم يبق في القوس منزع!! فماذا أنت فاعلة؟! ضمي إليك نفسك واعلمي أن العير أيضاًً يحسن النزوان واتركي أحاديث (سعيد وسعيدة) وانسجي من فضاء الحرية سداً يرد على القوم أمواج كراهيتهم حتى تفرقهم ، وحاصريهم بها حتى يثوبوا إلى رشدهم ..

اعتذر ..ولو كان لي أن أُعيد كتابة الفقه الإسلامي لاستبدلت صفة الرجولة التي أضرب عنها الفقهاء (بالذكورة) التي أجمعوا عليها ، فالعالم مليء بالثآليل التي لا تضر ولا تنفع.

اعتذر.. وأتذكر مقام صاحب الجناب الأفخم، وقد غدا بخادم دون حامٍ. الحرمان على ما أظن واقدر لا يحتاجان إلى (خادم) فالخدمة يقوم بها كثير من الضعفاء أمثالي، وإنما هما بحاجة إلى (حامٍ) يحمي الحوزة ويذود عن البيضة؛ ولكن هيهات هيهات حال الجريض دون القريض حتى من ظننا فيهم حيناً التعصب والضيق والانغلاق غدوا يحمحمون ويجمجمون ويحوقلون ويدمعزون!! ذهب عز بن عبد السلام .وغداً يُحرق الكتاب الذي جاء به محمد بنفط محمد نفط الإسلام، والقوم سكارى ، وألبوم جديد لنانسي ينسيهم أولاهم وأخراهم. قال إما اعتدلت وإما  اعتزلت . ونقول لهم إما انتصرتم، فقد أطمعتم بنا من لا يدفع عن نفسه ، وإما اعتزلتم. صحراءَ نريدها. ملعبَ خيل نريدها، تمراً ووشلا وعزاً وأرجوانا ولازورداً لا يحمي الحقيقة فيها إلا قائم السيف ، فلا تتسولوا قوانين تحمي ضعفكم لأنها لن تطبق إلا عليكم !!

اعتذر.. وانحاز إلى الحرية ، وأرفض قانوناً يحمي المقدسات لأن المقدسات لا تحميها القوانين وإنما تحميها عزة الجانب والغضبة المضرية مقولة من قال :

وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما

ما أزال منحازة إلى الحرية لنلقنهم بالحرية معنى المقدس ومكانته وقيمه، فما تصنع باقة الورد مع أمة الجعلان.. أعتذر إلى صاحب المقام الأرفع و أصر على الانحياز إلى الحرية، فكم هي جميلة هذه الحرية التي تكشف عن بعض خبيئة القوم، ومكنونات الضمائر وما تخفي الصدور، لئلا يكون أمرنا علينا غمة بعد اليوم، ولتفضح الحرية أباليس ما زالوا يلبسون علينا ويزخرفون ..

سأبقى منحازة إلى الحرية فكوني معي يا فتاتي.. تعالي نرفض أي قانون يحدد لها أرضاً أو سقفاً. القانون جميل في المجتمعات المدنية. وليس للمجتمعات الرعوية إلا قائم السيف تذكري جدتك الخنساء تتحدث عن عصر (من عزَّ بزََّ) نحن اليوم هناك. لقد دثروا العصر الذي قال قائله: (القوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق والضعيف فيكم قوي حتى آخذ له الحق) تلك كانت دولة القانون. واليوم للرجل القادم من تكساس قانونه . قانونه الذي نعرف. قانون شيوخ قريتنا يوم كانوا يرفضون تقديم الشكوى لضابط الشرطة. بصمت يدفنون قتيلهم (ليست لدينا مشكلة) تحبس النساء الدمع في المحاجر (لم يقتل منا أحد..) فهم كانوا يعتقدون أنهم أعز من أن يحتموا (بقانون !!) غير قانون العز والجناب المنيع. في المجتمع الرعوي الذي نعيش إما أن تكون عزيزاً أو تستذل وتستباح . وهذا هو معنى الوجود. الوجود الذي يسبق (ماهية ) مليار ونصف غثاء كغثاء السيل أو يثوروا...

سأظل منحازة للحرية.. لأنها المأمولة لإحداث الصدمة بعد الأخرى لتعيد الحراك إلى الأرض اليباب لتنجب من جديد (حسيناً) في يوم عاشوراء . وليقف ابن جبير في وجه الحجاج، وليرتفع صوت ذات النطاقين: آما آن لهذا الفارس أن يترجل؟! الإسلام اليوم لم يعد طيراً مقصوصاً جناحاه وإنما غدا دريئة نبل يتعلم عليها من غدا وشدا وهب ودب الرمي، ويوجه إلى سوادها الطعنات..

واذلاه يا لتغلب.. أنادي غسان بعد أن أعياني عدنان ..

طيب الوجوه كريمة أحسابهم

شم الأنوف من الطراز الأول

واذلاه يا لتغلب.. صاحتها هند، فأجابها:

ألا لا يجهلـن أحد علينـا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

انحاز إلى الحرية وهذه الذي أريد منها.. أريدها سلاحاً يرد الحجر من حيث جاء ويوفي. أريدها سميفونية رائعة تخيف وترهب حتى الأجنة في أرحام النساء أن تفكر بالدنو من ساحة المسلمين ( إنا إذا نزلنا في ساحة قوم فساء صباح المنذرين..) فأين الأحرار الأبطال المبدعون أين النحاتون والرسامون والأدباء والشعراء؟! أين ابن الفريعة يذب عن عرض رسول الله؟! بل من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله؟! لقد كانت شيطانة الدنمارك الأولى أقسى (يوم اتهمت أمومتنا في فلسطين) عودوا إلى ذلك اليوم أيها النساؤون لتعرفوا كم هي جميلة الحرية التي تمكنك من الدفاع عن نفسك بقائمك، عليك أن تكف عن الاحتماء (بزوج أمك) انتهض إذا شئت باسم بني أبيك...

سدوا على القوم طريقهم بمخازيهم. فمن يقتحم اليوم على القوم تلك الصفحات، ويسدد لهم الضربات الحرّة تحت الحزام. (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون)...  يا قوم (ادخلوا عليهم الباب ..فإن دخلتموه فإنكم الغالبون).

 سأظل منحازة إلى الحرية.. وأنا يقينة أن ما جرى ويجري لم يكن فلتة ولا زلة فليست فلتة تلك التي  تزيد أخواتها (على أخوات كان) في سجال ما برح وما انفك وما زال بوش وبرلسكوني وبلير كل يوم يتحفوننا بجديد .. ما جرى ويجري ديدن له ما قبله وسيكون له ما بعده .. أتبين هناك في الركن المظلم من يخطط ويحرك، ولما لا يكون لنا من يفعل ذلك تحت شمس الحرية نخطط ونحرك وندبر ونذكر، لأننا أمة من النسائين، لم لا تقوم بين ظهرانينا أمة من الناس تذكرنا دائما أننا في حرب وتمد هذه الحرب بوقودها.. لما لا تنظم هذه الأمة من الشعراء والأدباء والخطباء والكتاب لنا نشيدا عنوانه (لا تنم..) فالسكين على الحلق وتوشك أن تحز الأوداج.. مسحورة أنا بالكتاب العزيز وبقانون فيه يقول: ( ولولا دفع الناس بعضهم ببعض..) وبعض الناس اليوم في الدنمارك والنرويج وفرنسا وتكساس فأين البعض الآخر.. قاتلك الله (دعبل) بل رحمك الله أأنت ها هنا اليوم  تنشد:

أني لأفتح عيني حين أفتحها      على كثير ولكن لا أرى أحدا

لتكن في هذا العالم الحر الفسيح لجنة متابعة. أناس يمثلون (البعض) الذي يتلقى الدفع ويدفع لئلا (تهدم صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله..) وهم إنما يخافون من أسماء الله اسمين (الحق) لأنهم أمة الباطل و(العدل) لأنهم شعوب الاستئثار والظلم، قال سارتر يوما إن فرنسا مستعدة للقتال إذا اختفى طبق اللحم عن مائدة الفرنسيين اليومية. ويلي على أبناء عالم لا يذوق اللحم إلا في الولائم، وعلى آخرين يقتلهم الجوع على الطرقات..

إن لم ينالوا بالهوادة حقهم        ينالوه يوما والصوارم ترعف

أعتذر إلى صاحب المقام الأرفع وانحاز إلى الحرية.. فالحرية كما تنجب الحب تنجب الكراهية. ومزيد من الكراهية مع هؤلاء القوم ينفع. وأخوف ما أخاف على أمتي: الأنيق بقفازاته وياقته البيضاء. أخاف لسانا أحلى من العسل. أخاف مستر (جيكل) أضعاف ما أخاف (هايد) لذلك أصر على أن نعطيه المزيد من الحرية..

المزيد من الحرية ليبدي بوش وبلير وشيراك وميكل وكل (الشواريين) هنا وهناك كل ما في دواخلهم، وليجهزوا على البلبلة التي تحول بين بني قومي وبين بناء برج بابلهم. ولتسقط مرة بعد مرة الذرائع. ومرة أخرى يفرض عليك الكتاب العزيز جنابه فلا تستطيع أن تحيد عنه (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة)

سأظل منحازة إلى الحرية.. يقولون وكنت أظن إنها هدية علمانية، اليوم بدأت أتحسسها في كرامة ابن عبد الله بسمة وكلمة طيبة. حتى إذا خانوا وهانوا نادهم بصوته الرفيع: يا إخوان القردة والخنازير فألجأهم ليستنجدوا (مه يا أبا القاسم ما كنت جهولا).

 الاشمئزاز الذي أثارته الرسوم الكالحة في نفسي تجعلني أعيد تلمس موقفي في أي بحيرة من الخداع والكذب كنت أسبح. كثيرات من بنات قومي سيفعلن الشيء نفسه. سنتواصل مع ابن عبد الله ليس من خلال مجتمعات الجهل والخرافة والتقاعس والذلة.. وإنما سنحلق معه في سماء دافئة بالنشيد العلوي فأراه في السحاب يقرر على الأهل طريقهم إلى الطهر والنقاء والحب (الأنبياء أبناء عيلة دينهم واحد..)

كنت بالأمس في ما أزعم انتمي إليه على طريقتي (أدين بدين الحب..) ولكنني اليوم مندفعة إلى الاعتراف بأنني سأنتمي إليه على طريقته هو، مزيدا من الحرية تعني مزيدا من الحب ومزيدا من الكراهية أيضا.. وأراني أعود مرة أخرى إلي ظل(هيغل) ولكن من بوابة ابن عبدالله هذه المرة..

يا بني قومي.. هذا محمد الذي يداس طرف ردائه فماذا أنتم فاعلون؟!!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ