ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نجحت حماس وأخفق غيرها ...

قراءة في موجبات ذلك النجاح

الطاهر إبراهيم*

إذن فقد فازت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات الفلسطينية التشريعية. ليس هذا فحسب فقد حصلت على عدد من المقاعد يكاد يكون ضعف عدد المقاعد التي نالتها "فتح" ( 74 لحماس و 45 لفتح). وقد كان هذا الفوز تتويجا لجهود مضنية في مجالات عدة ،كما كان رسالة إلى أكثر من جهة. فما هي هذه الجهود وتلك الجهات.

قيادات "حماس" انبثقت من داخل نسيج الشعب الفلسطيني، وتحركت ضمن صفوفه، وعانت كما عانى، واضطُهِدت كما اضطهد. كان المزايدون يقولون إن قيادات حماس تجلب الدمار والقتل والجوع للشعب الفلسطيني،مع أن قيادات وقواعد حماس عانت كماعانى باقي الشعب الفلسطيني.ومع ذلك فلم نكن نسمع أو نرى على شاشات الفضائيات من يقول ذلك من أفراد الشعب الفلسطيني، إلا ما كان من مدمني السياسة وتجار المناصب البعيدين كل البعد عن عامة الشعب الفلسطيني، فكان أن عاقبهم هذا الشعب.

أهم أسباب نجاح حماس؟

وفي مسيرتها على مدى عقدين من الزمن، لم يكن أمام حماس من سبيل إلا النجاح الذي يرسخ أقدامها على الساحة الفلسطينية كرقم صعب يصعب القفز فوقه. وإلا فسيكون مصيرها الفشل و الاضمحلال والذوبان ضمن مجموعات فلسطينية متعددة الأسماء، أو مغادرة الساحة، ولا خيار آخر. فبنت استراتيجيتها على مبدأ فهمته إسرائيل وفهمته أمريكا، ولم يستوعبه أي نظام عربي، وهو حق الشعب الفلسطيني في كل أرضه.

آمنت حماس أن فلسطين،كل فلسطين لا يمكن أن تكون إلا لشعب واحد، ودولة واحدة، ولا مجال للتجزئة حتى ولو قبلت ذلك إسرائيل. بينما كانت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة "فتح"، قد قبلت رسميا ،في مؤتمر المجلس الفلسطيني الذي انعقد في الجزائر عام 1987 ، بالقرار 242،أي أن تكون فلسطين أرضا لدولتين وملكا لشعبين. بعض الفصائل الفلسطينية كانت تشارك حماس في هذا الرأي، ولكنها لم تنجح بما نجحت به حماس لأنها اختلفت عنها في أمور أخرى، سوف نعرض لها لاحقا.

ومع ذلك فقد كانت حماس "براغماتية" إلى الحد الذي لا ينتقص من ثوابتها. فزاوجت بين الثوابت والواقع الناجم عن الاحتلال، بقبولها بالحلول المرحلية للوصول إلى هدفها النهائي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر. فلم يكن لديها ما يمنع من توقيع هدنة جزئية،أي وقف العمليات، أو هدنة يكون نتيجتها قيام دولة على الأراضي التي احتلت في حزيران 1967 ، أي غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، ولكن هدنة فقط، وليس صلحا.  

ولعل أهم ما ساعدها في مسيرتها هو أن "حماس" عملت على ترسيخ مبدأ القرار المستقل بعيدا عن إملاءات الأنظمة التي تحيط بفلسطين، وبشكل تُساوي فيه بين جميع الدول، وفي نفس الوقت ابتعدت "حماس" عن إثارة حفيظة هذه الدول.

واستطرادا، فقد كسبت منظمة التحرير ،ورئيسها الراحل "ياسر عرفات"، عداوة حكومة الكويت عندما وقفت إلى جانب رئيس العراق السابق "صدام حسين" في غزوه  الكويت في آب "أغسطس" عام 2000 .بينما شهدت الساحة الكويتية ،أثناء فترة الاحتلال، تحركا نشطا لعناصر "حماس" لإغاثة المحاصرين الكويتيين ومد يد المساعدة لهم في معيشتهم وتأمينهم من أذى القوات المحتلة، ما جعل الكويت تنظر لحماس بشكل مختلف.

وفي نفس الموضوع نستطيع أن نؤكد أن العلاقة بين كل من حماس وإيران لاتتجاوز الدعم المعنوي إلى الدعم المادي، لأن إيران لا تدفع إلا لمن يشركها في قراره. أما علاقة حماس بالنظام السوري فهي أكثر تعقيدا.ويتعلق الأمر بالود المفقود بين ياسر عرفات وحافظ الأسد الذي كان يسعى جاهدا للهيمنة القرار الفلسطيني، وحماس كانت خارج  سلط ياسر عرفات، دون أن تدخل تحت جناح النظام السوري.

نجحت "حماس" بترك مسافة واضحة بينها وبين السلطة الفلسطينية، ورفضت الانجرار إلى الاحتكام إلى السلاح في كل الاحتكاكات التي كانت تحصل بسبب تعايش سلاح "حماس" جنبا إلى جنب مع سلاح أجهزة السلطة الأمنية، مع ميل بعض قادة تلك الأجهزة إلى جر حماس إلى معارك مكشوفة. وقد كان شعار حماس الذي رسخه الشيخ الشهيد "أحمد ياسين" عند ما قال "الدم الفلسطيني خط أحمر".

ونجحت حماس بحصر قضيتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين فقط، ورفضت نقل المعركة ضد هذا العدو خارج فلسطين. كما رفضت استهداف العدو المؤازر الأمريكي بدلا من العدو المباشر الإسرائيلي، رغم الاستفزازات الأمريكية المستمرة. بينما استجابت معظم المنظمات الفلسطينية الأخرى إلى الإغراء الإعلامي الذي توفره عملياتها ،خارج فلسطين، ضد الإسرائيليين. كما لم يسلم غير الإسرائيليين من استهداف المنظمات لهم داخل إسرائيل وخارجها.

نادرا ما كانت تلجأ "حماس" إلى الضجيج الإعلامي في عملياتها،إلا بمقدار ما يخدم الإعلام ما تريد أن تبعث به من رسائل إلى عدوها. بينما كان الإعلام قاتلا في عمليات منظمات أخرى، كما حصل عندما تبنت "الجهاد الإسلامي" إحدى العمليات داخل الخط الأخضر، وتم الإعلان عن اسم منفذ تلك العملية، ثم تبين لاحقا أن حماس هي التي نفذتها، ما حدا بزعيم "الجهاد" إلى اعتبار اسم منفذ العملية الذي أعلن "مشروع شهيد" بعد ما كشف اسمه.

غني عن القول ،وهو ما بات معروفا للجميع، أن كوادر "حماس" تميزوا بنظافة اليد، وتقديم كل ما يتحصل من معونات لمستحقيها من الأسر الفلسطينية. بينما سمعنا الروايات المخجلة عن إثراء بعض رموزالسلطة الفلسطينية من أموال هي مخصصة لعموم الشعب الفلسطيني ، كما أعلن مؤخرا المدعي العام الفلسطيني عن سرقات بمئات الملايين.

ويبقى التحدي الأكبر الذي ينتظر "حماس" بعد نجاحها في الانتخابات:

هل تنجح حماس في بناء السلطة كما نجحت في القتال ضد إسرائيل، وفي علاقاتها مع الشعب الفلسطيني؟

وهل تتجاوز حماس المطبات التي ستعترض طريقها، وهناك أكثر من جهة ستضع الألغام في طريقها. وقد تكون ألغام الشقيق أشد انفجارا وأبعد تأثيرا من ألغام العدو؟

الكل ،العدو والصديق، ينتظر ويراقب.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ