ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/02/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

التوجه الإسلامي نحو الحكم

يزفه إجماع الشعوب

علي عبد العال*

aly_abdelal@yahoo.com

جاءت نتيجة الانتخابات الفلسطينية التي قال الشارع فيها نعم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتضرب بتوقعات المتوقعين وتحليلات المحللين عرض الحائط ، ولتؤكد على أن الشعوب متى تمكنت من الاختيار بحرية ودون وصاية، فلن تتلكأ في أن تنحاز إلى جانب الحلول الإسلامية كمخرج من واقعها العثر. ولم يكن الشعب الفلسطيني وحده الذي اختار بإيجابية أطروحات الحركة الإسلامية، بل سبقته بلدان عربية وإسلامية أخرى، كما حدث بالجزائر والمغرب وتركيا والعراق ومصر وماليزيا حينما اتيح لشعوب هذه البلدان شيء من حرية الاختيار.

وأمام هذا الفوز الذي جاء ـ لاشك ـ في صالح الأصوات الإسلامية في العالم العربي، في ظل الصراع التاريخي الذي خاضته تلك الحركات أمام جهات عدة أهمها : الأنظمة الرسمية، ودعاة العلمانية، وقوى الإمبريالية الخارجية والتي تعلم علم يقين مدى ما يمثله الإسلام من عائق أمام أطماعها.. أمام هذا الفوز لابد وأن نقف عند بعض المؤشرات والدلائل المستفادة منه.

ـ أخذت قضية "الشرعية" حيزها من الجدل السياسي الذي احتدم طيلة سنوات الصراع بين الأنظمة الرسمية والحركات الإسلامية في العالم العربي، ورفعت تلك الأنظمة الإحتكارية هذا السلاح كثيراً في وجه الإسلاميين بعد أن تمكنت من وصمهم بغير الشرعيين سواء بحق أو بباطل، وكانت هذه الوصمة بمثابة السيف المسلط على رقاب المنتمين للحركة الإسلامية، ولعل هنا من بين ثمار الفوز الإسلامي في فلسطين وما سبقه في مصر وتركيا هو سقوط سيف الشرعية الزائف من أيدي تلك الأنظمة التي طالما رفعته في وجه مخالفيها، وإن كانت هذه الشرعية مغلولة في أيديها ظلماً وزوراً.

ـ اعلنت الشعوب العربية والإسلامية عن رفضها ــ وبقوة ــ لتجارب الحكم التي خضعت لها طيلة عقود على أيدي المتسلطين، ولم تجن منهم سوى استشراء الفساد على كل الأصعدة ـ مهنية وأخلاقية ـ واستمرت الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والعلمية والأمنية تنحدر من سيء إلى أسوء، في ظل تجارب للحكم مستوردة من الغرب وأحياناً من الشرق خضعت لها الأمة دون أن تستشار فيها أو يعبأ أحد برأيها. 

ـ الفشل الذريع الذي منيت به محاولات إقناع الشعوب الإسلامية بالعلمانية الغربية، خاصة وأن هذه المحاولات المستوردة من الخارج كانت تمارس متزامنة مع تخويف هذه الشعوب من الإسلام ـ هويتها الأصيلة ـ والمنادين بحلوله، ومحاولة تشويه صورة المنتمين للحركة الإسلامية بكل قبيح من خلال آلة إعلامية وأمنية ضخمة وظفت لهذا الهدف.

ـ تهيئة الرأي العام العربي والإسلامي للتحرك في اتجاه مسيرة التغيير الحقيقي الحاصل بأيدي الشعوب نفسها، والذي يستهدف ـ بالأساس ـ إزاحة الأنظمة التي ظلت تحتكر السلطة لعقود، معتبرة أن الحكم حق لها دون غيرها، وأن من يفكر في الإقتراب من هذا المحرم ـ حسب رؤيتها ـ يعد خارجاً عن الشرعية ويعامل بصفة محظور وإرهابي.. وقد جاءت نتيجة الاختيار الحر للشعوب كرسالة طال انتظارها إلى هؤلاء المتسلطين على رقاب العباد بأنه آن أوان رحيلكم إلى غير رجعة ولتحكم الأمة حسب إرادتها لا كما يريد لها الآخرون.  

ـ انفراط عقد الأنظمة والأحزاب العلمانية التي ظلت لعقود مهيمنة على كرسي السلطة في العالم العربي والإسلامي، حيث أخذت حبات هذا العقد العلماني المتحصن بالإستبداد وإقصاء الآخرين في الإنفراط الواحدة تلو الأخرى، ولم يكن غريباً أن قاعدة الحلول والإستبدال تأتي دائماً في صالح الإسلام والداعين إليه. 

لكن لماذا هذه الشعوب دائماً ما تنحاز إلى الإسلام متى اتيح لها الإختيار؟

ـ الإسلام لأنه هوية الأمة وعقيدتها الأصيلة والتي لم تأتها من الشرق ولا من الغرب.

ـ الإسلام بترسيخه لمثل العدل والمساواة التي تأبى ظلم الإنسان للإنسان مهما تعددت الدوافع والمسببات، والقادرة على القضاء على الفساد وأسبابه وعلى المفسدين.

ـ الإسلام بما يتمتع به من قدرة على مجابهة قوى الإستبداد والطمع والإحتكار في الداخل.

ـ والإسلام هو العقيدة القادرة على حشد طاقات الأمة للتصدي لأطماع قوى الشر المتربصة بالخارج.

ـ والإسلام لأنه العقيدة القادرة على دفع الإنسان إلى التضحية في سبيل الحق، وإن جاد بنفسه في سبيل ذلك محتسبها عند الله. 

ـ فلسطين ليست الأخيرة، ذلك أن القطار الذي تحرك لن يتوقف حتى يتم مسيرته، ولازال على الطريق محطات حتما سيدخلها، والأمة التي عاشت مبعدة عن عقيدتها وهويتها تعلمت كيف تصل إليهما مهما اجتهد الآخرون في حشد الموانع أمامها.

ـ ورغم هذه الإنتصارات في واحدة من أهم ساحات الصراع على مصير الأمة وبقائها التاريخي، إلا أنه يبقى على  الطريق مشاق بحاجة إلى من يكابد صعوباتها، بحكمة وأقتدار، فلازال بأيدي الآخرين أوراق حتماً سيوجهونها بهدف تقويض كل انتصار يحققه أبناء الأمة، في سبيل إبقاء هيمنتهم الأبدية وتحكمهم في مصير البلاد والعباد. ولا شك أن عداوة المتربصين ستزداد شراستها ـ وإن لم تتوقف بعد ـ إلا أنهم سيجدون كل سلاح مباح في هذا النزال، وستسفر الأيام عن الوجه القبيح لهؤلاء ومدى الخداع الذي مارسوه طيلة عقود بحق الشعوب.

ــــــــــــــ

صحفي مصري ـ القاهرة

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ