ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 22/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ربيعنا الذي صار خريفاً

مسعود عكو

بمنية, واستحسان أطلق سراح النائبين رياض سيف, ومأمون الحمصي, وبراعم ربيعنا الدمشقي كلاً من المحامي حبيب عيسى, وفواز تللو, ووليد البني, واستثنى هذا الإحسان البروفيسور عارف دليلة في خطوة, وكما وصفوها إعلامياً ليست سياسية, وليست بنتيجة الضغوط الدولية من قبل أمريكا, وبريطانيا, وفرنسا, وأصدقاءهم في مجلس الأمن الدولي, وذلك ضمن ملف التهديدات على خلفية التعاون السوري غير التام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري.  

هذا الإفراج ليس بمنية من أحد ولا هو استحسان وتكرم من أي شخص بل هو قانوني مائة في المائة حيث قامت محكمة جنايات دمشق يوم الأربعاء 18 /1/2006 بمنح النائبين رياض سيف ومأمون الحمصي ربع المدة القانونية المستحقة لهما منذ ثمانية أشهر وإن جميع المفرجين عنهم كانوا يستحقون إطلاق سراحهم قانونيا منذ ثمانية أشهر بمنحهم ربع مدة المستحقة لهم قانونيا والذي كان تأخر حتى الآن فلماذا إذاً هو خطوة في الاتجاه الصحيح وهل منح الحق وحسب قانونهم يعتبر مكرمة مباركة وزكاة مقبولة بكل تأكيد.

ذلك الربيع الذي بدأ في عام /2001/ وتم وأده في صيف نفس العام. تحول, ومن خلال سجن هؤلاء الأبطال إلى خريف هرم ثقلت أحزانه, وكثرت همومه, وباءت كل محاولة إزهاره من جديد بالفشل. فهل سيكون هناك أمل ربيع جديد بعد أكثر من أربعة سنين في ظلمات سجون الوطن؟

كان أحد الشروط التي وضعها الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاق شراكة مع سورية، الذي لا يزال مجمدا لأسباب سياسية هو إطلاق سراح النائبين رياض سيف, ومأمون الحمصي وطالما الشراكة الأوروبية مع سورية سيستفيد منها الشعب قبل الحكومة, والبلد قبل النظام فلما يتأخر التوقيع على هذه الشراكة أربعة سنين, ولما أساساً يتم التوقف عند هذه النقطة فتركية بدأت بإصلاحات جذرية بعض هذه الإصلاحات على أساس مبادئ الدولة الكمالية فالاعتراف بالشعب الكردي, وإلغاء عقوبة الإعدام, وأشياء أخرى كثيرة فقط لتنال ثقة الاتحاد الأوروبي كون ذلك سينقذ اقتصادها من الانهيار, وستعزز حياة كريمة لمواطنيها.

ربيعنا الذي كنا نعول عليه كثيراً لبدأ حياة جديدة ملؤها التعددية, والحرية, والعدالة دفع كل أبطالها ثمناً ثميناً من أعمارهم, وما كانت مشاريعهم التثقيفية عن طريق بعض المنتديات التي حاولوا أن ينشؤوها لكي يعيدوا الحياة إلى الشعب السوري الذي قتلته سياسة التبعيث, والأحكام العرفية, وحالة الطوارئ التي يأن الشعب السوري بكل أطيافه تحت نيرها منذ أكثر من أربعة عقود.

رياص سيف, ومأمون الحمصي, وفواز تللو, ووليد البني, وحبيب عيسى, والبروفيسور عارف دليلة ليسوا إلا ضحية عقلية إقصائية تخوينية حيث يتهم كل واحد في هذا البلد يحاول أن يعبر عن رؤيته لحدث معين بأنه يحاول زعزعة استقرار الوطن, والنيل من هيبة الدولة فهل الدولة تكمن في شخص واحد؟ وهل محاولات تغيير العقلية الإقصائية التفردية البعثية, ومحاولة إعادة القطار السوري إلى سكته الصحيحة هل هو جريمة بحق الإنسانية؟  

السلطات السورية تحاول قبض ثمن سياسي للإفراج عن سجناء الرأي, هذا ما توحي به عمليات الإفراج التي حصلت, أو التي ستأتي بكل تأكيد وما هذه الإفراجات إلا حصيلة ضغوط دولية, وإقليمية على السلطة التي لا تبادر من ذاتها لأن تنقذ نفسها أولاً, والبلاد ثانياً من مغبة الوقوع في شراك تصفيات دولية, والتي سيدفع الشعب السوري ثمناً باهظاً لها في حال تم توجيه التهمة بشكل رسمي في قضية اغتيال الحريري.

أتمنى من كل قلبي أن تكون محاولة إصلاح هذه المنظومة من دافع ذاتي, وليس نتيجة ضغوط تبدو واضحة لكل المتابعين, وأتمنى أن يكمل المسؤولون هذا المشوار بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي الذين يشكلون قوة, ودعماً لسورية, وليسوا أعداءً لها بل ستعطي دفعاً سياسياً, ومعنوياً لحماية سورية من أي عدوان محتمل سواءً كان هذا العدوان سياسياً, أو اقتصادياً, أو حتى عسكرياً, وما تلتئم الوحدة الوطنية إلا بفتح صفحات جديدة, وليست صفحة واحدة لكي نستطيع حماية بلدنا, وحماية أنفسنا من أي مكروه قد يصيبنا جميعاً.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ