ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 23/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تغيير وليس تحرير .. !!

بقلم : فرح الأتاسي*

اهتمت وسائل الإعلام أكثر مما يجب بلقاء ما يسمى "المعارضة السورية" في واشنطن مع بعض "الموظفين" وليس "صناع القرار" في الإدارة الأمريكية وتدوين ما دار في الاجتماع الذي حاول هذا "الوفد المعارض" إظهاره وكأنه اعتراف رسمي "بمعارضة" غير قادرة حتى الآن على حشد أكثر من عشرين شخصاً في صفوفها من بين الجالية السورية الأمريكية الكبيرة والتي اعترف مكتب الإحصاء الأمريكي بأنها ثاني أكبر وأغنى جالية عربية في الولايات المتحدة الأمريكية (897، 142 ألف سوري أمريكي حتى عام 2000).. !!

وحقيقة الأمر أن هذا "الوفد المعارض" هو الذي طلب لقاء مسؤولين أمريكيين بعد أن رفضت عدة دعوات سابقة للاجتماع بمسؤولين على مستوى رفيع .. حتى أن ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس والتي ترأست الاجتماع، أكدت في لقاء مع راديو سوا الأمريكي أن هذا اللقاء جاء ضمن سلسلة لقاءات مع العديد من المجموعات الأخرى التي تدعو إلى الانفتاح والديمقراطية في الشرق الأوسط "الكبير".. بمعنى أنه ليس احتضان للمعارضة السورية دون سواها ..

وأولئك الذين يعيشون ويعملون في واشنطن والعارفين بمطبخ القرار السياسي الأمريكي، يعلمون جيداً أن مستوى التمثيل السياسي في هذا الاجتماع ليس "بالرفيع المستوى"، وأن أولئك الذين استمعوا إلى وجهة نظر المعارضة هم مجرد مستشارين وموظفين لدى الإدارة الأمريكية يدونون ما يسمعون لأن هناك اهتمام كبير الآن بالموضوع السوري والاستماع إلى أي "وجهات نظر" غير أمريكية حوله وخاصة "سورية متأمركة" بمعنى إسماع الأمريكيين ما يحبون سماعه .. !!

وحقيقة الأمر أيضاً أن هذه "الجماعة" تعرف مسبقاً أنها لا تمثل إلا نفسها بعد أن فشلت في حشد أكبر عدد ممكن لصفوفها من بين أبناء الجالية السورية الأمريكية تحت شعار "تحرير سورية".. ولكن عبثاً لأن هذه الجالية ليست "ساذجة سياسياً" ولا يمكن استغلالها للاشتراك في مؤامرة "تحقير" وليس "تحرير سوريا" !! وترفض أن يتم هذا "التحرير" عبر استراتيجية "الصدمة والرعب".. و "الفوضى البناءة" وزعزعة الاستقرار وتفتيت سوريا الحبيبة إلى "دويلات" إثنية تحت شعار الحرية و"الديمقراطية"والمساواة ..

نحن أبناء الجالية السورية الأمريكية الكبيرة، جماعة "الشراكة والتغيير" وليس "المؤامرة والتحقير".. وحالنا كحال الملايين من الأشقاء السوريين "المحبطين" في الداخل والخارج نريد أن تهب "نسائم التغيير" وليس "عواصف التحرير" على سوريا لتخرج من عزلتها الحالية وتنطلق في رحاب التقدم والحداثة والتعمير .. لتتحدث لغة العصر وتساهم في صياغتها .. بعد سلسلة من خيبات الأمل الداخلية والخارجية ..

الإصلاح والانفتاح الداخلي وإطلاق الحريات ومشاركة المسؤوليات وتوزيع الثروات مطالب سورية، وعربية، داخلية قديمة لم تكن يوماً "مستوردة" من الغرب أو كتب عليها "صنع في أمريكا"..!! وشعارات الديمقراطية والمساواة وحماية حقوق الإنسان هتف بها مئات المناضلين السوريين من شوارع دمشق وحمص وحماة وغيرها من المدن السورية بلهجة سورية محببة وليس بلكنة غربية أو مصطلحات أمريكية .. ولا يمكن أبداً إنكار أنه كانت هناك دائماً "همسات" ومحاولات "محلية" سورية خجولة "للتنفيث" عن واقع الحال بعد اليأس من تغييره ..

ومسلسل "مرايا" للفنان القدير ياسر العظمة بدأ في التسعينات قبل أن يبدأ المحافظون الجدد "غزواتهم الإصلاحية والديمقراطية" في الشرق الأوسط .. وجميع من تابع حلقات "مرايا" لسنوات على فضائيات الوطن العربي لا يجد بصمات بوش وإدارته ولا "معارضة الغادري" على نصوص المسلسل الذي كان يسخر بجهارة مبطنة من الواقع السوري الداخلي ، بدون إيعاز من جهات خارجية ..

  "معارضة الغادري" يحق لها أن تعبر عما تؤمن به وأن تتحدث باسمها واسم من ينتمي لصفوفها، وليس باسم حوالي 200 ألف سوري يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية، ربما بعضهم يشاطر "جماعة الغادري" في بعض أفكارها ولكن يختلف معها كثيراً في الأسلوب والطريقة ..

وتخطأ هذه المعارضة عندما تمد جسورها إلى الخارج بدلاً من الداخل .. وتخطأ أيضاً إذا أرادت أن تقارن نفسها بالمعارضة اللبنانية "الخارجية" التي هي امتداد ورديف للمعارضة اللبنانية الداخلية، بمختلف أطيافها، وتعمل لدفع أجندتها وتنسيق قواعدها وتطبيق جدول أعمال مشترك يصب في مصلحة بلدها الأم .. وليس معارضة معزولة تغرد وحيدة خارج السرب وتعمل بقصد أو دون قصد ضد مصلحة الوطن ..

وبالنظر إلى ما يسمونه النموذج العراقي فإن "المعارضة العراقية الخارجية" كانت أكبر وأول الخاسرين في أول عملية انتخاب ديمقراطية تجري في العراق، وها هم أولئك "المعارضون" يتناحرون الآن على السلطة متناسين شعاراتهم السابقة ! كما أن أعداد المهاجرين العراقيين بعد "التحرير" إلى دول خليجية وغربية أكبر بكثير من أعداد "المغتربين والمعارضين" العراقيين العائدين من القارات الأوروبية والامريكية إلى العراق "الجديد" .. ولم أسمع حتى الآن عن أسرة واحدة من بين جميع الأسر العراقية الصديقة التي أعرفها أنها تستعد لحزم الحقائب والعودة للمشاركة في بناء الوطن ..

المراهنة كلياً على الخارج ورقة خاسرة في عملية الإصلاح الحقيقي والتغيير الطويل الأمد .. وهي لن تزيد الشعوب العربية إلا حسرة وضياعاً .. والحل الوحيد هو الانفتاح الداخلي على المعارضة "المحلية" وتقبل وجودها كظاهرة صحية في مجتمع يطمح للديمقراطية "المصنعة محلياً".. ومحاورة رموز هذه المعارضة بدلاً من مطاردتهم وزجهم في السجون .. لا بل وتوقيع عقد شراكة مع هذه المعارضة "الوطنية" التي هي خير مدافع وخير رقيب على عزة وكرامة الوطن ودرء أية أخطار خارجية عنه ..

المعارضة السورية الوطنية الصالحة هي التي تساعد وتعمل لأجل "التغيير وتحرير سوريا من نفسها" .. لقد حان الوقت لتقديم المصالح المشتركة والعامة على المصالح الشخصية والفردية .. فهذا الوطن هو ملك للجميع وليس لفرد أو عائلة أو مجموعة معارضة .. وإذا لم تشترك جميع هذه القوى في صياغة الحلول ووضع الاستراتيجيات وتقاسم المسؤوليات فهنيئاً للقوى الخارجية بنا وبأوطاننا وثرواتنا ..

* كاتبة عربية ورئيسة المركز العربي الأمريكي للترجمة والاتصالات والبحوث في واشنطن Farah@aactcenter.com

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ