ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 17/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لماذا نرحب بالأستاذ عبد الحليم خدام؟؟

د. منير محمد الغضبان*

لأسباب عديدة وجيهة تقتضي منا أن نرحب بنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي :

أولا : الموقعون على إعلان دمشق هم الذين دعوا الأستاذ خدام وأمثاله ، للالتحاق بركب المعارضة ، والانضمام إليها . فكان مما قالوا :

( وهنا ندعو أبناء وطننا البعثيين ،وإخوتنا من أبناء مختلف الفئات السياسية والثقافية والدينية والمذهبية إلى المشاركة معنا ، وعدم التردد والحذر . لأن التغيير المنشود لصالح الجميع ، ولا يخشى إلا المتورطون بالجرائم والفساد )

ولا مانع عندنا لو انضم بشار الأسد إلى الإعلان وساهم مع دولته كلها بهذا التغيير . فقدوم الأستاذ خدام إلى المعارضة هو تحقيق هدف صبونا إليه وأردناه . فالإعلان ليس موجها ضد أحد

ثانيا : قدوم الأستاذ خدام ، وإعلان انفصاله عن النظام ، واختيار الوطن ضد النظام . هو من الناحية العملية أهم من قدوم أي شخصية من النظام حتى ولو كان الأسد نفسه . لأن خدام شاهد عصر . وعندما كانت جرائم النظام ترتكب ضد الشعب . كان بشار لا يزال يلهو بلُعبه . فخدام هو أدرى الناس بلا منازع بكل عورات النظام وجرائمه ، وكل خفاياه ورجالاته . فلا يفيد المعارضة رجل كما يفيدها انضمام خدام .

صحيح أن خدام لم يتحدث بشكل تفصيلي عن مجازر النظام وأخطائه إلا في عهد بشار . لكنه اعترف رسميا أن للنظام أخطاءه في عهد حافظ أسد . وأن الذي كان يصوغ السياسة الداخلية هو الرئيس وأجهزة أمنه . وبتعبير أدق هو يسم الدولة بأنها دولة أمنية منذ أن قامت الحركة التصحيحية ، ولم يدافع عن أي موقف من مواقف الدولة إلا السياسة الخارجية .

وأهمية انشقاق الأستاذ خدام عن النظام الحالي ، يعني أن النظام السوري كله قد جاء إلينا منذ ثورة البعث ليفضح الممارسات التي مارسها في حق شعبه ، أو لنقل بشكل أدق ، ليعترف بكل الممارسات الخاطئة بحق هذا الشعب على قاعدة:

من فمك أدينك . وأي هدية تقدم للمعارضة المطالبة بالتغيير أعظم من هذه الهدية ؟

إنه جاء ليعلن للدنيا أن المعارضة السورية هي الخط الصحيح ، والدعوة للتغيير هي الخط الصحيح. وأنه لا حل إلا مواجهة النظام بثورة شعبية سلمية . فهل نريد أكبر من هذه الإدانة ، وهل نريد أضخم من هذه الهدية .

ثالثا : لقد فعل الأستاذ خدام بانشقاقه عن النظام في هذه اللحظة الحاسمة مالم تستطع المعارضة أن تفعله لسنوات خلت.

فمعظم الناس وأغلب الجماهير لا تزال تعيش تحت تأثير دعاية الرسمية السورية أن الحرب ضد النظام لوطنيته ، ولتأييده للمقاومة في فلسطين والعراق . وعبأ النظام الأرعن الملايين من الهتافين والمصفقين والمدجلين لإثبات هذه النظرية ؛ وهي أن المعركة كلها لتركيع سورية المقاومة ، ولن تركع سورية ، ولن يركع بشار إلا لله . فتماهى النظام والوطن عند الناس كأنما هما وجهان لعملة واحدة .

فجاء الأستاذ خدام ليقلب النظرية رأسا على عقب ، من داخل النظام السوري نفسه ، ويؤكد للأمة كذب هذه الفرية .ويؤكد أن المعركة هي لأن حفنة من المجرمين يمثلون النظام السوري قاموا باغتيال الرئيس الحريري ، إصرارا منهم على استعمار لبنان . وأن العالم لم يتدخل ضد سورية إلا عندما أصرت سورية على فرض رئيس للبنان لا يرضاه الشعب اللبناني .

 وأكد الأستاذ خدام وهو شاهد العيان على غباء النظام وإجرامه أن القراءة الخاطئة من الأسد وطغمته للخريطة الدولية والعالمية والإستنتاج الخاطيء لهذه القراءة ، والمواقف الخاطئة المبنية على هذا الإستنتاج هو الذي أوصل سوريا إلى حافة الهاوية في المعركة مع النظام الدولي . جاء شريك بشار ليقول لنا إن بشار بخضوعه لأجهزة أمنه ، وأكابر المجرمين عنده هو الذي أوصل سوريا إلى مواجهة العالم كله . لقد كانت المعركة ابتداءً وقبل ثلاث سنوات بين سورية وأمريكا بحجة دعم سورية للمقاومة ، ولو يكن العالم معنيا بهذه المعركة ، بل كان الاتحاد الأوروبي ، وخاصة فرنسا ممن يدافعون عن بشار ونظامه ، ويحتضنون هذا النظام . أما بعد السياسة الخارجية الكارثية لسورية في لبنان فقد فقد النظام السوري كل أصدقائه ، وحولهم إلى أعداء محاربين له فاتخذ القراران من مجلس الأمن 1559 ، 1636 تعبيرا عن هذا العداء . لقد كانت المعارضة ، والفئة الواعية من الأمة يقولون ذلك . وجاء خدام شاهدا من قلب النظام ليعلن هذه الحقيقة ، ويعلن أن الأسد هو الذي أصدر أمره باغتيال الرئيس الحريري . فهل نرفض شهادته ، ونطوي عنها كشحا . أم نستقبلها ونرحب بها ، ونعتبرها إدانة من النظام للنظام نفسه على لسان نائب رئيس جمهورية النظام .

رابعا : ونرحب بالأستاذ خدام ترحيبا حارا لأنه قدم لنا صورة حية عن أكبر مؤسسات النظام ، عن مجلس الشعب الذي انعقد في اليوم الثاني من شهادة الأستاذ خدام .

هذا المجلس الخائن الذي سكت منذ تأسيسه عن جرائم خدام وأمثاله _ كما يزعم _ وعن فساد خدام وأمثاله _ كما يزعم _ ثلاث سنوات . وقام ليعوي ضد خدام وجرائمه يوم تكلم خدام من خارج سورية ضد بشار أسد وأخطائه . ولم يتكلم كلمة واحدة ضد وطنه وأمته .

مجلس ( السلطان ) هذا لا مجلس الشعب الذي نعت خدام كما يقول الأستاذ إحسان طالب: ( ألا يوجد واحد ، إثنان ، ثلاثة .. قادرين على الحديث عن مأساة الشعب كان الرجل الثاني في قيادته كما تزعمون " الجبان ، الكذاب ، الوضيع ، الانتهازي ، الوقح ، النتن ، البعير الأجرب ، الباعر الأجرب ، الساقط ، العدو ، فاقد العقل ، أبو القبح ، ومن لا يصح أن يطلق عليه لقب السيد ، وأبولهب العصر ، وكما قال الفصيح البجيح عمران الزعبي : المرتد "

إذا كان في سورية مائة مفسد بهذه الصفات التي يتحلى بها الرجل الثاني في الدولة ، ولأول والثالث والرابع حتى المائة وتسكتون عن التسع والتسعين، الذين ترتعدون من ذكر أسمائهم وتتحدثون عن الواحد الذي لم تعودوا تخافوا سطوته . فمن أنتم ؟ أنتم مجلس شعب أم مجلس ببغاوات يرددون ما يقال لهم من أوامر :

يقول ما يلقن     كما يقول الببغا

ولو لم يكن من فضل خدام إلا أن عرفنا على هذا المجلس العتيد لكفانا سببا للترحيب به .

خامسا : والمأساة الإقتصادية لشعبنا السوري ، التي يسدل النظام عليها النقاب تحت تبجحات عريضة من الاهتمام بالإصلاح الاقتصادي ؛ الشغل الشاغل للرئيس السوري . فجاء خدام ليقدم لنا نتيجة خمس سنوات من الإصلاح الاقتصادي ويعترف لنا بقوله : إن نصف الشعب السوري تحت خط الفقر ، وكثير منهم يبحثون عن أقواتهم في صناديق القمامة والنصف الآخر بمحاذاة خط الفقر .

بينما حفنة المفسدبن من الحكام وأزلام السلطان ينهبون ثروة سورية ، ويرقصون على أشلاءها . فصاحب راتب المئتي ليرة سورية . صار صاحب الأربع مليارات دولار . وصاحب راتب البضع مئات . غدا صاحب ثروة الثمان مليار دولار . وأن ابن قريب الرئيس وصديقه أخذا رخصة الهاتف الخليوي بما يعادل ثلث الميزانية السورية كل عام .

إذا جاء النظام السوري ممثلا بالأستاذ عبد الحليم خدام ليقدم لنا هذه الاعترافات عن وضع الشعب وبؤسه وفقره أمام الحيتان التي تنهش ثروته . ألا يجب علينا أن نرحب به . ولو لم يتحدث عن نفسه . فهو يدعو إلى تغيير يكشف كل المفسدين في الأرض السورية والشعب هو صاحب القرار في محاكمته ، وهو يدعوا إلى سيادة الشعب . هل نحلم بأعظم من هذا الاعتراف من النظام ونرحب به كما ورد على لسان الأستاذ خدام .

سادسا وأخيرا : لقد أصبح إعلان دمشق هو المحور الذي التقت عليه المعارضة وتلتقي عليه في الداخل والخارج . وجاء الأستاذ خدام فأعلن رأيه فيه بصراحة دون مواربة وقال:

( يعبر هذا الإعلان تعبيرا جيدا عن تطلعات السوريين . أنا اؤيد هذا الإعلان ومضمونه يتفق تماما مع وجهة نظري )

عن أخبار الشرق 8/1/2006

وأخيرا نحن اليوم في صيغة تحالف مشترك بين جميع فصائل الشعب السوري لإسقاط النظام . ولسنا بصدد تقويم الأشخاص والأحزاب والمؤسسات التي تلتقي على هذا الموقف

وحين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزق العدو الذي يحاربه في غزوة الأحزاب قال : ( إني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة فأحببت أن أخفف عنكم ) فاتصل بقياداته قبيلة غطفان ؛ عيينة ابن حصن والحارث ابن عوف وغيرهما ، وعرض عليهم أن يعطيهم ثلث ثمار المدينة مقابل انسحابهم من الحرب على المسلمين . ولم يسألهم عن عقائدهم ولم يبحث عن تاريخهم . لقد قبل تقديم هذه التنازلات منه لا من العدو مقابل الحياد ، لا القتال مع المسلمين . فالتحالفات في الفقه السياسي الإسلامي تقوم على المصالح بغض النظر عن العقائد وهوية الأشخاص . نقول هذا الكلام لتذكير إخوتنا الغيورين على سلامة المعارضة من التعامل مع أركان النظام .

لهذه الأسباب مجتمعة وغيرها .  نرى من الواجب علينا أن نرحب بالأستاذ عبد الحليم خدام ، الذي جاء مفارقا للنظام منضما للشعب ، واضعا كل طاقاته لتغييره

فأهلا وسهلا ومرحبا بالأستاذ عبد الحليم خدام الذي اختار الوطن والشعب على النظام .

*باحث إسلامي سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ