ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سورية

واحتدام الصراع على السلطة

د. حسن السوري*

نستطيع القول ان الصراع على بقاء النظام العائلي في سورية احتدم خاصة بعد أن رمى عبد الحليم خدام بقنبلته التي فجرت السور الذي احتمى بشار خلفه طوال الفترة الماضية بحيث أصبح الاتهام موجها إليه مباشرة.

ما المسار الذي ستؤول إليه الحرب المشتعلة الآن بين خدام و بشار؟

النظام السوري و تحديدا بشار قد غاص أكثر بوحل اغتيال الحريري بعد الطلب علنا بمقابلة الرئيس شخصيا من قبل لجنة التحقيق الدولية اثر تصريحات خدام. و قد علمت اليوم عبر وسائل الإعلام أن بشار قد رفض او بالطريق لرفض الطلب. حقيقة" كل الخيارات المتاحة للنظام السوري صعبة و مرة ولكن اختياره هذا قرب من احتمالات فرض العقوبات بحجة عدم تعاون السوريين مع التحقيق والامر سينتظر فقط الظروف المواتية للاعبين الكبار بالمجموعة الدولية كي يقرروا الوقت المناسب بعد ان تفرغ السلة السورية مما يمكن ان تقدمه من التنازلات الهامة.  أتمنى شخصيا ان تكون العقوبات فردية على المشتبه بهم كي لا يتضرر الشعب السوري اكثر.

اذا ما فرضت العقوبات كما هو متوقع اجلا او عاجلا فستصبح الاجواء مقلقلة و الغيوم ملبدة و اركان النظام مهددة خاصة من قبل من يفكر بالقيام بما يسمى حركة تصحيحية بحجة تخليص البلد من العقوبات ومن الفساد و تقديم المتهمين للعدالة الدولية.

مشكلة النظام السوري مع خدام انه لا يستطيع الان السيطرة عليه فهو يقيم في فرنسا بعيدا عن ايدي الاجهزة الامنية و التي يصعب عليها ان تطاله كما فعلت مع صلاح البيطار بالثمانينات و السبب في هذا ليس ضعفها و لكن المخاطر التي يمكن ان تنجم من عملية المساس به على الارض الفرنسية فلو عرف الجناة و تحدثوا عمن ورائهم فسيسقط النظام و بالجرم المشهود هذه المرة و دون الحاجة للجنة تحقيق دولية.

هل سيستطيع الثلاثي بشار، ماهر، اصف و باقي أصحاب النفوذ و المصالح الثبات في ظل عقوبات خارجية و فساد و احتقان داخلي؟ هذا هو السؤال الهام و اعتقادي ان الجواب يأتي من قدرتهم على الاستمرار بضمان ولاء الجيش واجهزة الاستخبارات و من ارادة التغيير التي تمتلكها الدول الكبرى و مقدار المساعدة التي تنوي ان تقوم بها لمن يفكر بالتغيير.

الجميع الان خائف مما يمكن ان يفعله النظام السوري خاصة اذا ضاقت السبل به ووجد حبل المشنقة يلتف اكثر حول عنقه و لعل اكثر الخائفين الان هو وليد جنبلاط الذي يحاول ان يقوم بأي شي كي يرى النظام السوري منهارا قبل ان يتمكن هذا الأخير من الاقتصاص منه.

ان المعارضة السورية متباينة بموقفها تجاه خدام لكن قسما كبيرا منها يرى ان هذا النظام، الذي طال به الزمان وهو جاثم على صدر شعبنا المسكين حتى وكأنه سيبقى للأبد بتركيبته العائلية العشائرية المقيتة القائمة على مبدا اسرق و افعل ما شئت طالما انك تمجدني و مقتنع بسلطتي واذا فكرت و لو حتى بنقدي لكان الموت او النفي او التعذيب مصيرك، لابد له ان يتغير و طالما ان هذا مستحيل فعليه ان يرحل واذا كان خدام سيعجل في رحيله فأهلاً به. و ان هذه المعارضة رغم قلقها من القادم ومما يمكن ان تؤول اليه الأوضاع لكنها ترى أملاً و ضوءا بنهاية النفق بإمكانية الخلاص من سني الظلم و العنف و الاستبداد.

البعض يعتقد بأنه على الرغم من القمع و الفساد و الاستبداد إلا أن النظام يملك سياسة خارجية توصف بالمقبولة مقارنة مع غيره من الأنظمة العربية و لكن حتى و لو سلمنا بهذه الفرضية فان هذا الكلام لا يقنع العاقل ان على الشعب السوري ان يتحمل الفقر و السرقة و الرشوة و التسلط للأبد علاوة على ان هذه الأوضاع لا و لن تساعد على استعادة ارض لا بالحرب و لا بالسلام و حين يتم التفاوض يستطيع هذا الاخير ان يرجع لشعبه و يستفتيه اما الشعب السوري المسكين فلا ناقة له و لا جمل بأمور وطنه ثم ان النظام قد اخذ فرصته كاملة على مدى أكثر من أربعين عاما لم تجني سوريا منها سوى التخلف و هروب خيرة أبناء شعبها للبحث عن لقمة عيش كريمة او حرية مفقودة.

تصريحين اثارا فضولي أما الاول فاختلفت معه وهو للسيد خدام حين وصف الرئيس الراحل حافظ الأسد بالقوي لكنه ضعيف أمام عائلته حيث ترك الفرصة لآل الأسد في الساحل وغير الساحل لكل الممارسات الشاذة.

باعتقادي ان هذه سياسة اتبعها حافط وهي لا تخص فقط عائلته بل جميع المقربين اليه و ذلك كي يضمن ولائهم له وهي ليست ناتجة عن ضعف بل عن تخطيط و فهم لما يقوم به.

اما التصريح الثاني فهو للرئيس السوري بشار الاسد في حديثه لمجلة الأسبوع المصرية حين اجاب عن سؤال حول انتحار غازي كنعان:  إن حكومته لا تملك أي معطيات عن أسباب انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق في لبنان، لكنه أشار إلى وجود أدلة حول علاقة خاصة بين كنعان وخدام توحي بوجود تنسيق بين الرجلين. هذا الرد خطير حيث انه اتهام لكنعان بالخيانة بعد ان اتهم خدام بها مما يعني بان النظام السوري قد يكون متورطا بعملية تصفيته وما كلام الرئيس السوري بشار الأسد بهذا الوقت بالذات إلا تهديدا لمن يمكن أن يفكر بالانقلاب على النظام بأن مصيره لن يكون بأفضل من كنعان.

*كاتب سوري مقيم بالولايات المتحدة

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ