ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 04/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

لماذا غضب النظام ؟

محمود العمر

تصريحات عبد الحليم خدام النائب الأول للرئيس السابق لقناة العربية أحدثت ردود فعل عنيفة وصلت درجة الاستنفار لدى أركان النظام الحاكم في دمشق .إذ سرعان ما تداعى مجلس الشعب لعقد جلسة طارئة طالب فيها النواب إجماعا محاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى , بل إن المقربين من النظام – رفاق الأمس - لم ينتظروا هذه المحكمة فأصدروا أحكامهم سلفا .

على الرغم من أن تصريحاته امتازت بعبارات دبلوماسية منتقاة بدقة وإحكام , لكنها لم تخل من تسليط الضوء على بعض الحقائق والوثائق التي لم ترق للكثيرين في دمشق ..

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو : ما الذي أغضب النظام ؟ أما كان بإمكانه تلقي الصدمة بروح رياضية والرد عليها بأسلوب أكثر دبلوماسية كما فعل أحد نواب رئيس البرلمان عندما اتصلت به قناة الجزيرة لتسأله عن تعليقه على تصريحات خدام فقال بأنه هناك خلاف قديم بين خدام وفاروق الشرع من جهة وخدام ورستم غزالة من جهة , وهو خلاف قديم منذ عهد حافظ الأسد سببه منافسات شخصية يمكن تفهمها لكنه عاب عليه حديثه من خارج الوطن فقد كان بإمكانه التعبير عن أرائه هنا في دمشق –حسب زعمه-.

إذن ما الذي أغضب النظام ؟ هل اتهام خدام للرئيس بشار بالتسرع في اتخاذ القرارات والندم فيما بعد ثم عدم القدرة على فعل أي شيء لتصحيحها وتلافيها , وهذا معناه أن الرئيس غير ناضج سياسيا وإداريا وليس كفوءا لأن يتحمل أعباء إدارة دفة الحكم وأنه أسير زمرة حوله يوجهونه كما يريدون ....

فهل هذا هو الذي أغضب النظام ؟ أم اتهامه للسياسة الخارجية بالفشل الذر يع وعدم امتلاكها لأي إستراتيجية سياسية , وعجزها عن قراءة المتغيرات في الوضع الإقليمي والدولي ,واقتصارها على تصور وهمي أحادي الاتجاه مفاده أن أمريكا متورطة في العراق لذا هي في أمس الحاجة لسوريا كي تخرجها من هذه الورطة ..هذه القراءة الخاطئة جعلها عرضة للقانون الأممي رقم 1559 وأفقدها أهم أورقها الإستراتيجية الورقة اللبنانية ذات الأهمية المصيرية لاقتصاد سوريا وأمنها .

أما خروج الجيش السوري من لبنان بطريقة قصد منها الإهانة والإذلال إذ لم يعط الفرصة الكافية ليقوم بترتيب أموره ثم الانسحاب بشكل طبيعي يحفظ ماء الوجه جاءت لتكون ثالثة الأثافي .. فهل هذا الذي أغضب النظام ؟ أم اتهام عبد الحليم خدام لرؤساء الأجهزة الأمنية بالسرقة والاختلاس على مرأى ومسمع الرئيس وبعلمه ..وهو الذي قدم للشعب السوري في عهد أبيه على أنه صاحب مشروع التغيير والإصلاح الإداري ومحاربة الفساد واستهل حكمه بهذه اليافطة ..

إن الأرقام التي تحدث عنها خدام –إن صحت – تفوق في مجموعها ميزانية الدولة السورية بكاملها .. فهل الإعلان عن مثل هذه الأمور هو الذي أغضب النظام ؟ أم ضربه على الوتر الحساس وضغطه على الذراع المؤلم للنظام قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وقوله صراحة أن الحريري تلقى تهديدات مباشرة من بشار الأسد نفسه وأن شتائم رستم غزالة وتهديداته كانت تطال جميع اللبنانيين الحليف منهم والمعارض ...

جاءت هذه التصريحات في وقت بدأت فيه الدبلوماسية السورية تلتقط أنفاسها وتحولت من الدفاع إلى الهجوم – بزعمها – بعد مسرحية تراجع الشاهد حسام حسام عن شهادته التي أدلى بها أمام قاضي التحقيق الاممي ميلس على اعتبار أن شهادته لب القضية ومحورها ثم استقالة ميلس أوهمت دهاقنة السياسة في دمشق أن الملف قد وضع على الرف وترك للزمن والمهم الآن هو التخلص من موجة الضغوط العاتية .. حتى تلك الدول الصغيرة التي لم تكن سوريا أيام العز تحسب لها أي حساب باتت ترفع عقيرتها مطالبة سوريا بالخروج الفوري من لبنان وضرورة التزامها أيضا باحترام القوانين الدولية ..

حلفاء الأمس مثل جنبلاط وغيره أصبحوا يتهمون سوريا صراحة بأنها وراء مسلسل الاغتيالات وأنها تهدد أمن لبنان فأتت تصريحات خدام لتصب الزيت على النار ...فهل من أجل هذا غضب النظام ؟ أم أن النظام بات يشعر بأن عرشه بدأ يهتز من تحته وأن ظهور عبد الحليم خدام من باريس العاصمة السياسية لأوربا يوحي باتفاق ما تم بين أمريكا وفرنسا حول الملف السوري اللبناني كما يشكل رسالة واضحة من الغرب لدمشق بأننا نملك البديل وليس الأمر كما تزعمون بألا بديل سوى الإخوان المسلمين .. ليبرز إليهم كيسنجر سوريا ويخاطبهم بفوقية واستعلاء كالمعلم الذي يعدد أخطاء تلاميذه ويستهجن تصرفاتهم الصبيانية ..

الجميع يدرك أن خدام ما كان ليظهر لولا تلقيه ضوءا أخضر وحصوله على ضمانات من قوى عالمية باتت ترى أن نظام دمشق قد استوفى مدة صلاحيته ...فهل هذا ما أفقد النظام صوابه ؟ إن زلزالا شديدا أحدثته تصريحات خدام .

فهل يستطيع النظام إزاحة أنقاضه والخروج من تحتها ؟.. وبمن سيستعين على ذلك بعد أن أضحى وحيدا معزولا داخليا وعربيا ودوليا إلا من إيران التي هي بدورها في أمس الحاجة إلى معين مما لاشك فيه أن النظام تأتيه النصائح والإرشادات من كافة الجهات المخلصة منها والشامتة ,المرشدة منها والمضللة ولا أعتقد أبا أنه يجهل الحل ..ألا وهو العودة للشعب عودة مصارحة ومصالحة .وهذا لن يكلفه الكثير فهل سيفعل ذلك لا ندري ؟

إن تصريحات خدام لم تتعد الإشارة للداء فحسب .. بل إن الشعب السوري لديه من خلال معاناته اليومية ما يفوق ما ذكره أضعافا مضاعفة ,فهل سيطالعنا مستقبلا عن تصوره للعلاج ؟ قال إن شعوره بالمسؤولية – وليس شيئا آخر - دفعه للإدلاء بهذه التصريحات .. خيرا فعل ... يشكر على ذلك .. لكن هل سيدفعه هذا الشعور لتقديم المزيد ؟ وهل سيطرح برنامجا سياسيا للخروج بالوطن إلى بر الأمان ؟

هذا ما سنراه في الأيام القادمة

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ