ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 02/01/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

وشهد شاهد من  "أهله"

دكتور : عثمان قدري مكانسي

كان السيد عبد الحليم خدام يتكلم من قناة العربية ، وكنت وأنا أسمعه أذهب بفكري إلى دمشق أستبطن ما قد يعتري رفاق الأمس وخصوم اليوم من آثار تظهر على وجوههم ، وحركات متشنجة تبدو على ردود أفعالهم ، وكلمات نابية – وهم أساطين الفحش والفحشاء – تصدر عنهم وتوضح الخوف من المستقبل – وهم لا شك الآن خائفون- فقد بدت سوءاتهم تملأ المكان والزمان ، والناس من حولهم أخذوا يعرّونهم حتى من ورق التوت والبكّيني الذي لم يعد يُرى إلا بالمجهر والوسائل التقنية العصرية ، هذا إن بقي ما يسترهم .

فوسائل الإعلام اللبنانية حين خرج جيش المستبدين تنفست الصعداء وبدأت تفضح – بزخم ينبئ عن مخزون الألم – مافعله النظام السوري في البلد الوديع حتى ضاقت الأجهزة الأمنية السورية والنظام السياسي الذي اعتاد على أن يفعل ما يشاء والضحية ساكتة .. واستشاط غضباً فطلب من الحكومة اللبنانية تخفيف الحدة إن لم تستطع إسكات الأقلام ، وكان هناك اغتيالات دموية لمّا تنته ، ثم جاءت القناة العربية التي صنّفها بعض النواب المعينين في دمشق بالمعادية والمأجورة .

قالت المصادر : " إن هناك غضباً عارماً من كلامه " فقد بدأ تصريحه هذا قبل أن تبدأ جولة جديدة للجنة التحقيق الدولية باغتيال الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق .

والملاحظ أن جلسة تنصيب بشار في مجلس الشعب المعيّن لم تتجاوز نصف الساعة ، فقد كانت الأمور مفبركة ، وعلى رأس المفبركين عبد الحليم خدام ، الذي بدأ أزلامه السابقون يرمونه بالخيانة العظمى ، ويطالبون برأسه عن طريق الإنتربول .. سبحان مغير الأحوال . .. وطالت الجلسة ساعات وساعات ، فهذا النائب يتهمه بالفساد ، وذاك بالخيانة العظمى ، والثالث يطالب باعتقاله ، والآخر يفضحه وأبناءه بدفن النفايات النووية في البادية السورية ، والخامس يشير إلى سرقة الأموال العامة ، وغيره ينوّه إلى استغلال المنصب في تكديس الأموال المنهوبة بعضها فوق بعض .... بدأ كشف الغطاء عن رفيق الأمس القريب ، وبدأ مسلسل الفضائح التي تزكم الأنوف تتوالى على مسرح المجلس العتيد . وهذا واحد من التركيبة البعثية  يوضع تحت المجهر ، ويُشنّع عليه .. والبقية تأتي وراءه  فالكل يلمس على رأسه ويحسب للمستقبل القريب حسابه .

 الآن بعدما حاد عن الطريق الذي رسموه لأنفسهم ، وأخذ يميط اللثام عنهم ، ويسلط على مفاسدهم الأضواء – ولو كان وما يزال منهم – تنقلب شوّايتهم عليه ، ويقلبون له ظهر المجن ويشنون عليه هجومهم ويفضحونه – والبادئ أظلم ! ..

لعل الرجل استيقظ ضميره ! وعزم أن يتوب إلى الشعب ويؤوب إليه !

ولعله رأى نهايته – إن لم يسابق الزمن- كنهاية المسؤولين في العراق ، في الزنازين والمعتقلات ، ورأى أموالهم التي جمعوها بالظلم والنصب والاحتيال ضاعت من أيديهم ، وهو لا يريد أن يذهب جهده هباء منثوراً !!

ولعله ارتأى أن يكون له دور فاعل بعد سقوط النظام ، فالإدارة الأمريكية بحاجة إلى أمثاله ممن يبيعون أنفسهم لمن ترجح كفته ، وهو بموقعه المتميز السابق قادر على خدمتهم ، وخدمة نفسه كذلك .

ولعله رأى مكانته بعد سيده حافظ الذي كان ساعده الأيمن في سياسته وجعله نائبه الأول قد تدنّت في عهد ولده ، فساءت نفسه ، وحاول أن يسترد مكانته السابقة فلم يفلح ن فرأى أن ينأى بنفسه يتغنى بأمجادها ، ويتقلب في النعماء التي حصل عليها إلى أن يقف أمام السيد الحقيقي – رب العزة – فيحاسبه على ما اقترفت يداه !!!

ولعل أكثر هذه الاحتمالات جعلته يستفيق ويستيقظ ضميره ، فيختار الوطن ! كما ذكر في لقائه المميز في قناة العربية ، ولله في خلقه شؤون ، ولكل أجل كتاب .

لكنه  والحق يقال اغتنم الفرصة وضرب ( ضربة معلم ) فالنظام يتوجس من رئيس اللجنة الشر ويطالبه بمعاهدة يمكن أن نسميها " ميثاق الشرف " يريدونه فيها أن لا يأخذهم على حين غرة ، وأن يكون رحيماً بهم عطوفاً عليهم ، وأن لا يفضحهم على رؤوس الخلائق ، فكفاهم ما لا قوه من سابقه .. ولكن شاهد الملك عبد الحليم خدام زاد الطين بلة ، وفتح عليهم النار من جهات مختلفة ، وضيّق عليهم الخناق ، فبدأوا يصوّتون أو" يصوّصون " لا فرق ...

وقد أحسنت المعارضة في احتواء المنشق الجديد فله وزنه ، وله مكانته في تعرية ما لم يتعرّ حتى الآن من مساوئ النظام المهترئ الذي تتسارع أنفاسه في الخروج من خباياها معلنة تسارع انتهاء أيامه ، وما نسمعه وما نراه من العجيج دون الطحن أكبر دليل على دنوّ أجله المحتوم إن شاء الله . .. وانصح المعارضة إن ارادت الاستفادة من شق صف النظام أن تتروّى وتتناسى ثأرها مع من يخرجون على النظام  ، والتناسي غير النسيان . فحين يسقط النظام ويتخلص منه الشعب فلكل حادث حديث ..

ولا ننسَ أن ما فعله عبد الحلم خدام من مجابهة رفاقه من البعثيين ، والانتفاعيين  بغض الطرف عما اقترفته يداه في حق الوطن والمواطن يحتسب له ، ويصب في مصلحته ، فقد جعل النظام وازلامه يعترفون – في الهجوم عليه- بكثير من الويلات والمصائب الني اجترحوها واقترفوها ما كان له أن يعترفوا بها لولا أن طاش صوابهم حين نال منهم ومن رئيسهم ، فأقروا بما كانوا ينفونه بإصرار وينكرونه بقوة وعناد ....

إنا ننتظر في القريب المنظور انشقاق عديد من أركان النظام المتصدع .. وهذه نهاية كل الأفاكين أعداء الشعوب  .. وإن غداً لناظره قريب .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ