ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


سورية:

 في محطة قطار الإصلاح

الدكتور نصر حسن

alfida2@hotmail.com

لقد مضى مايقرب من خمس سنوات على إستلام "بشار أسد " السلطة بالطقوس "الدستورية " المعروفة!، مبدياً رغبته في الإصلاح السياسي والإقتصادي والإداري،واستبشر الشعب ،المنهك بالقمع والذل والفساد والفقر،خيراً علّها تكون طياً لصفحة ،سوداء ،أقل ما توصف به أنها ظالمة بحق الشعب والوطن ،وغلقا ً للملف المرعب وفتح صفحة  جديدة ،بدايتها  الأفعال لا الأقوال ،التي سئمها الشعب،ومرت السنوات وطال الإنتظار في محطة  قطار  الإصلاح،وتبين أنها رغبة نظرية كلامية،أكثر من كونها وقفة صريحة وجريئة ،أمام إستحقاقات أساسية لابد من           البدء بها وتجديد وإصلاح فعلي وحقيقي في بنية الدولة والجتمع،هذه الرغبة ذهبت أدراج الرياح ،وفرق تعارض، إرادات ومصالح  ما يسمى  بالحرس القديم  والحرس الجديد ، وعجزهما  معاً عن  القيام  بالإصلاح  المطلوب !.

النظام  فَهِم َ الإصلاح على أنه القيام  ببعض الترقيعات  في نسيج السلطة السياسي البالي والمهترئ  ،وفتْحْ  الباب لدخول  فوضى السوق إلى الإقصاد  السوري ،الذي يعاني من أزمة مزمنة ،الأمر الذي أدى إلى المزيد من التخبط الإقتصادي ،انعكس على حياة الناس مزيداً من الفقر والبؤس  والفاقة ،وأبدى مرونة الصياد ( الماكر ) ، مع الشعب ومطالبه الأساسية ،ومع مطالب المعارضة الوطنية المشروعة في الداخل والخارج ،وقدم لها مايشبه الطعم ،محاولاً تخديرها وجرها واهماً إلى دولته الأمنية،وتجلى ذلك واضحاً بالتعامل البوليسي مع دعاةالإصلاح والمجتمع المدني.

إنّ حقيقة  الأمر  : هي أنّ النظام (قديمه وجديده ) ،وبحكم طبيعته الأمنية والفردية ،شأنه في ذلك ،شأن كل النظم الديكتاتورية  عبر التاريخ ، إمّا غير مقتنعا ً،أو عاجزا ًعن القيام  بعملية  الإصلاح ، وفي كلتا الحاليتن ، يفعل خيراً لأنه  يحفر  قبره  بيده..

إن أزمة النظام الأساسية ،ليس كما يتوهم ، خارج  سورية،في هذه الساحة أو تلك ،في علاقته مع هذه الدولة أو تلك، مع هذا الطرف المعارض أو ذاك ،وبالتالي لايكون الهروب ،ولاتقديم  التنازلات  والرضوخ  والقبول بأسوأ الشروط وتنفيذ  أي  دورغير وطني  لمصلحة  الأشرار،ولا بتديل  مواقع  الطغاة  الفاسدين  من أركان  النظام  ،ولا بالفوضى الإقتصادية  التي  تعمق الفقر،وتدخل  البلاد  والعباد  في  دائرة  التبعية  الإقتصادية ،التي ستدخل  سورية  في  دائرة الإنهيار الحقيقي  ،ولا  بفقدان  " الوعي "  السياسي   لبعض  من يحسبون على المعارضة ،وإعلان  التوبة  والنزول الذليل إلى الوطن ،وتقديم  التعهدات  بأن يعيشون أواخر أيامهم ، صما ً،بكما ً،عميا ً،و غطاء ًخادعا ً لعورات النظام .

إن ّ كل ماتقدم  هو جزء من  أزمة  النظام !  ومع  الفهم  الكامل لتأثير مجموع  تلك  العوامل على الأزمة التي تعيشها سورية ،لكن  الأسباب الحقيقية  تكمن  في النظام  نفسه،في  بنيته ،في  برنامجه  السياسي و الإقتصادي والإجتماعي، في علاقته  الأمنية مع الشعب ،في طريقة  تعامله  مع الأزمات ،متبعاً  الأسلوب الوحيد  وهو الترحيل وليس التحليل بصراحة وواقعية وإيجاد  الحلول ،حتى أصبحت سورية  مستودعا ً ضخما ً من المشاكل  والأزمات، سجنا ً كبيراً ، لكل  الأحرار ودعاة الإصلاح،في  إصرار ا لنظام على النظر إلى الوطن  كغنيمة ، والشعب كعبيد ،في تمسكه المفهوم بالبقاء في الماضي  وخارج  إيقاع  العصر،في التجاهل المستمر للشعب  وقوته الحقيقية، في عدم قدرته على مصافحته ومصافحة المعارضة  والحوار معهما ، رغم  كل النداءات المسؤولة ،الصادقة ،المخلصة التي  تتوالى من كل أطرافها ، بالرغم  من كل الظلم  والأذى  والمعاناة ،التي تتعرض له ،لازالت  ثوابتها  وطنية، ومعروف لدى القاصي  والداني ، من هو الظالم  ومن هو المظلوم ! النداءات التي لاتعني  تجاهل مآسي الماضي ،بل حلها  وإنصاف الظالم  والمظلوم ، النداءات  التي  تعني  فيما  تعنيه ، التمسك   بالثوابت  الوطنية ، وتعبر عن  إحساس   حقيقي   بالخوف   من  الخطر القريب الذي  ينتظرسورية ! وطريق الخلاص واضح ومعروف ،وهو القرار الجريء بمصافحة الشعب والمعارضة ،حيث أنها المصافحة الوحيدة التي ستنقذ الجميع !.

إنها  لحظة الشعور بالمسؤولية والحرص على مستقبل الوطن ،التي يتحتم فيها  تجاوز الخداع  والمساجلات ،والخروج والترفع عن أحقاد  وعقد الماضي ،محافظين على  لون نسيج  سورية  الإجتماعي الواحد ، الذي يستحيل وبحكم تكوينه الحضاري  فصل  ألوانه ، وسورية  الماضي  ،التاريخ  والحضارة،الحاضر والمستقبل ،رقم ُُ ُ  واحد ُ ُ لايقبل القسمة !.

وختاماً؛ كلمة حق ٍ تقال : إن المعارضة السورية ،وعلى امتداد سنوات طويلة ،من الملاحقة والحصار والخنق والتشرد والإغتيال هنا وهناك ،والمآسي  الإنسانية  والإجتماعية  والمدنية ،التي  أفرزتها  حقبة  العذاب  الماضية ،حافظت على ثوابتها  الوطنية  ، وقد  يكون  هذا  إستثناء ً، ورفضت رغم  كل تلك المعاناة  الإستقواء على  طغيان النظام   بالأجنبي وهي لاتملك  سلاحا ً ، إلا ّ الإيمان  بالله  وحب  الوطن  والإنتماء  إليه ،والحفاظ  عليه ، والإخلاص  له ،في  حين ملك النظام  كل  أدوات  الجريمة ، واستقوى  على الشعب  والمعارضة  بالأجنبي ، دولا ً وأجهزة ً وعصابات  قتلٍ مأجورةٍ بكل بقاع الأرض !!!.

أصبح  حتمياً على  النظام : أن يفتح  عينيه  جيدا ً ،ويرى ما يحدث وماذا سيحدث ،في  هذا  الشرق  العربي  وغربه ، ويراجع  بشكل  واعي  ومسؤول مايحدث  في  العراق،ويفتح  عقله  وقلبه لرأي الشعب ،والإعتراف الشجاع والصريح بالإصلاح  الضرورة  ، وطي   صفحة  الفرد  الضرورة  ، وبخلاف  ذلك  سوف  تتجاوز الأحداث  اللحظة  التاريخية للإصلاح ، وتنتقل  إلى  اللحظة  التي  يصبح  التغيير ،ضرورة ً وطنية  حتمية ، إنه  القرار السهل في الزمن الصعب الذي تمر به سورية  والمنطقة ،إنها لحظة المواجهة مع واقع الأمور ،التي إن لم تتم ،تستحيل عندها إمكانية الهروب ! .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ