ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/12/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

معارضون .. يعارضون المعارضة

ومعارضةُ الاستبداد والفساد أَولى وأجدى

عبد الله القحطاني

أ ـ منذ صدرَ إعلان دمشق ، وأصوات معيّنة تنطلق من هنا وهناك ، تنتـقده وتفنّد ماجاء به ـ كلّه أو جلّه ـ بل وتَغمز منه بأساليب شتّى.. كلّ يَغمز بالأسلوب الذي يجيده، وبعضها يغمز بأساليب لايجيدها! وكلّ من هذه الأصوات يَعد نفسه معارضاً ! أمّا أصوات السلطة وعملائها فخارجةعن سياقنا هذا ..!

ب ـ  ولدَى تمحيص الأصوات وما صدرَعنها حتّى الآن ، يكتشف المحلّل الموضوعيّ أموراً أساسيّة محدّدة.. مِن أهمّها:

*بعض هذه الأصوات مرتبط بالنظام الحاكم ، خاضع لتوجيهات أجهزته الأمنيّة والإعلاميّة في السر، ويتظاهر في العلن بأنّه معارض ـ وأحياناً معارض صلب عنيد ـ !

* وبعض الأصوات المعارضة تدّعي الحرص على قوّة المعارضة أو تماسكها،أو نَقاء صورتها ..غافلةً – أو متغافلة – عن أنّ هذا النوع من الحرص ، إنّما يعبَّر عنه من خلال العلاقة الخاصّة بالحهة المعنيّة ..أي داخل البيت الواحد ،عبرالنصح الهادىء والتوجيه المناسب ، ولا يعبَّر عنه بأسلوب القدح والتشهير ..!

* وبعض هذه الأصوات ، تنتقد فصيلاً معيّناً من فصائل المعارضة ، لأسباب " أيديولوجيّة " ، أو مشاعر ( ثأريّة ) ، أو مخاوف متَوهَّمة ..!

* وبعضها يحسّ بالتهميش وانعدام الوزن ، فيَصبّ شآبيب سخطه على الآخرين ، ليلفت أنظارهم إليه ، ويحظى باهتمام بعضِ أقلامهم ، ولو بصورة سلبيّة توضح هَوانَ شأنِه ، محقّقاً بنفسه على نفسه ، دون أن يدري ، قول المتنبّي :

صَغُرتَ عن المديحِ فقلتَ: أُهْجَى    كأنّك ما صَغُرتَ عن الهجاءِ

* وبعضها يبحث عن موضوع لمقالته اليوميّة في زاويته أو عموده ، في الجريدة التي يكتب فيها ، فلا يجدْ سوى هذا الموضوع الدسم " اعلان دمشق " ، فيسلّط الضوء كلّ يوم على فكرة – ممّا له علاقة بالإعلان وموقّعيه – ، يدير حولها حديثاً يؤدّي به واجبَه اليوميّ الذي يكسب منه لقمة عيشه ..! دون أن يسأل نفسه عمّا يريد بالضبط ، ودون أن يتبيّن مواطن الخطأ والصواب في كلامه ، أو مواقعَ كلامه في عقول الناس وقلوبهم ، وميادين عملهم..!

* وبعضها أدمَن السبّ والقدح والغمز واللمز ، لأمراض أو عاهات نفسيّة كامنة في أعماقه ، لا يستطيع التخلّص منها ، ولا يستطيع التخفيف من آلامها ، إلاّ بصبّ الشتائم والنقدات اللاذعة ، على رؤوس عباد الله ، ولاسيما الذين شَغلوا أنفسهم بالجد والعمل ، فلم يعودوا يجدون لديهم متّسعا للثرثرة واللغو والجدل..!

ج- وإذا كان مِن عتب يوجّه إلى أحد من هؤلاء جميعاً ، فإنّ العتب يوجّه إلى المعارضين العقلاء الشرفاء – غيرِ المرتزقة والمرضَى النفسيّين - ..! لأنّ هؤلاء العقلاء الشرفاء من المعارضين ، يدركون جيّداً ، ما معنى أن يكون المرء معارضاً سياسيّاً ، صاحبَ رأي، ومؤمناً بقضيّة جادّة شريفة خطيرة ، في وطن تستبيحه شراذم من اللصوص والأفّاقين ، تخرّب البلاد وتذلّ العباد ، وتبيع الأوطان بالمناصب والأموال الحرام ..!

وهؤلاء العقلاء الشرفاء من المعارضين، هم وحدَهم بين الأصناف المذكورة ، الذين يدركون معنى العمل السياسيّ الجادّ الفاعل ، وضروراتِه ومقتضياتِه .. ومعنى الحساب السياسيّ الدقيق العميق ، وموازناتِه ومعادلاتِه .. ويدركون كيف تَقوى معارضة الأنظمة المستبدّة ، وبمَ تَقوى ، وكيف تَضعف المعارضة وما الذي يضعفها ، في كلّ مرحلة من مراحل عملها ، وفي كلّ موقف من مواقفها ..

هؤلاء المعارضون العقلاء الشرفاء ، هم وحدَهم الذين يمكن أن يوجّه إليهم عتب ، أو لوم ،أو نصح ، فيقال لهم : ما هكذا ياقوم تكون المعارضة .. أو( ما هكذا ياسعد تورَد الإبل ) ! إنَّ المعارضات السوريّة الراهنة كلّها ، أفراداً وجماعات ، لا تملك في مواجهة القوّة الغاشمة التي تحكم بلادنا بالحديد والنار ، سوى أقلامها . فإذا شُغِلت هذه الأقلام ، بعضُها ببعض ، فماذا يبقى !؟ وهل ثمّة عمل للطاغية المستبدّ ، أمتع وأجمل من أن يِشغل خصومَه بعضَهم ببعض ، ويجلس في قصره يتأملهم بنشوة وهدوء ، وقد ذهلوا عنه، وعن طغيانه وفساده وإجرامه ، بما يقوله هذا الفريق منهم عن ذاك ، أو هذا الشخص ضدّ ذاك ..!

وسبحان القائل : " ومَن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتيَ خيراً كثيراً " .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ