ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 30/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ مجتمع الشريعة

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

سيناريو هندي بالألوان

(مسابقة لاقتراح أفضل عنوان لهذا الفيلم)

بقلم : الدكتور محمد بسام يوسف

بطل الفيلم سوري الجنسية، يعمل حَلاّقاً عميلاً للمخابرات السورية في لبنان منذ ثلاث عشرة سنة فحسب.. لم يكن البطل هذا بين العساكر السوريين المنسحبين من لبنان، وهي دلالة لا بأس بها على أنّ الجيش المخابراتي للنظام السوري، ما يزال يعمل بنشاطٍ في (خدمة) القطر العربي اللبناني الشقيق المستقل، (خلافاً) لما يزعمه بعض المفترين، من أنّ النظام (لم) يسحب جيوشه العسكرية والأمنية بشكلٍ كاملٍ من لبنان، تنفيذاً لاتفاق الطائف في عام 1989م، وللقرار الأممي رقم 1559 !..

البطل يبدو أنه أكثر من حلاّق، بدليل أنه التقى مسئولين لبنانيين وأمميين كبار، من مثل : وزير الداخلية ووزير الاتصالات، والسيد ميليس، وضباط من السي آي إيه، وبعض المسئولين المجهولين الذين يتكلمون الإنكليزية (بطلاقة)، وبعض النواب في البرلمان اللبناني، على رأسهم السيد (سعد الحريري) الذي كشف (آصف شوكت) مؤخراً على لسان حَلاّقه.. أنه (أي سعد الحريري) هو الذي قتل أباه، طمعاً في احتلال مكانه ومكانته (هذه بهارات ودبلجة في فيلمنا هذا للتشويق) !..

قبل أيام من الظهور السافر الحاسر في دمشق.. ظهر البطل الحلاّق مُقَنَّعاً في إحدى المحطات اللبنانية (نيو تي في)، وأدلى بشهادةٍ تَبيّن في نهايات الفيلم أنها (على ذمة إبراهيم دراجي) كاذبة، وأبدى استعداده لتلك المحطة، للإدلاء بمعلوماتٍ إضافيةٍ مقابل مبلغٍ من المال، مع العلم بأنه كَشف النقاب مؤخراً في دمشق بلسانه، عن أنه رفض مبلغاً قدره مليون وثلاث مئة ألف دولارٍ أميركيٍ فقط، عَدّاً ونقداً، قدّمته له عائلة الحريري، التي فاوضته على أن (يورّط) النظام السوري في عملية اغتيال الرئيس الشهيد (رفيق الحريري) رحمه الله، لأنّ حَلاّقاً مثل بطل فيلمنا هذا، لا يقبل أن يبيع سادتَه وحكومَته ووطَنه بحفنةٍ من الدولارات !..

في مشهدٍ آخر ومكانٍ آخر يقع في (فيينا).. تجري الإعدادات اللازمة لاستقبال خمسةٍ من مسؤولي النظام السوري (الأبرياء)، للتحقيق معهم في مقتل الحريري، لكن عندئذٍ وفجأةً، تحرّكت النخوة الوطنية السورية في نفس البطل العميل المخابراتي (السابق).. وبما أنه كردي أصيل، فقد تفاعلت في نفسه أيضاً مع وطنيته السورية.. المروءةُ القومية البعثية (العربية)، فردّد في نفسه هتاف : وحدة.. حرية.. اشتراكية، وأضاف إليه شعار : أمة عربية واحدة، ذات رسالةٍ خالدة، ثم أضاف فوق هذا وذاك هتافاً خاصاً هو : تعيش كردستان حرةً عربيةً ديمقراطية !.. ثم لم يجد نفسه إلا وقد حملته قدماه وسيارة التويوتا الزيتية اللون، إلى الحدود السورية اللبنانية، ومنها إلى مَسقط رأسه في فرع المخابرات العسكرية بدمشق، عند باب مكتب اللواء (آصف شوكت)، الذي لا علاقة له بمقتل الشهيد رفيق الحريري رحمه الله !..

في اليوم التالي لهرب البطل، من لبنان الدكتاتوري البوليسي الشمولي الاستبدادي المظلم، إلى سورية الحرة الديمقراطية التعدّدية، التي تُشرِعُ الأبواب كلها للراغبين من المواطنين السوريين بعقد المؤتمرات الصحفية، والتي تحترم أجهزتُها المخابراتية الخمسة عشر.. حقوقَ الإنسان، وحريةَ التعبير والرأي والفكر والكتابة والصحافة والنشر، ولا تعرف معنى قوانين الطوارئ والأحكام العُرفية، ولا محاكم أمن الدولة الاستثنائية والمحاكم العسكرية الميدانية، ولا السجون الصحراوية، ولا القوانين من فئة الرقم 49، ولا السَّجن أو القتل على الهوية.. في اليوم التالي لهربه، لم يلتقِ البطل الحلاّق في سورية أيَّ مسؤولٍ سوري، ولا مخابراتي، ولا حكوميّ.. لكن بتقدير الله عز وجل وحكمته وعونه وتدبيره، وعلى نفقة فاعل خيرٍ من المُحسِنين، انعقد مؤتمر صحفي ضخم، حضرته معظم وكالات الأنباء والصحافة العالمية والعربية، ولم يحضر من السوريين، إلا الناطق الرسمي للجنة (الضِرار) القضائية السورية : (إبراهيم دراجي)، وبعض الصحفيين والإعلاميين، وعدد من (الحلاّقين) الذين (لا) يعملون لصالح آصف شوكت وشركاه.. ثم دُعيَ الضيف البطل الحلاّق ليقود المؤتمر العتيد !.. وقبل ذلك بيومٍ واحد، كان البطل قد وجد نفسه (من غير أن يشعر) أمام الكاميرا في أحد استديوهات إحدى المحطات الفضائية السورية (الحرة المستقلة)، حيث قُدِّمَ إليه رجاء خاص من مجهول، بأن يُفرّغ كل ما في نفسه من مَحبةٍ لوطنه وشعبه وحكومته (الرشيدة)، وأن لا يكبت تلك المشاعر الوطنية السامية، لأن ذلك من شأنه أن يضرّ بصحته العامة، وربما يضرّ بأهله وأسرته، وعشيرته حتى الجد التاسع، وأصدقائه حتى التاسع والتسعين بعد الألف !..

يُذكَر أنه قبل هذا وتلك، أي قبل المؤتمر الصحفي (الخيري) والمقابلة (العفوية).. كانت القوات الأميركية قد توغّلت داخل الأراضي السورية في منطقة (البوكمال)، واشتبكت مع الأهالي وحرس الحدود السوريين، وراح ضحية هذا التوغل السافر شهداء وجرحى سوريون، لكن النظام الصامد في وجه الهجمة الإمبريالية الغربية والأميركية.. أنكر هذا التوغل، ولم يسمع به، لأنه منشغل بالصمود والتصدي للجنة التحقيق الدولية التي يرأسها القاضي الألماني (ميليس)، الذي لا هَمَّ له إلا تلفيق الاتهامات لبعض أشاوس النظام، للنيل من (صمود) سورية وتَصدّيها للتدخلات السافرة في شؤونها الداخلية !.. ومن الجدير بالذكر أنّ وزير خارجية النظام السوري (فاروق الشرع)، كان قد كشف النقاب مؤخراً شاكياً، عن أنّ لجنة ميليس الدولية المكلَّفة من قِبَل المجتمع الدولي.. لا تتعاون مع اللجنة القضائية السورية، التي شُكِّلت في دمشق (لمساعدة) المجتمع الدولي والأشقاء اللبنانيين، على كشف القاتل الحقيقي للراحل (رفيق الحريري) !.. وبالمناسبة، فإنّ فاروق الشرع، كان قد اكتشف سابقاً حقيقةً أخرى، حين فضح المتسبّب الرئيس في (نَحْر) غازي كنعان وزير الداخلية السوري، ألا وهو الإعلام اللبناني، الذي ما فتئ ينشر الفضائح والشائعات حول الفقيد الحبيب البريء كنعان، ما اضطر الأخير إلى الانتحار، وقد كانت تلك جريمةً كبرى يرتكبها الإعلام اللبناني بحق الشقيقة سورية، التي ضحّى نظامها (خاصةً المندوب السامي المنحور كنعان) تضحياتٍ لا تُقَدَّر بثمن، في سبيل تمزيق لبنان ونَهبه واحتلاله مدة ثلث قرنٍ تقريباً، ومَكمن الجريمة هنا، هو أنّ ذلك الإعلام اللبناني الناكر للجميل، لم يقدّر مشاعر (غازي كنعان) الرقيقة المرهفة ما دفعه للانتحار، مع علمه الأكيد (أي الإعلام اللبناني)، بأنّ كنعان لم يكن يقترف أية جرائم قتلٍ في تدمر وحمص وحماه ولبنان، لأنه كان يكتفي بسلخ جلود ضحاياه، وتكسير عظامهم، والتشفّي بتعذيبهم.. فحسب، ثم بالتوقيع على شنقهم !..

هنا بالضبط، لا بد من مشهدٍ مستقطعٍ في السيناريو، يَظهر فيه المواطنون السوريون وهم يخرجون بمظاهراتٍ (عفويةٍ) صارخين : (بالروح بالدم نفديكَ يا بشار).. مع مقاطع عن الاعتصامات (العفوية) في كل أرجاء سورية، بما في ذلك إضراب السجناء السوريين عن الطعام، وفقاً لبرنامجٍ (عفويٍ) مُعَدٍّ مسبقاً بعناية.. وتقارير عن تدهور سعر الليرة السورية، دليلاً على تضامن الشعب السوري مع نظامه الصامد بوجه المؤامرات.. وتقارير أخرى تضامنية مع النظام أيضاً، تبدأ من اعتقال جميع الصرّافين السوريين في كل المحافظات، ولا تنتهي عند خلوّ الساحة المالية السورية من رصيد القَطْع النادر خاصةً الدولار، بعد تضامن تجار سورية، مع ابن خال بشار الأسد وشريكه (رامي مخلوف)، الذي قام بتهريب مليارات الدولارات إلى خارج سورية.. وذلك بقيام التجار السوريين، بتهريب ما يُقدَّر بخمس مئة مليون دولارٍ أميركي حتى تاريخه، إلى بنوكٍ خليجيةٍ وعالمية، خلال أيامٍ من تفاعلات (براءة) النظام الحاكم ومخابراته من دم الحريري !..

المهم، البطل القومي العربي الكردي، كان مفاجأة الموسم الذي قدّمه (الملاكم) إبراهيم دراجي للجمهور، الناطق الرسمي للجنة التحقيق القضائية السورية، وبما أنّ القضاء في سورية الديمقراطية الحرة.. مستقل ونزيه، سنضيف كلمة (المستقلة) إلى إسم اللجنة تلك، لنعطيها حقها الكامل في هذا السيناريو المتوازن توازناً استراتيجياً !..

قلنا : المهم، صرّح (مُلاكِم) اللجنة (إبراهيم دراجي) بُعَيد المؤتمر الصحفي (العفوي) للبطل الحلاّق، الذي لم نشاهد مثيلاً لانعقاده الضخم إلا في مؤتمرات القمة العربية، وقمم الاتحاد الأوروبي، وما شابه.. صرّح دراجي بثقةٍ قائلاً : [إنّ تقرير اللجنة الدوليّة التي يرأسها القاضي الألماني (ميليس).. قد انهار وسقط سياسياً وإعلامياً وقضائياً، بالضربة القاضية، وبشكلٍ كامل] !.. وعندئذٍ فحسب، عرف الجمهور من أقصى الأرض إلى أقصاها، بأنّ تشكيل اللجنة السورية الخاصة للتحقيق، كان كل الذي يهمّها، هو الوصول للحقيقة وكشف القاتل الحقيقي للراحل الحريري، ومساعدة لجنة ميليس والشعب اللبناني الشقيق.. وليس تضليل العدالة والتشويش عليها، والتصدي لها، والصمود بوجهها، ثم الانتصار عليها انتصاراً ساحقاً بالضربة الفنية القاضية (حسب دراجي)، وذلك من الجولة الأولى !..

بالنسبة لي، أقترح أن يكون اسم الفيلم الخاص بالسيناريو أعلاه هو : (مؤتمر هسّام طاهر هسّام في الحمّام) !..

راجياً من قرّائنا الكرام، أن يقترحوا أسماء أخرى قبل البثّ الحيّ للفيلم، على ألا يتأخروا أكثر من أسبوع، وذلك قبل أن يشتدّ (تعاون) النظام السوري مع اللجنة الدولية للتحقيق، فيظهر أبطال آخرون لفيلمنا هذا، على شاكلة البطل المرحوم (أبي عدس) !.. فقد يظهر لنا (أبو بصل)، أو (أبو شاكوش)، أو (أبو الليث)، أو (أبو الهول)، أو (أبو الغيث).. أو غير ذلك من أبطال آصف شوكت وبهجت سليمان وماهر الأسد، وعندها ربما يُمنَع نشر هذا الفيلم، بحجة عدم مصداقيته أو عدم كفايته، لأنه لم يُغَطِّ الأحداث كاملةً بكل أبطالها الأشاوس !..

أخيراً، وقبل أن أودّعكم، أرجو منكم مساعدتي في الإجابة على السؤال المتكرّر المُلِحّ الذي تراودني به نفسي إلى درجة الأرق، وذلك بعد أن قمتُ بمراجعة السيناريو أعلاه، ويا لهذه النفس (الأمّارة بالسوء)، فهي ما فتئت تسألني :

[لماذا يستميت النظام السوري (بتقديم العون) السخيّ للجنة التحقيق الدولية التي يرأسها القاضي الألماني ميليس، مع أنّ كل الناس يعرفون، أنّ هذا النظام.. بريء من دم الشهيد الرئيس (رفيق الحريري) رحمه الله، براءةَ (أبناء يعقوب عليه السلام) من دم يوسف عليه السلام]؟!..

هل لديكم جواب أُقنِع به نفسي (الأمّارة بالسوء).. يرعاكم الله ؟!..

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ