ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 08/11/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


رسالة إلى الأخ الدكتور محمد حبش:

من المسؤول عن إهانة وإذلال الشعب السوري؟

لؤي عبد الباقي / ملبورن

بداية، لا بد أن أؤكد محبتي الصادقة واحترامي الشديد لشخص الأخ الدكتور محمد حبش، وأن أشير إلى أن ذلك الود الذي أكنه له لا يثنيني عن الاختلاف معه في قراءة الواقع السوري، وفي تحليل الأحداث الأخيرة التي تعصف به، راجيا ألا يفسد هذا الاختلاف في الرأي للود قضية.

يبدي الدكتور والنائب في مجلس الشعب السوري محمد حبش تعاطفا كبيرا مع أقطاب النظام الأمني في سوريا محاولا التباكي على رؤساء الأجهزة الأمنية والمخابراتية "الوطنية" في كل فرصة يظهر فيها على شاشات الفضائيات العربية. وفي المرة الأخيرة التي ظهر فيها على شاشة أبو ظبي الفضائية (الإثنين: 7/11/2005) حاول كعادته إظهار طلب لجنة ميليس في التحقيق مع أقطاب النظام المخابراتي السوري على أنه إهانة للشعب السوري وانتقاص من كرامته، التي عمل النظام الأمني على الحفاظ عليها طيلة العقود الأربعة الماضية!

وأذكر أن المرة الأخيرة التي قابلت فيها الدكتور حبش كان في مبنى كلية الدعوة الإسلامية في دمشق (مجمع أبو النور) في عام 1990، حيث كنت منهمكا بالاستعداد للسفر إلى أستراليا بعد أن حصلت على فيزا للهجرة، وكان قد طرح علي سؤالا لم أستطع الإجابة عليه آنذاك، وأظن أنه قد جاء الوقت المناسب لكي أجيبه عليه، بعد أن سمعت تباكيه على كرامة الشعب السوري، التي وكأنها، كما يبدو له، تتعرض للمرة الأولى إلى الإهانة.

على الرغم من أن السيد حبش لم يكن نائبا ولا شخصية سياسية معروفة آنذاك، إلا أنه كان على عادته يبدي اهتماما ملحوظا في أحوال الآخرين وفي قضايا الشأن العام، وما أن سمع أني عازم على الهجرة حتى أبدى دهشة شديدة وأسفا كبيرا لهذا القرار، وكأنني قررت الخروج من جنة ونعيم الحياة، إلى جحيم وعذاب الآخرة (والعياذ بالله)، فطرح سؤالا استنكاريا فيه شيء من الأسف والخيبة (حتى أنني شعرت بأني ‘نزلت من عينه‘، حسب التعبير العامي). لماذا؟!...ما الذي يدفعك إلى قرار يضيّع مستقبلك؟! سأل السيد حبش متعجباً، ليثير في داخلي خليطا من مشاعر الدهشة والاستغراب، بل والصدمة، لأنني كنت على وشك أن أجيبه، تلقائيا، الله يبارك فيك، حيث كان الجميع يبادر بتوجيه المباركات والتهاني لمجرد سماع تلك البشارة التي كان يحلم بها كل مواطن سوري يفتقد إلى أدنى شعور بالكرامة الإنسانية داخل وطنه!

على بساطة، وربما سذاجة، السؤال الذي طرحه السيد حبش، إلا أن الصدمة والدهشة حالتا دون أن تسعفني بديهتي بالإجابة البسيطة، وهي أنني قررت الهجرة بحثاً عن كرامة وهربا من الذل والهوان! فما كان مني أن تلكأت وقلت له أن هناك ظروفا قاهرة حملتني على ذلك القرار...

إن الذي أستغربه اليوم هو أن يكون النائب في مجلس الشعب ممن يجهلون أبسط هموم الشعب الذي يفترض أنه يمثله وينطق باسمه، وكأنه لم يلاحظ في يوم من الأيام الرغبة الملحة في التحرر من نير الاستبداد، والمحاولة الدائمة للهرب من الإذلال بحثا عن الكرامة!

نعم يا سيدي الدكتور... نعم أيها النائب الممثل لهذا الشعب المنكوب! هذا هو الدافع الحقيقي وراء هجرتي، وهذا ما كان علي أن أجيبك به، لولا صدمتي ومفاجأتي في عدم معرفتك البديهية بهذا الأمر البسيط!

هذه هي الحقيقة التي يجب علينا أن نعترف بها جميعاً، وهذا هو الواجب عليك أنت، كنائب عن هذا الشعب، أن تعلنه صراحة وتعمل على تصحيحه وتصويبه، إن كان لديك أمل ورغبة في ذلك، لا أن تدافع عن هؤلاء الجلادين الذين لا نحتاج إلى ميليس ولا إلى لجنته ليثبت لنا إدانتهم.

ليس هذا مجال لسرد تفاصيل ووثائق وحقائق حول معاناة الشعب السوري، أو حول السياسات المنظمة والمدروسة التي استهدفت إذلاله وإهانته وسلبه لأدنى متطلبات الكرامة، ولكنني أذكرك بأنني، كنموذج بسيط، قد تعلمت دروس الذل والإهانة في أقبية فروع المخابرات قبل أن أتجاوز الخامسة عشر من العمر... تعلمتها وتذاكرتها منذ عام 1980 حينما أجبرت على مراجعة مختلف فروع المخابرات، العسكرية والسياسية، في كل مناسبة لأتذكر دائما بأنني مواطن سوري لا قيمة له ولا كرامة... تعلمتها حين حرمت من العمل ومن السفر حتى عام 1990 (بعد توسطات كبيرة ومنّة عظيمة من أهل الخير والفضل.. والفساد!). لقد حاولت العودة إلى الوطن للعيش والاستقرار فيه بعد أن ارتفع سقف الآمال والطموحات في المشروع الإصلاحي الذي أطلقه العهد الجديد، ولكن التجربة كانت مخيبة للآمال، إذ شاهدت العجب العجاب مما وصل إليه الفساد، من رشوة وابتزاز ومحسوبيات واختلاس ...والقائمة تطول ولا أظنك تجهل الأسباب الحقيقية وراء هذا الخراب والدمار في الدولة والمجتمع.

إنني أربأ بك أيها الأستاذ الفاضل من التباكي المستمر على هؤلاء المسئولين عن هذا الواقع المرير الذي وصل إليه المواطن السوري، وأنبهك إلى أن هذا الموقف الذي يهدف إلى حماية المتهمين، دولياً، والمدانين، شعبياً، إنما يفتح لهم أبواب الذريعة لمخالفة الإرادة الدولية، وبالتالي تعريض الشعب السوري لعقوبات اقتصادية لا تنال إلا من الضعفاء.

حذار أيها الشيخ الإصلاحي من أن توظف طاقاتك للدفاع عن الجلادين، أو أن تستمر في محاولة فبركة المبررات والمسوغات التي توفر لهؤلاء فرصة الاحتماء خلف ستار التأييد الشعبي الوهمي، أو خدعة الدفاع عن السيادة الوطنية، وبالتالي الدخول في دوامة المواجهة مع دول العالم، ما قد يسقط بلدنا وشعبنا المنهك في مستنقع الاحتلال الأمريكي.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ