ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


قراءة هادئة للمؤتمر القطري العاشر لحزب السلطة

في هذا الجو العاصف

(لعبة جرالحبال ) !!!.

الدكتور نصرحسن

Alfida2@hotmail.Com

ينعقد بعد أيام ٍ قليلةٍ المؤتمر القطري لحزب السلطة في سورية في هذا الظرف المعقد الذي تمر به المنطقة العربية عموما ً وسورية على وجه التحديد ،حيث تتعرض لعملية تفكيك منظومتها الفكرية والثقافية والأخلاقية والحضارية ،وإعادة بنائها على أسس مستوردة جديدة لاتخدم الإنسان فيها ، وسورية جزء ُُ ُ من هذا البناء العربي العام الذي يُراد تفكيكه ، ينعقد هذا المؤتمر في هذه اللحظة التاريخية التي تشبه حالة إنعدام الوزن والتوازن للأمة العربية حكاما ً ومحكومين .

 في هذا الوقت نحتاج إلى الكلام المسؤول الواضح المفيد ، نحتاج إلى وقفة تحليل وتقييم لمسيرة النظام ،وللمؤتمرات القطرية التسع السابقة ومقرراتها وما تحقق منها وما لم يتحق ،وإستنادا ًإلىأن النتائج تكمن إلى حدٍ كبير في البدايات ، لهذا لابد من الرجوع قليلا ً إلى الوراء ،ونرى بداية هذا النظام ،توضيحا ً  للصورة بشكل كامل ،لمن لم تتضح عنده بعد ،وطردا ًللوهم الذي يسيطر على الكثيرين من حسنيي النية ،وحسما ً للأمر مع المترددين التائهين بين الشعارات والرغبات ،وفرزا ً للأوراق والأفكار الذي يحاول النظام خلطها مع بعضها لتضليل الجميع ،وتحديداً دقيقا ً لأهدافه في هذه المرحلةالخطيرة التي تمر بها سورية ، وكما هو معروف ،استلم النظام السلطة بالقوة العسكرية ولم يكن نتيجة عملية سياسية برلمانية أو ديموقراطية كان للشعب له دور فيها من قريب أو بعيد ! .

واعتمادا ًعلى كل نظم وقوانين القياس والمقارنة الفلسفية والسياسية المعروفة ،نصل إلى النتيجة التي تقول : إنَ النظام غير شرعي وغير دستوري ولايمثل إرادة الشعب ، استغل حزب البعث الذي حوله إلى حزب العبث فيما بعد ، العبث بالشعب والوطن ، ولفهم هذا النظام لابدَ من قراءة تحليلية سريعة للدليل الفكري النظري له ،هذا الدليل الذي يمكن وصفه بأنه فضفاض فكريا ً ،يحاكي الخيال أكثر مما يخاطب الواقع ،وهو أقرب إلى الطقوس منه إلى برنامج سياسي وإقتصادي وإجتماعي للحكم ،وبالتالي يحمل بذور التناقض ،أكثر من نقاط التجانس ،يستند نظريا ً إلى حزمة من الأهداف الوطنية والقومية التي تمثل سقفا ً سياسيا وفكريا ًووطنيا ً مرتفعا ً نسبيا ً ،ًمقبولا ًومطلوبا ً وطنيا ً وشعبيا ً أيضا ً،وأسس هذا  لعلاقة "قدسية " بين هذه الأهداف وبين أعضاء الحزب ،و فرض المركزية الشديدة ،بحيث أصبحت عملية النقد والمحاسبة من المحرمات تنظيميا ً ،الأمر الذي وفرلقيادة الحزب هامشا ً كبيرا ًفي ممارسة الخداع السياسي والفكري على مستوى التنظيم وبالتالي على شكل العلاقة مع الشعب بشكل عام ،كون الأهداف النظرية تمثل مطلبا ً وطنيا ًًولكن في خيال الشعب وحلمه في المستقبل ،وليس في متطلبات الواقع العملي ،واستغل النظام هذه المسافة بين الحلم الجميل ،وبين كابوس الواقع المخيف  ،استغلالا ًخبيثا ً للحفاظ على السلطة والإستمرار بها ولو على أنقاض الشعب والوطن !  واتبع أسلوب الغاية تبرر الوسيلة ، الغاية هي الوحدةالعربية والحرية وبناء الإشتراكية وتحقيق العدالة وتحرير فلسطين والتصدي للإمبريالية والصهيونية ! أهداف كبرى مطلوبة ومعقولة ، وتحت عبائتها كانت الكوارث الوطنية والقومية الكبرى ،وتحتها أيضا ًغاب الحوار وحضر الطغيان والإستبداد و حكم الدولة الأمنية ،التي كرست الفردية وشلت المجتمع وأسست لكل الهزائم والنكبات ،وأدخلت العباد والبلاد في دوامة الطائفية والعنف وأوصلت الجميع إلى هذا المأزق الخطير . استغل النظام الشحنة العاطفية لهذه الأهداف الكبرى لفظيا  وأصبح سلوكه هذا محور نهج الحزب ،مبتعدا ً وبتعمد  بل و محاربا ً كل نهج حقيقي على مستوى الحزب والدولة لتطوير وخلق الشروط المطلوبة للسير نحو تحقيق هذه الأهداف ،بل إستخدمها كشماعة لتبرير سلوكه الطاغي والباغي وعلى الساحتين الوطنية والقومية .

كان لابد من تقديم هذا الوصف المنصف لحقيقة النظام ،لكي يصبح واضحا ً للجميع أن هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه سورية اليوم ،هوالتطبيق العملي لمقررات تسع مؤتمرات قطرية لحزب النظام ، فماذا عساه أن يقرر المؤتمر العاشر هذا ؟ ! على الأرجح سيكون جدول أعمال المؤتمر نسخة مكررة عن سابقيه ، وحفظا لماء الوجه سوف تدرج هذه الشعارات لملء أوراق أصبحت أطنانا ً مهملة في أرشيف الحزب يغطيها الغبار والنسيان!

 وهنا نتساءل : هل يملك المؤتمر الشجاعة الفكرية والسياسية لمناقشة موضوع الوحدة العربية ؟، والأمة ومنها سورية مقسمة ليس إلى دول ٍ فحسب ، بل إلى طوائف وشيع وبطون ٍ وأفخاذ ٍ وأرجل ٍ ، والحزب نفسه وعلىمستوى بنيته الفكرية والتنظيمية الداخلية يعاني من التحجر والتفكك وطغيان الطابع الأمني عليه ،إلى أن أصبح ركاما ً من المتناقضات ،تتحكم في آلية صنع القرارعنده فئة طائفية ويُغيَبْ الشعب بأكمله ،هل يملك المؤتمر الشجاعة لطرح قضية الحرية ؟ بعد أن أكد ت الأحداث بأنها إستحقاقا وطنيا ً لابد منه ،وهل هو قادر على المطالبة بفتح باب الحرية المغلق منذ أربعين عاما ً،ومناقشة ملف الحريات العامة ووضع حقوق الإنسان ،وحقوق المواطنة التي لم يحترمها النظام ،ووضع الألوف من السوريين المهجرين والمنفيين  في الآفاق وخاصة المواطنين السوريين في العراق الذين يعانون من مطرقة الإحتلال وسندان الشعوبيين ،وماذا عن ملفات آلاف السجناء السياسيين ، والمفقودين الذين يقدر عددهم بأكثر من خمسة عشر ألفا ً ،هل يستطيع أن يفعل ذلك وأكثر من نصف أعضائه من الطغاة والجلادين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب والوطن ؟ ! وهم المسؤولون المباشرون عن الملف الأمني واعتقال الشعب بأكمله ،وما إعتقال دعاة الحقوق المدنية وآخر ما تبقى من رموز " ربيع دشق " وأعضاء  إدارة "منتدى الأتاسي" ، وقبل أيام من انعقاد المؤتمرهو الرسالة  الواضحة الموجهة للجميع عن أولويات المؤتمر القادم  ،وأجندة الإصلاح المنتظر ،وهل سيناقش المؤتمر الوضع الإقتصادي المنهاروالذي يعاني من أزمة مستعصية ،يحاول النظام الهرب منها بإدخال سورية فوضى السوق ودائرة التبعية الإقتصادية ،ومايعنيه ذلك من زيادة الفقر والبؤس للفرد والمجتمع ؟ وهل يجرؤ المؤتمر على مناقشة ذلك وأكثرية
أعضائه من فئة اللصوص والكسب غير المشروع ،والمتخمين الذين نهبوا الشعب وثروة الوطن ؟ وهل سيناقش المؤتمر موضوع بناء الإشتراكية وتحقيق العدالة ،والشعب يعاني من الفقر والظلم والفساد ،أصبح فيه عامة الناس في صراع مذل مع لقمة العيش الشريفة ،ولانريد أن نسترسل أكثر عن مناقشة الشعارات الثورية ومحاربة الإمبريالية والصهيونية وتحرير فلسطين ، التي أ ُفرغت من محتواها وبقيت أوراقا ً مكدسة يغمرها النسيان ،وضاعت فلسطين وضاعت الجولان ،وضاع اللواء ، واحتل العراق ،وأوشك الإنسان أن يضيع !.إنَ واقع سورية اليوم يعكس تماما ً سلوك وبرنامج النظام ،الذي أقرته المؤتمرات القطرية السابقة للحزب ،هذه المقررات التي تحدد سلوك النظام وطريقة تعامله مع الأمور ،السلوك الأمني الفردي الطاغي التضليلي الذي يرى  نفسه على أنه المنتصر في كل هزيمة  !الرابح في كل خسارة ! نظام يلغي الآخر ويقصيه ، وإن تطلب الأمر يقتله !نظام يعتبر نفسه هو الوحيد الذي يملك القدرة على التفكير والتنظير والتطوير والتحرير !.

نظام بهذه المؤهلات الأمنية و"الوطنية " و " الأخلاقية " هوا لنتاج العملي الفكري والتنظيمي للمؤتمر القطري ،بغض النظر عن رقمه وتاريخ انعقاده ،وهذا المؤتمرسيكون نسخة مكررة عن المؤتمرالقطري الأول الذي انعقد قبل أربعين عاما ً بنفس الشعارات الطوباوية الفارغة ، مع الفرق بحجم الكوارث والأزمات التي حلت بسورية والمنطقة ، وفرق ميداني في الحالة النفسية والمعنوية لحالة نهوض قومي ووطني وماتفرزه من طاقات شعبية ديناميكية ،وبين حالة انهيار وما تمثله من إحباط وارتباك وفقدان القوة والشلل وعدم القدرة على الفعل !  

وتأسيسا على ماتقدم فإن المؤتمر القادم لن يكون إستثناء ً،لأنه محكوم بالنظام نفسه ،وبنيته الفكرية والتنظيمية المركزية ،ومنهجه الفردي الطائفي ، وسلوك الدولة الأمنية ، الذي يمثل وجوده وإستمراريته ،وعلى هذا الأساس لن يكون سوى مؤتمرا ً أمنيا ً لفروع أجهزة الأمن، تحت كل الشعارات الخادعة ،والمزيفة ،التي لم تعد تقنع سجينا ً أو يتيما ًأو منفيا ً أوجائعا ً ،ولن يكون مؤتمراً بمستوى الأزمات المطروحة ،ومحطة لإعادة النظروتقييم المسيرة البائسة وعلى مدى سنوات ٍ عجاف ماضية ،بل سيكون أشبه بلعبة شد الحبال ولكن ليس بين حرس قديم وجديد ،ولكن بين المؤتمرين و الشعب كله وحاجاته واستحقاقات داخلية وخارجية ،هل سينجح المؤتمر العاشر بعد أن فشلت المؤتمرات التسع السابقه ؟ هل سينجح بشار بإمكاناته المعروفة في معالجة هذه الإستحقاقات المركبة، في حين فشل أبوه بإمكاناتة الشريرة الممتازة ماعرف منها وما استتر ؟!. 

إنَ حقيقة الأمر : هي أن المؤتمر لن يكون معنيا ً،ولن يكون على جدول أعماله مناقشة حاضرالشعب والوطن وجملة الإستحقاقات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والوطنية ، التي ستبقى وبالتأكيد حالها حال الشعب غائبة عن إهتماماته ، وأن رحم المؤتمر لن يلد سوى المزيد من القرارات الأمنية التي ستزيد بعد المسافة بين الشعب والنظام ،وتزيد من خنق الحريات ،وابتكارالجديد من وسائل اضطهاد الشعب وإذلاله وامتهان كرامته ! ولعل ما قاله أحد الأعضاء الأساسيين المكلفين بالتطوير والإصلاح في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، على إحدى الفضائيات في حواره مع مواطن سوري من المعارضة حين اتهمه  واتهم المعارضة بقوله  : ( بأنكم أسوأ من أمريكا وإسرائيل )،أهي ذلة لسان ، أم تعبير عن جزء من الخطة التطويرية الذي سيقدمها للمؤتمر القادم هذا العضو !  الذي لم يعتاد أن يمارس ثقافة الحوار ، ونترك للمنتظرين انعقاد المؤتمر من حسني النية والحالمين بالإصلاح القادم !  ، أن لايضيعوا الوقت و  يبحثوا  عن بديل آخر للإصلاح .

يبقى المؤتمرالقادم  : لعبا ً في الوقت الضائع ،وللهدف الضائع ،والحاضر الضائع ،والوطن الذي يجب أن نحرص عليه جميعا ً بأن لايضيع ...

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ