ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أحداث وحوادث في الشأن السوري

مروان  حمود*

سوريا .. أهي فقط تلك البقعة الجغرافية في المشرق.. أهي قلبيه النابض..سوريا آلاف سنين العطاء هل كهلت وقاربت سن العقم والعجز.. أم أنهكتها الحوادث والأحداث .. ؟

هل تعجز سوريا جراء قدمها ..وهل تنهك جراء الحوادث والأحداث التي مرت وتمر بها.. أم أهلكت هي وأنهكت من حاول العبث بكيانها ومكوناتها ، وصنعت هي الأحداث والحوادث الكبار.

سوريا هذا الكيان الشامخ الذي جذوره هي جذور التاريخ والتكون المجتمعي نفسه ، بل هي وإن عانت من مراحل ضعف وإنتكاسات هنا وهناك ، كانت دوما المتجددة والمنتجة لعوامل وأسس نهضتها وبفضل جهود أبنائها ووعيهم كانت ولاتزال قادرة على تجاوز محنها ومعالجة أمراضها وتجاوز أزماتها لتعود دوما إلى حيث مكانتها المرموقة المميزة ، ولتمضي كما هي دوما في عطائها الذي أغنى ويغني البشرية بثماره المفيدة .

سوريا  تمر اليوم بمحنة كبرى ، حيث يتربص بها وباءا خطيرا يحاول التعشعش داخلها ويكاد يكون قادرا الفتك بكامل جسدها ، هذا الوباء الذي يتضح بأن مجموعة من أبنائها إرتضت رؤية مصالحها الخاصة أهم من مصالح شعب سوريا ، بل وفوق مصالح الكيان السوري ذاته، مجموعة إنقادت وإرتمت في أحضان أعداء سوريا .

وفي مرحلة من مراحل التخبط والضعف العام تمكنت هذه المجموعة من السيطرة والهيمنة على مقاليد السلطة وكافة مؤسسات الدولة والمجتمع ، ولاداعي هنا في خوض تفاصيل تلك المرحلة ، مرحلة الوحدة والإنفصال وبيع الجولان، لكن المهم أن تلك المجموعة من جنرالات البعث بقيادة حافظ الأسد عملت على ترسيخ أسس ومفاهيم  تؤدي إلى نسف الوحدة الوطنية ووحدة الأرض والتراب، محاولاتهم لاتزال مستمرة ، والطائفية التي يريدون أن تكون أساس النشاط السوري العام ، كبداية لتفتت وتفكك سوريا ، والفساد الذي يعملون كي يكون أساسا ومقياسا للولاء ، وغير هذا وذاك من مناهج ونهج تخريبية أرادوها لتكون مسامير  نعش سوريا . سوريا  بصحوة ووعي أبنائها أدركت خطورة مشروع ونوايا أعدائها ، الذين يحاولون تنفيذه عبر نظام حافظ الأسد، وليس هذا الحراك الذي تشهده الساحات السورية داخل الوطن وخارجه سوى دليل على تلك الصحوة وذلك الوعي،

والمقاومة التي يبديها السوريون هي أيضا دلبل على إدراك أن سوريا الواحدة المتوحدة هي وطن جميع السوريين بغض النظر عن العرق أو المذهب .

هذا الحراك  الذي أنتجته النخبة السورية وتديره بإلتفاف الجماهيرإليه يجمع على محاربة مشروع الأسد وإفشاله ، ويعمل من أجل ذلك .  إنني أجد أن المجتمع السوري برمته أصبح كتلة حية متحركة ونشطة ، داخل الوطن وخارجه ، داخليا وخارجيا وعلى أصعدة متعددة، إذ نشهد عشرات ، بل مئات اللقاءات الهادفة في مختلف مدن وقرى سوريا وأيضا في كل مكان يتواجد فيه السوريون خارج الوطن سواء واشنطن أم باريس أم الخليج أم غيرها من العواصم والبلدان ، كما نجد ظهور العديد من القوى والأطر التنظيمية والتحالفات وإصرار الجميع وتأكيدهم على الثوابت الوطنية العليا وضرورة التغيير الجذري ، وإعادة بناء الدولة والمجتمع بما يعزز الوحدة الوطنية ووحدة الأرض وإقرار التعددية ورؤية التنوع الإثني والديني والطائفي كإرث حضاري أغنى وسيغني المجتمع السوري بعطاءاته .

كل ذلك وكما ذكرت إن دل على شئ فهو يدل على وعي الجماهير والنخبة وتوقهما إلى التحرر والتعايش السلمي داخل حدود الوطن ومع المحيط الخارجي ، وأيضا يدل على ثقة بالقدرة على رفد الإنسانية بكل مايعزز الأمن والإستقرار ، كأسس لبناء السلم العالمي ، الأساس والظرف لتحقيق الذات التجديدية والتطورية كما أسلافهم منذ القدم .

النظام عطل الدور السوري الإيجابي في كل القضايا والامور ، وهو بذلك  يريد رؤية النهاية فهل ينجح ؟ هل ستكون إرادة أعداء سوريا هي أساس الواقع الجديد ؟ هل قبلت الغالبية السورية بمشروع النظام ؟

أم أن هذا الحراك والنشاط الذي نشهده هو الرد السوري على ذلك المشروع وهو موجز إرادتهم.

هل سينتج هذا الحراك  ذلك المشروع الوطني الذي يحقق مجمل مصالح وطموحات مكونات الشعب السوري ويكون أسس وقواعد بناء سوريا الحديثة ......

هل كان " إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي" هو تاج ذلك الحراك... أم هو خطوة هامة في هذا السبيل .؟.؟.؟

إنني أجد أن إعلان دمشق ومارافقه من تفاعلات  مؤيدة ومعارضة ، متحفظة ومشككة هو حدث مهم وكبير ، حدث  سيكون له آثار واضحة على  مستقبل سوريا ، إذ هو ليس مجرد  إعلان بل هو مشروع  شامل يمكن أن يكون متكاملا ومؤهلا ليكون اساس وإطار التحرك  العملى داخل الوطن وخارجه  بإعادة صياغته وتعديل قليل من فقراته.

إعلان دمشق خطوة كبيرة جدا على طريق التغيير الجذري المنشود والخطوة الأخرى الكبيرة والمهمة جدا جدا والضرورية  كونها تكمل إعلان دمشق وجميع نداءات القوى الوطنية الحية  يجب أن تكون  المؤتمر الوطني الشامل ، وتبني المشروع الوطني للإنقاذ ، وبلورة الإرادة السورية في مشروع متكامل بمثابة عقد إجتماعي جديد وأيضا تشكيل الإدارة التي تقود مسيرة الإنقاذ والتحرر .

أحداث  وحوادث ، وحراك حان الأوان  لأن  يصنع  الحدث الأهم في دمشق .

* كاتب سوري مغترب

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ