ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 17/10/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غازي كنعان : قتيل أم قاتل ؟

بقلم : حسّان رياض

آراء كثيرة وتحليلات متضاربة وتعليقات لا تكاد تنتهي ، تتابعت بعد خبر انتحار وزير الداخلية السوري في مكتبه . وسأحاول في مقالتي هذه أن أتناول فترة من حياته لم يكتب أحد عنها حسب إطلاعي ، وهي الفترة التي أهلته ليصبح فيما بعد الحاكم بأمره في لبنان ، حين كان رئيس المخابرات العسكرية في حمص . فقد كوفئ على ( النجاح الكبير ) الذي حققه في قمع أحرار مدينتي ، وإرهابه أهلها جميعا عبر العيون الـتي

بثها في كل مكان ، وربطه مصالح بعض رجال الأعمال والتجار بشبكة خيوطه ، وسحقه أي تحرك شعبي ضد السلطة الباغية ، كما جرى في احتفالات المولد النبوي عام 1393 هجري الموافق 1973 ميلادي ، عندما قاد القوات العسكرية التي فتحت نيرانها على المواطنين عندما لم تفلح عصيهم وسياطهم في تفريق الحشود الشعبية المندفعة لإظهار اعتزازها بدينها ، واحتفالها بذكرى مولد نبيها ، ورفعت اللافتات التي تظهر تحديها للسلطة وممارساتها التي تستفز المواطنين في دينهم ومعتقداتهم وكرامتهم . فجاست قواته أحياء المدينة تطلق النيران بشكل عشوائي حتى استشهد ( 16 ) مواطنا ، من بينهم امرأة حامل كانت تطل من شرفة منزلها تستطلع سبب إطلاق النار . كما اعتقل في ذلك اليوم المئات من شباب حمص ، وكنت واحدا منهم رغم أني لـم أشارك في شيء ، واعتقلت بعد أن انهال الزبانية علي بالعصي قريبا مـن بيتي لأنني كنت ذو لحية !!! وشجّوا رأسي ، مما اضطرهم لآخذي للمستشفى العسكري في حي الغوطة لتضميد جرحي . وقد لفت نظري حين طلبت للتحقيق أن غازي كنعان كان يترأس اللجنة ، وكان وقتها برتبة رائد ، على الرغم من وجود من هو أعلى منه رتبة من رؤساء الفروع الأمنية الأخرى ، فقد كان معروفا بين أهل حمص أن غازي كنعان كان يتحكم في كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية والحزبية ومنظماتها عن طريق عيونه وأزلامه فيها ، وكم من قرارات للمحافظ أو رئيس البلدية أو أمين فرع الحزب نقضها كنعان ، وكان هذا سلاح يستخدمه في كسب ود المواطنين أحيانا ، ولإظهار سلطته وسطوته .

وهل ينسى تجار حمص وأصحاب المحال ما قام به غازي كنعان وزبانيته لكسر الإضراب العام الذي شمل المدينة عام 1980، حين كسر الأقفال وحطم أبواب المحال وأعلن أن من لا يأتي لمتجره أو محله فسيغدو بما فيه ملكا للدولة ، مما اضطر معظمهم لفتح محالهم حفاظا على سبب رزقهم . أم هل ينسى أهل مدينتي المجزرة التي ارتكبها مع جلاوزته في المنطقة الصناعية على طريق حماة عام 1981 عندما طوقتها قواته من كل جانب ، ثم راحت تعيث فسادا : ضربا وإهانة واعتقالا وحتى قتلا لكل من تراه أمامها أو تكتشف مخبأه الذي لجأ إليه هربا منها ، ولم توفر طفلا أو شيخا أو مريضا أو عابر طريق مـن نصيبه مـن التنكيل . وقد ذكر عنه أنه أراد بذلك أن يلقن أهل حمص درسا لا يرفعوا بعده رؤوسهم أبدا ، فالمواطن في مفهوم كنعان ينبغي أن يبقى مطأطأ الرأس .

هذا هو( الرومانسي ) على عهدة أحمد الحاج علي ، وهذا هو( المكتئب ) على ذمة الدكتور عماد الشعيبي ، وهذا هو ( قتيل الكلمة ) كما وصفه زميله وزير الخارجية فاروق الشرع .

وهل لنا أن نتساءل الآن : هل ما أقدم عليه غازي كنعان ( عمل شجاع ) كما وصف هو نفسه الانتحار ، أم هو ( عمل الجبناء ) كما عبّرت الأديبة عضو مجلس الشعب كوليت خوري ؟؟؟

أما أهلي في حمص الحبيبة فلا شك أنهم تنفسوا الصعداء ، وقالوا في أنفسهم : قد أفضى إلى ما قدّم ، فقد تربينا في مدينتنا أن لا شماتة في الموت ...

* مبعد من مدينة ابن الوليد

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ