ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


دستور البعث العربي الاشتراكي

الحلقة الثالثة

بقلم: مصطفى محمد الطحان

soutahhan@hotmail.com

في السابع من نيسان (أبريل) 1947م أقر المؤتمر التأسيسي للحزب دستوره.. ولا بأس أن نقف بعض الوقفات عند بعض فقرات هذا الدستور..

الأمة العربية ذات رسالة خالدة تظهر بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ وترمي إلى تجديد القيم الإنسانية وحفز التقدم البشري وتنمية الانسجام والتعاون بين الأمم. (المبدأ الثالث – مبادئ أساسية).

فرسالة البعث الخالدة تظهر بأشكال متجددة في مراحل التاريخ المتغيرة.. ظهرت يوماً على شكل (الإسلام) وستظهر بأشكال أخرى متجددة في مراحل التاريخ الأخرى. وهذا الفهم للرسالة الخالدة هو الفهم الذي أكده ميشيل عفلق في أكثر من موضع. ولا ندري الشكل الذي تقمصته هذه الرسالة في المرحلة الحاضرة.. أو الذي ستتقمصه في المراحل القادمة.

(راية الدولة العربية هي راية الثورة العربية التي انفجرت عام 1916م لتحرير الأمة العربية وتوحيدها). (المادة 9 - مبادئ عامة).

إذن الراية نفسها التي نسجت خيوطها بريطانيا وسلمتها للشريف حسين ليرتكب هذا  العمل الشائن في ضرب وحدة الأمة.. الراية نفسها الملطخة هي راية البعث.

(الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدول العربية التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة، وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية). (المادة 15- المنهاج).

فأين حصل هذا الانسجام، بعد فرض الرابطة القومية؟

هل حصل مع أكراد العراق وأكراد سوريا مثلا..؟

ثم ما هذا الانسجام مع الطوائف.. هل هو إخضاع الكل لها.. باعتبارها أقرب إلى طبيعة البعث الطائفية..؟

ثم كيف يتصور عاقل أن تخاطب كردياً أو بربرياً أو تركياً وتقول له يجب أن تظلنا جميعاً القومية العربية ولا يسألك مباشرة: وماذا عن قوميتي؟

يلاحظ على دستور البعث انه ذكر جميع العقائد من قومية إلى إنسانية إلى اشتراكية ولكنه لم يذكر كلمة واحدة عن الدين.. ولم يذكر كلمة واحدة عن عقيدة الأمة (الإسلام).. بل وذكر ما يشير إلى محاربته، فقد جاء في سياسة الحزب في التربية والتعليم أنها تربية ترمي إلى خلق جيل جديد طليق من قيود الخرافات والتفاليد الرجعية.. فهل يقصد الإسلام بالتقاليد الرجعية؟ ربما كان ذلك، فالبعثيون عبر تاريخهم المديد يعتبرون الإسلام والإسلاميين من صور الرجعية.

الركائز الفكرية عند البعث

1- القومية العربية

القومية العربية في نظر البعث ونظر منظّره ميشيل عفلق، دين جديد، بكل ما تحمله كلمة دين من معنى.. وإذا كان البعض يرى أن حزب البعث تجاهل الإسلام فحسب، فإن الأمر أكبر بكثير من مجرد التجاهل.. فهو يحاول أن يصوغ ديناً جديداً ويعبّد الناس به بهدوء وروية وصبر عجيب.. فهو يبدأ بمحمد صلى الله عليه وسلم باعتباره (ممثلاً للنفس العربية في حقيقتها المطلقة.. وأن كل عربي في الوقت الحاضر يستطيع أن يحيا حياة الرسول العربي ولو بصورة جزئية ما دام ينتسب إلى الأمة التي أنجبت محمداً)(1).. ولقد كان عفلق يحلم شخصياً بلعب دور مشابه للدور الذي قام به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (2). أما الإسلام فلم ينظر إليه عفلق باعتباره وحياً إلهياً وإنما اعتبره مُفْصِحاً عن عبقرية الأمة العربية.. وأن هذه الأمة تعبّر باستمرار عن نفسها، تمخضت قديماً عن الإسلام.. وهي اليوم تتمخض عن الثالوث المعروف (الوحدة العربية والحرية والاشتراكية).. فهذا الثالوث الذي تعبر فيه الأمة العربية، عن نفسها يساوي الإسلام من حيث أهميته ورساليته. (فالأمة العربية فكرة خالدة، قيمة مطلقة)، وبكلمة واحدة إنها الروح. ويمكن القول إن القومية العربية قد ارتفعت إلى مستوى الروح العلوية بالقدر الذي كان للدين)(3). ويزيد عفلق الأمر وضوحاً فيقول:

(لكل أمة في مرحلة معينة من مراحل حياتها محرك أساسي يهز فيها انتباه الأمة وتكون مفصحة عن أعمق حاجاتها في مرحلة ما. فإذا نظرنا إلى العرب في الماضي، وجدنا أن هذا المحرك الأساسي كان في وقت ما عند ظهور الإسلام هو الدين. فقد قَدِر وحده على استثارة كوامن القوى في النفس العربية. أما اليوم فإن المحرك الأساسي للعرب في هذه المرحلة من حياتهم هو القومية. التي هي كلمة السر التي تستطيع وحدها أن تحرك أوتار قلوبهم وتنفذ إلى أعماق نفوسهم. وكما استجاب العربي في الماضي لنداء الدين فاستطاعوا أن يحققوا الإصلاح الاقتصادي، فإنهم يستطيعون اليوم تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين، وضمان الحرية بين العرب جميعاً نتيجة للإيمان القومي وحده..)(4).

فإذا كانت القومية العربية هي الدين الجديد الذي أفرزته الأمة العربية في الوقت الحاضر، فإن البعث بالتالي هو الحركة التي جسّدت هذه القومية. وإذا كان علم الكلام قد أساء للدين وزجّه في إطار ليس له أساساً.. فإن القومية العربية كالدين تماماً لا يمكن أن يستوعبها تحليل نظري جاهز.. وإذا كان الدين قديماً يقول كلمته في أوضاع الأمة جميعاً.. فإن القومية العربية اليوم (هي نظرية متكاملة للحياة ونظام للمجتمع، لها رأيها الصريح في الاقتصاد والنظام والأخلاق والإنسانية والدين..)(5).

2- الأمة العربية

والأمة العربية حسب تعريفات عفلق (هي فكرة خالدة، وكيان روحي صرف، كلي الوجود، وفائق القوة والإبداع(6). (فهذه الامة التي أفصحت عن نفسها وعن شعورها بالحياة إفصاحاً متعدداً متنوعاً في تشريع حمورابي، وشعر الجاهلية، ودين محمد، وثقافة عصر المأمون، فيها شعور واحد يهزها في مختلف الأزمان، ولها هدف واحد بالرغم من فترات الانقطاع والانحراف)(7). (في وقت من الأوقات وقبل البعثة، كانت الأمة العربية مجرد فكرة ومثال لا يقابلها في عالم الواقع شيء، ولا يحققها شخص حي، ثم انتظرت فأبدعت مع ظهور الإسلام واقعها من فكرتها، وجسّدت نفسها في رجل واحـد هو محمد. وفي الوقت الراهن تحاول الأمة العربية أن تعبر عن نفسها.. ويحق للشخص الذي تتجسد فيه هذه الفكرة أن يتكلم باسم المجموع)(8).

فإذا سلمنا بأن البعث هو رسالة هذه الأمة، ودينها الجديد الذي أفرزته في التاريخ المعاصر.. فإن زعيم البعث هو النبي الجديد الذي يحق له أن يتكلم ليسمع الناس. ولم يكن هذا التعريف الذي تبنّاه عفلق للأمة العربية موضع ترحيب من بعض البعثيين الآخرين، ومن القوميين العرب على العموم، الذين كانوا يميلون إلى تعريفات ساطع الحصري (بأن الأمة العربية جماعة من الناس تكونت بفعل عوامل أساسية، أبرزها اللغة والتاريخ المشترك، وبفعل عوامل أخرى تأتي في المقام الثاني كروابط الثقافة والتقاليد والسلوك والدفاع والمصالح الاقتصادية المشتركة)(9).

ولم يكن عفلق غافلاً عن مثل هذه التعريفات.. فقد كان يهمه أن تصبح القومية ديناً جديداً وليس مجرد كلمات وتعريفات.

3- البعث والعلمانية

وكما تجاهل دستور البعث مجرد الإشارة إلى الدين، فقد تجاهل ذكر العلمانية كذلك.. والعلمانية معناها بالمصطلح الغربي الذي تسرب إلينا منه، هو فصل الدين عن الدولة، أو الحكمة التي تنسب للنصرانية (دع ما لقيصر لقيصر ودع ما لله لله) أو كما يقال: (تصلي وتموت وفق تعاليم الإسلام، وتفهم الاقتصاد حسب تعاليم ماركس، والاجتماع حسب تعاليم دركايم، وعلم النفس حسب تعاليم فرويد..).

والبعث والعلمانية توأمان.. فكل الأحزاب التي قامت على أساس القومية أو الوطنية أو الماركسية أو الليبيرالية علمانية.. وحتى ثورة العرب الكبرى التي كان يقودها زعيم مكة.. كانت علمانية، ولقد صرح قادتها بهذا مرات كثيرة.. فلماذا إذن تجاهل ميشيل عفلق أن يذكر العلمانية في دستور البعث؟ كان عفلق سياسياً أكثر مما كان مُنظّراً.. ولو رجعنا إلى جُلّ كتاباته الفكرية لاستطعنا إرجاعها بسهولة ويسر إلى كتابات ساطع الحصري أو قسطنطين زريق.. ولكنهه كان سياسياً أمهـر من الاثنيـن. فكمـا مجّد عفلق الإسلام، ليقيم مكانه ديناً جديداً اسمه القومية العربية، وكما مجّد محمداً الذي صنعته أمته.. والأمة اليوم صنعت قائداً جديداً.. كذلك تجاهل العلمانية.. لأنها ضد الاعتراف بالدين الجديد والنبي الجديد. وإذا كانت لا بد من إضافة، فيقرر عفلق أنه لابد من (التمييز بين الإسلام كمظهر ديني، والإسلام كثقافة عربية).. أما الإسلام كمظهر ديني فقد انتهى ليحل محله الدين الجديد.. وأما الإسلام كثقافة عربية أو (الإسلام المعرب) كما يسميه عفلق، تراث ثقافي للأمة العربية لا يمكن الاستغناء عنه.. وهو يتساوى بالطبع مع تراث امرئ القيس وزهير بن أبي سلمى والجاحظ وقسطنطين زريق ومع أدبيات عفلق بالطبع.

وحتى لا يبقى أي لبس في فهم الموضوع، يضيف عفلق(10) فيقول: (إن علمانية البعث هي التي تحرر الدين من ظروف السياسة وملابساتها.. وتسمح له بالتالي أن يتحرر وينطلق في حياة الأفراد والمجتمع).

4- البعث والإسلام

في محاضرته حول ذكرى (الرسول العربي) التي ألقاها عفلق في جامعة دمشق عام 1943 قال فيها:

(لا يفهمنا إلا المؤمنون، المؤمنون بالله، قد نُرى نصلي مع المصلين، أو نصوم مع الصائمين، ولكننا نؤمن بالله لأننا في حاجة ملحة وفقر إليه عصيب.. ونحن وصلنا إلى هذا الإيمان ولم نبدأ به، وكسبنا بالمشقة والألم ولم نرثه إرثاً، ولا استلمناه تقليداً)(11).

فعفلق والبعثيون (حسب هذا النص) مؤمنون بالله.. لا يعرفون شعائر الإسلام.. ولم يرثوا دينهم ممن سبقهم بل وصلوا إليه عن تجربة ومعاناة ذاتية!

وحتى لا يتركك تظن الظنون يقول لك: (إن البعث يستقي مباشرة من (جوهر الدين)

وبهذا (الموقف الجذري) فقط تستعيد الأمة العربية شخصيتها. أما الاعتقاد الديني الشائع (......) فإنه على العكس، بما يرافقه من نفعية ونفاق وجهل، يخنق باسم الدين كل اندفاع روحي، وبالتالي كل يقظة للشخصية القومية)(12).

فالإسلاميون مثلاً الذين أخذوا بالفهم الديني الشائع، الذي يرافقه دائماً النفاق والجهل والنفعية، يخنقون القيم الروحية باسم الدين!

ويستطرد عفلق حتى لا يترك نقطة بدون توضيح (إن الرجعية الدينية التي تقوم على المظاهر الخارجية للدين، تكوّن مع الرجعية الاجتماعية معسكراً واحداً يدافع عن المصالح ذاتها ويهدد الدين بخطر كبير)(13).

هؤلاء هم الخطر (على الدين)، الذين يقومون على المظاهر الخارجية للدين.. أما عفلق وقومه فقد استقوا من النبع والجوهر وطهّروا الدين ممن يستغلونه.. فهل فهمنا دين عفلق؟

ويحذّر عفلق أنصاره بأن يتلطفوا وهم يبشرون بالدين الجديد فيقول: (إن جمهور الشعب مازال متأخراً وخاصة لتأثير رجال الدين ولكافة المذاهب والطوائف فينبغي أن لا ننتقد أمامه الدين بطريقة عنيفة..)(14).

وإذا كان الإسلاميون أو من هم على شاكلتهم يرون أن القومية العربية تتعارض مع تعاليم الإسلام، وأنه (أي الإسلام) وحد بين الشعوب المختلفة، وجعل المؤمنين أخوة، ونبذ العصبية والتفرقة بين العرب وغيرهم.. فإنه لا قيمة لكلامهم فهو ظاهر من القول.

يقول عفلق، (إن أوروبا اليوم، كما كانت في الماضي، تخاف على نفسها من الإسلام. ولكنها تعلم الآن أن قوة الإسلام قد بُعثت وظهرت بمظهر جديد هي القومية العربية.. لذلك فهي توجّه على هذه القوة الجديدة كل أسلحتها، بينما نراها تصادق الشكل العتيق للإسلام وتعاضده. فالإسلام الأممي الذي يقتصر على العبادة السطحية، والمعاني العامة الباهتة، آخذ في التفرنـج، ولسـوف يجيء يوم يجد فيه القوميون أنفسهم المدافعين الوحيدين عن الإسلام، ويضطرون لأن يبعثوا فيه معنى خاصاً إذا أرادوا أن يبقى للأمة العربية سبب وجيه للبقاء)(15).

هل يظن القارئ أن هذا من غباء عفلق..؟

أبداً.. فهذا هو التخطيط لإرساء قواعد الدين الجديد.

أفلا يستحق عفلق بعدها جائزة البابا..؟

وقد أحال الإسلام إلى دفعة ألم من آلام العروبة.. وإن هذه الآلام قد عادت إلى أرض العرب بدرجة من القسوة والعمق لم يعرفها عرب الجاهلية.. فما أحراها بأن تبعث فينا اليوم ثورة مطهّرة مُقوّمة كالتي حمل الإسلام لواءها(16)..

كما أن محمداً كان كل العرب.. فليكن كل العرب اليوم محمداً(17)..

وهل فهم القارئ معنى شعار البعث: أمة عربية واحدة – ذات رسالة خالدة..؟ وليس هذا رأي عفلق لوحده.

فهذا جلال السيد العضو المؤسس الآخر لحزب البعث، وهو من العناصر المعتدلة نسبياً يقول: (والإسلام نبع من العرب، وعبّر عن حقيقتهم في طور من أطوار تاريخهم، وهو ليس كالمسيحية بالنسبة إلى الرومان. وإذا صحّ هذا، فهو لا يصح على العرب أجمعين بل إنه يصح على عرب الحجاز وما جاورها. أما الأقوام الأخرى من غير العرب، فقد دخلت في دين الإسلام (الدولة) ولم تدخل في دين الإسلام (العقيدة). ولم يستطع الإسلام أن يحل في نفوسهم ويتركز في أعماقهم ويصبح لهم عقيدة إلا بعد ما عملوا فيه تبديلاً وتعديلاً وتحريفاً حتى أخرجوه في بعض الأحيان عن أهدافه المثلى وغاياته السامية)(18).

وهذا الكلام لا يختلف كثيراً عن رأي عفلق وحتى الأرسوزي عن الإسلام.

---------------------------

(1) في سبيل البعث- عفلق، ص- 44.

(2) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 38.

(3) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 80.

(4) في سبيل البعث- عفلق، ص- (87-88).

(5) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 84.

(6) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 77.

(7) في سبيل البعث- ميشيل عفلق، ص- 77.

(8) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 78.

(9) البعث- مصطفى دندشلي، ص- 79.

(10) في سبيل البعث- ميشيل عفلق، ص- 144.

(11) في سبيل البعث- ميشيل عفلق، ص- (42-52).

(12) في سبيل البعث- ميشيل عفلق، ص- 205.

(13) المصدر نفسه، ص- (204-205).

(14) المصدر نفسه، ص- (132-134).

(15) المصدر نفسه، ص- 49.

(16) في سبيل البعث- ميشيل عفلق، ص- (52-61).

(17) المصدر نفسه، ص- (52-60).

(18) البعث- جلال السيد، ص- 34.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ