ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/09/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في سياسة السجون والقبور والمنافي..  

يَبحث العقلاء عن:

الفَهم الكافي ، قبلَ الحليبِ الصافي!

عبد الله القحطاني

أ- في السياسة المعاصرة ، سياسةِ " الأبالسة" ، لا يَبحث العقلاء عن " الحليب الصافي" .. فهذا عملَة نادرة عند البشَر العاديّين البسطاء ، فهل يلتَمَس عندَ الساسَة( المتَذاكِين.. أو.. المتَداهِين) !؟

ب-كلاّ..ما يَبحث عنه العقلاء ،هنا ، هو الفهم الكافي .. لإدراك حقائق الأمور ، ولمعرفة الواقع ومقتضياته ، والوقائع ونتائجها وتداعياتها ، وسلبياتها وإيجابياتها ..!

والوقائع قد تكون أفعالاً ، وقد تكون أقوالاً ..!  فالقول في كثير مِن المِهَن ، إنّما هو فِعل ، بل هو الفِعل الأوّل ، الذي تُبنَى عليه المواقف ، وتُقام على أساسه العلاقات الاجتماعيّة، والسياسيّة، والقانونيّة ، والثقافيّة .. وإلاّ ، فما فِعلُ الكاتبِ ، والخطيب ، والصحَفيّ ، والأديب ، والقاضي ، والمحامي ، والمدرّس ..!؟ إنّ أقوالَهم هي أفعالُهم ذاتُها . ولو صَمتوا لما فَعلوا شيئاً ، ولكانَ وجودُهم وعدمُهم سَواء ..!

ج- يُبنَى على هذا ، أنّ ما تتناوله أقلام بعض الكتاب ، في الصحف والمواقع الإليكترونيّة ، إنّما هو وقائع ..!

فنقول مثلاً : حَصلتْ بالأمس ، الواقعةُ الفلانيّة ، التي افنَرى فيها فلان على فلان ، في الصحيفة الفلانيّة ، أو في المَوقع الالكترونيّ الفلانيّ ، أو في المجلس الفلانيّ ..

ونقول : إنّ وقائع القَدْح والتَشهير ، التي دأبَ على ممارستِها بعض كتّاب السلطة الفلانيّة (الحاطِبين في حَبْلها ، والغارِقين في مائِها ، والآكلين مِن إنائِها ..) إنّ وقائع القَدح والتَشهيرهذه، ضدّ بعضِ الفئات المعارضةِ لسلطاتِ بلادها ،إنّما هيَ أفعال تعبّر عن جهلِ أصحابِها، أو خُبثِهم ، أو نِفاقِهم ..وهي ، بالتالي ، تدلّ على أنّ الفهمَ لدَيها غيرُ كافٍ – ولا نَبحث لدَيها عن حليبٍ صافٍ..-!

د- حينَ ينَصِّبُ كاتبٌ علمانيّ ، ملحِد – يُجاهِر بإلحاده ..أو يَتظاهَر بالإيمان – نفسَه وصِبّاً على الأمّة والوطن والشعب .. و " المرأة ! " والقوانين، والقِيَم الاجتماعيّة والثقافيّة والحضاريّة . . ويَبدأ بتوزيع (إجازات المرور!) ، على هذه المجموعة السياسيّة المعارِضة ، أو على هذا الفريق السياسيّ المناهِض للسلطةِ .. فيَسمح لهذا بالعُبورإلى ( ملَكوتِ ديموقراطيّتهِ المشتَهاةِ القادمة!) ، لأنّ هذا (المَسموحَ لَه!) ، يَحمِل (دَمْغةً) مثلَ دَمْغَتِه ..! ويَمنع ذاك من العبور ، لأنّه لا يَحمل ( الدَمغَةَ ) ذاتَها ..! نقول: حينَ يَفعل كاتبٌ مثلَ هذا – وهو ما يزال في المعارضة ..أو يدّعي المعارضة ـ إنّما يَدلّ على جَهلٍ يُخالِطه غَباء – ولن نَتحدّث هنا عن قِلّة الحَياء  وكثرته ..! – وهو ، هنا ، يَفتقِر إلى " الفَهمِ الكافي " الذي يُعينه على إدراك حقائق الأمور .. وهو، بالتالي ، لا يَعزل عن الحياة السياسيّة المتحرّكة المتفاعلة ، إلاّ نفسَه .. ولا يَمنع مِن العبور، إلى ساحة الفِعل المستقبليّ، إلاّنفسَه وفَريقَه الذي يَـلفّ لَـفّه – إذا كان معه فَريق-!

هـ- إنّ الاسلاميّين ، في العالم العربيّ كلّه ، وفي العالم الإسلاميّ كلّه ، هم أقوَى الفرقاء، في ساحات العمل السياسيّ المعارِض .. وهم الأكثر تَضحيةً ـ بأنفسهم، واموالهم، وأوقاتهم.. ـ لمصلحة بلدانهم ، والأكثرُ حرصاً على هذه المصلحة ، والأكثرُ وعياً بمخاطر الغزو الاستعماريّ الحديث بأنواعه المختلفة – السياسيّ ، والاجتماعيّ ، والثقافيّ ..- والأكثرُ إدراكاً لأساليب العملاء المرتزقة ، الذين اشتراهم الاستعمار بأثمان بَخسة، ووظّفَهم ضدّ أوطانهم وشعوبهم ..!

وبالتالي ، لا يُقبَـل من كاتبٍ – وطنيّ أحمَق .. أوعَميلٍ يدّعي الوطنيّة – أن يَسنّ قلمَه ، ويبادرَ إلى تَجريح الإسلاميّين ، أو تَجريمِهم – عَبْرَ تَجريم مَبادئِهم -.. حتّى لو ادّعَى الحكمةَ ، أو نَسَبَ نفسَه إلى التصوّف..! أو تَوهّمَ أنّ لدَيه القدرةَ على إيذاءِ الناس و" لَسْعِهم " ، فسمّى نفسَه "عَقرباً..أو زنْبوراً  " ..! أو ما شاكَلَ هذا وذاك ، مِن ذَوي الأحلام الصغيرة ، والنفوس الصغيرة ، والدروب الضيّقة القصيرة ..!

إنّ اشتراطَ زيدٍ مِن الناس – سواء أكان مدّعياً للحِكمةِ أو التصوّف.. أمْ كان مدّعياً للقدرة على اللَسع والإيذاء – على هذا الفريق السياسيّ،أوذاك، أن يَتخلّى عن ثوابتِه الراسخة ومبادئه الأصيلة، التي تمثّل أكثريّة الشعب الساحقةَ ، في سورية ، لكَي ( يَقبلَه!) هذا " الزيدُ ..النَكِرةُ ، أو المعَرّفُ بالإضافة! "... إنّ هذا يَدلّ ـ بشكل صارخ ـ ، بل " كاريكاتوري! " على قِلّة الفهم عندَ هذا المخلوق .. – ومَرّة أخرى، لن نتحدّث عن صَفاء الحليب..ولا عن قلة الحياء وكثرته -!

وإلاّ .. فليفَسّرْ هو ذاتُه ، معنَى كلامِه ،الذي يردّده بصيَغ مختلفة، وعِباراتٍ ملوّنَة متنوّعة:

أنا أريد – في الدولةِ الديموقراطيّة القادمة – أنْ أسكَرَ، وأبيحَ السكْرَ لسائرِ خَلقِ الله ..( فلن أستَمتع بالسُكرإذا سكرت وحدي!) وأنْ أزنِيَ وأشِيعَ الزِنَى بينَ سائرِ البشَر في بلادي( فلن أرتاح إذا زنَيت وحدي وظلّ الآخرون أطهاراً..!) .. وأنْ أخْرِجَ نساءَ البلاد جميعاً، كاسِياتٍ عارِياتٍ ، مَفضوحاتٍ فاضِحاتٍ ..(فلن يكفيني  إخراجُ نِسائي وَحدَهنّ على هذه الشاكلة، بينما تظلّ الأخريات محتَشمات مصونات!) وأنْ أنشُرَ ألوانَ الفِسقِ والضَلالِ، والزندقَةِ، والإلحادِ.. في كلّ شِبرٍ من بلادي ..! (إذ، مادمتُ مقتنعاً بهذا المذهب وهذا السلوك ، فيجب أن يقتنع الناس جميعاً بهما، وإلاّ فَهُم جَهلَة متخلّفون، بل أشرار متَزمتون..!)

فإذا أقَرّ هذا الفريق الإسلاميّ، بِما أتَبنّاه وبِما سوف أفعله ـ بعدَ سقوط الأصنام واللصوصِ الذين يَحكمون بلادي ـ .. وإذا تَخلّى هذا الفريق الإسلاميّ، عن قِيَمِه ومبادئِه، وأخلاقِه، لِحسابِ قِيَمي، ومبادئي، وأخلاقي.. فإنّي (أسمَح!) له بالعَمل السياسيّ، وأدخِلُه (جَنّتي) المَوعودة..! وإلاّ.. فالويلُ لَه! وأنا وجَوقَتي لَه بالمِرصاد..!

 فهل هذاالطِراز الرفيعُ، مِن الفَهم السياسيّ، يُؤهّـل رجُلاً ـ فَصيحاً.. أوعَيِيّاًـ بِولوجِ غِمار العمل السياسيّ ، والتَنظيرِ لَه.. حاضِراً، أو مستقبَلاً !؟

 لقد صار (هَبَـنّـقَةُ) مَضربَ الأمثال في الحُمق ، وهو رَجل عاديّ غيرُسياسيّ..  فهلْ  يَظلّ حائِزاً على قَصَبِ السَبْقِ في الحماقة، لو رأى اليومَ، أمثالَه مِن (الهَبَـنّقاتِ) السياسيّة الذين سَبقوه بمَراحلَ .. أم سيتَخلّى لَهم عن (قَصَبةِ سَبْقِه) مُكرَهاً، ويَعود إلى قَبرِه دامِعَ العَينين..!؟

 قَليلاً من الفَهم ياقَوم.. إذا أردتم البقاءَ في ساحة العمل السياسيّ، أو حتّى في عِداد العقلاء من البشَر!

إنّ سياسة ( أخْرِجوا آلَ لُوطٍ مِن قَريَتِكُمْ إنّهُمْ أناسٌ يَتَطَهّرون) لمْ تَعدْ ممكِنَة اليومَ،  لِقومِ لوطٍ المعاصرين وأضرابِهم ! لقد مارسَها الرفاقُ في بدايةِ عَهدهم "الميمون!"

 قبلَ أربعين سنةً، واستمَرّوا فيها حتّى أسقطَتْهم أنواعُ الخِزي، التي لَطّخوا وجوهَهم بها.. فما عادوا يُصِرّون على تلك السياسة..! أمّا أتباعُهم وأنجالُهم الذين يريدون إعادةَ هذه السياسة ( جَذَعَةً ) اليومَ، إنّما هم صِبْيَة يَعبَثون بالكلمات.. يَتَراشَقون ببعضها، ويَرشقون بعضَها في وجوه الآخرين..!

إنّ العقلاء من ( قَومِ لوطٍ المعاصِرين) ومِن تَلاميذ (جان بول سارتِر.. وسيمون دوبوفوار) الحَداثِيّين.. مَطلوب منهم  ـ لِمصلحتِهم ـ أن يَتواضَعوا قليلاً، وأن يقولوا ببساطةٍ وأدَب:

 لن نستطيع ، اليومَ، إخراجَ آلِ لوطٍ من قريتِنا، لأنّها عادت قريتَهم ـ كما كانت بالأمس القريب والبعيد.. ـ وعلينا أن نتَحلّى بِ(الفهمِ الكافي) لنَتعايشَ، نحن وهؤلاءِ الناس، في إطارٍ من التفاهم المشترك، والتعاون البنّاء، وفْقَ قِيَم المجتمع الذي نعيش فيه، ونستمدّ منه وجودَنا الفِعليّ والسياسيّ، وقرارَنا الاجتماعيّ والسياسيّ..!

 وإذا عَجزنا عن أن نتَطهّر مثلَهم، فليس من الحكمة، أوالكياسة، أوالمصلحة، أوالخلُق ، أو الذَوق.. أن نَضغطَ عليهم، ليتَخلّوا عن طهارتِهم، فيكونوا مثلَنا.. ورحِمَ الله امرأ عرفَ قَدْر نفسِه..!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها  

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ