ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 29/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القرعة ..

التي لم تحدث

المهندس أحمد سامر معتوقي*

طرحت المؤسسة العامة للإسكان مؤخرا للإكتتاب على مشروع مساكن في مدينة حلب وأتى الناس للإكتتاب على المساكن التي قد تحقق بعض أحلامهم , ودفعوا السلف المطلوبة منهم , كل هذا حدث جيد و لكن ..

المؤسسة العامة للإسكان هي جهة قطاع حكومي مهمتها الأساسية التي أنشئت لها أن تقوم بتأمين مساكن للناس بأسعار الكلفة , و طرحت المؤسسة نفسها كمنافس قوي في سوق العقارات بالدعم الهائل الذي تتلقاه من الحكومة و قامت بعدة مشاريع إسكان هامة , كل هذا كلام جيد ولكن ....

أن تتحول هذه المؤسسة الى جهة تعمل بأرخص مفاهيم الربح والسوق فهذا الغير جيد .

فهذه المساكن المطروحة للإكتتاب و عددها /191/ مسكناً فقط إنتهى الإكتتاب عليها منذ شهر تقريبا و الناس بإنتظار القرعة التي لم تحدث لتحديد من سوف ينتصر و يفوز بمسكن , هنا نصل الى الأمور المدهشة و الغريبة

- وصل عدد المكتتبين الى /13000/ ثلاثة عشر ألف مكتتب ( رقم هائل جداً)

- يدفع كل مكتتب مبلغ /200000/ الى /225000/ ل س و من شروط الإكتتاب والتي تم أخذ تصريح خطي به من المواطن المكتتب  أن الخاسر في هذه المعركة يسترد أمواله بعد خمسة أشهر من القرعة التي لم تحدث .

- بحساب بسيط نجد أن المؤسسة العامة جمعت أموالا بلغت بحدود / 2,6/ مليارين و ستمئة مليون ليرة سورية و فوائد هذا المبلغ في مدة الستة أشهر تتجاوز /130/ مئة وثلاثون مليون ليرة سورية .

أما كلفة هذه المساكن ال /191/ فلا تتجاوز في أسوأ الظروف مبلغ ال /130/ مليون ليره .

يستغرب المراقب لهذه العملية أن تتحول مؤسسة عامة عن هدفها الأساسي الى هدف لا يمكن أن يوصف بغير عبارة الإبتزاز بقوة القانون و بالدعم الحكومي .

فهل هذه بوادر نظام السوق الإجتماعي الذي يتم الترويج له .

- ألا تخجل الجهات المسؤولة عن موضوع العقارات من نفسها حين تتحول مفاهيمها وأهدافها إلى أرخص أساليب التجارة , و تضع نفسها كقدوة سيئة للأفراد . فأن تبنى المساكن بأموال الفائزين فذلك لابأس به و لكن أن تبنى بفوائد أموال الخاسرين فذلك غير مقبول نهائيا  لما فيه من استغلال لحاجات الناس .

- ألا تنظر هذه الجهات بجدية الى الرقم /13000/ مكتتب مقابل /191/ مسكن و تأخذ منه العبر .

- لماذا لا تطرح الحكومة عددا أكبر من المساكن مادام لديها هذا الجمهور .

- لماذا لا تسعى الجهات الحكومية و العامة الى حل مشكلة المسكن بغير الطريقة المتبعة و تجعل سوق العقارات سوقا حقيقيا يتم فيه المنافسة بين الجميع قطاع عام و خاص و تعاوني مع تساوي الفرص و الإجراءات و الدعم المالي للجميع  ( القطاع العام لا تطبق عليه القوانين الإدارية و التنظيمية ...الخ )

الجميع يعلم أن المصالح الشخصية للأفراد القائمين على مؤسسات القطاع العام ومن وراءهم من يدعمهم و يخطط لهم أصبحت الناظم الأساسي لعملها .

والجميع حتى المواطن العادي يعلم ويتهامس كيف سيتم توزيع هذه المساكن ال /191/ والى من ستؤول من أصحاب النفوذ و الواسطة و المراكز الحساسة . وكل ذلك بأموال الخاسرين من القرعة.. التي لم تحدث .

في النهاية نذكر الجهات العامة المسؤولة بمسؤولياتها تجاه مواطنها و وطنها و أن المسكن هو حق من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها له الدستور السوري و القوانين الدولية و الشرائع السماوية  لا يجوز الإستخفاف أو التلاعب أو المساس به .

*عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ