ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 06/01/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تناقضات سياسة أبو هادي

في زواريب دمشق و بيروت و الرمادي

د. هشـام الشـامي

السيد حسن نصر الله جاهد الصهاينة و دحرهم من جنوب لبنان في عام 2000م ؛ و حقق نصراً عزيزاً عليهم طالما انتظرناه و حلمنا به و اشتقنا إليه نحن الشعوب العربية المقهورة ؛ إلى أن رأيناه حقيقة على يد رجال السيد حسن الأشداء و احتفلنا به جميعنا نحن العرب و المسلمون  ، لقد كان السيد حقاً – أو هكذا حسبناه و لا نزكي على الله أحداً -  أثناء قيادته للمقاومة الإسلامية ضد إسرائيل مثال القائد القدوة المتواضع الصامد الصابر المصابر المحتسب المرابط الذليل على المؤمنين العزيز على الصهاينة المعتدين ؛ قدم ابنه الشاب هادي فداءً للحق فاسترجع و احتسبه شهيداً عند الله ؛ كما احتسب كافة الشهداء الآخرين من أبنائه و إخوانه الذين سجّلوا بدمائهم أروع  و أصدق قصص البطولة و الفداء .

و استمر السيد حسن في نهجه المقاوم المشرِّف زاهداً عن الدخول في معترك السياسة اللبنانية و دهاليزها ؛ و فاجأ شبابه الشجعان في تموز الماضي جنود الصهاينة المحتلين داخل فلسطين فقتلوا بعضاً منهم ؛ و عادوا معززين بأسر آخرين .

و هللنا ثانية لهذا العمل البطولي و لما تبعه من صمود أسطوري في وجه أعتى آلة حرب صهيونية حاقدة ؛ رغم كل التساؤلات و الاستفهامات و التشكيكات عن توقيت هذا الهجوم و ارتباطه بأجندة نظامي إيران النووية و سوريا المتوجسة من المحكمة الدولية ؛ مع حزننا العميق لحجم الدمار و عظم المصاب الذي لحق بلبنان الوطن و المواطن .

و كانت هذه الحرب (( كارثة )) – بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى - رغم الصمود البطولي الأسطوري لرجال المقاومة ؛ كارثة على لبنان شعباً و دولة ؛ و لكن الكارثة الأكبر كانت بحق السيد حسن و حزبه المقاوم . لن نصور حجم الدمار و المصاب الذي ألحقه العدو الصهيوني الحاقد بلبنان ؛ فقد تولت وسائل الإعلام نقله إلينا ؛ رغم أن الحقيقة على الأرض أكبر من أن تستطيع الكاميرات نقلها كاملة ؛ و سنحاول أن نقرأ في نتائج هذه الحرب على حزب الله أولاً لندلل لماذا اسميناها بالكارثة .

سنبدأ بالنتائج السلبية لهذه الحرب على حزب الله و التي قننها القرار 1701 الأممي :

1- لأول مرة يقبل حزب الله الذي كان يشكل القوة العسكرية الوحيدة في جنوب لبنان بدخول قوات الجيش اللبناني لمناطق الجنوب ؛ و قد كان هذا مطلباً اسرائيلياً منذ انسحاب جنود الاحتلال من الجنوب سنة 2000 ، لكن حزب الله كان يرفض هذا الانتشار للجيش اللبناني و يعتبره إلغاء لمشروعية المقاومة .

2-  بل إن قرار الأمم المتحدة المذكور منع من تواجد أي مظاهر لبنانية عسكرية في الجنوب عدا الجيش اللبناني النظامي ؛ و هذا يعني أن حزب الله الذي لم يقبل قبل هذه الحرب بمشاركة الجيش اللبناني لوجوده في الجنوب ؛ أصبح الآن يقبل بوجود الجيش اللبناني وحيداً و بدون مسلحي الحزب جنوب الليطاني .

3- بل ذهب القرار أبعد من ذلك ؛ عندما أقر بنشر قوات أجنبية متعددة ؛ مهمتها منع الحزب من مقاومة إسرائيل ؛ فكان أن انتشرت نتيجة هذه الحرب قوات فرنسية و إيطالية و ألمانية و غربية و شرقية مهمتها الإشراف على تنفيذ القرار الأممي ؛ و منع تكرار أي هجوم لحزب الله على إسرائيل .

4- كما أفرزت تلك الحرب حصاراً أممياً ( براً و بحراً و جواً ) على لبنان لمنعه من تجديد ترسانته الحربية و خاصة من الصواريخ ؛ التي كانت تأتيه من إيران و عبر الممر السوري غالباً . و بذلك انقطعت إلى حد كبير طرق الإمداد الضرورية لاستمرار المقاومة .

5- حجم الدمار و الخراب الواسع الذي حل بالبنية الأساسية للبنان ؛ و خاصة في جنوب لبنان و الضاحية الجنوبية من بيروت ؛ حيث مركز ثقل حزب الله و قاعدته الشعبية ؛ و مقتل و إصابة الآلاف من اللبنانيين ؛ و تهجير مئات الآلاف من منازلهم ، و تأثير ذلك على الاقتصاد اللبناني عامة ؛ سيدفع الكثيرين ( و هذا ما حصل ) من أتباع السيد و مناصريه للتساؤل المشروع : إلى متى سنبقى نحن الجبهة الوحيدة المفتوحة ضد إسرائيل ؟ . لماذا لم يساندنا الآخرون – ممن لديهم أرض محتلة -  في الحرب ؟ . ماذا أغنت عنا عواطفهم و دعمهم الكلامي لنا ؟ . هذه التساؤلات ستؤدي مع الوقت لصدع بين الحزب و جماهيره ( يحاول نصر الله أن يتقيه بإلهاء جماهيره بغزوة بيروت حالياً ) .

6- ازدياد الهوة بين الحزب و معارضي سياسته الحربية خارج جماهيره من الشيعة ؛ أولئك الذين يرفضون أن يبقى لبنان ساحة صراع مفتوحة بين قوى إقليمية لها أجندتها من جهة و إسرائيل و أمريكا من جهة أخرى ، و يعارضون أن يبقى لبنان ورقة ضغط لقوى خارجية  ترغب أن تحقق مكاسب ذاتية على حساب دمار لبنان و دماء اللبنانيين .

7- عدم تحقيق الحزب لأي من أهدافه المعلنة ، و التي كان يتذرع بها للتمسك بسلاحه رغم نزع كافة أسلحة المليشيات اللبنانية الأخرى ، و هي تحرير مزارع شبعا و فك أسر الأسرى اللبنانيين .

أمام هذه النتائج الكارثية لحرب الصيف الأخير و التي أنهت عملياً و للأسف الشديد حزب الله اللبناني كحزب مقاوم ؛  لا نستطيع أن نغفل الجانب أو الجوانب الإيجابية لهذه الحرب ؛ و التي أفرزها صمود مقاومي حزب الله الأسطوري على الأرض ؛ و منع الجيش الإسرائيلي ( الذي لا يقهر ) من تحقيق نصر عسكري ساحق ماحق لطالما هدد به و حققه في مواجهة جيوش عربية نظامية استهلكت ميزانية دول كبيرة كمصر و سوريا و الأردن . و بالتالي أحيت الأمل من جديد بفعالية المقاومة و قدرتها على تحقيق النصر على الصهاينة .

هذا الصمود العظيم و هذه الشجاعة النادرة و البسالة الشديدة التي أبداها مقاومي حزب الله الأشداء جعلتنا نحن الشعوب العربية نتفاعل مع هذا الحزب و نشجعه و ندعو له بالنصر و الثبات ؛ و أصبحنا ننظر إلى أمينه العام نظرة إكبار و إعجاب و إجلال و احترام و تبجيل .

و لكن هذه الهالة القدسية التي اكتسبها السيد حسن من مقاومة  الصهاينة ما لبثت أن بدأت تتلاشى بعد الحرب ؛ و لعلّها الخسارة الأكبر التي خسرها السيد حسن و حزبه في هذه الحرب ؛ فبعد أن تفاعلت و تعاطفت معه الجماهير من المحيط إلى الخليج ؛ بل على امتداد العالم الإسلامي - و رُفعت صوره و أعلام حزبه في أكثر من عاصمة عربية و إسلامية و حتى عالمية ؛ و بدأت تنادي باسمه و تجد فيه أمل الأمة و رمز عزتها و عنفوانها ؛ سرعان ما هدأت تلك العواطف الجياشة ؛ و فترت تلك النفوس التواقة ؛ و خاب رجاء الجماهير بالسيد حسن و حزبه ...

لماذا حصل هذا التراجع ؟ ؛ و كيف خسر السيد حسن جماهيره ؟؛ و أين تلاشت الهالة العظيمة التي كنا نراها حوله تجلله في حله و ترحاله ؟.

سلفاً نحن كنا نعلم أن السيد حسن إيراني الهوى ؛ و هو لم يخف ذلك كما لم يخف علاقته المميزة بالنظام السوري ؛ و كنا نلتمس له عذراً في هذه العلاقة المشبوهة رغم عدم ثقتنا بنظامي طهران و دمشق ، و السبب أن محذورات هذه العلاقة لم نكن نراها تؤثر على أحد ما دام حزب الله يستخدمها في خدمة مشروعه المقاوم ؛ الذي هو في النتيجة يصب في مصلحة الأمة ، و حتى عندما ارتاب البعض بمواقف حزب الله المتناقضة من قضايا الأمة  ؛ و حتى عندما شكك البعض بأهداف حرب تموز الأخيرة ؛ و أن أجندتها إيرانية سورية و ليست لبنانية ؛ كان صمود أبطال السيد حسن على الأرض لمدة ثلاث و ثلاثين يوماً في وجه نخبة جيش الصهاينة يغطي على كل هذه الارتيابات ؛ و يطغى على مجمل تلك الملاحظات .

أما عندما وجه جيشه العرمرم الذي بناه على مدى عقود بدعم من سوريا و إيران لمحاربة إسرائيل إلى بيروت ليسقط الحكومة ؛ و يسقط معها المحكمة الدولية التي ستحاكم المجرمين الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري و رفاقه من معارضي نظام الوصاية السورية على لبنان ؛ و إصراره على تخوين الحكومة التي وقفت معه و آزرته أثناء الحرب ؛ و إصراره على الدفاع عن رقاب المجرمين في دمشق و في ريف دمشق ، و تمسكه بفرض آرائه و أفكاره على الآخرين ، و تكبره و تجبره و طغيانه على أبناء وطنه الذين وقفوا معه و ساندوه و حموه ، و محاولة استثماره لنتائج الحرب من رفاقه في الوطن بعد أن فشل في استثمارها مع عدونا الصهيوني جعلتنا نراجع كل مواقفنا السابقة و اللاحقة من هذا الحزب المقاوم ، و كأن صموده في حرب تموز أسكرنا ؛ و نزوله إلى شوارع بيروت أذهب السكرة و أعاد الفكرة .

لا شك أن لحزب الله أجندته الخاصة من غزوة بيروت الشعوبية ؛ و لكن أجندة نظام الإجرام في الشام ؛ و نظام الملالي في خراسان طغت و زكمت روائحها النتنة الأنوف .

حتى أجندة حزب الله لم تعد كما كنا نراها أجندة مقاومة شريفة مضحية زاهدة في شؤون الدنيا و السياسة ؛ بل على العكس تماماً ؛ فالسيد حسن شعر بحجم الكارثة التي أوقع حزبه بها ؛ أو و هو الأغلب دُفع لها دفعاً ؛ و أعترف أنه لم يقدّر حجم الكارثة قبل وقوعها ، فعوضاً أن يعالج المشكلة التي أوقع بها حزبه و وطنه بحكمته المعتادة؛ عالج خطأه بخطأ جديد ؛ ليغطي على خسارته السياسية أمام العدو بعد حرب الصيف بمحاولة إحراز نصر على حكومة سبق أن شهد لها بالوطنية و شاركها جميع قراراتها السابقة منذ تشكيلها و حتى انسحاب وزرائه - المباشرين و الغير مباشرين – منها عشية طرح مشروع المحكمة الدولية التي ستحاكم قاتلي الحريري على المجلس . و لأنه فشل من استثمار صمود رجاله أمام العدو سياسياً ؛ حاول أن يستثمره داخلياً ؛ ليبرر لأتباعه و شيعته المتضررين أنه حقق لهم شيئاً بعد كل هذا الدمار و الخراب ؛ أما رجاله الذين لم يعد لهم عمل بعد أن أنهت نتائج الحرب مقاومتهم لإسرائيل ؛ فيجب إلهاؤهم بعمل جديد ينشغلون به عن طرح تساؤلاتهم عن نتائج الحرب ؛ و ماذا حققت لهم من مكاسب كانوا يقاتلون و يدفعون أرواحهم من أجلها ؟.

و النتيجة أن السيد حسن انحرفت بوصلته 180 درجة ؛ فطاش سهمه ؛ و هذا ما يعرفه هو نفسه قبل غيره ، فنحن نشهد له بالفطنة و الذكاء و سرعة البديهة ؛ و دليلنا على ذلك بعد كل ما سبق هو خطابه الأخير الذي بدا فيه لأول مرة مهزوزاً و فاقد الثقة و منعدم التركيز.

أما إيران فلم تخف أجندتها ؛ و خرج الولي الفقيه أية الله خامنئي ليقول : أنه سيهزم أمريكا في لبنان ، بعد أن ورطها في مستنقات العراق الأسنة ، و غرّزت في رمال أفغانستان المتحركة . فخامنئي و الآيات الملالي يأخذون من فم أبناء شعب إيران ليسخوا و ينفقوا على رأس حربتهم - حزب الله - في صراعهم مع أمريكا و إسرائيل اللتين تعارضان حصول إيران على السلاح النووي لتبقى إسرائيل الدولة النووية الوحيدة في المنطقة .

و باختصار : يريد نظام الملالي في طهران أن يقول لأمريكا و الغرب و إسرائيل : هذه فرصتنا – و ربما لن تتكرر – في حصولنا على السلاح النووي ؛ بعد أن ساعدناكم في أفغانستان و العراق ؛ و قاتلتم عنا هناك ؛ فأسقطتم عدونا الأيديولوجي نظام طالبان ؛ ثم عدونا التاريخي نظام صدام ؛ و سلمتمونا العراق على طبق من ذهب ؛ و كنتم قبل ذلك قد ساعدتم بتفكك الاتحاد السوفيتي على حدودنا الشمالية ؛ و بذلك أمنتم لنا حدودنا الشمالية و الشرقية و الغربية ؛ و تمددنا عبر العراق و سوريا إلى لبنان ؛ لنصبح مع صنيعتنا حزب الله على حدود إسرائيل ؛ و الآن أصبح بإمكاننا  أن نهدد قواتكم المنتشرة في جوارنا بشكل مباشر ( في الخليج و أفغانستان و العراق ) أو بشكل غير مباشر ( عبر تنظيماتنا الشيعية في العراق ) ؛ كما بإمكاننا تهديد صنيعتكم إسرائيل عبر رأس حربتنا في لبنان حزب الله . فما عليكم إلا الإقرار بالأمر الواقع و الاعتراف بنا كدولة عظمى في المنطقة ، و مفاوضتنا على هذا الأساس لنتقاسم معكم مناطق النفوذ في المنطقة .

أما نظام الأسد فأجندته واضحة جلية لا تخفى على ذي بصيرة ؛ فهو و قبل كل شيء و في رأس أولويّاته يريد إسقاط المحكمة الدولية التي ستنظر في جريمة الحريري و رفاقه بأي ثمن قبل أن تصل مقصلتها لرقبته و تهدد وجوده ؛ و يريد أن ينفذ وعده بتدمير لبنان على رؤوس أهله إذا ما أخرجوه منه و منعوه من حلب تلك البقرة الحلوب بعد أن اعتاد و أدمن على شرب حليبها الدسم على مدى عقدين ؛ و يريد أن يثبت للعالم أنه ما زال يملك أوراق و أدوات يستطيع أن يشاغب بها إذا ما تم عزله و تجاهله في سياسة المنطقة ؛ و يريد أن تبقى جبهة لبنان مفتوحة كورقة ضغط على إسرائيل ما دام هو نفسه من تكفّل بحراسة جبهة الجولان السورية من أي إزعاج للإسرائيليين ؛ و يريد أيضاً أن يستمر بخداع بعض قصيري النظر و الذين يطربون لأصوات المطبلين و المزمرين من أهل الخطب الحماسية التي ليس لها رصيد من أنه ما زال نظام الممانعة و الصمود و التصدي في المنطقة و الذي يدعم حماس و حزب الله و يمنع في الوقت نفسه أي مخلوق من الاقتراب أو حتى التفكير بالاقتراب من حدود الجولان المحتل .

و لا نرى أي سبب آخر يستطيع السيد حسن أن يقنعنا به بمشروعية غزوته البيروتية الشعوبية الفاشلة .

أما الآن و بعد أن تورط السيد حسن في زواريب بيروت التي فعلت بالسيد – و بغيره - كما فعلت المليحة ذات الحجاب الأسود بالناسك المتعبد المشمر ثيابه للصلاة عندما وقفت له في باب المسجد ، و بعد أن أصبحنا نراه على حقيقته البشرية و بدون الهالة المقدسة التي كنا نراه بها ؛ و أصبح في أعيننا بشراً غير معصوم يُخطئ و يصيب ؛ و أصبح من حقنا أن نسأل تساؤلات كثيرة عن سياسة السيد التي كانت هالته القدسية تحجب أبصارنا و بصيرتنا عنها:

- يا سيد حسن ما معنى هذا الدفاع المستميت عن المجرمين الذين اغتالوا و فجروا البشر في بلدك لبنان ؟ . و أنت تعرف أكثر من كل البشر حجم و عدد جرائمهم .

- يا سيد حسن ما معنى مسيرة الشكر و العرفان لآل الأسد في سوريا ؟ . و هم الذين نهبوا لبنان و قتلوا أحرارها و اغتصبوا الحرائر و فرقوا و فتنوا بين أهل البلد الواحد و جعلوا لبنان حديقة خلفية لهم استباحوا أهلها و بنوكها و كل شيء فيها .

- يا سيد حسن ؛ هل تعلم بعدد الأسرى اللبنانيين في السجون السورية ؟’ و هل تعلم كم فقد من اللبنانيين هناك ، و كم هو عدد السجناء السورين في السجون البعثية ؟ ، و كم عدد الأسرى الفلسطينيين و العرب فيها ؟ ، و هل يمكن مقارنتهم بعدد الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الغاشم .

- يا سيد حسن ؛ ما معنى أن تختصر سوريا الحضارة و التاريخ و الأمجاد بآل الأسد ؛ فتقول سوريا الأسد ؛ و أنت تعلم ماذا فعل آل الأسد بسوريا ؛ و كم قتلوا من أبنائها و استباحوا مدنها و أحرارها و سجنوا و عذبوا و اضطهدوا و هدموا المساجد و الكنائس و نهبوا ثروات الوطن و جيّروها لحساباتهم الخاصة .

- يا سيد حسن ؛ هل سمعت بقانون رقم 49 في سوريا ؟ ، و الذي يحكم بالإعدام لمجرد الانتماء لتنظيم سياسي أو فكري ، و الذي لا يوجد له مثيل أو شبيه في دول العالم ، و هل تعلم كم صفّي اعتماداً على هذا القانون الإجرامي من بشر ؟.

- يا سيد حسن ؛ ما معنى أن تخون الرئيس السنيورة الذي رفض أن يجلس مع الإسرائيليين رغم دعواتهم المتكررة له ، و رفض أن يوقع أي معاهدة سلام مع الصهاينة ، و قالها على رؤوس الأشهاد : لبنان آخر بلد عربي سيوقع صلحاً مع الصهاينة ؛ و تجعل من بائع الجولان بطلاً ؛ و من وريث ملكه الذي يتوسل إسرائيل ليل نهار أن ترضى عنه و تجربه و تحاول أن تفتح معه صفحة جديدة ، و كذلك ما فتئ يتوسل أمريكا و هو مستعد أن يفعل كل شيء من أجل الصهاينة و الأمريكان – حتى أن يبيعك كما باع غيرك – و هو لم يكتف بالكلام بل أفشل عدة محاولات لضرب المصالح الصهيونية و الأمريكية و مد يده الذليلة لتصافح الرئيس الصهيوني ، و بعد ذلك تعتبره بطل الأبطال و رمز الصمود و هو لم يطلق طلقة واحدة من أجل تحرير أرضه المحتلة ، فكيف تناقض نفسك و ضميرك بهذا الشكل المفضوح ؟.

- يا سيد حسن ؛ هل للسوريين أرض محتلة ؟ . ستقول : نعم ، سأقول : ماذا فعلوا من أجل تحريرها ؟ . ستقول كما قال الأسد : هذا تقصير منكم أنتم أيها الشعب السوري لأنكم لم تأسسوا مقاومة كما فعلنا نحن في لبنان  ؟ . سأقول لك : هل سمح الأسد الأب و الابن ( و روح القدس المخابراتية ) بتأسيس مقاومة ؛ و هل تدري ماذا يفعلون بمن يحاول أن يفكر بتأسيس عمل مقاوم ؟ ، و حتى في لبنان ؛ هل سمحوا لغيرك بتأسيس مقاومة أو حمل سلاح ؟ ،  لو كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم .

- يا سيد حسن ، ألم يعلن الرئيس الإيراني السابق خاتمي – و غيره من زعماء فارس - و على رؤوس الأشهاد أنه لولا إيران لم تستطع أمريكا دخول أفغانستان و العراق ؟ ، ألم تسمع أكثر من مسؤول إيراني يتبجح بمساندة الأمريكان ؟ ، ألم تقف التنظيمات العراقية صاحبة الهوى الإيراني و لم تزل مع أمريكا ؟ ، فهي التي دعته لاحتلال العراق ، و هي التي ترفض أن يخرج من العراق ، كما صرح الحكيم و الجلبي و باقي الشلة الإيرانية في العراق بذلك ، ألم تسمع بفتاوى الآيات بمنع محاربة الأمريكان في العراق ؟ ، لكننا لم نسمع أي نقد منك لأولئك الإيرانيين العراقيين ، فهل مقاتلة أمريكا و إسرائيل حلال في لبنان و حرام في العراق و سوريا ؟ .

- يا سيد حسن ن ألم تسمع بجرائم العصابات الإيرانية في العراق ؟ ، ألم تسمع بسجون المخابرات الإيرانية هناك ؟ ، ألم تسمع بوسائل التعذيب التي فاقت كل تصور ؟ ، ألم تسمع بالمثقاب الكهربائي الذي يحفر الجماجم ؟ ، ألم تسمع باغتصاب النساء قبل قتلهن و حرقهن من قبل عصابات غدر و جيش المهدي ؟ ، ألم تسمع بتمزيق المصاحف و هدم المساجد و حرق مرتاديها ؟ ، ألم يعترف العديد من أفراد عصابات بدر أنهم تدربوا في إيران و يتلقون تعليماتهم من المخابرات الصفوية ؟ ، ألم يعترف الكثير من عناصر جيش المهدي أنهم تدربوا في لبنان على يد رجالك الأشداء ؟ ، أم أنك ترى أن كل ذلك مباح لأن أهل السنة هم نواصب و أعداء لأهل البيت رضي الله عنهم و أرضاهم .

- ألم تسمع بعرب الأهواز الذين يذبحون في إيران لا لشيء إلا لأنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة ؟ ، ألم تسمع بالتمييز الحاقد على أهل السنة في إيران ؟ حيث لا يحق لهم أن ينشئوا مساجداً لهم رغم أنهم يشكلون نسبة تصل إلى ثلث السكان ، و هم في طهران وحدها أكثر عدداً من شيعة لبنان كلها ، لكنهم مضطهدون و مظلومون و محرمون من كل حقوقهم المشروعة .

أسئلة كثيرة تراودني الآن لم أجد لها جواباً عندك يا سيد ، و تناقضات مريبة لا يرضى عنها الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم الذي أتشرف و تتشرف بالانتساب إليه ، و لا يرضى بها دينه القويم ، و إلى أن تقنعني فعلاً لا قولاً بغير ما أرى ، ستظل في نظري أحد جنود نجاد الصفويّين الذين يريدون اختراق قلوبنا و عقولنا بدعوى رمي إسرائيل في بحر الأوهام الساسانيّة  .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ