ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 26/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أخوّة الوطن ، والأخوّات الأخرى .. في سورية !

ماجد زاهد الشيباني

1- أخوّة الوطن ، تضمّ بين طيّاتها ، أخوّات أخرى متنوّعة عدّة ، منها: أخوّة الدين ـ أخوّة النَسب ـ  أخوّة المذهب ـ أخوّة الطائفة ـ أخوّة العرق ـ أخوّة الفكر السياسي..! ولكل أخوّة من هذه الأخوّات مقتضياتها الاجتماعية والنفسية..والثقافية من منظور معيّن..!

2- مِن أهمّ مقتضيات الأخوّة ـ وربّما كان مصطلح الأخوّة فيه نوع من التجوّز، أو المجازفة .. وقد ينوب عنه مصطلح : الانتماء ـ ألاّ يطغى الأخ على أخيه ، باسم الأخوّة التي تجمعهما..! وحسبنا أن نقف عند الأخوّة الجامعة ، في الدولة الواحدة، وهي أخوّة الوطن ، لنلقي بعض الأضواء ، على ما يجري تحت شعارها ، أحياناً..! ( والحديث هنا عن سورية حصراً ) فنقول :

   باسم الأخوّة الوطنية ، يطغى فريق على الشعب كله ، بسائر أخوّاته وعلاقاته، وانتماءاته المذهبية ، والسياسية ، والفكرية ، والاجتماعية ! ويستأثر هذا الفريق ، بكل ما في الوطن من حقوق وثروات ، ويَحرم إخوانه في الوطن ، من أبسط حقوقهم ، ويحمّلهم واجباتهم كاملة ، ومِثلها معها ، بل يحمّلهم ما هو أخطر من هذا بكثير ، وهو واجب الصبر عليه والسكوت عن تسلّطه واستبداده ، باسم الإخوّة الوطنية ! وأيّ قول ، أو سلوك ، يَصدر عن مواطن مظلوم ، مضطهد بائس ، احتجاجاً على هذه الممارسة الشاذّة ، توجَّه إليه أصابع الاتّهام ، بأنه يريد تخريب الوحدة الوطنية ، ونسف الأخوّة الوطنية ! وأيّة إشارة إلى أن هذا الفريق الحاكم ، المستأثر بقرارات البلاد وخيراتها وثرواتها ، ينتمي إلى طائفة معيّنة ، تعَدّ جريمة بشعة ، بحقّ الوطن والوطنية ، والأخوّة الوطنية ..! لأن فيها إثارة لنعرات طائفية ( بغيضة !) تَجاوزها الزمن !

   وباسم الأخوّة الوطنية ، يطلَب من المواطن السوري ، أن يغمض عينيه، ويصمّ أذنيه ، ويغلق فمه ، عمّا يجري في بلاده ، ومدينته ، وحيّه ، وبيته.. مِن عمليات (تشييع) محمومة ، يقوم بها مبشّرون فرس ، يبشّرون الناس بالمذهب الشيعي ، الصفوي الفارسي ، ويشكّكونهم بعقيدتهم ، وبسيرة رموزهم المضيئة من صحابة رسول الله (ص) ، و بطهارة بعض نسائه، اللائي كرّمهن الله ، في كتابه العزيز، وطهّرهن ، وبرّأ منهنّ مَن افتري عليها، بآيات بيّنات ، يتلوها المسلمون إلى يوم القيامة ! ومَن احتجّ على هذا الضلال ، والإضلال ، التبشيري الفارسي الصفوي ، في أرض الشام ، عُدَّ مجرماً ، مثيراً لنزعات طائفية مذهبية ، تفسِد الوحدة الوطنية ، وتقطع أواصر الأخوة الوطنية ! وعقابه ، بالتالي ، السجن والتعذيب !

   ومن طرائف السلوك السياسي الغريب ـ ولا نقول : الشاذ ـ أن بعض الأشخاص الذين يحسَبون على المعارضة ، تَحمرّ أنوفهم حمية ، ويتّخذون الموقفَ المتشنّج ذاتَه ، الذي تتّخذه السلطة ـ عدا إلقاء الناس في السجون! ـ إذا أشير إلى هذا التبشير المذهبي الفارسي ، مجرّد إشارة ! لأن الإشارة إليه، تعني أن المشير يمارس سلوكاً طائفياً (بغيضاً!) ؛ إذ الأصل أن يظلّ هذا التبشير مستمراً متصاعداً ، حتى يَعمّ الوطنَ كله ! فهل يُحسَب هؤلاء المعارضون (الوطنيون جداً !) مِن أتباع مذهب الشاعر الخارجي ، عمران ابن حطّان ، في قوله :

يوماً يَمانٍ ، إذا لاقَيتُ ذا يَمَنٍ      وإنْ لَقيتُ مَعَدّيّـاً فَعَدناني!؟

أمْ همْ من أتباع المذهب المعروف : (أنا وأخي ـ المَذهبي ـ على ابن عمّي الوطني ، وأنا وابن عمّي المذهبي ـ ولو كان فارسياً ـ على أخي الوطني، ولو كان مثلي ينتمي إلى أرومة عربية ، يمجّدها الحزب الذي يحكم وطننا، بقوله : أمّة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة !؟ أم ينتمي بعض هؤلاء المعارضين ، الحريصين جداً على الوحدة الوطنية والأخوّة الوطنية ، إلى الفريق الذي قال عنه رب العالمين ، في كتابه العزيز : (وإذا لَقوا الذين آمَنوا قالوا آمَنّا وإذا خلَوا إلى شياطينهمْ قالوا إنّا معكمْ إنّما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويَمدّهم في طغيانهم يَعمَهون .) ونقول : بعض هؤلاء الوطنيين المعارضين ، لا كلهم !

وختاماً : يبقى الوطن حقاً لأبنائه جميعاً ، بسائر انتماءاتهم المذهبية والطائفية، والفكرية والسياسية والعرقية ..

ويبقى واجب المحافظة على الوطن والمواطنين ، بسائر مِللهم ونِحلهم، وتوجّهاتهم وأعراقهم .. في أعناق الموطنين جميعاً ..

 ويبقى اختراق النسيج الوطني ، وتمزيق لحمته ، بتبشير مذهبيّ غريب، جريمةً بحقّ الوطن ومواطنيه جميعاً ! ومِن واجب الوطنيين جميعاً ، التصدّي له ، ومقاومته ، سواء أكان هؤلاء الوطنيون ، من النوع الوطني (جداً ) أم من النوع الوطني فقط ، بلا (جِداً) ! لأن العبثَ إنّما يكون بالدمَى غيرِ البَشرية..! وقد يكون بالدمى البشرية غير العاقلة ، لِمن يُسيغه ، أو يُبيحه لنفسه ! أمّا العبث بعقائد العقلاء ، فلَعب بنار حامية ، لا تبقي ولا تذر! وقد لا يدرِك هذا الخطرَ قبل استفحاله ، إلاّ مَن أوتي قدرة على حساب المآلات، وعَرف أين تكمن مصلحته ، وكيف يكون مصيره ، إذا لعِبَ الحمقى والسفهاء، بعقائد الناس ، الذين يفتدونها بالنفس والمال والولد ..! ولا يبالي أحدهم ـ في الدفاع عن عقيدته ـ أوقع عليه الموت ، أم على الموت وقع!

ولابدّ من التأكيد ، مرّة أخرى ، على أننا نقول هذا الكلام ، ليبقى الوطن وطناً.. أولاً !

وليبقى لجميع أبنائه .. ثانياً!

(ومَنْ يؤتَ الحِكمةَ فقدْ أوتيَ خَيراً كثيراً) .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ