ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

الفتنة في سورية : نائمة تلعن مَن يوقظها..

أم قائمة ، لعنتْ مَن أيقظها.. و.. تبحث عمّن يخمِد نارَها..!؟

عبدالله القحطاني   

هذا سؤال مربك حقاً ..! لأسباب عدّة ، من أهمّها :

   إنه سؤال من شقّين ، متّصلين من منظور تكاملي ، ومنفصلَين من منظور تجزيئي!

   تعدّد زوايا الرؤية ، إلى المصطلح ذاته ، مصطلح ( الفتنة).. فما يراه قوم فتنةً ، قد يراه آخرون واجباً شرعياً أو سياسياً أو خلقياً! كما قد يراه آخرون ، حقاً مكتسباً لهم ، ليس لأحد منازعتهم فيه ، أو مساءلتهم عنه..!  وذلك انطلاقا من تناقض الرؤى والفهوم والمصالح !

     لذا ، لابدّ من ضبط المصطلح بضوابط متّفق عليها:

1- إنسانياً : إذا كان الخلاف حول المصطلح ، قائماً بين أناس مختلفي الديانات والأوطان والأعراق..!

2- وطنياً : إذا كان المختلفون ينتمون إلى وطن واحد.

3- دينيا : إذا كان المختلفون ينتمون إلى دين واحد.

4- عرقيا : إذا كان المختلفون ينتمون إلى عرق واحد.

5- مصلحياً: إذا كان المختلفون مرتبطين بمصلحة ـ أو مصالح ـ مشتركة .

ونكتفي بالضوابط الأربعة الأولى ، لنتّخذ منها معايير، نقيس على ضوئها ، بعض ما يجري في بلادنا من أحداث . ونضع المعيار المصلحي جانباً ، لأنه مرن فضفاض متقلّب ..!

 فإذا نظرنا إلى ما يجري على أرض سورية ، من عسف واستبداد وتسلّط وفساد ، رأينا ما يلي :

   الشعب السوري ـ عدا النظام الحاكم وأزلامه والمنتفعين منه ـ يرى ما يجري على أرض سورية ، فتنة سوداء بشعة ، تنصبّ على رأس كل مواطن في البلاد :

-  فتنة في دين المواطن : إذ يضطهَد المسلم المحافظ على دينه ، ويحرَم من أبسط حقوقه ، ويحكم بالإعدام على من ينتمي إلى فصيل كبير من أبناء الوطن؛ الإعدام لمجرّد الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين.. والفتنة في الدين أشدّ من القتل ، وأكبر منه !  

– وفتنة في وطنية الفرد : إذ يحرَم أكثر أبناء البلاد ، من حقوقهم الوطنية في التعبير والعمل السياسي ، ويحرَم كثيرون منهم ، من العمل في الوطائف العامّة ، ومن التطوّع في الجيش . ويسجَن المواطن في سجون المخابرات ، دون أن يكون له حقّ في التقاضي، أو حقّ في السؤال عن سبب حبسه ! وقد يموت تحت التعذيب ، دون أن يجرؤ أحد من أهله، على السؤال عنه، وعن سبب موته ! كما يحرَم الإنسان من أبسط حقوقه الإنسانية ، في العمل والتفكير والتعبير، دون أن يكون له حقّ في الاعتراض أو الاحتجاج..! وواضح هنا تداخل الوطني بالديني بالإنساني .. بالقومي كذلك ، لآن أكثرية الشعب السوري تنتمي إلى الأصل العربي ، الذي تزعم السلطة الحاكمة أنها تنتمي إليه ، وترفع شعاراتها البرّاقة باسمه : ( أمّة عربية واحدة ..!).

   ما يفعله النظام الحاكم ، مع شريحة ضخمة من الأكراد في الجزيرة السورية ، منذ خمسة وأربعين عاماً ، من حرمان من الجنسية ، وحرمان من أكثر الحقوق المدنية ، يعَدّ فتنةً ، وفق المعايير الوطنية والإنسانية والدينية ..! لأن الأكراد بشر، مواطنون ، تعتنق أكثريتهم الساحقة الدين الإسلامي ، الذي هو دين الأكثرية في المجتمع السوري.

   ما يفعله النظام الحاكم اليوم ، في سورية ، من حملات تغيير لعقيدة المسلمين السنة ، بالتعاون مع (المبشّرين!) الإيرانيين ، وذلك بتحويل أبناء السنّة من عقيدتهم السنية ، إلى العقيدة الشيعية الصفوية الإيرانية.. يعَدّ فتنة في الدين ، وفتنة في الوطنية ، لأنه يعبث بالنسيج الوطني للشعب السوري ، ويثير الأحقاد الطائفية والمذهبية ، بين أبناء الوطن الواحد ، فضلاً عن كونه فتنة إنسانية، من خلال العبث بأبسط حقوق الإنسان ، وهو حقّ المحافظة على الدين الذي يعتنقه المرء في وطنه ..! فضلاً عن كون هذا العبث، مخالفاً لأبسط المبادئ القومية ، التي يدّعيها النظام الحاكم ؛ إذ يسمح لمبشّرين أجانب ، باستغفال مواطني دولته ، واستغلال ظروفهم ، لتبديل عقيدتهم الأصلية ، ونقلهم إلى عقيدة المبشّرين الصفويين الإيرانيين..! بل هو يحمي هؤلاء المبشّرين، ويدعمهم، ويمهّد لهم السبل ، لهذه الممارسات البشعة المخيفة !

   فهل الفتنة بل ـ الفتن ـ في سورية ، نائمة تلعن مَن يوقظها، أم هي قائمة ، لَعنتْ مَن أيقظها ، وبدأت تبحث عمّن يطفئ نارها !؟

   وإذا كان نظام الحكم السوري ، يرى أن من حقّه أن يمارس هذه الممارسات المذكورة آنفاً ، في سورية ، لأنه يملك سلطة الدولة ويحتكر قوّة السلاح فيها.. بينما ترى أكثرية الشعب السوري، أن ما يمارَس ضدّ هذا الشعب، هو أنواع من الفتن الخطيرة المدمّرة..    1- فمَن الحكَم في هذه الحال !؟

2- وإذا لم يكن ثمّة حكَم قادرعلى الحكْم وإحقاق الحقوق ، فما الذي ينتظَر، من الشعب الذي تمارَس ضدّه هذه الفتن ، أن يفعله ، دفاعاً عن إنسانيته، وعقيدته، وحقوقه الوطنية والقومية !؟

3- ومَن يتحمّل أوزار التداعيات ، التي تنجم عن ردّات الفعل الشعبية ، إزاء هذه الممارسات السلطوية الشيطانية المقيتة !؟  هذه أسئلة نطرحها اليوم ، لنتلقى الإجابة عليها في يوم آخر آتٍ قريب ..! ونحسب الإجابات تحمل من الأهمّية والخطورة ، أكثر بكثير ممّا تحمله الأسئلة !

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ