ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

علامَ يراهن حكام دمشق إذن!؟

الطاهر إبراهيم*

مع أننا نعتبر أن أشد ما يقوم به حزب الله في خصومته مع الحكومة اللبنانية وقادة الأكثرية النيابية في لبنان إنما هو استغراقه في الخصومة إلى درجة الفناء فيها. إلا أننا نعتبر أن الشيخ "حسن نصر الله" لديه ما يراهن عليه في لبنان، وربما خارجه، ليوظفه في معركة "كسر العضم" –على حد تعبير غسان بن جدو مدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت- التي يديرها باقتدار من منطلق أن هناك أكثرية شيعية يستطيع أن يراهن على أن تقف وراءه، تغضب إذا غضب وترضى إذا رضي.

وبنفس الأسلوب يمكننا أن نفهم الثقة بالنفس التي تشعر بها إيران وهي تدير معركة التدخل في لبنان وفي العراق، وتحاول أن تملي شروطها على واشنطن لمساعدتها على الخروج من المستنقع العراقي. فإيران تستطيع أن تراهن على رصيد بترولي تستثمره في معركتها النووية مع واشنطن، وفي دعم حزب الله  في لبنان لتشكيل محور شيعي يمتد من طهران إلى بيروت، ينافس المحور السني الذي قد تشكله بعض دول المنطقة ذات الأغلبية السنية. واستطرادا فإن طهران تعتبر أن العراق حديقة خلفية لها لا يمكن أن تسمح بأن تكون يد فوق يدها فيه، سيما وأنها بذلت مليارات الدولارات على ميليشيات شيعية لتكوين جيوش كاملة العدد والعدد يمكن أن ترفد قوتها في معركتها الإقليمية والدولية. 

فإذا أضفنا إلى ما سبق رصيد شعبي ضخم، -أكثر من ثمانين مليونا- أكثره يسمع ويطيع قادة النظام في طهران، من دون أن يسأل عما يجنيه الشعب الإيراني من وراء استعراض القوة في لبنان والعراق، في وقت الشعب الإيراني فيه بأمس الحاجة لمليارات الدولارات التي يسمع بها، ولا ينال من استثماراتها إلا النذر اليسير.

أما الرئيس الراحل "حافظ أسد" –وكان سابقا في التجربة على "ملالي" طهران، وحزب الله لم يكن قد نشأ بعد- فقد أدرك أنه لا يستطيع أن يراهن على شعب سوري يسند ظهره ولا على بترول يشتري بعائداته رضى الجماهير، وما كان الشعب السوري ليمشي وراءه "على عماها"، وهو يدرك أن هناك افتراقا بين ما يريده الرئيس الراحل وما يصبو إليه كشعب. 

هذه المسلمات والحقائق كانت واضحة في ذهن الرئيس الراحل. فلم يكن أمامه لدعم نظامه الوليد إلا المراهنة على الطائفة العلوية، مع أن أكثريتها لم تكن راضية –ابتداء- عن حكمه بعد اعتقاله اللواء "صلاح جديد"، الذي كان له دور مفصلي بترسيخ الحكم منذ انقلاب آذار 1963، وبعد اغتيال اللواء "محمد عمران" في بيروت عام 1972.  

ومع ذلك فقد استطاع الرئيس الراحل أن يستقطب بعض كبار ضباط الجيش من الطائفة الذين أوهمهم أن أَمْنَهم مرتبط ارتباطا وثيقا وعضويا ببقاء نظامه. وبهذا يكون قد أمسك باليد التي تؤلمهم، ليس هذا فحسب، بل فتح أمامهم نظام الحوافز، فيسر أمامهم نهب أموال الدولة، يغرفون منها ،كل على طريقته وحسب موقعه، ولكنه في نفس الوقت وضعهم تحت الرقابة، "ليفرمل" أي واحد يتطلع إلى أكثر مما منحه له. وبهذه الخطة المحكمة استطاع أن ينهي طموحات شقيقه "رفعت أسد" بعد أن تطلع إلى أن يكون الخليفة من بعده، متجاوزا أبناء شقيقه باسل وبشار، بعد المرض العضال الذي أدخل الرئيس غرفة العناية الفائقة عام 1984، وغاب عن الوعي لأكثر من شهر.    

وبعد أن استوثق الرئيس الراحل لنفسه بمتانة السياج الذي أحاط به نفسه من أبناء الطائفة، ترغيبا وترهيبا، انطلق "حافظ أسد" ليبني علاقات وثيقة مع واشنطن، ما مكنه من إدخال الجيش السوري إلى لبنان، وجعله حديقة خلفية لنظام حكمه، مع أن أي رئيس سوري سابق ، ما كان ليجرؤ على إنشاء علاقات مع واشنطن، تحت طائلة الانقلابات والاغتيالات ضد من يقبل بالسير ولو خطوة واحدة مع واشنطن.

لم يستطع الرئيس "بشار أسد" أن يقفو خطى والده لأكثر من سبب، لعل أهمها أنه لم يصل إلى السلطة تحت وابل من الرصاص الذي كان ينتظر الرئيس الراحل عند كل زاوية، وفي كل منعطف يمر به، وبعد أي لقاء يعقده في غيابه رفاقه في القيادة القطرية أوفي اجتماعات كبار ضباط السلطة، ماجعله شديد الحذر أن يؤتى من حيث لا يحتسب. كما لم يكن الرئيس بشار ماهرا –كوالده- في قراءة المستجدات الدولية والإقليمية. بل إن كلمة السر التي همس بها والده في إذنه قبل أن يموت وهي موافقة واشنطن على استخلافه اعتبرها الرئيس بشار بمثابة "كارت بلانش"، دون أن يعلم أن الذي منح قادر على أن يسترد.

فإذا كان "ملالي" طهران راهنوا على أموال النفط يوظفونها في لبنان وفي العراق، وراهن "نصر الله" على دعم الشيعة في لبنان، و راهن "حافظ أسد" على التفاف جنرالات الطائفة حوله في سورية، فعلام يراهن الرئيس بشار وقد تخلى حتى جنرالات والده عندما سنّ سقفا عمْريا لضباط الجيش، وكأنه خاف على نفوذه منهم؟

ما نعتقده نحن أن الرئيس بشار بقي وحيدا في مواجهة الأعاصير السياسية العاتية تحيط به وهو لا يملك مهارة والده  في قيادة سفينة النظام السوري، ولا يعرف كيف يجد مرفأ آمنا يرفأ بها إليه في خضم البحر المحيط الذي قد تقلب أعاصيره السفينة بمن فيها.

ما يعرفه الجميع أن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق "رفيق الحريري" وما أثاره من إشارات استفهام حول دور مزعوم –حتى الآن- للرئيس بشار أو أخيه ماهر أسد أو صهره آصف شوكت، ربما يكون قد وضع "الترويكا" الحاكمة في دمشق داخل "خانة اليك". النظام السوري يزعم أن واشنطن وقوى 14 آذار وفرنسا والمعارضة السورية وراء ما يقال من تسريبات، وعن دور مزعوم له في قضية الحريري.

حال النظام السوري لا يسر، وهو يبحر بسورية بعيدا عن ساحلها الآمن وهو الشعب الذي كان جاهزا لكل طارئ. لكن هذا الشعب لن يسارع لنجدة النظام، لا لأن المروءة والنجدة قد شطبت من قاموسه، بل لأن النظام يعمل لغير ما يريده الشعب السوري، وما يحدث من حصار للنظام ليس لأن هناك قضية وطنية يقاتل النظام من أجلها، بل لأن للنظام أجندة غير تلك التي يمكن أن يقاتل من أجلها الشعب السوري.

ترجمة هذا الكلام الإنشائي سياسيا، أن أوراق حكام دمشق التي كانت بين يدي النظام منذ أواخر عهد الرئيس الراحل قد تطاير معظمها، ولم يبق منها سوى ورقة حزب الله في لبنان ،حيث ما يزال "نصر الله" يحفظ الود القديم بينه وبين حكام دمشق مصرا على الوقوف في وجه المحكمة الدولية –إكراما لحليفه السوري- حتى آخر رمق.

البعض يغمز بعينه ويقول، وما يدريك أن الحزب إنما يدافع عن نفسه، بعد أن تطاير شرر التحقيق ويوشك أن يصل إلى عباءات بعض رموز حزب الله، ما اضطره لمد يده للجنرال "عون" خصمه القديم وغريم النظام السوري (حاصرته القوات السورية في قصر بعبدا عام 1992، وأرغمته على اللجوء إلى سفارة فرنسا في بيروت ومن ثم نقل بحوامة إلى باريس لاجئا على مدى 13 عاما) وهو على كل حال حليف لا يمكن الركون إلى دعمه.

ما يزال الرئيس السوري بشار أسد يكابر، رافضا إجراء مصالحة مع الشعب السوري أو تخفيف القبضة الأمنية عن أعناق هذا الشعب حتى يتنفس الهواء في بلده. وها هو يراهن  الآن –مجددا- على ما جاء في تقرير "بيكر- هاملتون"، من أن على إدارة بوش أن تشرك سورية وإيران في الحل المنشود في العراق.

صحيح أن الرئيس حافظ أسد أخذ من سورية وأخذ من السوريين حتى شرب الثمالة، ولكن الصحيح أيضا أنه عاش لا يثق بأقرب المقربين إليه، وأن كل مقرّب لديه، كان عليه رقيب، ما جعله يشك في كل الناس، ولا يغادر قصره إلا في ما ندر. ما دأب عليه الرئيس بشار مختلف عن أسلوب أبيه. وإذا كان يريد أن يغير من النهج الذي كان يتبعه والده، فإلى أين سيقوده هذا النهج الجديد؟! .... وعلام يراهن؟!

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ