ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 17/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

"النظام السوري لا يخادع الإسرائيليين"

دكتور عثمان قدري مكانسي

علمنا أهلونا : " أنا وأخي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب " وعلى الرغم أن هذه المقولة في منطق العقل ليست صحيحة ، فقد يكون ابن عمي عادلاً وأخي ظالماً ، وقد يكون ابن عمي أظلم من الغريب أو مخطئاً ، بينما الغريب أكثر فهماً وعقلانية وأنضج ، أقول : على الرغم من ذلك إن لها فوائد حين يكون طرفا المعادلة متساويين في المواقف  متوازيين في الإيجابيات فالمنطق إذ ذاك أن تكون مع الأقرب " الأقربون أولى بالمعروف " وأن تعمل معهم " فالظفر لا يخرج من اللحم " ..

الذي دعاني إلى هذه المقدمة أن بشاراً رئيس النظام السوري يتصرف بناء على هذه النصيحة ويلتزم بها التزاماً يدل على فهمه العميق للقرابة والمنفعة . والدليل على ذلك أنه – كما نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية في عددها الصادر يوم السبت 16-12-2006 نقلاً عن رويترزفي حديث بشار لصحيفة " لاريبوبليكا " الإيطالية  قد دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والرئيس الأمريكي بوش إلى إجراء حوار مع دمشق ، وحض أولمرت تحديداً على أن يقوم بمحاولة لرؤية " ما إذا كنا نخادع " فالنظام السوري لا يخادع إسرائيل حين يرجوها رئيس النظام أن تطمئن إلى إخلاصه والتزامه بما يتفق عليه الطرفان ، والأدلة على ذلك كثيرة من أقوال رئيس النظام إلى رئيس اللجنة السياسية العربية والغربية في مجلس الشعب السوري ، إلى الأبواق التي ردت على تساؤلات الجزيرة لم لا تفتحوا باب المقاومة في الجولان ؟ : بيننا معاهدات لا نستطيع الإخلال بها على الرغم من إخلال الإسرائيليين بها عشرات المرات .

وقد يتساءل البعض قائلين : وهل إسرائيل والإدارة الأمريكية أقرب إلى النظام من شعبه ومواطنيه ؟ فنقول هنا مربط الفرس ... الذي يتسنم الأمور في بلادنا . يحكم مواطنيه بالقوانين الاستثنائية منذ أكثر من أربعة عقود ، ويغتال مئات الآلاف منهم حتى يومنا هذا ، ويغيّب عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات ، ويشرد مئات الآلاف في الأرض ، ويأبى إلا أن يكون فرعونا يقدس ذاته ولا يرى إلا نفسه . ثم هو يستجدي رضى إسرائيل فيقول : جربونا فنحن لا نخادع أسيادنا ، وقد أثبت لهم ذلـّه مراراً ، فلم لا يصدقونه الآن ؟! ويقول بشار مؤكداً صدقه مع إسرائيل : هناك كثير من الأصوات ترتفع في إسرائيل للمطالبة بحوار مع دمشق ... ويبدو أن أولمرت لم يتأكد بعد  ، فينبهه بشار إلى أن يسأل المخضرمين من اليهود الذين شهدوا لنظام الأسد بحفظ العهود والمواثيق – والفضل ما شهدت به الأعداء – أقصد الأصحاب والأقرباء - .

أما وزير خارجية النظام الأسدي وليد المعلم -  نقلا عن المصدر نفسه - فيريد أن " يكون النظام طرفاً إقليمياً يخدم المصالح الأمريكية في المنطقة " معتبراً أن السلام مع إسرائيل " قضية نبيلة " !! . وأن النظام في سعيه إلى الحوار مع إسرائيل لا يشترط إعادة الجولان  فالحوار البنـّاء ! ينطلق دون شروط مسبقة .

فإذا صرح هذا الوزير بهذين الهدفين :

1- رغبة النظام في خدمة المصالح الأمريكية ، وهو – أي  النظام- لم يوجد منذ وجد إلا لخدمة الولايات المتحدة الأمريكية فقد سقطت ورقة التوت ( القومية العربية ،والممانعة ، والصمود والتصدي ، وما إلى ذلك من شعارات مللنا منها وصدّقها الشعب العربي المخدوع ) التي ظن أنه كان يتستر بها . وظهرت عورته لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو لبيب .

2- الصلح مع إسرائيل " قضية نبيلة " وهو لنبلها!!  يسعى إليها دون ملل ولا كلل ، ويتوسط لذلك القاصي والداني ثم يتهم يميناً شمالاً كل من يعارضه أنه عميل لإسرائيل والإمبريالية ... فمن هو العميل  يا ترى ؟! 

إن النظام لا يخادع إسرائيل – كما يقول مسؤولوه صراحة – لكنه في الوقت نفسه يدعي الوطنية والعمل على استرداد الحقوق المغتصبة ، ويثقب آذان الشعب السوري والشعوب العربية بأهداف يخالفها ويسير عكس اتجاهها ... فمن يخادع النظامُ السوريّ ُ إذاً ؟

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ