ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

نصر الله ليس مقاتلاً مرتزقاً !

(والعاجزهو من يفرّط بحقّه .. ويلقي اللوم على الآخرين!)

ماجد زاهد الشيباني

أيها الأبطال المصفّقون للسيد حسن نصر الله ، المعجبون ببطولاته.. ليس الرجل مقاتلاً مرتزقًا عندكم !

دافعوا عن قضيتكم كما يدافع عن قضيته !

وإلاّ فاعذروه ، إن تصرّف لحسابه ، وحصد نتائج حربه لحسابه ، كما يفعل اليوم في محاصرته للحكومة الشرعية المنتخبة في بلده ، لإسقاطها، أو تعطيلها (بالثلث المعطّل)!

1- إن للرجل سياسته الخاصّة ، وبرنامجه الخاصّ ، واستراتيجيته الخاصّة ، وتحالفاته الخاصة ..! وهو يخوض حربه الخاصّة ، ويظهر مع مقاتليه ، بطولات مميّزة خاصّة ، في حربه ضدّ العدوّ الصهيوني المتغطرس المجرم ، لم تعهدوها من قبل ، في الحروب التي خاضتها حكوماتكم ضدّ هذا العدوّ..! ولا في الأسباب التي دفعت جيوش بلادكم لمحاربته ..! فهذه الجيوش ترى محاربته وسيلة لتحرير بلادها منه ، في حين يرى السيد نصر الله محاربته ، وسيلة لاكتساب القوّة العسكرية والسياسية و(المذهبية) التي تؤهّله للهيمنة على بلادكم وشعوبكم ، لحساب الإمبراطورية الفارسية ، الحالمة باستعادة أمجاد يزدجرد ، التي قوّضها أجدادكم ، قبل خمسة عشر قرناً.

2- إن السيد نصر الله مزيج فريد مميّز من : مواطَنة لبنانية ، ومذهبية شيعية صفوية، وتحالف طائفي سوري ، وولاء إيراني ..! وهو يعتزّ بهذا كله ، ويجاهر به، ويراه النقيض الأصلح والأنقى ، المضادّ للحلف الصهيوني الأمريكي ..!

3- وإن الصراع بين الحلفين ، صراع ضارٍ وشرس ، وهو يجدّد ، ويجسّد ، الصراع القديم بين إمبراطوريتي فارس والروم ..! الصراع على مناطق النفوذ الخالية من القوة .. وهي ذاتها المناطق التي قامت عليها دولكم ، وشلّت فيها إرادات شعوبكم!

4- وإن السيد نصرالله ، يرى أن من حقّه ، بل من واجبه الشرعي ، وبالتالي السياسي، أن يندمج في الحلف الذي تقوده إمبراطورية فارس الناشئة، التي يرى أنها تنتمي إلى أمّة الإسلام ، بمذهبها الشيعي الصفوي ! لمقارعة الحلف الصهيوني الصليبي ، الذي تقوده إمبراطورية الروم الجديدة أمريكا..!

5- وإن المذهب الشيعي الصفوي ، مذهب مقدّس لديه ـ لأنه دين قائم بذاته، بل هو الدين الحقّ ، في نظره ونظر الدولة التي يواليها ! ـ كما أن رسالة التشييع ، بين أهل السنّة ( النواصب) رسالة مقدّسة ، لديه ولدى الدولة التي يواليها ..! فهو يحرص على إخراج هؤلاء النواصب من الظلمات إلى النور ( من ظلمات النصب ، أي المذهب السني ، إلى نور الرفض أي المذهب الشيعي..! ومَن جهِل هذا الأمر، أو شكّ فيه ، فليقم بجولة قصيرة ، في مدن سورية وقراها ، بدءاً بالعاصمة دمشق، وانتهاء بأصغر قرية ، في شرق البلاد أو غربها، أو شمالها أو جنوبها، قبل أن يَقبل هذا الكلام أو يرفضه ، أو يصدّقه أو يكذّبه !). وهاهو ذا يحشد أتباع مذهبه، ومَن شايَعهم وناصرَهم ، من سورية ولبنان ، لإسقاط الحكومة الشرعية المنتخبة في لبنان، وبالتالي إسقاط لبنان ، في حضن الإمبراطورية الفارسية ، المتمدّدة المتعملقة ..يحشد أتباعه تحت عنوان لا يعلَن للعامّة ، هو (ياصفويي العالم اتّحدوا) !

6- فمن كان حريصاً على رؤية بطل ، أيّ بطل ، دون تمييز أو تمحيص ، ليصفّق له، فليصفق للسيد نصر الله كما يشاء ..! لكن لا يضلّلْ به الأمّة ! بل ليصفّق له كما صفّق الناس ذات يوم لهوشه منه ، وغيفارا ، وعنترة بن شدّاد ، والزير سالم..!

فالصواريخ الإيرانية التي أطلقها السيد نصرالله على إسرائيل ، جديرة بأن يصفّق لها المصفّقون ، أياً كان مصدرها ، وأياً كان الهدف من إطلاقها، وأياً كانت الدولة التي أمَرت بهذا الإطلاق ، والدولة ـ أوالدول ـ التي استفادت منه ، في صراعاتها الإقليمية والدولية..!

7- ومن كان حريصاً على سلامة وطنه ، وسيادة دولته.. وعلى منهجه الديني ، أو الفكري ، أو الثقافي.. فليدقّق في كل كلمة يقولها في مدح الرجل والثناء عليه، بصفته بطلاً من أبطال العروبة أوالإسلام ..! لأن تزييف وعي الأمّة ، وتزوير الحقائق الأساسية لديها، لاسيّما المتعلقة منها بالعقيدة .. وتضليل الناس ، وحشدهم حول أبطال ليس لأوطانهم ودولهم وشعوبهم شيء من ولائهم وانتمائهم .. لأن ذلك كله، فيه من الآثام ، ما يفوق آثام الكبائر التي يرتكيها الأفراد ، فيهلكون بها أنفسهم في الدنيا، أو الآخرة ، أو في كلتيهما ! فجريمة التضليل هنا، تمسّ الأمة كلها ، وتَنخر كيانها، وتضيع أوطانها ، وتفسد عقائد أجيالها..!

8- ومن كان حريصاً على وطنه من اجتياح فارسي ، قريب أو بعيد ، كما هو حاصل في العراق اليوم ، فلا يقدم السيد نصرالله بصفته بطل الأمة وحامل لواء تحريرها! لأن الرجل ليس إلا حلقة في المشروع الإيراني ، الرامي إلى الهيمنة على المنطقة العربية برمّتها ، والعالم الإسلامي بأسره . ومَن نسي أحلام الخميني، في تصدير ثورته ، منذ بدايتها، فليعد إلى أرشيف تلك المرحلة ، ليعرف جيّداً ، ما يفكر به قادة إيران ، ويخططون له ، ويوظفون له الأعوان والأنصار، والأدوات الواعية والغافلة والمستغفَلة ، في أرجاء العالمين العربي والإسلامي..!

9- أمّا من كان حاكماً، فما نظنّه يغفل عما يدور حوله ، من أخطار تهدّد حكمه! فليس ثمّة جهاز استخباري واحد ، مهما كان ضعيفاً ، يجهل ما يخطط له قادة إيران في المنطقة ! وبالتالي ، ما نظنّ حاكماً يحتاج إلى من يقول له: تحرّك بسرعة لمواجهة السيل ، قبل أن يجتاح بلادك ، ويقتلع حكمك ، ويلقي بك حيث ألقي بزميلك صدام! والسعيد من اتّعظ بغيره!

10- إنا لا نلوم السيد حسن نصر الله على ما يقول أو يفعل ، ممّا يراه محقّقاً له مصلحة ، شخصية ، أو حزبية ، أو مذهبية . فمِن حقّه أن يبحث عمّا يراه نافعاً له ولحلفائه ، داخل لبنان وخارجه ..! اللوم يقع على من يقصّر في الدفاع عن نفسه ووطنه وعقيدته ، عن علم أو جهل ، عن قدرة أو عجز! فالحياة ميدان يتسابق فيه الناس إلى غاياتهم وأهدافهم ومصالحهم ! وهم محكومون بسنة التدافع ( ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعض لفسدتْ الأرض ..). والبغي في البشر قديم ، أفراداً وقبائلَ ودولاً.. و( إنّ كثيراً من الخلَطاء ليَبغي بعضُهم على بعض ). فلا يلومَنّ امرؤ إلاّ نفسه .. من كان عاجزاً فعلى عجزه ، ومن كان غافلاً فعلى غفلته ! (ولينظر أيّ عاقل فيما تبثّه قناة المنار، التابعة للسيد نصر الله ، من تحريض وشحن ، وإثارة للمشاعر ضدّ الحكومة المنتخبة .. وعلى مدار الساعة..! وما تبثّه قناة المستقبل ، المملوكة لخصمه السياسي ، بل لعدوّه اللدود ، سعد الحريري، من تفاهة وقماءة وهزال ـ باستثناء النزر اليسير من البرامج الإخبارية والحوارات السياسية ـ..! في هذا الظرف العصيب ، الذي يخوض فيه الطرفان معركة كسر عظم ، لا هوادة فيها ، ولا رحمة .. لينظر أيّ عاقل فيما تبثّه القناتان ، ليدرك الفرق بين صاحب قضية وصاحب قضية(وهذا غيض من فيض)! وليعرف على من يقع اللوم ، ومَن أحقّ بالهيمنة على الساحة ، وتوجيه الأحداث فيها، بصرف النظرعمّا يمثله كل فريق من المتصارعين ، من حقّ أو باطل ..! وصدق الشاعر حين قال:

وما نيلُ المَطالبِ بالتمنّي     ولكنْ تؤخذ الدنيا غِلابا

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ