ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

على ماذا : الحوار السوري الأمريكي؟!.

(1)

د. نصر حسن

أحدث تقرير ( بيكر - هاملتون ) زوبعة جديدة في العواصف السياسية التي تهز الشرق الأوسط , وأضاف علامات استفهام كثيرة حول مايجري من أحداث وماينفذ من سياسات بمحصلتها العامة زادت أجواء الفوضى وعدم الإستقرار وبالشكل الذي لم تشهده المنطقة في تاريخها .

والمراقب لتطور الأحداث من العراق إلى فلسطين إلى لبنان إلى بقية دول المنطقة يرى بوضوح أن المنطقة تتحكم فيها مشاريع سياسية خارجية اثبتت فشلها على كافة المستويات وبشكل أساسي مشروع بناء الديموقراطية في المنطقة الذي زمر وطبل له على اعتباره الأولوية الإستراتيجية في إعادة تشكيل المنطقة .

وعلى خلاف مايعلن ومايعرضه الإعلام من نجاحات وهمية هنا وهناك تغوص المنطقة أكثر فأكثر في مستنقع الأزمات والإنقسامات الإجتماعية والسياسية والطائفية والفلتان الأمني المرعب الذي تعكسه صورة الواقع العراقي بشكل علني ومتسلسل وفاقد للسيطرة من جهة , ومايعكسه الواقع الفلسطيني من تصدع بين حكومة ورئاسة كل يغني على ليلاه وبعيدين عن ليل الشعب الفلسطيني الحالك السواد والدائم الحدادمن جهة ثانية , ومايعكسه الواقع اللبناني من فتنة صراع إقليمي المصدر داخلي الأدوات يتمثل بالتدخل المباشر للمحور الإيراني السوري في شؤون لبنان مهما غطى نفسه بشعارات الديموقراطية والوحدة الوطنية المستهدفتين أصلا ً في لبنان الذي يشهد هو الآخر حالة طلاق سياسي ومؤسسي بين الرئاسة والحكومة ,والأخطر منه هو محاولة إسقاط الحكومة تحت شعار لايحمل من الوطنية والحرص عليها سوى لفظا ً مملا ً بينما على الأرض تجري محاولات جهنميةلإسقاط الحكومة  وإدخال لبنا ن في فوضى الصياح الشوارعي ,في عبثية لها أول وليس لها آخر, وفي ديموقراطية مزيفة لها شكل وليس لها طعم .

وبشكل عام إن الواقع الذي تعيشه المنطقة كلها الظاهر في العراق وفلسطين ولبنان والمخفي منها يعكس صراع وانقسامات أعظم لكنها في درجة أخرى من التخلخل قد تبرز مظاهرها حينما تحتاج الصورة إلى المزيد من الفوضى والمزيد من تفكيك ثوابت المنطقة الإجتماعية والسياسية على طريق بناء "الديموقراطية " التي بدأت شعوب المنطقة ترفض تقديم هذا الثمن المخيف لها ,وهنا تبدو أهم أهداف المشروع الخارجي وأخطرها وهو دفع شعوب المنطقة إلى الكفر بالديموقراطية والحسرة والحنين بل التمسك بماتبقى من نظم ديكتاتورية وفي المقدمة منها النظام السوري , وبالتالي إرجاع المنطقة إلى دائرة الإستبداد لكن هذه المرة على أرضية فشل المشروع الديموقراطي في المنطقة وهنا بيت القصيد أو بشكل أدق بداية الكارثة على شعوب المنطقة ومستقبلها .

ومن جملة المؤشرات النظرية الجارية هو إعادة النظر في الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة تحت وطأة الظروف الراهنة هو تقرير : بيكر – هاملتون  رغم أنه إلى الآن يمثل مقاربات نظرية ورؤى حول ضرورة التعامل الجديد مع أزمات المنطقة لكن خطورته تكمن في أنه البديل الخاطئ لسياسات غير ناجحة وغير مجدية وعلى الأخص في عملية التطور الديموقراطي واستقرار المنطقة المفقودين بشكل خطير على أنقاض المشروع الأمريكي في العراق والشرق الأوسط بشكل عام.

والمثير للجدل في هذا التقرير أمور كثيرة وأكثرها تأثيرا ً وعلاقة مع مايجري في المنطقة هو دور المحور الإيراني السوري السلبي والخطير على المنطقة وبنيتها الثقافية والسياسية والقومية لأنه يمثل خطاب ارتدادي إلى الوراء وتفتيتي في الحاضر ومذهبي أصولي في المستقبل .

والمثير للسخرية أن دول المنطقة وشعوبها قد أصبابها العقم السياسي والتصدع المعنوي واستلاب الإرادة وفقدان الحركة والمبادرة إلى الحد الذي باتت المنطقة أنطمة ً وشعوبا ً مربوطة ً بإحكام إلى ذيول المشاريع الخارجية , تنام على وهم مشروع أمر يكي جديد وتفيق على تطاير البشر والحجر في أكثر من ساحة , وتقف مكتوفة الأيدي ومشلولة العقل والفعل من مشروع إيراني واضح المعالم والأبعاد وتترنم وهما ً على دور قومي للنظام السوري الذي ملأ الدنيا صياحا ً ونباحا ً في شوارع بيروت لإسقاط الحكومة الشرعية ووقف عملية تشكيل المحكمة الدولية التي أصبحت مركز ثقل القرار السوري الإيراني الدولي وانقساماته على الساحة اللبنانية الذي أخذ وضع تهيء لحرب أهلية أصبح لبنان على مشارفها.

وتشهد المنطقة العربية وساحاتها الملتهبة العديد من السياسات المحلية والإقليمية والدولية المتصارعة أساسا ً على مصالح غير مشروعة بل أقرب إلى التدخل في الشأن الداخلي الذي لايقره القانون الدولي لكن يجيزه ضعف الوضع العربي وتخاذل بعض حكامه وإصرارهم على التعامل مع مصالح شعوبهم من زاوية البقاء في الحكم مهما أدى ذلك إلى خسارات وطنية وقومية وضرر بالمصالح الإستراتيجية لشعوب المنطقة .

وأوضح هذه الأدوار هو دور النظام السوري على الساحة العربية , الدور المبني على وصول النظام السوري إلى الحائط ليرتطم به ويعود إلى الوراء وقد أصابه الإعياء التام , وبدل أن يقوم بمراجعة شاملة وصادقة لسياسته على المستوى الداخلي والعربي يلجأ إلى الصياح وافتعال الأزمات الإقليمية في لبنان والعراق علىو جه التحديد , في لبنان لأنه لايسمح وهذه استراتيجية لديه بأن يكون لبنان بجواره دولة ديموقراطية حرة مستقلة متطوره سياسيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً,إذا ً إنه التنافس السلبي المبني على الفشل والضرر بمصالح سورية ولبنان والتطابق مع الموقف الإسرائيلي أولا ً والإرتزاق على الأزمة أمام القوى الإقليمية والدولية ثانيا ً , وفي العراق حاول النظام وبالتعاون مع إيران أن يتدخل في تناقضات الواقع العراقي وأن يسكب الزيت على النار لتزيد حرق العراقيين ليوهم القوى الإقليمية مرة ً أخرى بأنه يملك بعض التأثير في الصراعات الإقليمية ووضع العنوان الإرهابي ليخيف به الجميع ( إما بقائي أو الفوضى على الطريقة العراقية ) .

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ