ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 07/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

حان الوقت لتعلنوا "البلاغ رقم واحد" أيها السوريون

الطاهر إبراهيم*

أود في هذه المقالة أن أصل ما توقفت عنده في مقالي السابق الذي نشر تحت عنوان "نحن السوريين.. .... أولى بالاعتصام والعصيان ضد حكام دمشق"، ولأقول لإخواني السوريين: ألا ينتظروا المساعدة من غير ذات أنفسهم للإطاحة بنظام الفساد والاستبداد في دمشق ،فإن انتظارهم قد يطول عقودا وربما قرونا، وما أصدق ما قال الشاعر في هذا المعنى: "ما حك جلدَك مثلُ ظفرك .... فتول أنت جميعَ أمرك".

لا أريد أن أقف موقف الأستاذ معلما وواعظا، بل منبها ولافتا النظر إلى أمور قد لا يلتفت إليها من كان في الداخل السوري من إخوتي وأحبائي، فنحن في المنفى وهم في الداخل يكمل بعضنا بعضا وكلنا في الهم سوريون. قد يقول  بعض الإخوة داخل سورية: "أنت شو يهمك، جالس في بلاد الغربة تعمل وتقبض أجرا يؤمن لك ولأولادك عيشا لا تحتاج معه أن تمد يدك لتقترض ممن يقرضك أو يمنعك، وفي كلا الحالين نحن في ذل الحاجة. كما أنك آمن في سربك معافى في بدنك، تكتب المقالات، لا تخشى أن تعتقل متلبسا بجريمة الكتابة أو حتى التفكير و.. و.. بينما نحن على النقيض منك ،مهددون في أمننا مقتّرٌ علينا في عيشنا، رواتبنا لا تكاد تفي بالضروريات من الحياة اتركنا بهمنا الله يسترك، لا تقلب علينا المواجع، فالعين لا تقابل المخرز ".

كل ما يقوله هذا المواطن داخل سورية صحيح. ومع أني ما تركت سورية إلا بعد أن تعذر بقائي فيها مع التهديد بالدخول إلى المعتقل في أي وقت وتشريد أسرتي. غير أني لا أعتذر بذلك من الأخ الذي خاطبني ببعض ما يعاني، وربما ما أخفاه في نفسه كان أعظم، وإنما لأقول أنه لا بد للمرء أن يبسط عذره كما يقول المثل: "بَيّنْ عذرك ولا تبدِ بخلك". وفي كل حال لا يخلو المغترب أو المنفي من هموم تجهضه وتقض مضجعه.  

ما سأبسطه في هذه العجالة هو بعض ما أعتقد أنه يمكن أن يكون مقدمات للخلاص من الاستبداد الذي طال وتطاول واستطال في سورية حتى غدا السوري مع الاستبداد وكأنهما توأمان "سياميان" لا ينفك أحدهما عن الآخر إلا بعملية جراحية يموت فيها أحدهما، ولكن لا بد منها. فإن نجا السوري فذلك الذي نريد، وإن قضى فقد تخلص من ذل مقيم وعيش عقيم في بلد غدا مزرعة لقلة قليلة من السوريين، لا يزيد عددهم على أصابع اليدين، مالأهم على الظلم بعض ضعاف النفوس الذين باعوا أنفسهم في سوق النخاسة.

وعلى هذا فإني أتوجه إلى أحبائي الشباب السوري، أخص منهم طلبة الجامعات والمدارس الثانوية، فإنهم ما زالوا على الفطرة، لا يخافون من سطوة أجهزة المخابرات إلا في ما ندر ، قائلا لهم حبايبي الشباب: فكروا في (البلاغ رقم واحد).

آباؤكم وأجدادكم تركوا هذا الوطن سورية أمانة بين أيديكم، بعد أن حكمهم الرئيس الراحل بالحديد والنار. فمن نجا من آبائكم من معتقلات "علي دوبا" ومجازر تدمر وما دمره "علي حيدر" و "رفعت أسد" في حماة، عاش مهددا بقطع رزقه وفصله من عمله. وهو على كل حال بين سندان الحاجة ومطرقة إرهاب المخابرات، فاضطر أن يصانع، وكأنه قد فهم بيت شعر "زهير بن أبي سلمى" (ومن لم يصانع في أمور كثيرة  يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم) على غير معناه الحقيقي، فعاش خائفا على أبنائه لا تهمه نفسه بشيء.

في خمسينيات القرن العشرين كانت شوارع المدن وساحاتها وباحات المدارس ،تسيل بنا في مظاهرات صاخبة. فهل يعيد الزمن نفسه فيعيد فيه شباب سورية تلك الأيام يجتمعون كل ثلاثة أو كل أربعة أو كل خمسة، يتدارسون أوضاع سورية، بعد أن وصلت تحت نظام الفساد والاستبداد إلى الدرك الأسفل بين الدول. فهي في ذيل القائمة في الإنتاج والاقتصاد والدخل والتعليم والصحة، ليس فيها حرية ولا ديمقراطية ولا شفافية. أمافي الفساد والرشوة وكثرة أجهزة الأمن والمعتقلات، فهي في رأس القائمة.

حبايبي الشباب، لقد ذكر لنا تاريخ الثورة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر، عندما انطلقت المظاهرات تندد بسوء حالة الشعب الفرنسي، ودارت في شوارع باريس تهتف ضد احتكار الملك وحاشيته من طبقة النبلاء والإقطاعيين للثروة. ولم يكن يخطر ببال الثوار إلا تحسين أوضاعهم. وإذا بامرأة تنبعث من بين الجموع وترتفع فوق جدار ثم تنادي بأعلى صوتها: "إلى الباستيل"، وكان هذا هو "البلاغ رقم واحد"، الذي انطلق يدك قلاع الملكية والإقطاع والفساد في فرنسا.

أما أنتم أيها الشباب في سورية فينبغي أن لا يكون هاجسكم إلا قضية واحدة: كيف تنظمون أنفسكم، حتى إذا حان الوقت، وكنتم جميعا في ساحة "المرجة"، -أم الساحات في دمشق- كان "البلاغ رقم واحد" أن تقولوا بصوت واحد: إلى "قصر الشعب"** أيها الشباب. عندها سترون أن إخوانكم في الجيش الذين دربهم النظام الفاسد ليحمي نفسه من غضبة الشعب، قد نكسوا بنادقهم إلى أسفل، أو جعلوها سواري لحمل أعلام سورية الاستقلال ذات النجوم الحمر الثلاث، وانطلقوا معكم لينظفوا المؤسسات من عصابات القمع والفساد والاستبداد.

---------------

**قصر الشعب: بناه حافظ أسد على سفح جبل قاسيون المطل على دمشق وقد كلف الخزينة السورية أكثر من مليار دولار . 

*كاتب سوري      

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ