ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

صفقات سورية على طريق :

 دمشق – بغداد – بيروت !(3)

د.نصر حسن

على خلفيةالتناقضات المتسلسلة التي يغوص فيها النظام السوري على أرض الواقع من سورية إلى لبنان إلى العراق إلى عموم الساحة العربية يبرز الدور الأساسي له الذي يتصف بالفشل السياسي الكامل ,يحاول تغطيته باللعب ببعض أوراق المنطقة ليوهم نفسه والآخرين بأنه لازال رقما ً يعد ونظاما ً له دور وقوة إقليمية يحسب لها حساب في رسم وتركيب مصفوفة المنطقة السياسية المهزوزة من كافة محدداتها والمتداخلة متغيراتها بشكل يصعب على النظام فهمها والتعامل السياسي الصحيح معها, وللخروج من حالته المستعصية يلجأ إلى الهروب إلى الأمام.

هروب من الوضع الداخلي السوري الذي تلخص حالة النظام بعض جوانب فشله في تحقيق الحد الأدنى من متطلبات استمرار الدولة الغارقة بالأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وزاده تناقضا ًوسوءا ًالسماح لإيران بالدخول المذهبي على خط المعادلة الداخلية لتضيف بعداً ممزقا ً جديدا ً إلى مجتمع مرهق أصلا ً بسياسة النظام العشوائية لتزيد الأمور تعقيدا ً وحصر الشعب أمام احتمال وحيد وهو العيش على أوهام الخطاب الأصولي المتطرف الذي يدفع سورية إلى الهاوية.

وفي حلبة صراع البقاء يكشف النظام عن طبيعته ودوره وهدفه الذي طالما لعب على برامج وهمية وأخفى وراءها حقيقته ووفرت له بعض المناورة الطويلة نسبيا ً في الدخول في لعبة المصالح الخارجية في المنطقة العربية ومايلزمها من تحالفات وأدوار ولافتات يهدف من ورائها إلى إخفاء لونه ودوره الأساسي في المنطقة المبني على دعامة وحيدة وهي البقاء في الحكم .

ولعقود من الزمن تعامل بتناقض كامل بين علاقاته مع الشعب السوري ومحيطه العربي , وعلاقاته مع الخارج وأخفى هذا التناقض تغطية الغرب والشرق والعرب والعجم له , وكفاءته في السابق على التعامل بحسم وعنف على المستويين الداخلي والخارجي, ورقص بمهارة على موسيقى الشرق والغرب وتوازن لفترة ليست قليلة على برامج وأهداف محلية ودولية وأهمها هو ضبط العلاقة بين المساومة وخطاب الصمود والتحرير ضمن حاضنة سياسية ومادية عربية ودولية , باختصار تقمص دورالعلمانية وقدم نفسه للعالم على هذا الأساس ومارس أقسى درجات الجريمة ضد الشعب لإثبات ذلك , باختصارأكثر كانت تحكمه شعرة معاوية مع كل أطراف معادلة استمرار الحفاظ على السلطة داخليا ً وخارجيا ً وأهم هذه الأطراف هو الرضى بل الإعجاب الإسرائيلي بقدرته على ضبط حركة كل الأطراف بما يخدم مصالحها.

في حين فقد النظام الحالي اتجاهه لأنه يفتقرإلى البرنامج السياسي الواضح أولا ًولأنه ورث طبيعة حكم معقدة وشبكة علاقات داخلية وخارجية متداخلة بشكل مربك ثانيا ً ولم يستطع نظريا ً أن يضبط العلاقة بين التكتيك والإستراتيجي ثالثا ً ولم يستطع تجديد بعض أثاثه الداخلي الأمر الذي أدى إلى افتراقه عن متغيرات العصر رابعا ً وفشل في تحقيق ولو بعض الإصلاحات الشكلية التي تتطلبها لعبة البقاء في الحكم خامسا ًوالأهم من كل ماسبق هو عدم قدرته على ربط الخيوط مع الأطراف التي توفر له الغطاء بل قطع أهمها مع المحيط العربي وقفز من السفينة العربية إلى الطوربيد الإيراني وارتمى فيه وأدار ظهره للدول العربية سادسا ً واستطرادا ً خرج من الإستراتيجية العربية على عللها وضعفها وربط نفسه بالإستراتيجية الإيرانية التي ترتكز على الماضي المذهبي وليس على مشروع حضاري للمستقبل سابعا ً وهذا أفقده كل روابطه مع العالم العربي وأدى إلى عزل سورية عربيا ً ودوليا ً ثامنا ً وأخيرا ً.

والنظام السوري الذي أقام الشرق وأقعده في يوم من الأيام يترنح الأن تحت ضغط الظروف الداخلية التي تعيشها سورية والأحداث بل البراكين التي تشهدها المنطقة العربية ,في لبنان والعراق وفلسطين والمشاريع الجديدة القديمة لإعادة تشكيل بنى المنطقة سياسيا ً وديموغرافيا ً , في هذه الظروف العاصفة وجد النظام السوري نفسه على مفترق طريق : دمشق -  بغداد -  بيروت مرة ً أخرى ولم يدرك بعد أنه بتحالفه مع إيران يسير في الإتجاه الخاطئ , وأيضا ً لم يتدارك طيشه بكونه قد وضع عنبه كله في سلة واحدة , وهذا أبسط ملامح فشل التاجر والسياسي والمساوم على حد سواء.

لا أحد ينكر أن إيران دولة لها ماضي يخصها ومبني على مصالحها والإمبراطورية منها على وجه التحديد , ولا أحد يرفض انعكاس حسن العلاقة بين العرب وإيران على استقرار المنطقة وتنميتها وتطورها , ولا أحد أيضا ً سوى النظام السوري يجهل التاريخ المتداخل للعلاقة بين العرب والفرس كنظم سياسية متنافسة سلبيا ً على قيادة المنطقة , وعلاقة النظام السوري مع إيران المبنية على جهل التاريخ والجغرافية والتخلي عن المصالح الأساسية لايمكن أن ينتج عنه سوى الخلل في موازين القوى الإستراتيجية في المنطقة الذي يعكس خللا ً في المصالح وبدوره ينتج المزيد من التوتر وتأجيج الصراعات التي أتخمت المنطقة وشعوبها بالمعاناة واليأس والظلاميات والإحباط وبالتالي عرقلة أي تطور سياسي ديموقراطي في المنطقة يؤدي إلى تنميتها واحترام إرادة شعوبها.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ