ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 04/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

أحفاد قتلة "عثمان" رضي الله عنه ....

يحاصرون رئيس الحكومة "السني" في بيروت

الطاهر إبراهيم*

في لبنان قتل الشهيد "رفيق الحريري" رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، لالسبب إلا لأنه ،كما نقل أحد مستشاريه، كان "سنيا" أكثر مما ينبغي في قناعة البعض من جيران لبنان، أي سني "سكر زيادة". وكأن المسلم السني ينبغي عليه أن يتخلى عن دينه ومذهبه حتى يصبح مقبولا عند الآخرين الغلاة.

رئيس الحكومة اللبنانية الحالي "فؤاد السنيورة" صديق الشهيد الحريري يحاصَرُ  الآن في السراي الحكومي، وتحيط به حشود من لون لبناني معين، بزعم أن حكومته فقدت شرعيتها باستقالة خمس وزراء شيعة. ومن يدري فقد يفلت زمام هذه الحشود في غفلة من الجيش اللبناني الذي يحرس السراي، فيصل بعض الذين لا يحبون السكر "السني" الزائد إلى "السنيورة" فيغتالونه كما اغتيل الإمام الشهيد "عثمان بن عفان" رضي الله عنه من قبل ثوار حاصروه في بيته لأكثر من أربعين يوما.

يومها كان في المدينة المنورة صحابة أفاضل، وبعضهم توجس خيفة من نوايا الثائرين مثل الإمام "علي" رضي الله عنه، فجاء إليه، فمنعه الثائرون من الدخول على عثمان رضي الله عنه، فألقى بعمامته داخل الدار إشعاراً منه بأنه قد فعل مابوسعه. وكان أن وصل القتلة إلى عثمان -وقد أبلى أبناء الصحابة بلاء حسنا دفاعا عن الخليفة الراشد- فقتلوه مظلوما رضي الله عنه وأرضاه.

ونحن ،في هذه العجالة، لا نقيس "السنيورة" بعثمان رضي الله عنه، ولكننا نزعم أن دعوى الذين يحاصرون السراي الحكومي لاتبعد كثيرا عن دعوى الذين ثاروا على عثمان وقتلوه. حسن نصر الله زعم بأنه لا يريد أن يلغي أحدا ولا يريد أن يشطب أحدا، كما قال قبل شهر في إطلالته الأخيرة. كما قال قبل أكثر من سنة بعد اغتيال "الحريري" رحمه الله يوم طلبت "بهية الحريري" من "كرامي" الاستقالة: إن الحكومات لا تسقط في الشارع. كنا نود لو أننا صدقناه لو أنه وجه أي نصيحة لحلفائه السوريين بضرورة الوحدة الوطنية والحكومة التي تضم الجميع لأن خطاباته موجهة فقط للحكومات السنية في لبنان. كما كنا نود تصديقه لولا أنه يؤكد بأنهم لن يوقفوا الاعتصام والحصار إلا بعد استقالة رئيس الحكومة السني.

سمعنا وقرأنا أن بعض القادة العرب بعثوا برسائل تأييد للرئيس "فؤاد السنيورة". نخشى أن تكون هذه الرسائل "العمامات" قد تأخرت أكثر مما ينبغي. وإذا كان "علي" رضي الله عنه فعل ما بوسعه ، فهل فعلت الحكومات العربية مابوسعها؟ نرجو الله أن لا يكون فات الوقت ،فلا نجد أمامنا إلا إرسال الوفود للعزاء في مشروع الشهادة "فؤاد السنيورة" أطال الله في عمره. "بعد أن يكون قد ضرب من ضرب، وهرب من هرب".        

في العراق رأينا حركة دبلوماسية نشطة –أو هكذا ظهرت- من بعض دول الجوار العربي وقد أحست بالخطر يقترب منها، وأن النيران تكاد تصل إلى خيامها فتلتهم بعض أعمدتها. هذه الحركة وهذه اليقظة المفاجأة التي تشبه في بعض جوانبها صحوة الموت، أما كان من الأجدى أن تكون قبل أن يفوت الأوان وقبل أن لا ينفع التحرك. رأينا بعضا من مظاهرها وأخوتنا "سنة" العراق يكاد يلتهم وجودهم ضبع هائج اسمه التطهير المذهبي. وتحت راية من يحصل هذا التطهير؟ إنه يحصل تحت راية التشيع لآل البيت الأطهار، وآل البيت براء مما يفعله هؤلاء في إخوتنا في العراق.

قبل يومين كنا قد قرأنا وسمعنا أن حكومات عربية رفضت أن تشترك سورية وإيران في تقرير مصير ومستقبل لبنان والعراق، لإنهاء مشاريع القتل والقتل المضاد التي تذهب ،كل يوم، بأرواح عراقيين أبرياء، وأن هذه الدول لن تترك العراق لإيران تقرر مصيره وفق أجندة كانت معدة لتنفيذها قبل إسقاط نظام صدام حسين. نحن نشد على يد هذه الدول، لأن إيران جزءٌ من مشاكل العراق، فكيف تكون جزءا من الحل؟

لبنانياً، كان بإمكان هذه الدول أن تبادر لإنهاء الأزمة اللبنانية، ولكن قبل أن تصبح آفاقها مسدودة أو تكاد. وقد كان بإمكانها أن تختصر كثيرا من التكاليف اللبنانية الباهظة، لو أنها رفضت ممارسات النظام السوري الخاطئة في لبنان منذ اليوم الأول لوضع اتفاق الطائف موضع التطبيق على الأرض. لقد كانت الروابط المذهبية بين النظام السوري وبين إيران أقوى من رابطة العروبة، لذلك كان يرفض التنديد باحتلال إيران للجزر الإماراتية العربية الثلاث، ثم هو بعد ذلك يتلطى وراء العروبة ليقبض المعونات العربية ويبني بها أرصدته المليارديرية في بنوك سويسرا.

ولو أننا سألنا هؤلاء العرب عن مبرر سكوتهم على ما كانت تفعله سورية في لبنان، لكان جواب الوهلة الأولى أننا من حيث المبدأ لا نتدخل في العلاقة بين دولتين عربيتين سورية ولبنان. على كل حال، إن حالة حافة الهاوية التي تهدد باغتيال الدولة في لبنان لصالح أجندات إقليمية ومذهبية تفرض أن يبادر الجميع لإنقاذ لبنان قبل أن لا يصبح هناك دولة اسمها لبنان.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ