ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 03/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

إعادة تقييم الأولويات

مازن كم الماز

لا جدال في أن النظام يمعن في خياراته الأمنية و أن قمعه قد تمكن من إضعاف الحراك السياسي القادر على التغيير بحيث أنه جعل من احتمال التغيير من الداخل بإمكانيات الشعب السوري ضربا من المستحيل و لا جدال في أن التدخل الأمريكي في منطقتنا واقع و أن ضغطه باتجاه التغيير في المنطقة و في سوريا قادم أو ينتظر التحقق على نحو ما رغم إخفاقاته الأخيرة في المنطقة أو في داخله الخاص و لا شك أن النظام يعيش الآن أزمة مصدرها الأول علاقته المتوترة مع الخارج و ضغوط هذا الخارج عليه بهدف تغيير سياساته..إن هذا يراد له أن يبرر التغيير الذي طرأ على خطاب أقسام من المعارضة السورية باتجاه مواز لما جرى في الساحة العراقية و اللبنانية باتجاه إعادة صياغة أولوياتها لتفسح المجال للتعاون مع هذا التغيير القادم و كما في العراق فإن عجز المجتمع عن فرض التغيير الديمقراطي يستخدم كمبرر لهذا التغيير..إن الرغبة في التغيير هائلة لدرجة أن أقسام من المعارضة يقبل بهذا التغيير في خطابه و بقلب بعض المفاهيم و بتبرير سلوكيات "قوى التغيير الخارجية" و سلوك القوى الإقليمية المرتبطة بها و بمعاداة القوى الإقليمية التي تعتبر في صف النظام و هذه الرغبة في التغيير هائلة لدرجة أن هذا التغيير في الخطاب يستطيع أن يدعي شرعية ما في ظل قمع النظام و أزمة قوى التغيير و تقدم المشروع الأمريكي..من الواضح أن هذا التغيير في الخطاب هو مدخل لشرعنة التعامل مع أي تغيير مفروض و العمل على استثماره لصالح تلك القوى من المعارضة..هنا سنقرأ الكثير عن ضرورة قراءة الواقع من جديد و تجاوز المفاهيم أو القراءة الشمولية للواقع..هنا لا بد من ملاحظة أزمة هذا الخطاب أيضا فهو يضطر للتضحية بهجومه الأخلاقي على سياسات النظام لصالح ارتباطه بالخارج و يضطر أن يستدعي خطابا غريزيا طائفيا تارة أو خطابا تخوينيا مضادا كما أن التغيير القادم ( مع صورته الماثلة أمامنا في العراق ) يخلق من المخاوف أكثر من الآمال بنهاية الاستبداد..إن هذا يرتبط بصعود القوى الطائفية و تفاقم لغة إلغاء الآخر و ما تحمله من مخاطر الانفجار و الصراعات ذات الطابع المدمر..إن تفتت مجتمعاتنا طائفيا و تمترس الطوائف خلف قياداتها التقليدية و مصادرة حالة الحراك السياسي و الفكري الحر و قيام حالات سلطوية على أساس المحاصصات الطائفية تهدد بإضعاف مجتمعاتنا أكثر و تكريس حالة الصراع العنفي بين فئاته لصالح هيمنة الخارج و العجز عن إدارة حالة جدل سياسي فكري ديمقراطي و بالتالي إعادة إنتاج حالة الاستبداد بصورة أخرى و بأسماء مختلفة لكن بذات المضمون..هذا المأزق الذي تعيشه المعارضة و المجتمع و هي تواجه مهمة التغيير الوطني الديمقراطي لا يمكن حله بالاتكاء على الحالة الراهنة من الفعل السياسي التنظيمي للمعارضة التي تعيد إنتاج ذات حالة السلطة على نطاقات أصغر أو في حالة الجدل السياسي و الفكري السائدة في صفوفها التي تفتقد حرارة الجدل الذي يقدس الحقيقة أو يستهون تحطيم تابوهات الماضي لغاية إطلاق جدل سياسي فكري يلتزم بالحقيقة بالوطن و بالديمقراطية..إن تعديل البنية السياسية و المنظومة الفكرية للمعارضة لتصبح ديمقراطية باتجاه داخلها و تجاه سائر أطراف المشهد السياسي و الفكري في بلدنا سوريا مهمة لكل من يريد على أقل تقدير أن يعيد تشكيل المعارضة إلى حالة قادرة على تجاوز مخاطر انفجار الوضع وفق المثال العراقي أو الانزلاق في اتجاه التفريط بالوطني لحساب إرادة مشروع التغيير الأمريكي أو في اتجاه إلغاء الآخر و ليس مجادلته بالتي هي أحسن..إن التغيير ضروري فالنظام أصبح عالة على المجتمع و المجتمع يعاني من أزمات مستعصية و الخارج و هو يستشعر بقوته و ضعف مجتمعاتنا و أنظمتنا يدفع قدما بتغيير يريده على مقاس مصالحه و لكن مضمون هذا التغيير هو الآن محور الصراع القادم و السعي باتجاه ولادته كتغيير وطني ديمقراطي هو وحده الكفيل بتقديم حلول تتجاوز مشروع الخارج و مشروع تأبيد النظام و مخاطر صعود الطائفية و تدمير المجتمع.

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ