ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/12/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

إيران .. بشّار .. حزب الله :

تحالفات غريبة.. فهل هي بريئة ، أم مريبة!؟

ماجد زاهد الشيباني

التحالفات بين الدول معروفة مألوفة ، قديمة متجدّدة ، بصرف النظر عن تفاوتها ، في القوة والحجم والغنى والتأثير والمكانة..!

والتحالفات بين الأحزاب والقبائل ، داخل الدولة الواحدة ، قديمة معروفة كذلك ، وينسحب عليها ما ينسحب على الدول ، من حيث التفاوت في الأهمية والشأن!

والعلاقات بين الدول والأحزاب في دول أخرى ، قديمة كذلك ، إلاّ أن لها معاني وأشكالاً مختلفة عن التحالفات التي تنشأ بين الدول ، وتلك التي تقام بين الأحزاب داخل الدولة!

     الشكل الوحيد المعروف ، للعلاقة (التحالفية) بين دولة ما ، وحزب ما في دولة أخرى ، هو ما يسمّى (التحالفية التبعية) ! // هذه العلاقة التحالفية تختلف ، بالطبع ، عن العلاقة القائمة على تقاطع مصالح بين حزب ودولة غير دولته ، ضمن ضوابط يضعها كل طرف لنفسه لا يتجاوزها ، سياسيةً كانت هذه الضوابط ، أم عقدية، أم وطنية ، أم مصلحية .. وسواء أكانت المصالح المتقاطعة كبيرة أم صغيرة//.

والتبعية التحالفية ، أو التحالفية التبعية ، لها أسباب عدّة وأشكال ، ومنطلقات ودوافع ، منها :

* التبعية التحالفية العَـقَدية ( الآيديولوجية) : ودافعها هو ارتباط الدولة والحزب التابع لها، برباط عقدي (آيديولوجي) واحد . ولعلّ أبرز مثال على ذلك ، ما كان يجري بين الاتحاد السوفييتي السابق ، وبين الأحزاب الشيوعية في الدول الأخرى.. إذ كانت تلك الأحزاب تتلقّى دعمها وتأييدها من موسكو، كما تتلقّى الإرشاد والتوجيه ، والقرارات والأوامر، حول ما ينبغي فعله ، من مواقف وسلوكات حزبية داخل الدولة التي ينتمي إليها الحزب .. وما ينبغي تجنّبه !

ومِثل هذا ، ما جرى ويجري ، بين الدول المحكومة بفكر قومي شمولي ، وبين الأحزاب التي تنتمي معها إلى هذا الفكر..! ولعل أبرز مثال على ذلك ، هو العلاقة التي تربط بين فروع حزب البعث ، في الأقطار لتي لم يحكم فيها هذا الحزب ، وبين الدولتين اللتين حكم فيهما الحزب ، وهما سورية ، والعراق قبل احتلاله من قبل الأمريكان.

ومثل هذا أيضاً ، ما يجري اليوم ، بين إيران والأحزاب الشيعية في العالم العربي والإسلامي ( ونقصد هنا ، الأحزاب الشيعية التي تخضع للمرجعية الشيعية في إيران.. ويمكن تحديدها ، بأنها الأحزاب الشيعية الصفَوية ، تمييزاً لها عن الأحزاب الشيعية الأخرى ، التي تنتمي إلى مرجعيات أخرى ، غير إيرانية وغير صفَوية ، وترى انتماءها الوطني يأتي ، في ترتيب أولوياتها قبل انتمائها المذهبي) !

* التبعية التحالفية السياسية المصلحية: وهي تلك التي تربط حزباً ما ، بدولة أخرى غير دولته، بدافع المصلحة المشتركة لكلا الطرفين :

 ـ الحزب يحصل على دعم مالي وسياسي داخل دولته ، من الدولة التي يتبع لها..   ـ  والدولة المتبوعة تأمل أن يحقق لها الحزب مصالح معيّنة في بلاده ، إذا استلم السلطة فيها. ( وربّما تحصل الدولة المتبوعة ، على شيء من الدعاية ، لها ولسياساتها ، وحضارتها ، وأهميّتها في العالم .. وذلك بوساطة الحزب الذي تدعمه قبل استلام السلطة في بلده .. وربّما جرى بينهما نوع من تبادل المعلومات الأمنية ، في الحدود التي تفرضها علاقة التابع بالمتبوع !).

وغنيّ عن البيان ، أن العلاقات التي يحكمها الفكر الآيديولجي ، أو الفكر القومي الشمولي ، أكثر ضبطاً وصرامة ، من تلك الخاضعة لسياسات مصلحية ، سواء أكان ذلك قبل أن يستلم الحزب السلطة ، أو بعد استلامه لها ، أو بعد فقدانه لها ـ نتيحة لانتخاب حرّ، أو انقلاب عسكري ، أو ثورة شعبية ..أو نحو ذلك ! ـ .

  وإذا كان هذا عرضاً مختصراً ، لأوجه العلاقة ( علاقة التحالفية التبعية ) ، بين حزب ما، ودولة غير دولته ، وهي الأوجه التي عرفناها من قبل ، فإن ثمّة وجهاً جديداً من هذه الأوجه ، لم نسمع به من قبل ، وهو خاصّ بمنطقتنا العربية ، وفي لبنان تحديداً في هذه المرحلة ، وإن كان قابلاً للتعميم ، حسب تطوّرات الظروف والأحوال ، في الدول التي ليس لها من يرعاها ، أو بمعنى أدقّ : في الدول التي شغِل حكّامها بالنظر إلى كراسيّهم تحديداً ، بحثاً عن الأخطار التي قد تهدّد هذه الكراسي ، في دائرةٍ قطرها بحجم الكرسي ، لا تزيد عليه ! دون النظر إلى ما هو مقبل عليه من أخطار، على بعد أمتار قليلة ، وهو واضح وضوح الشمس في ظهيرة يوم صائف!

 ولعلّ هذا الوجه الجديد، من أوجه التبعية التحالفية ، ابتكار مزدوج عربي فارسي ، وهو (التبعية التحالفية الشاذّه أو المنحرفة!) .. وما سيأتي من الحديث ، سيوضح لنا بإذن الله ، طبيعة هذا الوجه من أوجه التبعية التحالفية ، الفريدة النادرة ، غير المعروفة في الفقه السياسي حديثاً ، ولا في العادات والتقاليد والأعراف السياسية قديماً أو حديثا..!

 فحزب الله اللبناني ، مدجّج بسلاح ليس من دولته ، ولا سلطة لهذه الدولة عليه ، من قريب ولا من بعيد ..!

وهوـ أي الحزب ـ لا يتلقّى الأوامر، ولا النواهي ، من دولته ، إذا أراد شنّ حرب تحترق الدولةُ كلّها بلهيبها..! بل ولا يخبر أحداً من مسؤولي دولته ، بما ينوي فعله، ولا يَرى أنه ملزم بذلك ، حتى على المستوى الأدبي ، فضلاً عن المستوى السياسي، والعسكري ، والأمني ..!

الجهة الوحيدة ، التي يرى نفسَه ملزَماً باستشارتها ، والتنسيق معها ، في حربه وسلمه، هي الدولة الحليفة ( وحليفُه هنا ليس دولة واحدة .. بل هما دولتان: إيران وسورية).

وإذا سئل السيد نصر الله ، عن معنى هذه العلاقة بينه وبين حليفيه ، دون الاكتراث بدولته ـ وطناً وحكومة وشعباً ـ قال ببساطة : نحن نشكّل حلفاً مقاوماً ، للصهيونية والاستعمار والإمبريالية ، والخنوع والتبعية ..! نحن جبهة صمود وممانعة ، والآخرون في لبنان ، جبهة خنوع واستسلام للصهيونية ، وللاستعمار، وعلى رأسه أمريكا المتكبّرة ، المتجبّرة ، المتغطرسة !

وإذا قيل له : هل أنت قائد الدولة اللبنانية ، المفوّض من قِبل مؤسّساتها الدستورية، بإشعال الحروب وإنهائها ، وعقد التحالفات مع الدول الأخرى !؟

 أجاب ببساطة ، وبلا تلعثم أو لجلجة : إن مقاومة العدوّ ، لا تحتاج تفويضاً من أحد في الدولة !

وإذا قيل له : هل لدولتك وشعبك مصلحة بشنّ الحرب ، في هذا الوقت بالذات ، وبهذه الكيفية بالذات !؟

قال : إن مقاومة العدوّ فيها مصلحة دائمة ، لدولة لبنان ، وشعب لبنان ، وللأمّة العربية كلّها ، وللأمّة الإسلامية جمعاء!

وإذا قيل له : وهل أنت وحدك ، المخول بتقدير هذه المصالح ، دون سائر شركائك في الوطن والدولة ، من أعضاء حكومة ، ونوّاب ، ومؤسّسات ، وأحزاب ، وشخصيات سياسية وعلمية ودينية وعسكرية وأمنية ..!؟

قال : إنني أنسّق مع (حلفائي السوريين والإيرانيين !) الذين أشترك معهم في مقاومة الصهيونية والاستعمار، ولست ملزماً باستشارة أحد غيرهم ، في لبنان أو غيره !

وإذا قيل له : ولكن هذه الحرب التي تشنّها ، تؤدّي إلى وقوع ضحايا بين السكان، وإلى دمار في مؤسسات الدولة ومنشآتها ، وممتلكات الناس ، وإلى خسائر هائلة في اقتصاد البلاد ..!

قال باسماً بثقة : وهل هناك حرب بلا ضحايا بشرية وخسائر مادية !؟

وإذا قيل له : ولكن الناس لم يفوّضوك بشنّ حرب يُقتلون فيها ، وتخرب بيوتهم وممتلكاتهم !

قال مستغرباً: وهل الدفاع عن كرامة الأمّة ، وعزّتها ونهضتها، يحتاج إلى تفويض!؟

وإذا قيل له : حتى على هذا الافتراض .. إنك لا تستطيع الانتصار على إسرائيل .

قال : إن مجرّد صمودي في وجه إسرائيل ، دون أن تتمكّن من نزع سلاحي وتدمير قوّتي ، هو نصر إلهي عظيم !( ولعل الذين عاصروا حرب حزيران عام /1967/ يذكرون جيداً ما قالته القيادة السورية آنئذ ، بعد أن سلّم حافظ أسد وزير دفاعها، الجولانَ ، بلا حرب ، لإسرائيل ؛ إذ قالت تلك القيادة حينَها : لقد انتصرنا في الحرب، لأن إسرائيل لم تستطع إسقاط حكومة البعث ..! أمّا الأرض فلا أهميّة لخسارتها..! وغنيّ عن التذكير، أن حافظ أسد استلم رئاسة الجمهورية ، بعد ذلك بسنتين ونيف !).

 وإذا قيل له : إن الشجاعة في الحرب وحدها ، لا تكفي لوصفِ الإنسان بالبطولة والإخلاص ..! فلا بدّ من مراعاة أمور أخرى ، كثيرة وهامّة ، منها : الهدف من إشعال الحرب ، وكيفيةُ إشعالها ، والزمانُ والمكان اللذان تشنّ فيهما الحرب ، والنتائجُ المتوقعة من الحرب ـ سلباً أو إيجاباً ـ وتأثيراتها على الآخرين الذين يتسعّرون بلهيبها ، وصفة الشخص المخوّل بإشعالها شرعاً ـ بالشرعية الدينية ، أو الشرعية الدستورية الوطنية ـ وقدراتُ الدولة ومؤسساتِها وشعبِها ، على تحمّل أعباء الحرب..! فربّ حرب أشعلها أحمق أو سفيه ، جرّت على أمته وبلاده ، كوارث لا حصرَ لها..! كما أن الشجاعة في الحرب ، ليست حكراً على أمّة بعينها ، أو شعب بعينه ، أو حزب بعينه ..! فتاريخ العالم كله ـ بما فيه التاريخ الإسلامي ـ مشحون ببطولات نادرة تقرب من الخيال..! وهؤلاء هم الفيتناميون ، الذين مرّغوا أنف أمريكا بالتراب ، ما يزالون مثلاً حياً ، تتذكّره الأجيال التي شهدتْ بطولات الشعب الفيتنامي المقاوم الصنديد ، وهو شعب وثني..!

أمّا البطولات الإسلامية ، القديمة المتجدّدة على مدار التاريخ ، فحدّث عنها ولا حرج! وهاهو ذا شعب فلسطين البطل ، يصمد عشرات السنين ، صموداً أسطورياً ، وسط اللهب والجوع ، والحصار والسجون ، واليتم والثكل ، وسلب الأراضي ، وتهديم البيوت .. دون أن يتبجّح أحد من قادته ، بأنه انتصر على إسرائيل لمجرّد صموده في وسط هذه المآسي ، أو لمجرّد إيقاعه خسائرَ بشرية ومادية في صفوف العدو !

  إذا قيل له هذا..

  قال : هذا كله تشكيك بشجاعتنا وتضحياتنا ، وبالنصر الإلهي العظيم ، الذي حقّقناه على عدوّنا ..! وهو يصبّ في خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي ، الرامي إلى إخضاع منطقتنا ، والهيمنة عليها ، وبناء الشرق الأوسط الجديد لمصلحة الصهيونية والاستعمار!

 ولا بدّ من التأكيد هنا ، على أن ما نقوله على لسان السيد نصر الله ، ليس افتراضات نتخيّلها ونلقي بها جزافاً ..! كلاّ إنه منهجه ومنهج حزبه ، في التفكير والسلوك واتّخاذ القرارات ..! عرفناه منه وعنه ، عبرَ متابعات طويلة ، لمواقفه وتصريحاته، وتصرّفاته على أرض الواقع ، وبياناته ومقابلاته في وسائل الإعلام ، لاسيّما في قناته الفضائية ( المنار) ! ومن أراد التأكّد من هذا الكلام ، فليتابع مدّة شهر واحد ، ما تبثّه ( المنار) من برامج وتحليلات ، ومقابلات وبيانات ، ممّا يصدر عن السيد نصر الله وقادة حزبه ، والمحسوبين على خطّه ومنهجه ، من الساسة اللبنانيين وغيرهم ..!  

هذا هو النوع الجديد الفريد ، من التحالفات والأحلاف ! وهو خاصّ قابل (للتعميم!). فهل يعي ذوو البصائر والأبصار، حقيقةَ ما يجري في بلادهم ، قبل أن تحلّ عليهم ، في ديارهم ، بركاتُ التحالفات (البديعة) الماحقة !؟ أم أن منعرَج اللِوى ، مايزال قائماً، وما تزال صيحات دريد بن الصمّة تصمّ الآذان ، دون أن تعيَها أذن واعية :

أمرتُهمُ أمريْ بمنعرَجِ اللِوى      فلمْ يَستبينوا الرشدَ إلاّ ضُحى الغَدِ

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ