ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 30/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

فنّ التوظيف السياسي..

لدى الأسرة الحاكمة في سورية!

عبدالله القحطاني     

بَرعت الأسرة الحاكمة في سورية ، في فنّ التوظيف السياسي ، منذ استلام مؤسّسها للسلطة، في بداية السبعينات ، من القرن المنصرم ! فما تركت شيئاً يمكن توظيفه ، لدعم سلطتها واستئثارها بالحكم ، إلاّ وظّفته :

أ ـ عهد حافظ أسد:

1- وظّف حافظ أسد حزبَ البعث ، لاستلام طائفته الحكم في سورية..

2- ووظّف الطائفة ، لاستلام أسرته الحكم ، والانفراد به ، وهيمنة حافظ نفسِه ، على مقاليد الأمور في البلاد ، بشكل فردي دكتاتوري مطلق !

3- ووظّف مجموعات من شراذم الأحزاب الممزّقة ، لتغطية الوجه الفردي الدكتاتوري، وإضفاء صبغة ديموقراطية شكلية على حكمه !

4- ووظّف أفراداً من طوائف الشعب الأخرى ، من سنّة ودروز ونصارى وإسماعيلية، لإيهام الناس بأن شعب سورية كله ، بسائر فئاته ، يشارك في حكم البلاد !

5- ووظّف مجموعات من التجّار الكبار، وأغراهم بالمكتسبات المالية المجزية ،وذلك  ليكسب ودّ الفعاليات التجارية في البلاد !

6- ووظف المنظمات الشعبية ( عمّالية.. فلاّحية.. طلاّبية ) وربطَها بأجهزته الأمنية، وجعلها قطعاناً من المصفقين له ، الداعمين لحكمه وهيمنته المطلقة على البلاد!

7- ووظّف النقابات المهنية ـ بعد حلّ النقابات المنتخبة وتعيين نقابات بديلة ـ وجعلَها مجموعات من الهتّافين والمصفقين ، له ولعهده الميمون !

8- ووظّف أفراداً من زعماء القبائل ، وربطَهم بأجهزته الأمنية ، لكسب ولاء قبائلهم !

9- ووظّف مجموعات من المحسوبين على علماء الدين ، وخطباء المساجد ، لتسبّح بحمده على المنابر، وتضفي على حكمه مسحةً إسلاميةً ، لتخدع به جماهير المسلمين من أبناء الأمة !

10-       ووظّف شعارات الصمود والتصدّي والمقاومة ، ليخدع أبناء سورية خاصّة، وأبناء الأمة العربية عامّة ، بأنه بطل الصمود وفارس التحرير! ولينسي الناس أنه سلّم الجولان بلا حرب ، لدولة العدوّ الصهيوني ، في المهزلة المأساة ، التي سمّيت حرب حزيران ، حين كان وزيراً للدفاع عام /1967 /!

11-       ووظّف المغفّلين الذين صدّقوا شعاراته ، من مواطني الدول العربية ، في جعلهم أبواقاً له داخل دولهم ، من سياسيين وإعلاميين وغيرهم ..!

12-       ووظّف الصدامات المسلّحة التي جرت في عهده ، بين ميليشياته وبين بعض الفصائل الإسلامية ، ليثبت للغرب الخائف من المدّ الإسلامي بأنه ـ أي حافظ ـ أكفأ حليف لهذا الغرب في مقاومة (المدّ الأصولي!).

       ولابدّ من الاعتراف هنا ، ببراعة الرجل ودهائه ، وحنكته في التعامل مع الأحداث، ومع الآخرين من أعداء وأصدقاء ، بما يخدم مصلحته ، ويعزّز بقاءه في كرسي الحكم . وبقاؤه في الكرسي ثلاثين عاماً لم يكن مصادفة أو عبثاً !

     كما لابدّ من الاعتراف بأنه سبق أستاذه (مكيافيللي) بمراحل كثيرة ، بل ربّما وضَعه في خانة الشياطين البلْه ، الذين يعتقدون أن الأخلاق الحميدة يمكن أن تكون نافعة ، في المحافظة على كرسي الحكم وحماية أمنه ! ذلك أن صاحب الأمير ( مكيافيللي) ، أوصى الحاكم في (أميره) بممارسة الأخلاق الحميدة ، وصناعة المنجزات التي تنفع الشعب، وتجعله يلتفّ حول حاكمه ( هذا إذا ضمِن استقرار كرسيه ، ولم يترك أحداً من أعدائه ، أو خصومه ، أو أصحابه ، ينافسه عليه!). أمّا حافظ ، فقد تعلّم من أستاذه ممارسة كل رذيلة تحفظ له أمن الكرسي ( بما في ذلك الخيانة العظمى ، بتسليم منطقة واسعة من بلاده إلى عدوّها دون حرب ، حين كان وزيراً للدفاع ، ليحصل بذلك على كرسي رئاسة الدولة!).. وأبعَدَ الفضائل عن ميدان ممارسته ، تاركاً لها الأقوال والتصريحات ، والبيانات والدعايات ، في وسائل الإعلام ، وعلى ألسنة المنافقين من الأعوان والأتباع !

ب ـ عهد بشار:

أمّا وريثه ، ابنه بشار ، فالأمر لديه مختلف إلى حدّ بعيد..! فقد قُدّم له الكرسي على طبق من ذهب ، دون أن يخوض إليه معارك طاحنة في غابة الذئاب ، كما فعل أبوه من قبل! وبالتالي ، لم يتمرّس التمرّس الكافي في الصراعات الذئبية ، قبل استلام الكرسي ، كما تمرّس أبوه ! فضلاً عن أن مؤهّلاته الشخصية  ـ الذئبية منها ، وغير الذئبية ـ دون مؤهّلات أبيه بكثير..! وقد كان أبوه مضطراً لتسليمه الكرسي من بعده ، على أثر مقتل أخيه ، الذي أعدّه الأب لهذه المهمة فترة كافية ، ولقّنه أخلاق الذئاب تلقيناً كافياً..! فضلاً عن مؤهّلات شخصية لديه ، وراثية ومكتسبة . وبناء على هذا كله ، وجَد بشار نفسَه، عاجزاً عن ممارسة أدنى أعباء السلطة بكفاءة ونجاح . وبدلاً من أن يضيف إلى إنجازات أبيه ، في مجال تثبيت السلطة ، إنجازات جديدة ، أضاع إنجازات أبيه ، وجعل السلطة في مهبّ الريح ، لا تمسكها إلا قوّة الميليشيات ، وقوّة المخابرات، وهي قوى عسكرية أمنية صرف ! وهي ، مع ذلك ، تسير بقوّة الاستمرار، انطلاقاً من الترتيب المحكم الذي هيّأه له أبوه ! أمّا عناصر القوّة الأخرى ، السياسية والشعبية ، فقد بدأت بالتآكل ـ بنِسب متفاوتة ـ بسبب عدم اكتراث بشار بها ، أو بسبب عجزه عن الاحتفاظ بها ، أوبسبب عدم تقديره لفائدتها ، في تعزيز حكمه والمحافظة عليه ! أمّا عناصر القوّة على المستوى الخارجي ، التي لا تسير في العادة بقوة الاستمرار، أو قوّة (الدفع الذاتي) ، فقد تآكلت إلى حدّ كبير، بسبب قلّة الخبرة والكفاءة عند الرئيس الوريث ، وربّما بسبب الحماقة والطيش، وربّما لأنه لم يَفتِـل في نسجها خيطاً واحداً ! فهو لا يعرف أسرارها من ناحية ، ولا يكترث بانهيار ما ينهار منها ، على المستوى الإقليمي والدولي ، من ناحية أخرى ! وحسبنا أن نذكر هنا ، بعض إنجازات بشار في مجال التوظيف السياسي :

1- توظيف العلاقات المذهبية مع الشيعة :

* شيعة لبنان : وهذه ورث العلاقة معها عن أبيه ، وحرص على تقويتها وتنشيطها، بالتعاون مع الحكم الإيراني ، لأسباب إيرانية تتعلق بطموح الإمبراطورية الناشئة ، وحلمها القويّ بالهيمنة على المنطقة العربية كلها ،عن طريق التمدد المذهبي..ولأسباب خاصّة بنظام بشار، الذي يحرص على مناوأة إسرائيل من لبنان ، بما لا يكلّفه مؤونة المغامرة بحكمه ، فيما لو حرّك قوات عسكرية على الجبهة السورية ضدّ إسرائيل ! وقد أضيف إلى هذا الهدف ، هدف جديد وخطير، هو المحافظة على عنق بشار، وأعناق معاونيه الكبار من أفراد أسرته ، المهدّدين بمحاكمة دولية ، تدينهم بحريمة قتل الرئيس رفيق الحريري ..! والشيعة في لبنان أقوى ورقة ضاغطة في يده ، لعرقلة المحكمة الدولية ، حتى لو وظّفهم في تدمير لبنان وذبْح أهله جميعاً ، بحرب أهلية طاحنة ، أو بحرب عبثية مع دولة اليهود!

* شيعة إيران : أمّا هذه فشأنه فيها مختلف كثيراً عن شأن أبيه ..! ففي حين كان أبوه يوظف العلاقات المذهبية توظيفات سياسية ، في علاقاته الثنائية مع إيران ، وعلاقاته الإقليمية ( لاسيما مع دول الخليج العربي) ، وعلاقاته الدولية أحياناً .. دون أن يدع مجالاً للمذهبية الإيرانية المركّزة المتحفّزة للتمدّد الإقليمي ، بأن تتمدّد في نسيج المجتمع السوري (هذا ما كان يظهر منه للناس.. في أقل تقدير!).. وكان يرى أن إيران تحتاج إليه بقدر ما يحتاج إليها..! في حين كان الأب كذلك ، كان بشار يشعر، منذ بداية حكمه ، بالحاجة الماسّة إلى إيران ، دون أن يعتقد أن لديه ما تحتاجه إيران ، سوى كون بلاده معبَراً للسلاح الذي تزوّد به طهران حزب الله في لبنان .. وفي هذا نفع مشترك ، لطهران ودمشق ..! أمّا دور سورية الإقليمي ، فقد وهبه بشار لإيران ، دون أن يوظّف شيئاً منه لحساب بلاده ..! هذا فضلاً عن إباحة سورية ، أرضاً وشعباً ، للنفوذ الإيراني ، ولاسيّما التمدّد المذهبي الإيراني الفجّ الغريب ! ممّا أثار انتباه أبناء الشعب السوري ، وحيرتهم وقلقهم ! دون أن يختلف العقلاء منهم في تفسير ما يرون ، وهو أن بشاراً الضعيف، العاجز عن حماية بلاده خارجياً ، وجَد في إيران ، بشعاراتها الضخمة ، سنَداً له ، قد يمنحه نوعاً من الحماية ، إزاء التهديدات الخارجية والداخلية بإسقاط حكمه ، وإزاء تهديدات إسرائيل باجتياح بلاده ..! غافلاً عن أن إيران لا يمكنها الدفاع عن دولته ، على المستوى الخارجي ، كما لا يمكنها المحافظة على حكمه من السقوط ، فيما لو تحرّك ضدّه شعبه ، وقرّر إسقاطه ! لأن واقع الموافقات والمفارقات الدولية ، لا يسمح لها بهذا ولا ذاك ، حتى لو أصرّت على أي منهما ، وليس من المحتمل أن تصرّ ! لأن تمرّسها في حساب العلاقات والقوى والمصالح الدولية ، أكبر بكثير من تجربة بشار الغضة ، وأحلامه الوردية ، أحلام الأطفال المدللين ، الذين تضعهم الأقدار في مواقع صناعة القرارات لدول وشعوب وأوطان . وصدق رسول الله /ص/ : (إذا وسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة !).

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ