ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 29/05/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من أجل عقول وقلوب وذباب الصحافة العربية

من صدام إلى هدى عماش

سلمى السهروردي

إذا كنتَ ممن لا يكتب إلا مكرهاً، وبعد أن يطفح بك الكيل فتعجز عن الإمساك فلك أن تتساءل عن سر تلاحق مقالين. انظر إلى الكتابة على أنها زفرة عميقة لحشا محترق وستجد لي بعض العذر في إشاعة هذا السأم.

فمن تدنيس القرآن الكريم، الذي لم يكن قط خبراً جديداً على المتابعين للشأن الأمريكي، وطرائق تعامل الأمريكيين مع ضحاياهم. وإن كانت إثارته على النحو المتداول هي الجديدة... إلى نشر صور الرئيس العراقي الأسير في سجنه في أوضاع منافية للياقة والذوق، إلى مواقف بعض الصحف والصحفيين العرب؛ تجد نفسك في دوامة من الأفعال والتداعيات التي تقتضيك التعبير.

قادة حملة (تكريس الكراهية) للأمريكيين، لم يدرسوا انعكاس الأفعال ذات الصلة على النفسية العربية، لم يظهر توماس فريدمان قط بالغباء الذي ظهر فيه وهو يحاول في عمودين صحفيين متتابعين لفت النظر عن عملية (تدنيس القرآن) إلى ما دعاه (تدنيس الإنسان) وكأن الخطيئة الثانية تغفر الأولى!! ثم يتغابى أو يتناسى أن الأمريكي هو المجرم الأول بحق القرآن والإنسان.

بالنسبة لي لم أشعر لحظة بالأسف على سقوط نظام صدام حسين، ولم أشفق عليه، ولا على أحد ولديه، بل ربما رأيت في مصيره عبرة لكل الطغاة أمثاله. وربما ألمت لأن نهايته لم تكن على يد شعب العراق نفسه.

ولكن الصور التي نشرت له مؤخراً جعلتني أنحاز إليه، لم أر ولن أرى في نشر صوره بسروال أو حتى دون سروال، يغسل أو يكنس أو يأكل أي إذلال له!! فكلنا بشر وما تستره ثيابنا واحد. وكلنا حتى الرسل حسب تعبير الكتاب العزيز نأكل الطعام ونمشي في الأسواق. أليس هذا ما أضافه القرآن الكريم إلى عيسى وأمه مريم (..ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبل الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام..)، يصر بعض المفسرين هنا على أن أكل الطعام كناية عما بعده...

عملية التصوير والتسريب والنشر أكدت لنا أن القوم من فريدمان إلى بوش يفتقدون الإحساس البدائي بكرامة الإنسان، وبكرامة أنفسهم وتنقصهم أبسط قواعد اللياقة والذوق العام.

أظن أن الرئيس صدام حسين وهذه ثاني مرة في حياتي أصفه (بالرئيس) وكانت الأولى قبل أسطري القليلة، قد عرّى حضارة القوم وأخلاقهم ومنهجهم قبل أن يتعرى لغسل ثيابه!!

لا أستطيع أن أتنبأ بالوضع النفسي للرجل في محبسه ذاك، ولكنني أتمنى أن يكون قد استقبل ما وقع عليه بقدرية صوفية مشرقية ليمتاز عن طاغيتهم هتلر الذي سبق قدره إلى الموت. ففي الصبر على نوائب الزمان رجولة لا يدركها الكثير من أبناء حضارة السعار.

لقد انهزم صدام حسين الطاغي المتجبر أمام أعدائه في ساحة الحرب بينما انتصر صدام حسين الأسير المستضعف في سرواله الداخلي يغسل ثوبه، حين استثارت صورته عطف الكثير من أبناء أمته وأيقظت في قلوبهم مشاعر الكراهية والبغضاء لغربان الزمان الرديء. فأفشل حملتهم المزعومة من أجل العقول والقلوب.

وعلى الضفة الأخرى للمستنقع الآسن، تذكرت وأنا أقلب صفحات جريدة (الصن)، وأقرأ الإشارات والعبارات، وأتمعن في معنى أن يوضع الإنسان تحت رقابة الكاميرا أربعاً وعشرين ساعة.. تذكرت السيدة هدى عماش العالمة العراقية.

تذكرتها كامرأة من بنات جنسي تعيش كل لحظات خصوصياتها تحت عين الكاميرا، وعين هؤلاء الزرق من جنود بوش!! نظرت يميناً فوجدت مقاومة عراقية تموت في كل لحظة لإطلاق سراح النساء الأسيرات!! ونطرت شمالاً فوجدت ذباب بعض الصحف العربية الذين خفوا لينفوا عن زبانية غوانتانامو تدنيس القرآن، وراحوا يسابقون (الصن) إلى نشر الصور المخزاة مظهرين شآبيب الشماتة التي لا تليق بأصحاب المروءات.

كتبت لأقول لهؤلاء هذه ابنة عمكم تحت عين الكاميرا الأمريكية، (اعدولوا العكل الميالة)!!! من بغداد إلى باريس سمعت هدى عماش وشقيقاتها ينشدن:

ليت للبراض عيناً فترى      ما أعاني من عذاب وضنى

قيدوني عذبوني ضربوا      موضع العفـة مني بالعصا

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ