ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ولكن ماذا ستفعلون في اليوم التالي يا سماحة السيد؟

الطاهر إبراهيم*

لنفترض جدلا أن السيد "حسن نصر الله" قرر أن يضع موضع التنفيذ تهديده بالانقلاب على حكومة الأكثرية في لبنان، فينزل إلى الشارع بأتباعه وأتباع الأستاذ "نبيه بري" وماتبقى من أتباع الجنرال "عون" من المسيحيين وقد تبخر أكثرهم، بعد أن غير خطه المعارض لسورية إلى خط آخر يسير في ركابها، مهما حاول أن يتظاهر بخلاف ذلك.

ولنفترض أن "نصر الله" استطاع أن يرغم الحكومة على الاستقالة، سواء أتم ذلك بالنزول إلى الشارع أو بالعصيان المدني أو بالاستقالة من مجلس النواب أو حتى بالتهديد بصواريخ "ما وراء حيفا"، ودان له الشارع اللبناني فماذا هو فاعل في يومه التالي؟

لعل أهون الأمور عليه هو أن يعلن من خلال تلفزيون المنار "البلاغ رقم واحد" على غرار ما كان يفعله حلفاؤه في النظام السوري يوم كانوا يستعرضون على الشعب السوري بزاتهم العسكرية بأزرارها المذهبة من فوق الدبابات، وكانوا -قبل أيام- قد انهزموا ،وهم داخلها، في حرب حزيران عام 1967 .والسؤال الذي يطرح نفسه كتحصيل حاصل: ماذا سيفعل سماحة السيد في اليوم التالي؟

الأسلوب الذي طبع ،مؤخرا، تصريحات السيد "نصر الله" وحليفه "ميشال عون" وإلى حد ما حليفهما الآخر "نبيه بري" لا يندرج في خانة الأساليب الديمقراطية للعيش المشترك مع من يتعايشون معهم فوق أرض واحدة ،تكاد تضيق عليهم وهم متفقون، فكيف لو اختلفوا؟ بل إنه يقترب أكثر من أسلوب الذين يريدون أن يحصلوا على ما يريدون بقوة "الذراع". ولكن هل هم حقا يريدون ذلك أم أنهم يظهرون "العصا من تحت العبا" كما ظهر حتى الآن؟   

وتحضرني هنا عدة أسئلة، تفرض نفسها، ولاتنتظر كثير وقت لكي يجاب عليها، فقد يفوت وقت الجواب إذا تطورت الأمور على غير ما نشتهي.

ماذا لو نزلتم يا سماحة السيد إلى الشارع ونزل الآخرون إلى الشارع في ردة فعل عاطفية، وأعتقد أن هذا الاحتمال وارد. ثم بلغ الحماس بشباب من هذا الطرف وآخرون من الطرف الآخر. أو استغل المندسون الذين لا يريدون الخير بلبنان ووقع الهرج، ووصل الأمر إلى المحظور، ولا أقول من سيتحمل المسئولية، فهي أهون الشرور، وإنما أقول هل من مبرر لكل ما حصل؟

ولنفرض جدلا أن رئيس الحكومة ترك السلطة لأنه لا يريد أن يتحمل مسئولية ما سيحصل ،ولن يستطيع سماحة السيد أن يلقي عليه باللوم ونزوله مع أنصاره إلى الشارع هو الذي

فجر الموقف، فاضطر إلى الاستقالة. فمن يتصدى لمسئولية قيادة الحكم في لبنان وليس هناك شرعية لأي جهة لكي تعيد تشكيل الحكومة بوجود مجلس نيابي لا يقبل إلا ما تريده الأكثرية النيابية ، وهذه الأكثرية لا تدين لكم بالولاء يا سماحة السيد إلا أن يكون انقلابا بقوة الحديد والنار مدعوما بصواريخ "ما بعد حيفا"؟.

لقد استمعنا إلى خطابكم "المهول" مساء يوم الأحد 19 نوفمبر الجاري واتهمتم فيه السلطة بأنها مدعومة من واشنطن. ولو صدّقنا اتهامكم هذا، فإنا نسأل سماحتكم: ألم يكن الوجود السوري –حليفكم- في لبنان مدعوما من واشنطن على مدى ربع قرن؟ أم أن هذا الدعم حلال ،وذاك حرام.

ولنفترض جدلا أن ما تقوم به حكومة "السنيورة" هو نوع من المنكر، ولديكم الفقه الشرعي الذي تعرفون به أنه لا يجوز إزالة المنكر إذا أدى إلى منكر أشد. فهل تضمنون أن الأمور لن تصل إلى الأسوأ؟

أنا أشفق على لبنان مما ينتظره. وأربأ بكم -وقد قمتم بقتال يهود ونصركم الله عليهم يوم الجلاء في أيار عام 2000 - أن تحولوا فوهات بنادقكم شمالا، بعد أن كانت مصوبة نحو يهود. ولعل هناك من ينتظر هذه الساعة ليشفي غليله من لبنان. فلا تدعوا ظن المنتظرين يصدق، وكفى الله أهل لبنان شر القتال؟

هناك كلام كثير يمكن أن يقال في معرض ما ينتظر لبنان في هذا الجو المكفهر. ما حصل في حرب تموز "يونيو" الماضي أنكم فوجئتم بالرد العنيف الذي دمر قسما كبيرا من لبنان، ونقل عنكم أنكم قلتم: لواستقبلتم من أمركم ما استدبرتم لما أسرتم الجنديين الإسرائيليين. ألا تخشون ياسماحة السيد أن تكون حساباتكم الحالية خاطئة، ما يعني " أن حساب السوق قد لا ينطبق على حساب الصندوق"، والسوق والصندوق هنا كله من لبنان وفي لبنان، ما يعني أن الخسائر لن تكون مناصفة بين لبنان وإسرائيل، بل ستكون نصفها في لبنان، والنصف الآخر سيكون أيضا في لبنان.

 و يبقى أن اليوم التالي، ذلك المجهول، -يا سماحة السيد- هو الشيء المخيف والمرعب، وقد قيل: "من لا يخاف لا يخيف"، والمشاكل لا تحل بمشاكل، ومن غُلب مع أخيه فقد ربح، ومن يحسبها "صح" يربح، إلا إذا كان وراء الأكمة أجندة أخرى.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ