ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 18/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

النظام السوري وفنّ صناعة الأعداء

إبراهيم درويش

Nafizah_2006@yahoo.com

صناعة الأعداء فنّ لايتقنه إلا ذوو مواصفات معينة،كأن يكونوا حمقى أشراراً لا يرون أبعد من أنوفهم،يعيشون اللحظة التي هم فيها دون التفكير فيما سيعقب تلك اللحظة من تطورات وتبدلات وتغيرات وربما انقلابات،لايلتفتون إلى ما في بطون كتب التاريخ من مواعظ وحِكَم وعِبر. وحتى لايكون كلامنا في فراغ،لابدّ من ضرب أمثلة من الواقع السياسيّ السوري الذي يحياه الناس في سورية،في ظل نظام لم يتقن سوى فنّ صناعة الأعداء!!!

    أولاً: على الصعيد الوطني السوري:

لم يمرّ على سورية ـ وربما لن يمرـ نظام كالنظام الحالي لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي،من حيث براعته في صناعة الأعداء،وتأليب الناس على سياساته،بل حماقاته،على الساحة الوطنية السورية،وفيما يأتي أمثلة فقط:

 أ ـ فور تسلّقه إلى كرسيّ الحكم بدأ بالتصفيات في صفوف رفاقه من غير البعثيين الذين كان لهم دور في نجاح انقلابه،من ناصريين ووحدويين واشتراكيين،فصنع بذلك أعداء له من كل هؤلاء.

ب ـ وبعد استتباب الأمر له بدأ بالتصفيات ـ لأسباب طائفية ـ في صفوفه،فاستبعدت أو صفّيت العناصر ذات الانتماءات الدرزية والإسماعيلية وغيرها،ليتحوّل هؤلاء وأفراد طوائفهم أيضاً إلى أعداء للنظام . ثم انتقلت التصفيات ـ على أساس أسريّ داخل الطائفة العلوية نفسها هذه المرة ـ ليتحوّل قسم كبير من أفراد هذه الطائفة إلى أعداء للنظام الذي لم يتقن سوى صناعة الأعداء.

ت ـ تحويل سورية بكل ما فيها من بشر وخيرات وإمكانات وطاقات وأفكارإلى مزرعة مسجّلة باسم حزب البعث العربي الاشتراكيّ، من خلال وضع المادة الثامنة في الدستور السوري التي تنص على أنّ حزب البعث قائد المجتمع والدولة. ولا ندري كيف كانت سورية تعيش قبل عبقرية البعث وقائده أسد وشبله بشار؟

ث ـ ولأسباب عنصرية حاقدة وتخريب متعمّد للأخوة العربية ـ الكردية المتأصّلة عبر القرون لجأ إلى سحب الجنسية السورية من أعداد كبيرة من الكرد السوريين في محافظة الحسكة،وما تبع هذه الخطوة ، بل اللعنة ، من إجراءات تمثّلت في سياسة "الحزام العربي" و مصادرة الأراضي من هؤلاء المجردين من الجنسية والحرمان من حق التملك والدراسة والتوظيف والسفر والرعاية الصحية ...إلخ. ليكسب النظام عداوة قطاع واسع من المواطنين الكرد السوريين ولعناتهم وانتظار ساعة الخلاص منه بفارغ الصبر.

ج ـ مناصبة التيار الإسلامي العداء,وشنّ حرب إبادة واستئصال ضده،وإعدام عشرات الآلاف من ملاكاته وأنصاره ومؤيديه،وسنّ قانون يحكم بالإعدام على كلّ منتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين،وبمفعول رجعي. هذا القانون الذي يشكل سبّةً في تاريخ نظام دمشق،ووصمة عار أبدية في جبينه،ليكسب بهذا الفعل الأرعن المجرم عداوة غالبية المسلمين في عموم سورية .

ح ـ  تحويل سورية إلى مرتع للإيرانيين،يصولون ويجولون ويغيّرون دين الناس ويزرعون أسباب الفتنة في البلد،ويشكّكون الناس في دينهم وأصحاب نبيهم في استغلال حقير لحالة الفقر التي يحياها السوريون نتيجة سياسات النظام القائمة على السلب والنهب والإفقار المتعمّد، في تطبيق غريب للاشتراكية التي لا يستحي النظام من ترديدها صباح مساء دون كلل ولا ملل عبر أبواقه . فضلاً عن تجنيس عشرات الآلاف من الفرس الإيرانيين بالجنسية السورية،في مسعى خطير إلى تغيير التركيبة السكانية في البلد . وقد أدّت سياسات نظام دمشق هذه إلى تذمّر بين المواطنين وتحيّن للفرص على التخلّص من هذا النظام والألغام التي يزرعها في طول البلاد وعرضها.

خ ـ اتّباع سياسة أساسها الاستبداد والطغيان والقهر والحيلولة دون تمتع الإنسان بحرية الرأي والتعبير واعتناق المبدأ السياسيّ الذي يرتئيه. الأمر الذي جعل السوريين على اختلاف مشاربهم يعادون هذا النظام ويعملون على التخلّص منه،كلٌّ بطريقته،وهذه نقطة ضعف المعارضة السورية،التي تتحوّل إلى نقطة قوة للنظام وإطالة في عمره.

    ثانياً:على الصعيد العربي والإقليمي:

أ ـ التدخّل المحموم في شؤون الدول العربية المجاورة،لا سيّما العراق والأردن وتصدير المخربين والإرهابيين إليها،لخلق القلاقل والاضطرابات فيها،الأمر الذي خلق المتاعب لهذه الأقطار وجعل من سورية جار سوء لها.

ب ـ تحويل القطر اللبناني الشقيق إلى بقرة حلوب بيد جلاوزته وأزلامه،واتخاذ ه ساحة لصراع الإرادات وشنّ الحروب الإقليمية بالنيابة،وضرب الوحدة الوطنية وتمكين العناصر الانعزالية فيه، وتدبير المؤامرات الخسيسة للوطنيين من أبنائه،للتخلص منهم بأقذر أسلوب عرفته عصابات الإجرام المحترفة . الأمر الذي  جعل من غالبية الشعب اللبناني خصوماً ألداء لنظام دمشق وللقوات السورية الموجودة في لبنان،حتى طفح الكيلُ وبلغ السيلُ الزبى،فخرج اللبنانيون عن بكرة أبيهم للمطالبة بخروج هذه القوات،فتمّ لهم ما أرادوا،ولكنْ بعد تضحيات جسيمة،فهل السوريون مستعدّون لتقديم تضحيات مماثلة لاقتلاع هذا النظام وكل شروره من عاصمة الأمويين ورميه في مزابل التاريخ؟؟

ت ـ إزعاج الجارة الشمالية تركيا،عبر اللعب بالورقة الكردية الرابحة دوماً مع الأسف،بتصدير التخريب والتفجيرات والاغتيالات إليها،حتى إذا حوصر النظامُ في زاوية ضيقة قدّم عبدالله أوج آلان زعيم حزب العمال الكردستاني لتركيا على طبق من ذهب!! فكسب بذلك عداوة ملايين الكرد وحنقهم وانتظار ساعة الانتقام منه ومن غدره وسوء طويته،بعد أن كسب عداوة الأتراك وفقدان الثقة به.

ث ـ غير أن أهمّ حماقات نظام دمشق على الإطلاق هو ضلوعه في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري على أعلى المستويات،ظنّاً منه أن الجرة يمكن أن تسلم في كل مرة،هذه الجريمة التي يتوقع أن تسفر التحقيقاتُ الدولية بشأنها عن لفّ حبل المشنقة حول عنق النظام ،ليتنفّس الصعداءَ كلّ المتضررين من سياساته وحماقاته ،وتعود البسمة إلى وجه أطفال سورية ونسائها وشيوخها،وترتاح أرواحُ الشهداء في قبورها الجماعية وتحت أنقاض البيوت المهدمة على رؤوس سكانها،"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ