ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

من أين يأتي النظام السوري بهؤلاء الوزراء!؟

الطاهر إبراهيم*

استضافت قناة الجزيرة القطرية، عصر يوم الخميس 9 نوفمبر الجاري، وزيرَ الإعلام السوري "محسن بلال" في فقرة "ضيف المنتصف" ضمن نشرتها الإخبارية "منتصف اليوم". وعندما سأل المذيع "عبد الصمد ناصر" الضيفَ حول موعد الإفراج عن معتقلي الرأي في سورية، قال: إن "هذا السؤال ليس في محله". وكرر نفي حكومته وجود أي معتقل سياسي في سورية، معتبراً أن من يوصفون بأنهم معتقلو رأي هم أشخاص "ارتكبوا أعمالاً تخالف الدستور". كما أضاف أن في سورية حرية رأي وجرائد قومية وأخرى خاصة".

نستعجل فنقول لمن يهمه أن يعرف شيئا عن الصحافة في سورية: صدرت في سورية منذ احتلال فرنسا لها عام 1920 وحتى بداية حكم نظام حزب البعث الميمون عام 1963 –أي خلال 43 عاما- أكثر من 350 صحيفة ودورية. بينما لم يزد عدد الصحف التي صدرت خلال فترة حكم البعث أي خلال 43عاما، أيضا، عن ثلاث صحف، وكلها حكومية: (البعث ، الثورة، تشرين). أما ما صدر من صحف خاصة سياسية فعددها صفر.

من جهة أخرى فقد ذكرت "مراسلون بلا حدود" أن حكومة سورية هي واحدة من بين أسوأ 12 حكومة في العالم تضع القيود وتراقب من يستعمل ويتصفح الإنترنت، بل وتعتقلهم في بعض الأحيان. وتشمل قوائم المواقع المحجوبة عن متصفحي الإنترنت في سورية مواقع ثقافية هامة ومواقع صحف عربية، مع أن إعلام النظام السوري أشاد باهتمام الرئيس بشار بالمعلوماتية، يوم كان يهيأ ليكون رئيسا بعد والده.

ليس مستغربا أن يصرّح وزير الإعلام السوري بعدم وجود معتقلي رأي في سجون سورية ،بل سيكون مستغربا لو أن الوزير اعترف بوجود هكذا معتقلين لسببين اثنين: الأول هو أن قلب الحقائق سياسة إعلامية سورية بامتياز منذ استلم حزب البعث حكم سورية عام 1963 .وثانيا كي لا يُطالب النظام السوري بالكشف عن مصير عشرات الآلاف من معتقلي الرأي الذين لا يعرف أهلوهم مصائرهم بعد أن تمت تصفيتهم في معتقل "تدمر" سيء السمعة وفي معتقلات المخابرات، في ثمانينيات القرن العشرين.

قلب الحقائق لم يكن أهم ما لاحظه المشاهد في أجوبة وزير الإعلام السوري. بل إن ما نمت عنه أجوبته من خشونة، لفتت انتباه المشاهد أكثر. فقد اعتاد المشاهد على أن هناك "طلاق بائن" بين قول الحقيقة وبين من تستضيفهم القنوات الفضائية من مسئولين سوريين. ما ذهبنا إليه يوضحه قول بلال: "هذا السؤال ليس في محله"، وكأنه يلقن المذيعين دروسا في معرفة ما هو في محله وما هو ليس في محله، ما جعل المذيعة "إيمان بنورة" -التي شاركت بتقديم فترة منتصف اليوم- تسارع إلى الاعتذار عن ضيق الوقت ومن ثم إنهاء المقابلة.

الذين يعرفون وزير الإعلام السوري "محسن بلال" لم يستغربوا سلوكه الخشن هذا. فقد ذكر طلاب كلية الطب في جامعة دمشق حيث كان "بلال" مدرسا فيها في أواخر سبعينيات القرن العشرين، كيف كان يدخل قاعة الدرس يصحبه حراسٌ طوالٌ عراضٌ يرافقونه، مما كان يثير الرعب في نفوس الطلاب.

على كل حال، لم يكن الوزير "محسن بلال" –في صلفه وبعده عن الحقيقة- فريد زمانه بين وزراء إعلام النظام السوري، فمعظم من سبقوه كانوا على شاكلته في تسويق الخبر الكاذب وإعطاء الدروس في الوطنية للشعب من على منابر النظام ،صحافةً وإذاعةً وتلفزيونا. كما إنهم كانوا يعطون صورة سيئة في معاملتهم للمثقفين السوريين المعارضين. فقد اتهم وزير الإعلام الأسبق "عدنان عمران" ناشطي ربيع دمشق باتصالهم بالسفارات الأجنبية، وكأنه يقول إنهم عملاء يقبضون المال من تلك السفارات.

كما اتهم وزير الإعلام السابق "مهدي دخل الله" في محاضرة لهم في مدينة الرقة (200 كيلومتر شرق حلب)، الكتاب الذين تنشر لهم جرائد خارج القطر السوري بقبض أموال من تلك الجرائد لا تتناسب مع قيمة ما تنشر لهم. مع أن ما يقبضه جميع الكتاب من مكافآت لقاء ما تنشره لهم تلك الصحف من مقالات لا يساوي ثمن البنزين الذي تستهلكه السيارة التي تنقل أطفال الوزير إلى روضة الأطفال أو المدرسة.

ولعل هناك من القراء من يقول: وهل اقتصر الفساد في سورية على وزراء الإعلام فحسب حتى تصدع رؤوسنا بأخبارهم؟ أم أنه نظام بعضه من بعض، "البطيء فيه رهوان".        

المراقب للشأن السوري يتساءل: أيهما يسبق الآخر فسادُ الوزير أم فسادُ المُوَزّر؟ بمعنى آخر:هل يبحث النظام عن الوزير الفاسد فيعينه في الحكومة أم أن فسادَ النظام يُعْدي "كما يُعدي السليمَ الأجربُ"؟ فمن لم يكن من الوزراء فاسدا، فعليه أن يفسد أو يرحل. وعلى ما يظهر فإن القضية أعقد من هذا التبسيط.

على كل حال المواطن السوري ينظر إلى القضية من زاوية أخرى فيقول: "طنجرة وجدت غطاها. هيك نظام بده هيك وزراء"!!!!ّ!.

*كاتب سوري

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ