ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/11/2006


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

إصدارات

 

 

    ـ القضية الكردية

 

 

   ـ أبحاث    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

ما لم يقله مقال:أين مكمن الخطر؟

إبراهيم درويش

Nafizah_2006@yahoo.com

الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة الحالي في النظام السوري، المصنّف ضمن دعاة الإصلاح في هذا النظام العصيّ على الإصلاح، يخرج علينا هذه الأيام بمقال يحمل عنوان " أين مكمن الخطر؟"،يؤكد فيه أن الخطر كل الخطر في الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها "إسرائيل"،وأننا لسنا بحاجة إلى إيجاد أعداء نصنعهم استجابة للرغبة الأمريكية، يقول د. آغا: " ولكي تزيد(أي الولايات الأمريكية) بلاء الأمة، أثارت فينا اختلافاً عجيباً حين يطرح بعض المثقفين سؤالاً مدهشاً: "من عدونا"؟ والهدف الواضح أن نلتفت إلى عدو نصنعه بأنفسنا حين نصرُّ على أنه عدو، فيرتاح العدو الإسرائيلي الذي يطمح إلى تحالف مع العرب ضد إيران المسلمة ".

ويضيف آغا:" إنني واثق من أن المثقفين العرب يتفقون جميعاً على أن الأمة العربية ليست بحاجة إلى صنع أعداء جدد، وإذا كنت أتفهم قلق بعض دول الخليج العربي من أن تصير إيران الدولة الجارة المتاخمة (وقد خاض بعض العرب ضدها حرباً في الثمانينيات) ولها أشياع بين العرب المسلمين، فإنني أجد دواء هذا القلق في الضغط على الولايات المتحدة وعلى الغرب كله، كي يجبر إسرائيل أولاً على نزع ترسانتها النووية التي تهدد العالم كله وعلى رأسه أوروبا التي كشفت شعوبها عن قلقها من أسلحة التدمير الإسرائيلية حين صوتت في استطلاع أوروبي شهير على أن إسرائيل خطر على الأمن والسلام العالمي ".وهذا صحيح لحدّ ما.

ود.آغا ينبه إلى الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ويلخّصها بقوله:

" ويبدو أن الولايات المتحدة العازمة على مزيد من تفتيت الأمة العربية وشرذمتها، وجدت أن قواها العسكرية على ضخامتها، غير قادرة على فرض مشروعها التدميري المسمى "الشرق الأوسط الكبير" الذي تحلم بأن تكون إسرائيل أعظم دولة فيه، فلجأت إلى تنشيط الميكروبات الكامنة داخل الجسد العربي، فباتت تضرب بقوة على أوتار الطائفية الدينية والإثنية العرقية، وهدفها الواضح هو نشر الحروب الأهلية في أقطار الوطن العربي، حتى إذا ما تحول هذا الشرق العربي إلى بحر دماء، باتت إسرائيل فيه آمنة مطمئنة يستقوي بها المتحاربون ويشترون منها السلاح كي يقتل بعضهم بعضاً ".

ويتخوّف د.آغا من أن يصل الأمر ببعض العرب أن يروا في بعض الأقطار العربية أعداء لهم بناء على إيحاءات أمريكية،فيقول : " ولم يعد بعيداً أن يتوهم بعض العرب أن تكون دولة عربية ما عدواً آخر لهم إذا قررت الولايات المتحدة أنها واحدة من دول الشر التي تزعج إسرائيل أو تهدد مشروعها الصهيوني " .وهذا هو الآخر قد يكون صحيحاً،ولكن هل هذا هو كل شيء؟هل شخّص وزير الثقافة السوريّ المشكلة كما هي؟ هل ثمّة جوانب من القضية لم يتطرق الوزير السوري إليها،بالرغم من أهميتها،إما جهلاً أو تجاهلاً أو خوفاً من غضب سيده عليه،أو تغابياً؟ليسمحْ لنا السيد الوزير ببعض الإضافات والتوضيحات تجلية للصورة,وإسهاماً في الجواب على سؤاله:أين مكمن الخطر؟

  سيادة الوزير:نحن نتفهم الدوافع الأمريكية والإسرائيلية من وراء إلهاء بعضنا ببعض،ولكنّ الشيء الذي لا نستطيع فهمه حقاً هو هذا المسعى الإيراني،بالتوافق مع التواطؤ المريب للنظام السوري الذي كشّر عن صبغته الطائفية أكثر فأكثر،فنأى بنفسه عن منظومته العربية،وارتمى في أحضان الفرس الإيرانيين الذين لهم أجندتهم ومشاريعهم الامبراطورية الخاصة بهم في المنطقة العربية والإسلامية.هل لك ياسيادة وزير الثقافة أن تخبرنا عن الهدف من بناء الحسينيات والحوزات العلمية الفارسية بهذا الحجم المخيف في أرجاء سورية،وبحماية رسمية من سيدك بشار؟ هل لك أن تخبرنا عن السرّ في منح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في سورية؟وبم تفسّر اعتماد رأس النظام في دمشق على الحرس الثوري الإيراني لحمايته وحماية نظامه؟وهل لك أن تخبرنا عن سرّ تحوّل سيدك السابق حافظ أسد وسيدك اللاحق بشار إلى أدوات لتنفيذ السياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة العربية؟وإلا بم تفسر انضواء حافظ أسد تحت الراية الأمريكية لمقاتلة العراق الشقيق عام 1991م؟ألم يكن بالإمكان حلّ المسألة وقتذاك عربياً؟وبم تفسّر خلط الأوراق في الساحة اللبنانية وتشجيع عمليات الاغتيال والتدمير والتخريب هناك من جانب نظام ما زلت تأمل فيه الخير؟أليس ذلك خدمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية التي تحذّر منها؟ بم تفسّر هذا الهدوء من جانب نظام أسد على جبهة الجولان المحتل كل هذه العقود من السنين،الذي لا يمكن تفسيره إلا على أنه خدمة للصهاينة ومساعدة لهم على تحقيق أهدافهم في عموم فلسطين ؟أليس من واجب نظام دمشق أن يعمل على تحرير الأرض السورية المحتلة بنفس وتيرة دعم حزب الله لتحرير الجنوب اللبناني ومزارع شبعا؟كيف نستطيع أن نربط مسعى نظام دمشق في دعم أطراف لبنانية ضد أطراف لبنانية أخرى إلا في إطار تعطيل المحكمة الدولية والحيلولة دون معاقبة القتلة المجرمين الذين اغتالوا رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري؟أليس في التصرف السوري بحثاً عن خلق أعداء جدد لسورية؟ماذا كانت نتيجة التدخل السوري في الشأن اللبناني منذ عام 1976 حتى عام 2005 سوى تدمير علاقات الأخوة بين البلدين التوأمين منذ آلاف السنين؟

2ـ ياوزيرالثقافة السورية: ماذا تقصد بالميكروبات الكامنة داخل الجسد العربي؟ ولماذا لا يعمل هذا الجسد على قطع الطريق على تأثير هذه الميكروبات بنفسه؟ المواطن إذا طالب بحقه في الحرية والمساواة وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارىء الذي منع الحريات وكمّم الأفواه وتوسّع في بناء السجون والمقابر الجماعية وإذلال المواطن وتمكين الفاسدين المفسدين يكون ميكروباً ياداعية الإصلاح؟والمواطن المطالب بتطبيق القانون العادل وإجراء انتخابات حرة ونزيهة يصبح ميكروباً يا مثقف؟والمواطن الكردي الذي يطالب بالجنسية السورية المسحوبة منه لدوافع عنصرية مقيتة، والتمتع بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية داخل الوطن السوري ميكروب ياوزير الثقافة؟ والمواطن السوري الذي يطالب بإلغاء القانون 49 لعام 1980 القاضي بإعدام كل منتسب للإخوان المسلمين ميكروب يا آغا النعسان ؟ هل هذه القضايا تحتمل التأجيل كل هذه العقود من السنين؟وهل يحتاج المواطن السوري إلى من يحرضه على نظامه الظالم الطائفي،الذي أقلّ ما يمكن وصفه به إنه نظام فقدَ كل مسوِّغات البقاء والاستمرار؟أيّ ثقافة تريد تعميمها بهذه العقلية الانتقائية ؟ وهل يحتاج المواطن السوري إلى من يذكّره أن عشرات الألوف من المواطنين السوريين السياسيين من مختلف الاتجاهات مفقودون داخل السجون السورية،منذ ربع قرن، مع ما ينبني على هذه المسألة الإنسانية الاجتماعية من نتائج وآثار تفوق الحصر؟

3ـ يا وزير الثقافة السورية: يريد القارىء أن يعرف بالضبط المقصود بقولك : " ولم يعد بعيداً أن يتوهم بعض العرب أن تكون دولة عربية ما عدواً آخر لهم إذا قررت الولايات المتحدة أنها واحدة من دول الشر التي تزعج إسرائيل أو تهدد مشروعها الصهيوني " .أهي دعاية رخيصة لنظام دمشق الذي يتاجر بالشعارات ويتقن فنّ تجيير المواقف لصالحه،ويبرع في استخدام "الكلمة الرصاصة والموقف الرصاص والدعاية الرصاصية"؟ متى كان نظام دمشق يزعج إسرائيل أو يهدد مشروعها الصهيونيّ ؟ ألا تفرّق ياوزير يامثقف يا دكتور بين خدمة إسرائيل ومشروعها الصهيوني وبين إزعاجها؟ هل عندك شكّ أن نظام أسد يشكل رأس الرمح في محور الشرّ بالنسبة لشعبه وأمته العربية والإسلامية ولدول الجوار؟

 ياوزير: إن خلط المصطلحات خطأ!! فثمة فرق بين سورية البلد والشعب، الذي يجب الدفاع عنهما في كل الظروف والأحوال،وبين النظام الظالم المستبدّ الذي يجب كنسه وتخليص البلاد والعباد من أرجاسه وشروره.أليس غريباً أن تعدّ هذا النظام هو سورية؟أو سورية متمثّلة في هذا النظام؟ يا وزير:الشمس لا تُغطى بالغربال،والشعوب لم تعد تنطلي عليها محاولات تلميع نظام مهترىء نخر السوس في كل مفاصله!!!

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ